بعد رمضان يستمر الطريق إلى الله
الجميع يرفع شعار من استقام على طاعة الله يكون من الفائزين
• معاذ غزالة: من ذاق حلاوة عمل الخير والإحسان حري به أن يواصل مسيرته
• عبدالله النجار: ينبغي على المسلم أن يجعل رمضان صفحة جديدة لعلاقته بربه طيلة أشهر العام
• أحمد عزت: الغريب عدم الحرص على صلاة الجماعة وكأنها فرضت في رمضان فقط
• محي عبد الغني: علينا أن نراجع أنفسنا وأن نقترب من التعاليم الإسلامية
• جمال شوقي:على كل أسرة أن تحمل على عاتقها مسؤولية أبنائها
• بهاء سليم: نضع خطة حتى رمضان القادم لكافة الجوانب الدينية والدنيوية
• شريف صادق: أحاول أن أجاهد نفسي وأدربها على أداء العبادات
• عبيد الزعابي: علينا أن نذكر أنفسنا بأن رب رمضان هو رب باقي السنة
يسارع معظمنا بعد رمضان إلى إعادة ترتيب أوراقه الدنيوية التي قد تكون تعرضت لبعض الخلل؛ بسبب ظروف الصيام وتدريجيًّا تنسحب الطاقات الروحانية من قلوبنا ومن عقولنا، وتخفت أنوار رمضان وتتلاشى بداخلنا؛ لنكون بذلك مثل من قام بشحذ معظم طاقاته لتكوين ثروة وبعد نجاحه في ذلك إذا به لا يسعى للاستفادة منها ولا لزيادتها، ويسمح بتسربها من بين يديه وهو غافل عنها، والشيطان حبس عنا شهرا كاملا وهو الآن يخرج ويفك أسره ومازال مصراً على تحقيق هدفه وهو إيقاعك في المعاصي فأول شيء يفعله معك في أول يوم بعد رمضان هو الوقوع في معصية ليست سهلة كي تهدم كل ما فعلته في رمضان من طاعات".
ويشير د. معاذ عبدالله غزالة، الأستاذ بكلية أصول الدين
إلى حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل وكان آل محمد إذا عملوا عملاً ثبتوه» أي «داوموا عليه».. موضحاً أن المسلم يجب عليه أن يداوم على عبادته لله تعالى، كما كان يفعل في شهر رمضان باعتبار أن أحب الأعمال إلى الله تلك التي يداوم عليها الإنسان، ولا تنقطع لسبب من الأسباب.
ويضيف غزالة :على المسلم بعد شهر رمضان أن يحافظ قدر استطاعته على أداء الصلوات الخمس جماعة، ولاسيما في صلاة الفجر، مثلما كان يفعل في الشهر الكريم، فالصلاة نور للمسلم في حياته وفي مماته وعند الصراط وهي بركة له في المال والأولاد، وهي إن صلحت صلح سائر عمله؛ كما يجب أيضاً المداومة على قراءة القرآن الذي أنزل لنتلوه في رمضان وغير رمضان حيث يمكن تخصيص وقت معين لقراءة ورد يومي ثابت؛ حتى لا تكون ممن قال عنهم الله عز وجل على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم-: "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً".
كما يضيف عبدالله على المسلم أيضاً ، أن يداوم على المشاركة في أعمال البر والنفع العام؛ فشهر رمضان تكثر فيه أعمال الخير، ومن ذاق حلاوة عمل الخير والإحسان حري به أن يواصل مسيرته بعد رمضان، خاصة أن مثل هذه الأعمال الحسنة قد تعود بالنفع على المسلم حيث تملأ أوقات فراغه وتنتشله من الملل، كما أنها تحل كثيراً من المشكلات النفسية والاجتماعية، هذا فضلاً عن ثواب الله عز وجل.
ويؤكد د. عبدالله النجار، أستاذ الشريعة
أن هناك من الناس من يكون مجتهداً خلال رمضان في طاعة الله وأداء الصلاة وقراءة القرآن حتى إنه قد يذكرنا بالسلف الصالح، وما إن ينتهي الشهر الكريم حتى يعود إلى التفريط والمعاصي، وكأنه كان سجيناً بالطاعات؛ فيتهافت على الشهوات والمعاصي وهؤلاء لا يعرفون الله إلا في المواسم..
