رئيس الدولة يبحث مع الرئيس الفرنسي مسار العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين
أكثر صعوبة من عام 2017:
الانتخابات الألمانية: لهذا أصبح التكهن مستحيلاً...!
-- انهيار الطبقة السياسية الألمانية يجعل التكهن الانتخابي ليوم 26 سبتمبر صعبًا
-- لن يكون الائتلاف الحكومي القادم من ثلاثة أحزاب فحسب، لكنه سيفتقر إلى شخصية محترمة على رأسه
عام 2017، كان التكهن الانتخابي لانتخابات البوندستاغ لا يزال بسيطًا نسبيًا. كان وضع المستشارة ميركل حرجا ويتسم بالضعف جراء فتح الحدود أمام المهاجرين.
لذلك كان من الممكن توقّع تراجع السيدة ميركل وصعود حزب البديل من أجل ألمانيا، الحزب القومي-المحافظ. المستشارة -وتحالفها الكبير الاتحاد المسيحي الديمقراطي - الحزب الاشتراكي الديمقراطي –لم تحسم بنية المشهد الا بعد ما يقارب الستة أشهر من المفاوضات الشاقة.
بعد أربع سنوات، لن تترشح ميركل لخلافة نفسها -الأمر الذي أعاد لها شعبيتها، إلا أنه بات في غاية الصعوبة التكهن بمن سيخلفها. فيما يلي تذكير بالتقلبات والمنعطفات في حملة مشوشة إلى حد ما.
مرشحة الخضر:
جولة صغيرة ثم تذهب
1 -في الربيع، مرشحة الخضر، أنالينا بربوك، هي محبوبة وسائل الإعلام. قالت السيدة لاغارد إنها مسرورة بالدور المدعوّة للعبه، وإذا تم تصديق الخبراء حينها، فإن المباراة انتهت. سيكون الخضر في المقدمة، بنسبة 25 بالمائة، متقدمين على حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. كان حلم أنجيلا ميركل، أن تخلفها امرأة من داخل التحالف المسيحي الديمقراطي... ولكن.
أخطأ الخضر بدافع التعجرف ومسايرة التقاليد في الوقت نفسه . التعجرف: هل تؤدي استطلاعات رأي بنسبة 20 بالمائة تلقائيا إلى تسمية مرشح للمستشارية بشكل رسمي (كل الأحزاب لا تفعل ذلك)؟ مسايرة التقاليد: هل يجب أن نقترح امرأة لأن رياح العصر تدفع بذاك الاتجاه؟ سأجعل قضيتي أسوأ وأواجه المحاكمة بتهمة مناهضة النسوية الأولية بالقول إن المرشحين الموثوقين من حزب الخضر لمنصب المستشارية كانا من الرجال: روبرت هابيك، الرئيس المشارك للحزب؛ وخاصة، وينفريد كريتشمان، الوزير-رئيس ولاية بادن فورتمبيرغ، الذي لم يكن مرشحًا لهذا المنصب.
بدأت السيدة بربوك، ما ان تم تعيينها، في التراجع، مما وضع حزب الخضر عند حوالي 16 بالمائة في استطلاعات الرأي. السبب: مبالغات في سيرتها الذاتية الرسمية؛ دخل غير مصرح به للضرائب؛ سرقة أدبية من كتاب حديث. ولكن خاصة: عدم الكفاءة التي تجلت بوضوح في عجزها على قراءة خطابها في مؤتمر حزب الخضر دون أن تتعثر كل ثلاث كلمات.
المرشح المسيحي
الديمقراطي:
المزحة القاتلة
2 -نجح حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي للسيدة ميركل أخيرًا في اتخاذ قرار بشأن مرشحه في الوقت الذي بدأت فيه السيدة بربوك في التراجع بشكل غير متوقع (بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفونها). بعد الاختيار بين ماركوس سودر المتحجر، الوزير رئيس بافاريا، الغاضب من الحجر الكوفيدي، والبراغماتي أرمين لاشيت، الوزير-رئيس ولاية شمال الراين-وستفاليا، اختار حزب السيدة ميركل المرح ابن الراين. لقد كان اختيارًا جيدًا في البداية: انتعش حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في استطلاعات الرأي، وارتفع إلى 27 بالمائة أو 28 بالمائة. ومع ان الحزب يظل بعيدا عن 40 بالمائة هيلموت كول، أو متوسط أنجيلا ميركل 32-33 بالمائة في أربع انتخابات، غير أنها تبقى بداية جيدة... ولكن!
