المهندس وصفي أديب عطايا في حديث خاص «بالفجر »:

التكامل العمراني رديف للتفاضل الاجتماعي الإيجابي والخلاق

التكامل العمراني رديف للتفاضل الاجتماعي الإيجابي والخلاق

•تمتاز الإمارات بالإبداعات العمرانية والمعالم اللافتة
•التصميم والتخطيط والتنفيذ والتنمية الشاملة حصاد طبيعي لحكمة القيادة 
•التسهيلات والحوافز ضاعفت من الطموحات


شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال مسيرتها الاتحادية نهضة شاملة لكل الميادين حيث صار التمدد الأفقي والامتداد العامودي يشكلان تناغما حضاريا مدروسا حسب طبيعة كل منطقة وموقعها وقربها أو بعدها من المطارات إلى جانب اعتبارات عمرانية هندسية مدروسة جعلت من العمارة فنونا ومن الطرقات إبداعات ومن الحدائق جاذبة ورونقا ومن الدوارات رموز ودلالات ومن الأبراج علامات فارقة سواء أكانت سكنية أو مكتبية أو فندقية فناطحات السحاب في كل مكان والابتكار الهندسي المتجدد سيد الموقف.

حوار أكاديمي صريح
وسعادة المهندس الأستاذ وصفي أديب عطايا من أبرز المهندسين الذين عملوا في ميدان البناء والعمران ويشار إليه بالبنان لكفاءته العالية وخبرته المتميزة ومراسه الطويل وإبداعاته المتواصلة في مختلف مجالات البناء والعمران ولديه فريق عمل كفؤ يستجيب للرغبات ويضيف إليها الإبداعات ويمضي قدما في سباق متواصل مع العصر إداريا وفنيا وميدانيا واستشاريا وتنفيذيا، يحظى بتقدير الجميع وعرفانهم، التقيت سعادته في مكتبه في شركة الشمس للهندسة والمقاولات في دبي فرحب مبتسما وتحدث منشرحا وأسهب في التحليل الأكاديمي الموضوعي للنهضة العمرانية الشاملة في دولة الإمارات سواء من خلال التجارب أو من خلال معطيات الحاضر أو الرؤى في طموحات المستقبل في منظور الرسم البياني للتطور العمراني والتخطيط على المدى القريب والبعيد واحتمالات المستقبل وحتمياته التي تواكب مسيرة الازدهار والتنمية.

كلام من القلب
استهل المهندس الأستاذ وصفي أديب عطايا حديثه بمناسبة اليوم الوطني التاسع  والأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإلى إخوانهما أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات وإلى أصحاب السمو أولياء العهود والأ‍مناء وإلى شعب الإمارات الكريم والمقيمين والوافدين على أرض الدولة متمنيا سعادته المزيد من الازدهار والتقدم والنماء وكل عام وانتم بخير.

رؤية بعيدة المدى
ثم تحدث سعادته بإسهاب عن مميزات النهضة العمرانية في الإمارات قال: تميزت الإمارات منذ بدايات نهضتها العمرانية برؤية بعيدة المدى أخذت باعتبارها كل عوامل الحياة العصرية ودواعي التطور الحديث والمعاصر لليوم ولغد ولبعد غد بحيث جاء التكامل العمراني رديفا للتفاضل الاجتماعي الايجابي والخلاق سواء في مباني الحكومة الرسمية أو مباني الحكومة للمواطنين في إطار مشاريع الإسكان أو إنجازات الشركات الخاصة في القطاع العمراني الخاص.
وأضاف سعادته: وهذا كله كان ثمرة ايجابية وناضجة ومشجعة لوجود البنى التحتية أصلا وأساسا والتي غدت اليوم من أهم البني التحتية في العالم وإن لم تكن متوفرة في البداية بالشكل المطلوب إلا أن باب الاجتهاد كان مفتوحا للتوافق القائم بين أهل القرار وأهل الخبرة وكان هذا التوافق تعاونا عمليا ومتلازما وإيجابيا وفعالا بفضل حكمة أصحاب السمو الشيوخ الذين وضعوا الخطوط المتوازية للنهضة بشكل مدروس ومتواز ومستقيم وهادف على حد سواء. وتابع يقول : هذا بالطبع بما يتفق مع مقتضيات الحاجة وأولويات هذه الحاجات المتوالية بما يجمع بين الجودة المتكاملة والحس الجمالي والاعتبار الصحي وسلامة البيئة والأفق الحضاري الخلاق،وعليه استقرت ورسخت خطوات النهضة لافتة ومدروسة ومتميزة تستوعب الاتساع السكاني بقدر ما تتكيف مع متطلبات الحياة العصرية بكل تفاصيلها. مئوية زايد تعتبر محطة حضارية خلاقة للجميع.