مضيفاً أن المسلم مطالب بأن يسير على نفس النهج الذي كان يسير عليه خلال أيام الشهر الكريم؛ فلا يختص شهر رمضان بالعبادة وذكر الله دون الأشهر الأخرى؛ فقد سئلت عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها-: «كيف كان عمل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هل كان يخص شيئاً من الأيام؟، قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستطيع»، وبالتالي ينبغي على المسلم أن يجعل رمضان صفحة جديدة لعلاقته بربه طيلة أشهر العام حيث التوبة والإنابة والمداومة على الطاعة، وتجنب المعاصي والسيئات امتداداً لما كان يقوم به في رمضان.
وقال النجار إن العلماء يرون أن من علامات القبول أن يتبع الإنسان الحسنة بالحسنة، وبالتالي فإذا قبل الله من المسلم رمضان واستقام على طاعة الله بعد انقضاء هذا الشهر فإنه يكون في ركاب الذين استقاموا واستجابوا لله لقوله تعالى: "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
ويضيف: إن طاعة الله تكون بالحذر من الشياطين التي يطلق سراحها، وتفك قيودها بعد رمضان؛ لذا يجب عدم الامتثال لها عملا بقوله تعالى: "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير"، كما يجب على المسلم اختيار الصحبة الصالحة التي تعينه على ذكر الله، وتبعده عن غواية الشيطان؛ فالمرء على دين خليله: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"، كما أن" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً".
النجار : حذر أولئك الذين يصومون رمضان ويجتهدون خلاله في عبادة الله ليعودوا بعد انقضاء هذا الشهر للمعاصي والذنوب، حيث ينطبق عليهم قول الله تعالى:" ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون".
ويتحدث "أحمد عزت" مدير مالي وإداري قائلا:
بالتأكيد شهر رمضان ميزه الله -عز وجل- بالطابع الروحاني والبركات والرحمة التي تعم على المسلمين ،وأهم ما يميز شهر رمضان هو التزام المسلم بالفروض والعبادة وغض النظر والبعد عن النميمة والنفاق وهي أمراض تسيطر على المسلم في الأيام العادية وهذه الأمراض فرضها التطور الحضاري وعصر العولمة.
ويضيف عزت، نعم شهر رمضان له ميزة وخصوصية خاصة في العبادة ليست في غيره من الشهور، لكن الغريب في الأمر الفراغ الواضح في عدد المصلين بالمساجد وعدم الحرص على صلاة الجماعة لدى بعض المسلمين وكأنها فرضت في شهر رمضان فقط.
ويقول عزت، نحن لا نطلب أن نكون بعد رمضان كما كنا في أيام الشهر الفضيل فهذا شيء صعب، فأيام رمضان لها ميزة خاصة وقدرة خاصة وطاقة خاصة ،ولكن نأخذ من هذه الطاقة والقدرة ما يعيننا على الثبات بعد رمضان.
ويوضح "محي الدين عبد الغني" مدرس بمدرسة زايد النموذجية قائلا:
لقد عرفنا أثر العبادة وذقنا طعم الإيمان وحلاوة الطاعة ولذة المناجاة فعلينا أن تحافظ على هذه المكاسب وتلك المنجزات فنحرص على الطاعة ونُقبل على العبادة ونلزم الطريق المستقيم والهدي القويم ، من خلال قراءة القرآن ولو صفحة واحدة في اليوم ، والدعاء يوميا ولو لدقيقتين بعد صلاة العشاء،وذكر الله يوميا ، والصلوات الخمس في جماعة بقدر المستطاع ، والالتزام بالصحبة الصالحة والحرص عليها حتى نعين بعضنا على الطاعة والثبات. ويزيد عبد الغني، مصائب الأمة الإسلامية الآن السبب الرئيسي لها هو بعدنا عن منهج الله ورسوله ،ولهذا تفشت أمراض العصر ،ولهذا علينا أن نراجع أنفسنا في ما يحدث لنا وعلينا أن نقترب من النهج والتعاليم الإسلامية حتى نستطيع أن نثبت ونصمد أمام التحديات والحروب على ما هو عربي وإسلامي من دول الغرب.
