منصور بن زايد يبحث مع وزير المالية السوري سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات
«عادات سيئة في شهر رمضان»
الأطباء يحذرون من أمراض السمنة والسكريات العدو الأكبر للإنسان
• أسعد حسن: شخصية الفرد هي التي تحدد سلوكياته الغذائية تجاه الإفطار
• عبد الرحمن أمين: تخفيف المسلم طعامه وقاية لقلبه ، وصحة ونشاط لجسده
• هيام محمد: الصائم إما داع أو مدعو وفي الحالتين يصعب مقاومة الأطباق
• أشرف عوض: لا أطيق منع نفسي من الطعام ،وأترقب سماع أذان المغرب
• سعيد الظاهري: أليس غريبًا أن يتحول رمضان إلى نوم نهاري، وأكل • وسمر مسائي
• أشرف الفخراني: الإفراط في تناول الحلويات يسبب العديد من المشاكل الصحية
• بول صياد: هناك طرق لمعالجة مشكلة البدانة مثل الحمية وتعديل أسلوب الحياة
"مع إطلالة هذا الشهر المبارك يحلو الحديث عن الفوائد الروحية والنفسية والجسدية لصيام رمضان، ولكن هناك وقفات صحية، ووصايا طبية، لا بد أن نعيرها قليلاً من الانتباه ليكون لنا رمضان أيضا الصحة والنشاط والعطاء فهناك من يكثر من تناول الحلويات والأطباق الشهية فيلتهم منها طيلة الليل أكثر مما تتسع له معدته مما يسبب له اضطرابا في عمليات الهضم ، ولقد جعل الله الأكل للإنسان بمثابة الوقود للسيارة وحاجة بيولوجية طبيعية للبقاء على جسم الإنسان وحفظه من الهلاك.وليس معنى ذلك أن يكون الطعام في حد ذاته غاية وهدفًا نحيا من أجله وباتت البدانة مرادفًا لأمراض عديدة تصيب الإنسان سواء في المجتمعات الشرقية أو الغربية".
وتتحدث في البداية عن رأيها"هيام محمد " معلمة غرفة مصادر رعاية المتفوقات للتربية الخاصة قائلة:
بالتأكيد إن الصيام دعوة لجسم سليم ،وقلب تائب لله، طامع في رحمته ،ولا يخلو بيت عربي الآن من الكنافة والقطائف وكثير من الحلويات واللحوم والدسم تتحول في الجسم إلى دهون، وزيادة في الوزن، وعبء على القلب،وقد اعتاد الكثير منا على حشو بطنه بأصناف الطعام، ثم يطفئ لهيب المعدة بزجاجات المياه الغازية أو المثلجات،وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدم التزام الكثير من المسلمين بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضان ، ورغم إسرافهم في تناول الأطباق الرمضانية الدسمة والحلويات، فإن صيام رمضان قد يحق نقصا في وزن الصائمين بمقدار 2-3 كيلوجرامات في عدد من الدراسات العلمية.
وتابعت هيام حديثها قائلة، إن الإفراط في تناول الحلويات والنشويات يؤدي إلي زيادة الوزن نتيجة قلة الحركة خلال النهار مما يؤدي إلي ضعف احتراق السعرات الحرارية، خاصة إن هذا الشهر يتسم بكثرة الولائم فالصائم إما داعيا أو مدعوا وفي الحالتين يصعب مقاومة الأطباق التي تقدم بهذه المناسبة، كذلك عدم إقبال الكثيرين علي تناول الفاكهة والخضراوات لكثرة الأطباق الخاصة بشهر رمضان، فتكون النتيجة كيلو جرامات زائدة يصعب التخلص منها بعد ذلك.
