الولايات المتحدة تستثمر في علاج ضد كوفيد-19

اكتشاف بؤرة لكورونا في الصين وقواعد جديدة بأوروبا

اكتشاف بؤرة لكورونا في الصين وقواعد جديدة بأوروبا

يخضع تسعة ملايين شخص هم جميع سكان مدينة تشينغداو الصينية لفحوص كوفيد-19 بعد اكتشاف بؤرة صغيرة، على ما أفاد مسؤولون أمس الاثنين، فيما تجبر زيادة أعداد الإصابات في أوروبا السلطات على فرض تدابير مجددا لاحتواء الوباء. وتمّت السيطرة على تفشي الوباء في الصين، حيث ظهر أول مرة العام الماضي، بخلاف الوضع في مناطق عديدة من العالم لا تزال تفرض تدابير إغلاق وتعاني من ارتفاع أعداد الإصابات.
ويعرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاثنين نظامًا جديدًا يتألّف من ثلاث مستويات تأهّب، لتحديد الإجراءات الواجب تطبيقها لمكافحة فيروس كورونا في انكلترا،
فيما قررت السلطات الالمانية إغلاق الحانات والمطاعم في برلين الساعة 23,00 في تدابير تستمر حتى نهاية الشهر، فيما تدرس فرنسا فرض إغلاقات في مدن كبرى.
وفي الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا وحيث سجّلت نحو 7,7 مليون إصابة و214 ألف وفاة، أثار الرئيس دونالد ترامب الجدل لدى إعلانه بأنه اكتسب مناعة من الفيروس بعد تلقيه العلاج في مستشفى في واشنطن الاسبوع الماضي.
وفي الصين، أدى اكتشاف ست إصابات بكوفيد-19 الأحد لإطلاق السلطات أكبر حملة فحوص جماعية منذ أشهر في مدينة تشينغداو التي تعد 9,4 ملايين نسمة.
وأعلن مجلس المدينة عن حملة فحص واسعة النطاق في خمس مناطق من تشينغداو “خلال ثلاثة أيام” وفي المدينة بكاملها “في غضون خمسة أيام».
ووفقا للسلطات الصحية المحلية، يبدو أن جميع المصابين كانوا على اتصال بمستشفى في المدينة يُعالج مرضى كوفيد-19. لكنّ بؤرة العدوى لم تُعرف بعد.
وتتمتع الصين بقدرات اختبار واسعة النطاق وسريعة، وبحلول ظهر الاثنين كانت السلطات أجرت 277 الف اختبار في تشينغداو، تأكدت إصابة تسعة منهم.
وفي حزيران-يونيو، خضعت مناطق واسعة من العاصمة بكين لاختبارات جماعية بعد أن اكتشفت المدينة التي تضم أكثر من 20 مليون حالات إصابة بالفيروس مرتبطة بسوق للمواد الغذائية.
وتحسن الوضع في الصين بشكل لافت منذ فترة ظهور الفيروس أواخر العام الماضي عندما فرضت عمليات إغلاق واسعة النطاق أضرّت بثاني أكبر اقتصاد في العالم. وسافر مئات الملايين عبر الصين لقضاء عطلة “الأسبوع الذهبي” الأسبوع الماضي مع عودة البلاد إلى النمو، في حين أدت الاختبارات وعمليات الإغلاق السريعة إلى الحد من موجات الفيروس الثانية.
لكن الصورة مغايرة في بقية انحاء العالم، حيث تكافح عدة دول موجات جديدة وارتفاع مقلق في أعداد الإصابات.
ويعرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاثنين أمام النوّاب نظامًا جديدًا يتألّف من مستويات تأهّب متدرّجة، حيث يتوقع أن تكون ليفربول المدينة الوحيدة التي تصنّف في أعلى مستوى.
وعلى غرار الحكومات في اوروبا، تسعى حكومة جونسون المحافظة لموازنة تقليل معدلات الإصابة مع الإحباط والقلق المرتبطين بالاقتصاد.
وبحسب نظام الإنذار الجديد، ستُقسّم إنكلترا، وفقًا لمدى انتشار الفيروس، إلى مستويات إنذار ثلاثة، هي “متوسّط” و”مرتفع” و”مرتفع للغاية”، على أن تُطبَّق الإجراءات اللازمة لكلّ مستوى. وقال متحدّث باسم داوننغ ستريت “هذا وقت حرج، وإنّه لأمر فائق الأهمّية أن يَتّبع الجميع الإرشادات الواضحة التي قدّمناها للمساعدة في احتواء الفيروس». وتخضع العديد من المدن في شمال انكلترا لعدة قيود على الحياة الاجتماعية مثل حظر الاختلاط بين الاسر المختلفة، لكنّ جنوب البلاد نجا من هذه القيود حتى الآن.