ويتعجب جمال شوقي من بعض المسلمين الذين يتركون الصلاة بعد رمضان ويعودون إلى المعاصي ويحذرهم قائلا:
إياك والهبوط من الهمة العالية ، فقد أنعم الله علينا بعبادة طويلة في رمضان ، ليس من المعقول أن نترك كل هذا بعد رمضان ،فكيف لرب العالمين أن يتقبل عملنا بعد ذلك ونحن نتحايل علية بالطاعات والعبادات في رمضان وباقي السنة نغفل هذه التقرب العظيم لرب العالمين.
ويستطرد في حديثه قائلا،على كل أسرة أن تحمل على عاتقها مسؤولية أبنائها ومدى تقربهم إلى رب العالمين، لان الأبناء يقلدون الآباء حتى في الطاعات والعبادات ،وكما قال رسولنا الكريم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"
ويؤكد بهاء سليم مدير مكتب سما لتأجير السيارات قائلا:
نتمنى أن نبدأ بعد رمضان مرحلة أفضل نجدد فيها البيعة مع الرسول الحبيب -صلوات الله وسلامه عليه- ونصب أعيننا وقلوبنا الحديث الشريف: "استعن بالله ولا تعجز" ،
وتابع سليم ،نضع خطة للحياة حتى رمضان القادم تتضمن كافة الجوانب الدينية والدنيوية، وأن نزرع في أنفسنا صفات المتقين والشاكرين والمحسنين والمتوكلين، ونقوم بإروائها يوميا بكل حب وود وحياء مع الخالق عز وجل
فلقد كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ، ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم ،ونسأل الله أن نكون من هؤلاء الفائزين.
أما عن رأي شريف صادق موظف، في التغير الذي يحدث للمسلم بعد رمضان حيث يقول:
أعباء الدنيا ومشاكلها هي المتهم الوحيد والذي أضعه في قفص الاتهام ،وأنا من ضحاياه للأسف حيث إنه يسرق المسلم من الطاعة والعبادات بمعاونه الشيطان لكي ينشغل بما هو فانٍ على ما هو باقٍ ،
ويضيف عزت : أحاول أن أجاهد نفسي وأدربها على أداء العبادات بانتظام ،وأقوم بهذا بعد أيام العيد بالصوم الأيام الستة من شوال التي أوصانا بها الرسول -صلى الله عليه وسلم - وأعطى حافزا وجائزة لمن صام
،وهو قوله "من صام رمضان ثم اتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر"، لم كل هذا يا رسول الله؟ أولا: لتثبت على الطاعة. ثانيا : لتكون في مواجهة خطة الشيطان وخاصة في هذا الشهر من بعد رمضان.
والأستاذ "عبيد الزعابي" موجه اجتماعي في مدرسة الغربية النموذجية يقول:
حتى لا تتراكم الأخطاء علينا ،فتأكل الرصيد الرائع الذي حصلنا عليه من رمضان لا بد لنا من وقفة أسبوعية تكون بمثابة استراحة محارب نجلس فيها مع أنفسنا، بعيدًا عن أية مؤثرات دنيوية، ونختلي فيها مع ذواتنا بكل الاحترام لطبيعتنا البشرية، وأيضًا مع عظيم الرغبة في السمو بها، وأن نكون جميعًا من الذين إذا أساؤوا استغفروا وإذا أحسنوا استبشروا..
ونفعل فيها ما أوصانا به ابن رجب الحنبلي عندما قال بضرورة مراجعة النفس: يعاهد إيمانه وما ينتقص منه؛ ليعلم نزغات الشيطان أنّى تأتيه؟
وتابع سليم، يجب علينا أن ننمي في أنفسنا طاقات مجاهدة النفس، ونتذكر أننا كما تحملنا مشقة الصيام؛ لأننا ندرك تمامًا عظمة الثواب والأجر الديني ،فإننا نستطيع مجاهدة النفس والانتصار على منافذ كل من الشيطان اللعين والنفس الأمارة بالسوء؛ حتى نفوز بخيري الدين والدنيا معًا.
وينهي سليم كلامه قائلا ، نتوقف عند الجملة الرائعة التي كنا نقولها أثناء الصيام "اللهم إني صائم"، حيث نكظم غيظنا ونمنع أنفسنا من التصرف السيئ ضد أي استفزازات لا تخلو منها الحياة اليومية، ونذكر أنفسنا أن رب رمضان هو رب باقي السنة، وأن علينا التمسك بالسعي لتحسين أخلاقنا قدر الاستطاعة طوال العام حتى نستقبل رمضان القادم بمشيئة العزيز الحكيم ونحن أفضل حالاً، وألا نبدد رصيدنا الأخلاقي الذي حصلنا عليه ونبدأ من رمضان القادم مفلسين.