ويشتكي "أشرف عوض" موظف ،من البدانة التي لحقت به وتزيد في شهر رمضان قائلا:
مشكلة حياتي الطعام،فأنا أشتهي كل أنواع المأكولات والحلويات وأعلم تماما بن هذا خطر على الصحة ولكن لا أستطيع أن أمنع نفسي من التهام المأكولات والحلويات،وعندما يحل علينا شهر رمضان أفكر في استغلال الصيام لإنقاص وزني ،ولكن العكس هو الذي يحدث وتابع عوض : أجد صعوبة في أيام الصيام فانا لا أطيق منع نفسي من الطعام ،وأترقب كل لحظة لسماع أذان المغرب ،وعندما أسمعه أجلس على المائدة الرمضانية وآكل الطعام بشراهة كبيرة والتي لا تخلو من سبعة أصناف من الأطباق ومثلها من الحلويات والعصائر وهذا عادة ما يحدث في كل بيت عربي إلا من رحم ربي. وقال عوض :عندما أقيس وزني في نهاية شهر رمضان أجد زيادة تقدر بسبعة كيلو جرامات زيادة على وزني ،وحاولت أخذ عقاقير واأبع حمية وزرت الكثير من العيادات الطبية المتخصصة في إنقاص الوزن ولكن ليس هناك فائدة ،فشراهتي للطعام لا تتوقف .
ويتساءل( سعيد الظاهري) :
لماذا يتزاحم الناس لشراء كل ما هو دسم وثقيل على المعدة؟ ولماذا تزداد حمى التهام السكريات والحلويات بلا حساب؟ أليس غريبًا أن يتحول شهر رمضان إلى نوم نهاري، وأكل وسمر مسائي؟
وأرجع الأسباب إلى شخصية الإنسان واختلاف عقليته فهناك أناس يعرفون الحقيقة الواضحة لصيام الشهر ويطبقونها على أرض الواقع وهناك نوع آخر من البشر يعرفون الحقيقة ولكنهم يتناسون .
وأضاف الظاهري ،على الأسرة أن تتحمل المسؤولية الكاملة لأنها هي التي تخرج النشء الجديد وعليها أن توعي أبنائها بأن شهر رمضان ليس للطعام بل للعبادة والتقرب إلى الله.
ومن الناحية النفسية يقول الأخصائي النفسي "أسعد حسن":
اقترن الشهر الفضيل في خيال أي صائم الى المائدة الرمضانية الغنية بكل ما هو لذ وطاب والحلويات التي لا يأكلها إلا في شهر رمضان، وأغلب البدناء يعانون من اضطرابات نفسية فهو يلجأ لحل مشاكله أو الهروب منها بالإفراط في تناول الطعام، وعندما يصوم الإنسان الذي يعاني من مشاكل نفسية يشعر بالضيق والاختناق ويتمنى أن يسمع آذان المغرب في كل لحظة حتى يتخلص من هذه الهموم والعقد النفسية التي ترهقه طول فترة الصيام وينهال على الفطور بشراهة كبيرة مما يصيبه بالبدانة التي تكون في بعض الأحيان بدانة مفرطة تسبب له عقداً نفسية.
ويستطرد حسن في حديثه قائلا، إن التأثير النفسي يلعب دوراً كبيراً في ذلك، حيث إن شخصية الفرد هي التي تحدد اتجاهاته وسلوكاته الغذائية تجاه مواقف الإفطار وهي التي تحدد الاندماج بشكل إيجابي أو سلبي لتناول الأطعمة دون مراعاة المحاذير المقدمة للفرد من الطبيب، أمام هذه الأغذية قد يتخلى الفرد عن التفكير العقلي أو المنطقي عند تناول هذه الأنواع حيث وجد أن هناك ارتباطاً بين تناول نوع معين من الغذاء والصحة العقلية للفرد،ولهذا علينا أن نتعامل مع إفطارنا بحكمة وعقل حتى لا نصاب بأمراض وتخمة لا نستطيع التخلص منها.