رافق رئيس الجمهورية الفيدرالية إلى موقع الفيضانات في منطقته في شهر يوليو، فوجئ أرمين لاشيت، وهو يسرد النكات لمجاوريه في الخلفية بينما كان رئيس الجمهورية الاتحادية يلقي خطابًا جادًا حول الكارثة الطبيعية التي تسببت في وفيات وأضرار جسيمة. سقط المرشح المسيحي الديموقراطي بشكل دراماتيكي وفوري: لا يتجاوز معدله اليوم 21 فاصل 5 بالمائة في استطلاعات الرأي.
فضائح السيد شولز
3 -هل يعني ذلك أن الورقة الرابحة ستؤول الى المهرج الثالث، أولاف شولتز، ممثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي ونائب المستشارة - وزير المالية في ائتلاف السيدة ميركل. يتمتع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بـ 25 فاصل 8 بالمائة كمعدل في استطلاعات الرأي، وبدا أنّ المباراة طويت، باستثناء انه، في الأيام الأخيرة، وقع المرشح الاشتراكي الديمقراطي ضحية تورط محتمل في قضية -وهي أخطر بكثير مما يُعاب على منافسيه.
نذكر الإفلاس المدوي، في يونيو 2020، لشركة وايركارد، وهي شركة لخدمات الدفع الإلكتروني وملكة ساحة فرانكفورت. لقد تلاعبت الشركة بحساباتها الى درجة اختفاء أصول بقيمة 1.9 مليار دولار عند إفلاسها. ويبدو أن الامر لا يتوقف على إهمال هيئة الأسواق المالية الألمانية فحسب، وإنما طالت الاتهامات السياسيين: اصطحبت أنجيلا ميركل الرئيس المدير العام لشركة وايركارد في رحلة إلى الصين عام 2019، بينما كانت الشكوك القوية تحوم على الشركة. هل كانت ستفعل ذلك دون تطمينات من وزير المالية؟
منذ عدة أيام، كان أولاف شولتز في مرمى نيران وسائل الإعلام، وازداد وضعه حساسية مع إثارة قضية أخرى بشكل منتظم: قضية تحيل ضريبي عندما كان رئيسًا لبلدية هامبورغ، محورها شركة كوميكس وبنك واربورغ، و90 مليونا.
انهيار النظام
السياسي الألماني
قبل أيام من الانتخابات، هل سيسقط أولاف شولتز بدوره في استطلاعات الرأي؟ من سيستفيد من ذلك؟ هل يمكننا أن نتخيل أن الرئيس اللامع ولكن غير المحترف للحزب الليبرالي، كريستيان ليندنر، يتحوّز على 11 فاصل 3 بالمائة كمعدل في استطلاعات الرأي، سيكون المستفيد ويصبح صانع المستشار؟ كيف سيكون تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا في شرق البلاد، الذي تنبأت به عدة معاهد استطلاع؟ ما هو نصيب الامتناع عن التصويت؟
في كل الاحوال، نحن نشهد انهيارًا حقيقيًا للنظام السياسي الألماني. لن يكون الائتلاف الحكومي القادم من ثلاثة أحزاب فحسب، لكنه سيفتقر – في كل الحالات -إلى شخصية محترمة على رأسه... ان “النموذج الألماني” هو شيء من الماضي.
أستاذً في المعهد الفرنسي الألماني للدراسات الأوروبية “في جامعة سيرجي بونتواز”. متخصص في تاريخ ألمانيا وأوروبا. وهو مؤلف كتب والعديد من المقالات حول تاريخ ألمانيا منذ الثورة الفرنسية، وتاريخ العولمة، وتاريخ المال، وتاريخ النازية والعنف الجماعي في القرن العشرين. أو تاريخ العلاقات الدولية والصراعات المعاصرة.