• عبدالله النجار: ينبغي على المسلم أن يجعل رمضان صفحة جديدة لعلاقته بربه طيلة أشهر العام
• أحمد عزت: الغريب عدم الحرص على صلاة الجماعة وكأنها فرضت في رمضان فقط
• محي عبد الغني: علينا أن نراجع أنفسنا وأن نقترب من التعاليم الإسلامية
• جمال شوقي:على كل أسرة أن تحمل على عاتقها مسؤولية أبنائها
• بهاء سليم: نضع خطة حتى رمضان القادم لكافة الجوانب الدينية والدنيوية
• شريف صادق: أحاول أن أجاهد نفسي وأدربها على أداء العبادات
• عبيد الزعابي: علينا أن نذكر أنفسنا بأن رب رمضان هو رب باقي السنة
يسارع معظمنا بعد رمضان إلى إعادة ترتيب أوراقه الدنيوية التي قد تكون تعرضت لبعض الخلل؛ بسبب ظروف الصيام وتدريجيًّا تنسحب الطاقات الروحانية من قلوبنا ومن عقولنا، وتخفت أنوار رمضان وتتلاشى بداخلنا؛ لنكون بذلك مثل من قام بشحذ معظم طاقاته لتكوين ثروة وبعد نجاحه في ذلك إذا به لا يسعى للاستفادة منها ولا لزيادتها، ويسمح بتسربها من بين يديه وهو غافل عنها، والشيطان حبس عنا شهرا كاملا وهو الآن يخرج ويفك أسره ومازال مصراً على تحقيق هدفه وهو إيقاعك في المعاصي فأول شيء يفعله معك في أول يوم بعد رمضان هو الوقوع في معصية ليست سهلة كي تهدم كل ما فعلته في رمضان من طاعات".
ويشير د. معاذ عبدالله غزالة، الأستاذ بكلية أصول الدين
إلى حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل وكان آل محمد إذا عملوا عملاً ثبتوه» أي «داوموا عليه».. موضحاً أن المسلم يجب عليه أن يداوم على عبادته لله تعالى، كما كان يفعل في شهر رمضان باعتبار أن أحب الأعمال إلى الله تلك التي يداوم عليها الإنسان، ولا تنقطع لسبب من الأسباب.
ويضيف غزالة :على المسلم بعد شهر رمضان أن يحافظ قدر استطاعته على أداء الصلوات الخمس جماعة، ولاسيما في صلاة الفجر، مثلما كان يفعل في الشهر الكريم، فالصلاة نور للمسلم في حياته وفي مماته وعند الصراط وهي بركة له في المال والأولاد، وهي إن صلحت صلح سائر عمله؛ كما يجب أيضاً المداومة على قراءة القرآن الذي أنزل لنتلوه في رمضان وغير رمضان حيث يمكن تخصيص وقت معين لقراءة ورد يومي ثابت؛ حتى لا تكون ممن قال عنهم الله عز وجل على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم-: "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً".
كما يضيف عبدالله على المسلم أيضاً ، أن يداوم على المشاركة في أعمال البر والنفع العام؛ فشهر رمضان تكثر فيه أعمال الخير، ومن ذاق حلاوة عمل الخير والإحسان حري به أن يواصل مسيرته بعد رمضان، خاصة أن مثل هذه الأعمال الحسنة قد تعود بالنفع على المسلم حيث تملأ أوقات فراغه وتنتشله من الملل، كما أنها تحل كثيراً من المشكلات النفسية والاجتماعية، هذا فضلاً عن ثواب الله عز وجل.
ويؤكد د. عبدالله النجار، أستاذ الشريعة
أن هناك من الناس من يكون مجتهداً خلال رمضان في طاعة الله وأداء الصلاة وقراءة القرآن حتى إنه قد يذكرنا بالسلف الصالح، وما إن ينتهي الشهر الكريم حتى يعود إلى التفريط والمعاصي، وكأنه كان سجيناً بالطاعات؛ فيتهافت على الشهوات والمعاصي وهؤلاء لا يعرفون الله إلا في المواسم..