أما من الناحية الدينية فيتحدث الدكتور(عبد الرحمن أمين)أستاذ بقسم أصول الفقه الإسلامي قائلا :
(وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ) تلك هي آية في كتاب الله، جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات،فإذا جاء شهر رمضان، والتزم الصائم بهذه الآية، وتجنب الإفراط في الدهون والحلويات والأطعمة الثقيلة، وخرج في نهاية شهر رمضان، وقد نقص وزنه قليلا، وانخفضت الدهون، يكون في غاية الصحة والسعادة، وبذلك يجد في رمضان وقاية لقلبه، وارتياحا في جسده.
ويزيد أمين ، لا يخفى على عاقل ما للتوسع في المآكل والمشارب من عواقب وخيمة على دين المرء ودنياه زيادة على ما مضى؛ فهو مما يورث البلادة، ويعوق عن التفكير الصحيح، وهو مدعاة للكسل، وموجب لقسوة القلب، وهو سبب لمرض البدن، وتحريك نوازع الشر، وتسلط الشيطان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وقد ثبت عن النبي أنه قال: " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" ولا ريب أن الدم يتولد من الطعام والشراب،ولهذا إذا أكل أو شرب اتسعت مجاري الشيطان، ولهذا قيل،" فضيقوا مجاريه بالجوع " وإذا ضاقت انبعثت القلوب إلى فعل الخيرات التي تفتح بها أبواب الجنة، وإلى ترك المنكرات التي تفتح بها أبواب النار، وصفدت الشياطين، فضعفت قوتهم وعملهم بتصفيدهم، فلم يستطيعوا أن يفعلوا في شهر رمضان ما كانوا يفعلونه في غيره.
ويضيف أمين، فقد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعجل فطره على تمرات أو ماء، ثم يعجل صلاة المغرب، ويقدمها على إكمال طعام إفطاره،وفي ذلك حكمة نبوية رائعة، فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيها حقيقيا، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء، ويزول الشعور بالعطش والجوع، ويعود الصائم بعد الصلاة إلى إكمال إفطاره، وقد زال عنه الشعور بالنهم،ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم. وينهي أمين حديثه قائلا، بعض الناس يلجأ إلى النوم بعد الإفطار والحقيقة، فإن النوم بعد تناول وجبة طعام كبيرة ودسمة قد يزيد من خمول الإنسان وكسله،ولا بأس من الاسترخاء قليلا بعد تناول الطعام،وتظل النصيحة الذهبية لهؤلاء الناس هي : ضرورة الاعتدال في تناول طعامهم، ثم النهوض لصلاة العشاء والتراويح، فهي تساعد على هضم الطعام.
أما الرأي الطبي يتحدث الدكتور "أشرف الفخراني" استشاري أمراض الباطنة والقلب عن رأيه في العادات الموروثة للمائدة الرمضانية حيث يقول: البدانة مرض خطير ومزمن يؤثر على الأشخاص من الجنسين وبمختلف الفئات العمرية، وصل في استفحاله إلى حدود تنذر بالخطر في أرجاء العالم بما فيه الإمارات، حيث تبين تقديرات منظمة الصحة العالمية وصول نسبة عدد المصابين بالوزن الزائد في الدولة إلى 60%من تعداد السكان، فمثلاً يعاني المرضى المصابون بمرض السمنة الوسطية "الكرش" من تجمع الدهون حول أحشاء البطن، حيث أن هذه الدهون خطرة جداً وقد تؤدي إلى الإصابة بالجلطة القلبية، كما أن تقليل الوزن بمقدار 5 - 10% يقلل من هذه الدهون بنسبة 30%.
