الانتخابات الأمريكية.. صراع شرس على البيت الأبيض
لا يزال العالم يترقب نتيجة المواجهة الحاسمة بين المرشح الديمقراطي جو بايدن والرئيس الجمهوري دونالد ترامب، في انتخابات تاريخية تشهدها الولايات المتحدة.
ووفقاً لصحف عربية أثار الرئيس الأمريكي موجة من الشكوك في نتائج الانتخابات، بينما تتزايد مخاوف الحلفاء من تغير السياسة الخارجية الأمريكية، إذا فاز بايدن.
غموض
قالت صحيفة العرب اللندنية إن تغريدات المرشح الجمهوري دونالد ترامب عن التزوير، أضفت المزيد من الغموض على مآل الانتخابات الأمريكية. وقال ترامب في تغريدة جديدة أمس الأول الأربعاء: “مساء أمس كنت متقدماً في الكثير من الولايات الرئيسية وبعد ذلك، بدأت الواحدة تلو الأخرى تختفي بطريقة سحرية مع ظهور بطاقات انتخابية مفاجئة واحتسابها». وأشارت الصحيفة إلى أن البطاقات التي تحدث عنها الرئيس وصلت عبر البريد ويمكن أن يستمر فرزها أياماً في بعض الولايات. ويقول متابعون إن تصريحات ترامب زرعت شكاً واسعاً لدى أنصاره، وقد تقود إلى ردات فعل عنيفة في الولايات التي لم يفز فيها خاصة تلك التي أشار إليها بشكوكه، والتي غيرت فيها البطاقات البريدية موازين القوى.
ومن المتوقع أن يلجأ الطرفان إلى القضاء لحسم هذا الخلاف في تكرار لخلاف 2000، بين جورج دبليو. بوش وآل غور بسبب أصوات ولاية فلوريدا، والذي قررت المحكمة العليا الأمريكية في النهاية حسمه لصالح بوش في حكم صدر بعد 5 أسابيع من التصويت.
ولكن خبراء قانونيين قالوا إن نتيجة الانتخابات قد تتعطل بسبب طعون في كل ولاية، بما يشمل إمكانية إحصاء الولايات للأصوات التي تصل متأخرة عبر البريد وأرسلت في يوم الانتخاب ذاته.
دروس عن الإعلام
ومن جهتها، قالت سوسن الشاعر في صحيفة الوطن البحرينية: “سواءً فاز ترامب أو خسر إلا أنه أعطانا جميعاً درساً يجب ومن المفروض وإلزاماً أن لا ننساه، وهو أن لا يؤثر فينا الإعلام الأمريكي أبداً أبداً ولا نعيره أي اهتمام ولا يهز شعره منا ولا نلتفت له».
وأضافت “كشف لنا ترامب حقيقة هذا الإعلام وعراه تماماً، وبين للعالم من يسيطر عليه وكيف يوجه حتى محركات البحث يتم التلاعب بها من أجل التأثير على الرأي العام وتوجيهه، أسماء كبيرة من كتاب ومقدمي برامج سقطوا سقوطاً مدوياً لا يختلفون عن الجزيرة في منحدرها ومستواها، طرق وأساليب لا تنتمي للمهنية أو المصداقية أو الشفافية، ارتكبوا كل الموبقات والممنوعات كذبوا حتى على شعبهم على رأيهم العام على الأمريكيين أنفسهم من أجل توجيهه لأجندتهم».
وتابعت “بغض النظر عن نتائج الانتخابات الأمريكية، إلا أننا أصبحنا نرى وبوضوح تام أن قواهم الناعمة العابرة للحدود، ليست سوى لعبة في يد ساساتها يلعبونها حتى على شعوبهم، فمن نحن لنشكل لهم أهمية؟».
فوز أم انقسام
وبدوره، قال سمير عطا الله في صحيفة الشرق الأوسط:
“لم يحدث مرة أن انقسمت أمريكا على نفسها وانقسم حولها العالم، كما يحدث اليوم، كأنمـــا خرج الأمريكيون جميعاً للاقتراع، وكأنما العالــــم برمته جلس ينتظر النتائج».