مضيفاً أن المسلم مطالب بأن يسير على نفس النهج الذي كان يسير عليه خلال أيام الشهر الكريم؛ فلا يختص شهر رمضان بالعبادة وذكر الله دون الأشهر الأخرى؛ فقد سئلت عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها-: «كيف كان عمل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هل كان يخص شيئاً من الأيام؟، قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستطيع»، وبالتالي ينبغي على المسلم أن يجعل رمضان صفحة جديدة لعلاقته بربه طيلة أشهر العام حيث التوبة والإنابة والمداومة على الطاعة، وتجنب المعاصي والسيئات امتداداً لما كان يقوم به في رمضان.
وقال النجار إن العلماء يرون أن من علامات القبول أن يتبع الإنسان الحسنة بالحسنة، وبالتالي فإذا قبل الله من المسلم رمضان واستقام على طاعة الله بعد انقضاء هذا الشهر فإنه يكون في ركاب الذين استقاموا واستجابوا لله لقوله تعالى: "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
ويضيف: إن طاعة الله تكون بالحذر من الشياطين التي يطلق سراحها، وتفك قيودها بعد رمضان؛ لذا يجب عدم الامتثال لها عملا بقوله تعالى: "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير"، كما يجب على المسلم اختيار الصحبة الصالحة التي تعينه على ذكر الله، وتبعده عن غواية الشيطان؛ فالمرء على دين خليله: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"، كما أن" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً".
النجار : حذر أولئك الذين يصومون رمضان ويجتهدون خلاله في عبادة الله ليعودوا بعد انقضاء هذا الشهر للمعاصي والذنوب، حيث ينطبق عليهم قول الله تعالى:" ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون".
ويتحدث "أحمد عزت" مدير مالي وإداري قائلا:
بالتأكيد شهر رمضان ميزه الله -عز وجل- بالطابع الروحاني والبركات والرحمة التي تعم على المسلمين ،وأهم ما يميز شهر رمضان هو التزام المسلم بالفروض والعبادة وغض النظر والبعد عن النميمة والنفاق وهي أمراض تسيطر على المسلم في الأيام العادية وهذه الأمراض فرضها التطور الحضاري وعصر العولمة.
ويضيف عزت، نعم شهر رمضان له ميزة وخصوصية خاصة في العبادة ليست في غيره من الشهور، لكن الغريب في الأمر الفراغ الواضح في عدد المصلين بالمساجد وعدم الحرص على صلاة الجماعة لدى بعض المسلمين وكأنها فرضت في شهر رمضان فقط.
ويقول عزت، نحن لا نطلب أن نكون بعد رمضان كما كنا في أيام الشهر الفضيل فهذا شيء صعب، فأيام رمضان لها ميزة خاصة وقدرة خاصة وطاقة خاصة ،ولكن نأخذ من هذه الطاقة والقدرة ما يعيننا على الثبات بعد رمضان.
ويوضح "محي الدين عبد الغني" مدرس بمدرسة زايد النموذجية قائلا:
لقد عرفنا أثر العبادة وذقنا طعم الإيمان وحلاوة الطاعة ولذة المناجاة فعلينا أن تحافظ على هذه المكاسب وتلك المنجزات فنحرص على الطاعة ونُقبل على العبادة ونلزم الطريق المستقيم والهدي القويم ، من خلال قراءة القرآن ولو صفحة واحدة في اليوم ، والدعاء يوميا ولو لدقيقتين بعد صلاة العشاء،وذكر الله يوميا ، والصلوات الخمس في جماعة بقدر المستطاع ، والالتزام بالصحبة الصالحة والحرص عليها حتى نعين بعضنا على الطاعة والثبات. ويزيد عبد الغني، مصائب الأمة الإسلامية الآن السبب الرئيسي لها هو بعدنا عن منهج الله ورسوله ،ولهذا تفشت أمراض العصر ،ولهذا علينا أن نراجع أنفسنا في ما يحدث لنا وعلينا أن نقترب من النهج والتعاليم الإسلامية حتى نستطيع أن نثبت ونصمد أمام التحديات والحروب على ما هو عربي وإسلامي من دول الغرب.
ويتعجب جمال شوقي من بعض المسلمين الذين يتركون الصلاة بعد رمضان ويعودون إلى المعاصي ويحذرهم قائلا:
إياك والهبوط من الهمة العالية ، فقد أنعم الله علينا بعبادة طويلة في رمضان ، ليس من المعقول أن نترك كل هذا بعد رمضان ،فكيف لرب العالمين أن يتقبل عملنا بعد ذلك ونحن نتحايل علية بالطاعات والعبادات في رمضان وباقي السنة نغفل هذه التقرب العظيم لرب العالمين.
