على مدار السنوات الـ24 الأخيرة، عملت الولايات المتحدة وروسيا معًا لبناء وصيانة محطة الفضاء الدولية التي أدت أبحاثها إلى بعض أهم الاكتشافات في القرن الحادي والعشرين.
ولكن على بعد 227 ميلاً من المحطة التي لا مثيل لها، شنت روسيا حرباً في أوكرانيا وضعت البلاد في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها، تاركة مستقبل محطة الفضاء الدولية في المجهول.

قال رائد الفضاء السابق سكوت كيلي: “عندما تكون في الفضاء وتحلق حول الأرض بسرعة 17500 ميل في الساعة وفي بيئة شديدة الخطورة، فإن التعاون هو أهم شيء».
وتنقسم محطة الفضاء الدولية إلى قسمين: الجزء المداري الروسي الذي تديره موسكو، والجزء المداري للولايات المتحدة بإدارة أمريكية. وكان رواد الفضاء الأمريكيون والروس أول من دخل إلى محطة الفضاء الدولية في عام 1998. ومن هناك، استمرت الشراكة. وعندما انتهى برنامج المكوك الأمريكي في عام 2011، اعتمد رواد الفضاء الأمريكيون مثل كادي كولمان حصريًا على الصواريخ الروسية للوصول إلى متن المحطة.

وقال كولمان ذات مرة: عندما تكون على متن المركبة ليس مهماً من أين أتيت...الأمر كله ينصب على كيفية العمل والعيش معاً”. وأضاف: “الفضاء صعب والفضاء خطير. وفي تجربتي... مع شركائنا الروس، يعني ذلك الجلوس وتناول وجبة معًا... هذا يعني التحدث عما هو صعب بالنسبة لك، وما هو الصعب بالنسبة لهم وكيف يمكننا معًا تحقيق ذلك. ننظر في أعين بعضنا البعض وندرك أننا جميعًا نواجه الامر نفسه».
انتهى اعتماد ناسا على الصواريخ الروسية في عام 2020 عندما طرحت” سبيس إكس” كبسولتها Crew Dragon، لكن المحادثات جارية للسماح للروس برحلات “سبيس إكس” المستقبلية.

قال كيلي: “لقد شعرت بالغضب فقط لأن رواد الفضاء قالوا إنهم سوف يتركون وراءهم أحد أفراد الطاقم الأمريكي.
يواصل رواد الفضاء الروس التدريب في منشأة ناسا في هيوستن.
ومن المقرر أن ينهي رائد الفضاء مارك فاندي هي الذي يحمل الرقم القياسي لأطول رحلة فضائية ( 355 يوماً) في الفضاء في غضون ثلاثة أسابيع فقط. وتتمثل الخطة في أن يهبط في كازاخستان مع رائدي فضاء روسيين على متن مركبة فضائية روسية.
لكن العقوبات غير المسبوقة ضد روسيا يمكن أن توقف عودة فاندي هي. فبعد غزو روسيا لأوكرانيا، أعلن الرئيس جو بايدن عقوبات جديدة، بما في ذلك قطع أكثر من نصف واردات روسيا العالية التقنية.

وقال بايدن خلال كلمة ألقاها في البيت الأبيض في 24 فبراير -شباط “ستؤدي إلى تدهور صناعة الطيران الخاصة بهم ، بما في ذلك برنامجهم الفضائي». بعد ذلك بفترة وجيزة، أصدرت وكالة ناسا بياناً حول التعاون الفضائي المدني الأمريكي الروسي، قائلة إنه “لا توجد تغييرات مخطط لها” وأن الوكالة ستواصل دعم “العمليات الجارية في المدار وعمليات المحطة الأرضية». ورد ديمتري روغوزين، رئيس وكالة الفضاء الروسية والحليف المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على بايدن في سلسلة تغريدات معادية في 26 فبراير -شباط، ونشر مقطع فيديو باللغة الروسية هدد فيه بترك فاندي في الفضاء وفصل الجزء الروسي من المحطة الفضائية تمامًا.

وقال كيلي إنه شعر بأنه مضطر للتحدث والتواصل مع روغوزين على تويتر.
والتزمت ناسا الصمت حيال تهديدات روغوزين بالتخلي عن فاندي في الفضاء. وقبل الصراع في أوكرانيا، أعلنت روسيا عن خطط للانسحاب من المحطة الفضائية في وقت مبكر من عام 2025.
على الرغم من استمرار الحرب على الأرض، قال كيلي إنه يأمل في إمكانية إصلاح الشراكة الأمريكية الروسية في الفضاء.

توم وجيري
والسبت، حذر رئيس وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” دميتري روغوزين من أن ‏العقوبات الغربية المفروضة على روسيا قد تسبّب سقوط محطة الفضاء الدولية، ‏مطالبا بـ”رفع هذه الإجراءات”.‏ وأضاف أن ذلك “قد يتسبّب بسقوط محطة الفضاء الدولية التي تزن 500 طن ‏على البر أو في البحر”.‏
الى ذلك، نشر على حسابه على تويتر فيديو يصوّر النزاع بين روسيا وأوكرانيا على صراع بين الشخصيتين الكرتونيتين توم وجيري.