ويضيف الفخراني، بأن الإكثار من السكريات والمواد النشوية يسبب عادة السمنة وما يصاحبها من اضطراب،ونحن نعلم جميعا بأن شهر رمضان مقترن به مائدة تمتلئ بالأطعمة والحلويات والعصائر بشتى أنواعها وهذا مفهوم خطأ توارثناه منذ القدم ، وقد أثبتت جميع دراسات علم التغذية أن للسكريات أثرا في تصلب الشرايين، فالإفراط في التهام السكريات المتمثلة في الحلويات يسبب العديد من المشاكل الصحية في حين لا يحتاج الجسم في الصيام إلا للخضراوات واللحوم والقليل من النشويات خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور وهي حوالي ثماني ساعات.
ويؤكد على ضرورة مراعاة الحدود المعقولة في مائدة الإفطار وعدم المبالغة في الطعام، حيث إن المسرفين في وقت الإفطار معرضون للإصابة بالدوار الحركي (الدوخة) خاصة في الأيام الأولى من رمضان، إذ أن الأكل الكثير يدفع الجسم إلى زيادة اتساع الأوعية الدموية في الجهاز الهضمي وتوجيه نشاط الدورة الدموية إلى هذا الجزء من الجسم في حين يقل نشاط الدورة في بقية أجسام الجسم ،لذلك يصاب الصائم بالصداع والقابلية للغثيان بعد الإفطار، فنتيجة الإفراط في تناول الطعام أثناء الإفطار، يصبح الجسم في حالة خمول شديد وانهيار وهذا يرجع لكون الحالة الوظيفية للجسم تنتقل فجأة من النقيض إلى النقيض مما يحدث ارتباكا في عملية تمثيل الخلية وفي إنتاج الطاقة.
وقال الدكتور (بول صياد)، جراح عام في المستشفى الأمريكي- دبي:
بالطبع في شهر رمضان يكثر المسلم من تناول الطعام والسكريات التي تعتبر خطر كبير على صحة الانسان مما تؤدي الى البدانة التي تقصر العمر وتزيد من التعقيدات الصحية ،و تحدد عادة باستخدام مؤشر كتلة الجسم BMI وهو نسبة الطول إلى الوزن، هي مرض معقد ناشئ عن مجموعة من العوامل المرتبطة بالجينات الوراثية والبيئة/نمط المعيشة والحالة النفسية، وهناك العديد من الطرق لمعالجة مشكلة البدانة مثل الحمية وتعديل أسلوب الحياة، لكن أظهرت الإحصاءات أن نسبة ضئيلة من الناس (3-6 بالمائة) استطاعت أن تحافظ على ما فقد من الوزن الزائد بعد حمية استمرت من 4 إلى 5 سنوات، أثبتت الجراحة على مدى 25 سنة الماضية أنها الطريقة الأكثر فعالية في علاج البدانة والبدانة المستفحلة ،حيث تؤدي البدانة المستفحلة إلى مشاكل صحية أخرى خطيرة.
ويضيف صياد، (ربط المعدة) من العمليات الجراحية المتوفرة وأكثرها إجراءاً، وفيها يقوم الجراح بتثبيت رباط حول الجزء الأعلى من المعدة لتشكيل جيب صغير فوقها، يعمل على تقليص كمية الطعام المتناولة، يمكن الآن إجراء العملية بأسلوب جراحة تنظير جوف البطن، حيث يقوم الجراح بعمل شقوق صغيرة للغاية في البطن يدخل من خلالها الرباط بواسطة أدوات دقيقة وبمساعدة كاميرا (منظار جراحي)، إضافة إلى مضخة توضع تحت الجلد مباشرة تعمل على ضبط مستوى شد الرباط.
وأكد صياد البدانة ليس لها دواء وهي حالة تدوم العمر كله ويلزم علاجها إتباع برامج للحمية. تأتي عملية الرباط المعدي كجزء من أسلوب شامل ومتعدد المساقات نحو العلاج، ويشمل توفير دعم دائم من قبل طبيب أغذية وطبيب نفساني يعملان على إعداد المريض للعلاج طوال العمر.