رؤية فاحصة للشيخ راشد
واستطرد الأستاذ وصفي عطايا يقول: لقد كان المرحوم الشيخ راشد صاحب رؤية مصنفة لنوعيات الأراضي وفرزها من حيث قابليتها للزراعة أو للري أو للبناء أو للسكن أو للمكاتب والأعمال كما كان سموه رحمه الله ضليعا بمصادر مواد البناء وضرورات توفير الماء والكهرباء والطرقات ودورات الشوارع وعوامل التجميل والحرص على البيئة الصحية بامتياز وبالطبع فإن لبلدية دبي دورها المتميز والريادي في تنفيذ توجيهات ورؤى المرحوم الشيخ راشد والاستجابة لطموحات من تصميم وتخطيط وتطوير على حد سواء.

التطور الشامل في كل الميادين
ومن النهضة العمرانية مضى سعادة الأستاذ وصفي عطايا يتحدث بإسهاب عن النهضة الاجتماعية والتطور الشامل في كل الميادين قال سعادته : كانت دولة الإمارات مستعدة ومتأهبة لمواكبة التطور العالمي بكل التفاصيل من القطاع السياحي إلى التجاري إلى الصناعي إلى الصحي والتعليمي والتربوي وإقامة المنشآت الأكاديمية الصحية والنوادي ومراكز المعاقين والأسواق التجارية وغيرها من المؤثرات الاجتماعية في موكب التطور والتفاعل والاستجابة لمتطلبات الحياة العصرية ضمن برامج مدروسة فرضت الحتميات التالية:  الانفتاح على كل معالم النهضة العصرية ، الحوافز المدروسة المشجعة للجميع ، توفير المناخ الصحي للتعاون بين القطاعين العام والخاص في المكان المناسب واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب الأمر الذي وفر بالتالي التعاون بين أهل الاختصاص وأصحاب رؤوس الأموال.

استفادة التاجر أو رجل الأعمال أو المستثمر من التسهيلات المتوفرة والحوافز المشجعة التي ضاعفت من الطموحات وسط  مناخ الثقة والاستقرار والأمان الذي أضفى أجواء الطمأنينة والاجتهاد والمثابرة لدى رجال الأعمال الذين يتطلعون إلى أهدافهم غير قلقين من احتمال أي عائق أو أي تردد إضافة إلى  مساحة الحرية المدروسة والخلاقة في أجواء العدالة والمصارحة والمصداقية وبعد النظر وهو مناخ صحي بامتياز استفاد منه الجميع .

التسهيلات على قدم وساق
كما أشار سعادته إلى التسهيلات المتوفرة على قدم وساق وإلى تذليل العقبات بانسيابية ومثابرة وتفاهم وتعاون بشكل يومي وذلك لتوفر التوجيهات الحكيمة والمخلصة لدى أصحاب السمو الشيوخ والتي استفاد منها الجميع إضافة إلى العمل والحرص على سد الثغرات وردم الفجوات في أي مشروع منظور أو قائم على حد سواء.

حصاد وفير ومستقبل أفضل
وتابع الأستاذ وصفي عطايا يقول: وهذا كله أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من تطور عمراني وازدهار اقتصادي وتنمية مستدامة وخدمات صحية متكاملة وآفاق علمية وأكاديمية رحبة ونجاح صناعي لافت وجذب سياحي متزايد وعليه فأننا ننظر إلى المستقبل بتفاؤل كبير وروح ايجابية خلاقة تؤشر دائما والحمد لله إلى المزيد من النجاحات والإنجازات في كل القطاعات مع أجواء المنافسة الايجابية النافعة للجميع.  وأردف  سعادته: وهذا كله بمجمله يعود إلى عاملين أساسيين الأول هو توفر الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار والثاني هو أن التكاليف اللازمة لإنجاز أي عمل وإتمامه مما يفرض الاستمرارية والتواصل من نجاح إلى نجاح .

وهكذا فالجميع حريصون على ازدهار واستقرار وإعمار هذا البلد العربي الأصيل والطيب المضياف والمتميز على الخارطة العربية والذي أصبح بحق مفخرة لكل العرب بقيادته وشعبه وأمنه واستقراره وازدهاره ما يفرض بالمقابل أن نعمل للحفاظ عليه ليستقطب المزيد من المستثمرين ونحن نمضي قدما إلى أكسبو 2020 وسط  أجواء ايجابية ومحفزة ومشجعة والخير يعم على الجميع بإذن الله وشعبنا خلاق بناء وناجح ومتميز ومبدع يجمع بين الكفاءة والخبرة والتجربة والبصيرة بلا إفراط ولا تفريط لأن التوازن هو دائما مقاييس العمل الناجح في أي قطاع كان وهاهي الأجيال المتعلمة تتوالى برفد كل القطاعات بالكفاءات لأن العلم أساس كل تطور والإرادة أساس كل إنجاز والنجاح هو المقياس وهذا الحصاد بمجمله وتفاصيله إن هو إلا ثمرة البيئة الصحية السليمة سواء في منطق الوقاية أو في مفهوم العلاج أو في مواكبة التطور الصحي العالمي علميا وتقنيا ولوجستيا ورعاية واهتماما من العيادات إلى المستشفيات إلى برامج التوعية الصحية والتثقيف المتواصل كلها عوامل حضارية متماسكة تشكل حلقات متصلة في سلسلة  متينة توصل للأهداف وتكفل المستقبل الأفضل وكل عام وأنتم بخير.