ويستطرد في حديثه قائلا،على كل أسرة أن تحمل على عاتقها مسؤولية أبنائها ومدى تقربهم إلى رب العالمين، لان الأبناء يقلدون الآباء حتى في الطاعات والعبادات ،وكما قال رسولنا الكريم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"
ويؤكد بهاء سليم مدير مكتب سما لتأجير السيارات قائلا:
نتمنى أن نبدأ بعد رمضان مرحلة أفضل نجدد فيها البيعة مع الرسول الحبيب -صلوات الله وسلامه عليه- ونصب أعيننا وقلوبنا الحديث الشريف: "استعن بالله ولا تعجز" ،
وتابع سليم ،نضع خطة للحياة حتى رمضان القادم تتضمن كافة الجوانب الدينية والدنيوية، وأن نزرع في أنفسنا صفات المتقين والشاكرين والمحسنين والمتوكلين، ونقوم بإروائها يوميا بكل حب وود وحياء مع الخالق عز وجل
فلقد كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ، ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم ،ونسأل الله أن نكون من هؤلاء الفائزين.
أما عن رأي شريف صادق موظف، في التغير الذي يحدث للمسلم بعد رمضان حيث يقول:
أعباء الدنيا ومشاكلها هي المتهم الوحيد والذي أضعه في قفص الاتهام ،وأنا من ضحاياه للأسف حيث إنه يسرق المسلم من الطاعة والعبادات بمعاونه الشيطان لكي ينشغل بما هو فانٍ على ما هو باقٍ ،
ويضيف عزت : أحاول أن أجاهد نفسي وأدربها على أداء العبادات بانتظام ،وأقوم بهذا بعد أيام العيد بالصوم الأيام الستة من شوال التي أوصانا بها الرسول -صلى الله عليه وسلم - وأعطى حافزا وجائزة لمن صام
،وهو قوله "من صام رمضان ثم اتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر"، لم كل هذا يا رسول الله؟ أولا: لتثبت على الطاعة. ثانيا : لتكون في مواجهة خطة الشيطان وخاصة في هذا الشهر من بعد رمضان.
والأستاذ "عبيد الزعابي" موجه اجتماعي في مدرسة الغربية النموذجية يقول:
حتى لا تتراكم الأخطاء علينا ،فتأكل الرصيد الرائع الذي حصلنا عليه من رمضان لا بد لنا من وقفة أسبوعية تكون بمثابة استراحة محارب نجلس فيها مع أنفسنا، بعيدًا عن أية مؤثرات دنيوية، ونختلي فيها مع ذواتنا بكل الاحترام لطبيعتنا البشرية، وأيضًا مع عظيم الرغبة في السمو بها، وأن نكون جميعًا من الذين إذا أساؤوا استغفروا وإذا أحسنوا استبشروا..
ونفعل فيها ما أوصانا به ابن رجب الحنبلي عندما قال بضرورة مراجعة النفس: يعاهد إيمانه وما ينتقص منه؛ ليعلم نزغات الشيطان أنّى تأتيه؟
وتابع سليم، يجب علينا أن ننمي في أنفسنا طاقات مجاهدة النفس، ونتذكر أننا كما تحملنا مشقة الصيام؛ لأننا ندرك تمامًا عظمة الثواب والأجر الديني ،فإننا نستطيع مجاهدة النفس والانتصار على منافذ كل من الشيطان اللعين والنفس الأمارة بالسوء؛ حتى نفوز بخيري الدين والدنيا معًا.
وينهي سليم كلامه قائلا ، نتوقف عند الجملة الرائعة التي كنا نقولها أثناء الصيام "اللهم إني صائم"، حيث نكظم غيظنا ونمنع أنفسنا من التصرف السيئ ضد أي استفزازات لا تخلو منها الحياة اليومية، ونذكر أنفسنا أن رب رمضان هو رب باقي السنة، وأن علينا التمسك بالسعي لتحسين أخلاقنا قدر الاستطاعة طوال العام حتى نستقبل رمضان القادم بمشيئة العزيز الحكيم ونحن أفضل حالاً، وألا نبدد رصيدنا الأخلاقي الذي حصلنا عليه ونبدأ من رمضان القادم مفلسين.