-- لن يكون الائتلاف الحكومي القادم من ثلاثة أحزاب فحسب، لكنه سيفتقر إلى شخصية محترمة على رأسه
عام 2017، كان التكهن الانتخابي لانتخابات البوندستاغ لا يزال بسيطًا نسبيًا. كان وضع المستشارة ميركل حرجا ويتسم بالضعف جراء فتح الحدود أمام المهاجرين.
لذلك كان من الممكن توقّع تراجع السيدة ميركل وصعود حزب البديل من أجل ألمانيا، الحزب القومي-المحافظ. المستشارة -وتحالفها الكبير الاتحاد المسيحي الديمقراطي - الحزب الاشتراكي الديمقراطي –لم تحسم بنية المشهد الا بعد ما يقارب الستة أشهر من المفاوضات الشاقة.
بعد أربع سنوات، لن تترشح ميركل لخلافة نفسها -الأمر الذي أعاد لها شعبيتها، إلا أنه بات في غاية الصعوبة التكهن بمن سيخلفها. فيما يلي تذكير بالتقلبات والمنعطفات في حملة مشوشة إلى حد ما.
مرشحة الخضر:
جولة صغيرة ثم تذهب
1 -في الربيع، مرشحة الخضر، أنالينا بربوك، هي محبوبة وسائل الإعلام. قالت السيدة لاغارد إنها مسرورة بالدور المدعوّة للعبه، وإذا تم تصديق الخبراء حينها، فإن المباراة انتهت. سيكون الخضر في المقدمة، بنسبة 25 بالمائة، متقدمين على حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. كان حلم أنجيلا ميركل، أن تخلفها امرأة من داخل التحالف المسيحي الديمقراطي... ولكن.
أخطأ الخضر بدافع التعجرف ومسايرة التقاليد في الوقت نفسه . التعجرف: هل تؤدي استطلاعات رأي بنسبة 20 بالمائة تلقائيا إلى تسمية مرشح للمستشارية بشكل رسمي (كل الأحزاب لا تفعل ذلك)؟ مسايرة التقاليد: هل يجب أن نقترح امرأة لأن رياح العصر تدفع بذاك الاتجاه؟ سأجعل قضيتي أسوأ وأواجه المحاكمة بتهمة مناهضة النسوية الأولية بالقول إن المرشحين الموثوقين من حزب الخضر لمنصب المستشارية كانا من الرجال: روبرت هابيك، الرئيس المشارك للحزب؛ وخاصة، وينفريد كريتشمان، الوزير-رئيس ولاية بادن فورتمبيرغ، الذي لم يكن مرشحًا لهذا المنصب.
بدأت السيدة بربوك، ما ان تم تعيينها، في التراجع، مما وضع حزب الخضر عند حوالي 16 بالمائة في استطلاعات الرأي. السبب: مبالغات في سيرتها الذاتية الرسمية؛ دخل غير مصرح به للضرائب؛ سرقة أدبية من كتاب حديث. ولكن خاصة: عدم الكفاءة التي تجلت بوضوح في عجزها على قراءة خطابها في مؤتمر حزب الخضر دون أن تتعثر كل ثلاث كلمات.
المرشح المسيحي
الديمقراطي:
المزحة القاتلة
2 -نجح حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي للسيدة ميركل أخيرًا في اتخاذ قرار بشأن مرشحه في الوقت الذي بدأت فيه السيدة بربوك في التراجع بشكل غير متوقع (بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفونها). بعد الاختيار بين ماركوس سودر المتحجر، الوزير رئيس بافاريا، الغاضب من الحجر الكوفيدي، والبراغماتي أرمين لاشيت، الوزير-رئيس ولاية شمال الراين-وستفاليا، اختار حزب السيدة ميركل المرح ابن الراين. لقد كان اختيارًا جيدًا في البداية: انتعش حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في استطلاعات الرأي، وارتفع إلى 27 بالمائة أو 28 بالمائة. ومع ان الحزب يظل بعيدا عن 40 بالمائة هيلموت كول، أو متوسط أنجيلا ميركل 32-33 بالمائة في أربع انتخابات، غير أنها تبقى بداية جيدة... ولكن!