وأضاف “هذه أكثر مرة يحضر فيها الشخص، لا البرنامج، والمرشح لا الحزب، الرجل هو الأسلوب، كما يقول الفرنسيون، دونالد ترامب تجاوز كل الأساليب، رفض مصافحة سلفه ورئيس أمريكا باراك أوباما، وخاطب منافسه مثل عامل الحديقة، وتعامل مع السياسة الأمريكية كأنها مجرد لعبة غولف أخرى في نادي فلوريدا».
وأوضح الكاتب أن كل ذلك كان يزيد عدداً كبيراً من الأمريكيين إعجاباً به، ويزيد العالم أجمع ترقباً لخطوته التالية، وتابع قائلاً: “ليلة أمس وعلى اختلاف جميع المواقيت في القارات، أبقى جميع المسؤولين في العالم قنواتهم مفتوحة، لا لكي يعرفوا نتائج الانتخابات، بل ليعرفوا نتائج ترامب خسر أو ربح، أما السيناتور بايدن فلم يكن بالنسبة إلى العالم سوى عنصر شكلي لاستكمال العرض الذي أثار أهل الكرة، شاؤوا أم أبوا، ليس في عاداته أن يستأذن أحداً فيما يريد أن يفعل».
وأشار “لن تعود أمريكا إلى ما قبل ترامب، لقد وضعها ووضع العالم معها على رؤوس أصابعها، لا أحد يمكن أن يتوقع ما سيقول أو ما سيفعل، لا حزبه ولا خصومه، وذهب إلى ألد أعداء أمريكا في كوريا الشمالية، وحيَّاه قائلاً:
يا صديقي العزيز، صادق روسيا، وأعلن الحرب الاقتصادية على الصين، وقلب كل أسس وقواعد السياسة الخارجيــــــة كمـــــا هي معروفة منذ نصف قرن، بادئاً بتأنيب أقرب جارين إلى أمريكا، كندا والمكسيك، رافعاً جداراً إسمنتياً مع الأخيرة».
على خطى أوباما
أما حمزة عليان، فلفت في صحيفة الجريدة الكويتية، إلى أن بايدن قد يكون نسخة جديدة للرئيس أوباما على صعيد السياسة الخارجية، معيداً تجربته المتسمة بالتهادن وبإبرام الصفقات مع الخصوم وتنازلات من هنا ومكاسب من هناك.
وقال: “في حال فوز جو بايدن بالرئاسة، وما لم تحصل مفاجآت في الأيام الأخيرة، هناك إجماع على أنه سيحدث تغيير في السياسة الخارجية مع اختلاف التقديرات في حجم هذا التغيير ومقداره، ولعل أوضح من رسم المخاوف القادمة في المنطقة، هو السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان بقوله سيمثل خطراً حقيقياً على جهود واشنطن وحلفائها في الخليج وإسرائيل في مواجهة إيران».
وأضاف “في محصلة القراءات، فإن بايدن يسير على ركب سياسة الرئيس أوباما الخارجية ومحسوب على إدارته، وبالتالي سيمضي في هذا المسار وكأنه امتداد لسياسة الرؤساء الديمقراطيين».
وأوضح الكاتب “لا شك أن الخليج سيواجه وضعاً مختلفاً في ظل حكمه عندما يدخل البيت الأبيض، وفي الإطار العام يمكن القول إنه سيتجاهل الخطر الإيراني في المنطقة، وسيتعاون مع تيار الإخوان والإسلام السياسي، وقد يسعى إلى التخفيف من نفوذ طهران، لكنه ومن خلال رصد ما صدر عنه من تصريحات ومواقف سيعطي لإيران الوقت لالتقاط الأنفاس بالعودة إلى الاتفاق النووي، والذي انسحب منه ترامب عام 2018».