يشرح ذلك الدكتور صياد بقوله يحتاج المريض إلى المؤازرة قبل وبعد العملية التي قد لا تكون مناسبة للجميع، وينتهي إلى أن العلاج ناجح إذا التزم المريض التزاماً تاماً وتعاون مع فريق الدعم.
• عبد الرحمن أمين: تخفيف المسلم طعامه وقاية لقلبه ، وصحة ونشاط لجسده
• هيام محمد: الصائم إما داع أو مدعو وفي الحالتين يصعب مقاومة الأطباق
• أشرف عوض: لا أطيق منع نفسي من الطعام ،وأترقب سماع أذان المغرب
• سعيد الظاهري: أليس غريبًا أن يتحول رمضان إلى نوم نهاري، وأكل • وسمر مسائي
• أشرف الفخراني: الإفراط في تناول الحلويات يسبب العديد من المشاكل الصحية
• بول صياد: هناك طرق لمعالجة مشكلة البدانة مثل الحمية وتعديل أسلوب الحياة
"مع إطلالة هذا الشهر المبارك يحلو الحديث عن الفوائد الروحية والنفسية والجسدية لصيام رمضان، ولكن هناك وقفات صحية، ووصايا طبية، لا بد أن نعيرها قليلاً من الانتباه ليكون لنا رمضان أيضا الصحة والنشاط والعطاء فهناك من يكثر من تناول الحلويات والأطباق الشهية فيلتهم منها طيلة الليل أكثر مما تتسع له معدته مما يسبب له اضطرابا في عمليات الهضم ، ولقد جعل الله الأكل للإنسان بمثابة الوقود للسيارة وحاجة بيولوجية طبيعية للبقاء على جسم الإنسان وحفظه من الهلاك.وليس معنى ذلك أن يكون الطعام في حد ذاته غاية وهدفًا نحيا من أجله وباتت البدانة مرادفًا لأمراض عديدة تصيب الإنسان سواء في المجتمعات الشرقية أو الغربية".
وتتحدث في البداية عن رأيها"هيام محمد " معلمة غرفة مصادر رعاية المتفوقات للتربية الخاصة قائلة:
بالتأكيد إن الصيام دعوة لجسم سليم ،وقلب تائب لله، طامع في رحمته ،ولا يخلو بيت عربي الآن من الكنافة والقطائف وكثير من الحلويات واللحوم والدسم تتحول في الجسم إلى دهون، وزيادة في الوزن، وعبء على القلب،وقد اعتاد الكثير منا على حشو بطنه بأصناف الطعام، ثم يطفئ لهيب المعدة بزجاجات المياه الغازية أو المثلجات،وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدم التزام الكثير من المسلمين بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضان ، ورغم إسرافهم في تناول الأطباق الرمضانية الدسمة والحلويات، فإن صيام رمضان قد يحق نقصا في وزن الصائمين بمقدار 2-3 كيلوجرامات في عدد من الدراسات العلمية.
وتابعت هيام حديثها قائلة، إن الإفراط في تناول الحلويات والنشويات يؤدي إلي زيادة الوزن نتيجة قلة الحركة خلال النهار مما يؤدي إلي ضعف احتراق السعرات الحرارية، خاصة إن هذا الشهر يتسم بكثرة الولائم فالصائم إما داعيا أو مدعوا وفي الحالتين يصعب مقاومة الأطباق التي تقدم بهذه المناسبة، كذلك عدم إقبال الكثيرين علي تناول الفاكهة والخضراوات لكثرة الأطباق الخاصة بشهر رمضان، فتكون النتيجة كيلو جرامات زائدة يصعب التخلص منها بعد ذلك.