رافق رئيس الجمهورية الفيدرالية إلى موقع الفيضانات في منطقته في شهر يوليو، فوجئ أرمين لاشيت، وهو يسرد النكات لمجاوريه في الخلفية بينما كان رئيس الجمهورية الاتحادية يلقي خطابًا جادًا حول الكارثة الطبيعية التي تسببت في وفيات وأضرار جسيمة. سقط المرشح المسيحي الديموقراطي بشكل دراماتيكي وفوري: لا يتجاوز معدله اليوم 21 فاصل 5 بالمائة في استطلاعات الرأي.
فضائح السيد شولز
3 -هل يعني ذلك أن الورقة الرابحة ستؤول الى المهرج الثالث، أولاف شولتز، ممثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي ونائب المستشارة - وزير المالية في ائتلاف السيدة ميركل. يتمتع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بـ 25 فاصل 8 بالمائة كمعدل في استطلاعات الرأي، وبدا أنّ المباراة طويت، باستثناء انه، في الأيام الأخيرة، وقع المرشح الاشتراكي الديمقراطي ضحية تورط محتمل في قضية -وهي أخطر بكثير مما يُعاب على منافسيه.
نذكر الإفلاس المدوي، في يونيو 2020، لشركة وايركارد، وهي شركة لخدمات الدفع الإلكتروني وملكة ساحة فرانكفورت. لقد تلاعبت الشركة بحساباتها الى درجة اختفاء أصول بقيمة 1.9 مليار دولار عند إفلاسها. ويبدو أن الامر لا يتوقف على إهمال هيئة الأسواق المالية الألمانية فحسب، وإنما طالت الاتهامات السياسيين: اصطحبت أنجيلا ميركل الرئيس المدير العام لشركة وايركارد في رحلة إلى الصين عام 2019، بينما كانت الشكوك القوية تحوم على الشركة. هل كانت ستفعل ذلك دون تطمينات من وزير المالية؟
منذ عدة أيام، كان أولاف شولتز في مرمى نيران وسائل الإعلام، وازداد وضعه حساسية مع إثارة قضية أخرى بشكل منتظم: قضية تحيل ضريبي عندما كان رئيسًا لبلدية هامبورغ، محورها شركة كوميكس وبنك واربورغ، و90 مليونا.
انهيار النظام
السياسي الألماني
قبل أيام من الانتخابات، هل سيسقط أولاف شولتز بدوره في استطلاعات الرأي؟ من سيستفيد من ذلك؟ هل يمكننا أن نتخيل أن الرئيس اللامع ولكن غير المحترف للحزب الليبرالي، كريستيان ليندنر، يتحوّز على 11 فاصل 3 بالمائة كمعدل في استطلاعات الرأي، سيكون المستفيد ويصبح صانع المستشار؟ كيف سيكون تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا في شرق البلاد، الذي تنبأت به عدة معاهد استطلاع؟ ما هو نصيب الامتناع عن التصويت؟
في كل الاحوال، نحن نشهد انهيارًا حقيقيًا للنظام السياسي الألماني. لن يكون الائتلاف الحكومي القادم من ثلاثة أحزاب فحسب، لكنه سيفتقر – في كل الحالات -إلى شخصية محترمة على رأسه... ان “النموذج الألماني” هو شيء من الماضي.
أستاذً في المعهد الفرنسي الألماني للدراسات الأوروبية “في جامعة سيرجي بونتواز”. متخصص في تاريخ ألمانيا وأوروبا. وهو مؤلف كتب والعديد من المقالات حول تاريخ ألمانيا منذ الثورة الفرنسية، وتاريخ العولمة، وتاريخ المال، وتاريخ النازية والعنف الجماعي في القرن العشرين. أو تاريخ العلاقات الدولية والصراعات المعاصرة.