وسجّلت المملكة المتّحدة، الدولة الأكثر تضرّرًا من الفيروس في أوروبا مع أكثر من 42000 وفاة. وعالميا، أودى الوباء بحياة 1,07 مليون شخص على الأقل، فيما أصاب أكثر من 37 مليونا.
وفي فرنسا، حذّر رئيس الوزراء جان كاستيكس من أنّ سلطات بلاده قد تجبر على فرض إغلاقات جديدة في محاولة لاحتواء زيادة جديدة كبيرة في حالات الإصابة بكورونا “إذا ساءت مؤشرات الوباء».
وأكد طبيب ترامب شون كونلي، في بيان مقتضب نشر مساء السبت، أن الرئيس الأميركي “لم يعد يُعتبر مصدرًا محتملا لانتقال عدوى كوفيد-19».
والأحد، أعلن ترامب أن نتيجة اختبار كوفيد-19 الذي أجري له جاءت “سلبية تمامًا” وكتب على تويتر “أي لا يمكن أن أصاب مجددا بالفيروس”، مضيفا أنه اكتسب “(مناعة) ولا يمكن أن أنقل (العدوى). من الجيد جدا معرفة هذا الأمر».
لكن لم يُعلن بعد أنه لا يحمل الفيروس، ولم يتم إثبات صحة تصريحاته بأنه يحظى بالمناعة.
وقال ترامب في مقابلة عبر الهاتف مع قناة فوكس نيوز “يبدو أنني أتمتع بمناعة، ربما، لا أعرف، لفترة طويلة، او ربما لفترة قصيرة، او ربما مدى الحياة. لا أحد يعرف حقاً لكنني أتمتع بمناعة».
وليس من الواضح بعد إلى أي مدى تمنح الإصابة بكوفيد-19 مناعة من الإصابة به مجددا، حيث أشارت الدراسات الأولى إلى أن المتعافي قد يحظى بمناعة لبضعة أشهر بينما أشارت دراسات أحدث إلى أن المناعة قد تستمر لفترة أطول.
في الأثناء، كشفت دراسة نشرتها وكالة العلوم الوطنية الأسترالية الاثنين أنه بإمكان فيروس كورونا المستجد أن يبقى على أشياء مثل الأوراق النقدية والهواتف حتى 28 يوما في الأجواء الباردة والجافة.
واختبر العلماء في مركز الجهوزية لمواجهة الأمراض التابع لهيئة البحوث الأسترالية مدى قدرة فيروس “سارس-كوف 2” على الاستمرار في الظلام وفي ظل ثلاث درجات حرارة مختلفة، وأظهروا أن معدلات بقائه على قيد الحياة انخفضت في شكل حاد مع ارتفاع درجات الحرارة.
وأعلنت مجموعة صناعة الأدوية “أسترازينيكا” أن الحكومة الأميركية تستثمر حوالى نصف مليار دولار في صنع وتوزيع علاج ضد كوفيد-19 على نطاق واسع وبات في مرحلة متقدمة من التجارب السريرية. وأوضحت في بيان أنه مع استثمار بقيمة 486 مليون دولار، ستساهم الحكومة الأميركية في تطور وتوزيع مئة ألف جرعة بحلول نهاية 2020 ويمكن أن تشتري مليون جرعة إضافية في 2021. وأضافت الشركة في لندن أن “مجموعة الأجسام المضادة إيه-زد-دي 7442 تتقدم بسرعة في تجارب المرحلة الثالثة».
وتابعت أن تجربتين “في الولايات المتحدة وأماكن أخرى ستشمل ستة آلاف شخص من أجل الوقاية من مرض كوفيد-19 وتجارب إضافية على حوالى أربعة آلأف شخص ستشمل علاج المصابين” بفيروس كورونا المستجد.
ومجموعة الأدوية العملاقة التي تطور في موازاة ذلك مع جامعة اوكسفورد “لقاحا” يعتبر بين اللقاحات الواعدة جدا، كانت أعلنت في نهاية آب/اغسطس انها اطلقت تجارب على المرحلة الأولى من دوائها لمعالجة كوفيد-19 والتي تمولها الحكومة الاميركية بواقع 25 مليون دولار.
والدواء يعتبر مزيجا من مجوعتي أجسام مضادة طويلة الأمد أخذت من مرضى تماثلوا الى الشفاء من كوفيد-19 واكتشفها المركز الطبي الأميركي في جامعة فاندربيلت وحصلت أسترازينيكا على ترخيص به في حزيران/يونيو.