ويشتكي "أشرف عوض" موظف ،من البدانة التي لحقت به وتزيد في شهر رمضان قائلا:
مشكلة حياتي الطعام،فأنا أشتهي كل أنواع المأكولات والحلويات وأعلم تماما بن هذا خطر على الصحة ولكن لا أستطيع أن أمنع نفسي من التهام المأكولات والحلويات،وعندما يحل علينا شهر رمضان أفكر في استغلال الصيام لإنقاص وزني ،ولكن العكس هو الذي يحدث وتابع عوض : أجد صعوبة في أيام الصيام فانا لا أطيق منع نفسي من الطعام ،وأترقب كل لحظة لسماع أذان المغرب ،وعندما أسمعه أجلس على المائدة الرمضانية وآكل الطعام بشراهة كبيرة والتي لا تخلو من سبعة أصناف من الأطباق ومثلها من الحلويات والعصائر وهذا عادة ما يحدث في كل بيت عربي إلا من رحم ربي. وقال عوض :عندما أقيس وزني في نهاية شهر رمضان أجد زيادة تقدر بسبعة كيلو جرامات زيادة على وزني ،وحاولت أخذ عقاقير واأبع حمية وزرت الكثير من العيادات الطبية المتخصصة في إنقاص الوزن ولكن ليس هناك فائدة ،فشراهتي للطعام لا تتوقف .
ويتساءل( سعيد الظاهري) :
لماذا يتزاحم الناس لشراء كل ما هو دسم وثقيل على المعدة؟ ولماذا تزداد حمى التهام السكريات والحلويات بلا حساب؟ أليس غريبًا أن يتحول شهر رمضان إلى نوم نهاري، وأكل وسمر مسائي؟
وأرجع الأسباب إلى شخصية الإنسان واختلاف عقليته فهناك أناس يعرفون الحقيقة الواضحة لصيام الشهر ويطبقونها على أرض الواقع وهناك نوع آخر من البشر يعرفون الحقيقة ولكنهم يتناسون .
وأضاف الظاهري ،على الأسرة أن تتحمل المسؤولية الكاملة لأنها هي التي تخرج النشء الجديد وعليها أن توعي أبنائها بأن شهر رمضان ليس للطعام بل للعبادة والتقرب إلى الله.
ومن الناحية النفسية يقول الأخصائي النفسي "أسعد حسن":
اقترن الشهر الفضيل في خيال أي صائم الى المائدة الرمضانية الغنية بكل ما هو لذ وطاب والحلويات التي لا يأكلها إلا في شهر رمضان، وأغلب البدناء يعانون من اضطرابات نفسية فهو يلجأ لحل مشاكله أو الهروب منها بالإفراط في تناول الطعام، وعندما يصوم الإنسان الذي يعاني من مشاكل نفسية يشعر بالضيق والاختناق ويتمنى أن يسمع آذان المغرب في كل لحظة حتى يتخلص من هذه الهموم والعقد النفسية التي ترهقه طول فترة الصيام وينهال على الفطور بشراهة كبيرة مما يصيبه بالبدانة التي تكون في بعض الأحيان بدانة مفرطة تسبب له عقداً نفسية.
ويستطرد حسن في حديثه قائلا، إن التأثير النفسي يلعب دوراً كبيراً في ذلك، حيث إن شخصية الفرد هي التي تحدد اتجاهاته وسلوكاته الغذائية تجاه مواقف الإفطار وهي التي تحدد الاندماج بشكل إيجابي أو سلبي لتناول الأطعمة دون مراعاة المحاذير المقدمة للفرد من الطبيب، أمام هذه الأغذية قد يتخلى الفرد عن التفكير العقلي أو المنطقي عند تناول هذه الأنواع حيث وجد أن هناك ارتباطاً بين تناول نوع معين من الغذاء والصحة العقلية للفرد،ولهذا علينا أن نتعامل مع إفطارنا بحكمة وعقل حتى لا نصاب بأمراض وتخمة لا نستطيع التخلص منها.
