رئيس الدولة والرئيس المصري يبحثان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية
رمضان في الهند
الاعتكاف وتحفيز الأطفال على الصيام وشربة الكنجي على المائدة
تجاوز عدد المسلمين في الهند مائة وستين مليون مسلم، وبما أن الهند تستقبل رمضان شأنها شأن الدول العربية فكان لابد أن نلقي الضوء على مسلمين يبتهجوا لقدوم رمضان ولهم شعور خاص ومظاهر مرتبطة برمضان من الناحية الروحانية والعادات الاجتماعية في التقارب والمشاركة في تناول وجبة الافطار بشكل جماعي.
يذكر عبده شيوابورم عضو جمعية الصحفيين الإماراتية، مدير تحرير مجلة نافودهانام الهندية يذكر بأن رمضان في الهند يضم العديد من العادات والتقاليد والمظاهر الرائعة ومنها العادات الغريبة، فأيام رمضان تختلف تماما عن باقي الأشهر في السنة، تعم فيه المحبة والإخاء والفرحة وسط بهجة وأجواء روحانية وإنسانية، حيث أن الهند تتميز بمختلف الثقافات الحضارات المتعددة وطقوس وعادات متنوعة وغريبة، وككل الدول الإسلامية تستعد الأمهات قبل قدوم الشهر الفضيل في تنظيف البيوت بأكملها، ويعد هذا مظهرا جميلا يعكس عشق المجتمع الإسلامي في الهند للنكهة الرمضانية
ويضيف عبده شيوابورم أن الأطعمة الرمضانية تضم الأرز والدقيق والقمح، والاطعمة الهندية تمتاز بتوابلها الحارة التي هي الوان من الفلفل والكركم والتمر الهندي وغيرها من التوابل المشهورة حتى في الدول العربية في اسيا وأفريقيا والأطعمة الرمضانية الهندية تختلف بين شمال الهند وجنوبها بحد كبير، أما الهنود الذين يسكنون في جنوب الهند، وخاصة في منطقة مالابار يفضلون الأطعمة من الأرز، ويطبخون بها شتي الأنواع ضمن الحلويات، ويستخدمون في الطهي اللحوم والأسماك أيضا، وسيدات مالابار يشتهرن في طهي الأطعمة الرمضانية بشتي أنواعها “ الكنجي “ وهي شربة تمنح للصائم من قوة وتذهب الظمأ، فهي تصنع من دقيق الأرز وبعض البهارات وتطبخ في الماء وعند الإفطار يتناولون الفواكه بأنواعها مثل التمر والبرتقال والعنب وغيرها
أما الأطفال يتسابقون في الصيام، حيث يدربون عليه قبل سن البلوغ، والامهات يشجعن الأبناء على أداء هذا الواجب الديني وترسيخ مفهوم العقيدة وتعاليمها من الصغر لمعرفة حدود الشرع السليم وذلك من خلال الجلسات التعليمية وممارسة الطقوس جماعية ونشرها بالحسنة، كما يسارع الأطفال لأداء صلاة التراويح من أول ليلة في رمضان، والكل يجتهد في قراءة القرآن لختمة مرة واحدة علي الأقل خلال الشهر الكريم، وتعتبر الجمعة الأخيرة من رمضان “جمعة الوداع” ويعتبر المسلمون الهنود هذه الجمعة مناسبة عظيمة للالتقاء والاجتماع، ومن العادات الرمضانية في الهند أن يشترك سكان المنطقة الواحدة في موائد الإفطار، حيث يتجمع سكان كل حي في المسجد علي طعام الافطار ، ويحضر كل واحد منهم ما تيسر له من الطعام والشراب والفواكه، ويشترك الجميع في تناول طعام الافطار علي تلك المائدة الجماعية في المسجد
ويحرص الهنود المسلمين علي حضور صلاة التراويح في المساجد، وبعض المساجد التي لا يتوفر فيها أمام حافظ، يسعي أهل المنطقة باستقدام أمام حافظ القرآن الكريم من مناطق اخري للقيام بهذه المهمة، والسحور عند المسلمين الهنود يتكون من الأرز والخبز، إلي جانب أنواع أخري من الطعام الخفيف، كما يقيمون العشر الأخيرة من رمضان بالاعتكاف في المساجد، وليلة القدر لها قيمة كبري في الهند، ويعتقد الكثير من الناس أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين وتظل قلوب المجتمع المسلم معلقة بالمسجد الحرام لأداء العمرة وعيون الجميع وقلوبهم تهفو لزيارة الدول العربية لما لها من روحانيات مطلقة