أما من الناحية الدينية فيتحدث الدكتور(عبد الرحمن أمين)أستاذ بقسم أصول الفقه الإسلامي قائلا :
(وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ) تلك هي آية في كتاب الله، جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات،فإذا جاء شهر رمضان، والتزم الصائم بهذه الآية، وتجنب الإفراط في الدهون والحلويات والأطعمة الثقيلة، وخرج في نهاية شهر رمضان، وقد نقص وزنه قليلا، وانخفضت الدهون، يكون في غاية الصحة والسعادة، وبذلك يجد في رمضان وقاية لقلبه، وارتياحا في جسده.
ويزيد أمين ، لا يخفى على عاقل ما للتوسع في المآكل والمشارب من عواقب وخيمة على دين المرء ودنياه زيادة على ما مضى؛ فهو مما يورث البلادة، ويعوق عن التفكير الصحيح، وهو مدعاة للكسل، وموجب لقسوة القلب، وهو سبب لمرض البدن، وتحريك نوازع الشر، وتسلط الشيطان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وقد ثبت عن النبي أنه قال: " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" ولا ريب أن الدم يتولد من الطعام والشراب،ولهذا إذا أكل أو شرب اتسعت مجاري الشيطان، ولهذا قيل،" فضيقوا مجاريه بالجوع " وإذا ضاقت انبعثت القلوب إلى فعل الخيرات التي تفتح بها أبواب الجنة، وإلى ترك المنكرات التي تفتح بها أبواب النار، وصفدت الشياطين، فضعفت قوتهم وعملهم بتصفيدهم، فلم يستطيعوا أن يفعلوا في شهر رمضان ما كانوا يفعلونه في غيره.
ويضيف أمين، فقد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعجل فطره على تمرات أو ماء، ثم يعجل صلاة المغرب، ويقدمها على إكمال طعام إفطاره،وفي ذلك حكمة نبوية رائعة، فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيها حقيقيا، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء، ويزول الشعور بالعطش والجوع، ويعود الصائم بعد الصلاة إلى إكمال إفطاره، وقد زال عنه الشعور بالنهم،ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم. وينهي أمين حديثه قائلا، بعض الناس يلجأ إلى النوم بعد الإفطار والحقيقة، فإن النوم بعد تناول وجبة طعام كبيرة ودسمة قد يزيد من خمول الإنسان وكسله،ولا بأس من الاسترخاء قليلا بعد تناول الطعام،وتظل النصيحة الذهبية لهؤلاء الناس هي : ضرورة الاعتدال في تناول طعامهم، ثم النهوض لصلاة العشاء والتراويح، فهي تساعد على هضم الطعام.
أما الرأي الطبي يتحدث الدكتور "أشرف الفخراني" استشاري أمراض الباطنة والقلب عن رأيه في العادات الموروثة للمائدة الرمضانية حيث يقول: البدانة مرض خطير ومزمن يؤثر على الأشخاص من الجنسين وبمختلف الفئات العمرية، وصل في استفحاله إلى حدود تنذر بالخطر في أرجاء العالم بما فيه الإمارات، حيث تبين تقديرات منظمة الصحة العالمية وصول نسبة عدد المصابين بالوزن الزائد في الدولة إلى 60%من تعداد السكان، فمثلاً يعاني المرضى المصابون بمرض السمنة الوسطية "الكرش" من تجمع الدهون حول أحشاء البطن، حيث أن هذه الدهون خطرة جداً وقد تؤدي إلى الإصابة بالجلطة القلبية، كما أن تقليل الوزن بمقدار 5 - 10% يقلل من هذه الدهون بنسبة 30%.
ويضيف الفخراني، بأن الإكثار من السكريات والمواد النشوية يسبب عادة السمنة وما يصاحبها من اضطراب،ونحن نعلم جميعا بأن شهر رمضان مقترن به مائدة تمتلئ بالأطعمة والحلويات والعصائر بشتى أنواعها وهذا مفهوم خطأ توارثناه منذ القدم ، وقد أثبتت جميع دراسات علم التغذية أن للسكريات أثرا في تصلب الشرايين، فالإفراط في التهام السكريات المتمثلة في الحلويات يسبب العديد من المشاكل الصحية في حين لا يحتاج الجسم في الصيام إلا للخضراوات واللحوم والقليل من النشويات خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور وهي حوالي ثماني ساعات.
ويؤكد على ضرورة مراعاة الحدود المعقولة في مائدة الإفطار وعدم المبالغة في الطعام، حيث إن المسرفين في وقت الإفطار معرضون للإصابة بالدوار الحركي (الدوخة) خاصة في الأيام الأولى من رمضان، إذ أن الأكل الكثير يدفع الجسم إلى زيادة اتساع الأوعية الدموية في الجهاز الهضمي وتوجيه نشاط الدورة الدموية إلى هذا الجزء من الجسم في حين يقل نشاط الدورة في بقية أجسام الجسم ،لذلك يصاب الصائم بالصداع والقابلية للغثيان بعد الإفطار، فنتيجة الإفراط في تناول الطعام أثناء الإفطار، يصبح الجسم في حالة خمول شديد وانهيار وهذا يرجع لكون الحالة الوظيفية للجسم تنتقل فجأة من النقيض إلى النقيض مما يحدث ارتباكا في عملية تمثيل الخلية وفي إنتاج الطاقة.
وقال الدكتور (بول صياد)، جراح عام في المستشفى الأمريكي- دبي:
بالطبع في شهر رمضان يكثر المسلم من تناول الطعام والسكريات التي تعتبر خطر كبير على صحة الانسان مما تؤدي الى البدانة التي تقصر العمر وتزيد من التعقيدات الصحية ،و تحدد عادة باستخدام مؤشر كتلة الجسم BMI وهو نسبة الطول إلى الوزن، هي مرض معقد ناشئ عن مجموعة من العوامل المرتبطة بالجينات الوراثية والبيئة/نمط المعيشة والحالة النفسية، وهناك العديد من الطرق لمعالجة مشكلة البدانة مثل الحمية وتعديل أسلوب الحياة، لكن أظهرت الإحصاءات أن نسبة ضئيلة من الناس (3-6 بالمائة) استطاعت أن تحافظ على ما فقد من الوزن الزائد بعد حمية استمرت من 4 إلى 5 سنوات، أثبتت الجراحة على مدى 25 سنة الماضية أنها الطريقة الأكثر فعالية في علاج البدانة والبدانة المستفحلة ،حيث تؤدي البدانة المستفحلة إلى مشاكل صحية أخرى خطيرة.
ويضيف صياد، (ربط المعدة) من العمليات الجراحية المتوفرة وأكثرها إجراءاً، وفيها يقوم الجراح بتثبيت رباط حول الجزء الأعلى من المعدة لتشكيل جيب صغير فوقها، يعمل على تقليص كمية الطعام المتناولة، يمكن الآن إجراء العملية بأسلوب جراحة تنظير جوف البطن، حيث يقوم الجراح بعمل شقوق صغيرة للغاية في البطن يدخل من خلالها الرباط بواسطة أدوات دقيقة وبمساعدة كاميرا (منظار جراحي)، إضافة إلى مضخة توضع تحت الجلد مباشرة تعمل على ضبط مستوى شد الرباط.
وأكد صياد البدانة ليس لها دواء وهي حالة تدوم العمر كله ويلزم علاجها إتباع برامج للحمية. تأتي عملية الرباط المعدي كجزء من أسلوب شامل ومتعدد المساقات نحو العلاج، ويشمل توفير دعم دائم من قبل طبيب أغذية وطبيب نفساني يعملان على إعداد المريض للعلاج طوال العمر.
يشرح ذلك الدكتور صياد بقوله يحتاج المريض إلى المؤازرة قبل وبعد العملية التي قد لا تكون مناسبة للجميع، وينتهي إلى أن العلاج ناجح إذا التزم المريض التزاماً تاماً وتعاون مع فريق الدعم.