طفرة إنشائية تشهدها أبوظبي ومازال التشييد مستمراً

الجميع يشهدون بتطور البنية التحتية،ويتطلعون لمستقبل أفضل

الجميع يشهدون بتطور البنية التحتية،ويتطلعون لمستقبل أفضل

• إسلام أحمد سليمان: سوق أبوظبي العقاري يشهد نشاطا ملحوظا خلال هذه الفترة
• عبدالرحيم إبراهيم: تطور البنية التحتية يضع الإمارات في مصاف الدول المتقدمة
• أحمد عزت: التشييد مستمر ولم يتوقف ، وهذا دليل دامغ على تماسك وقوة الاقتصاد الإماراتي
• أسماء علي: تجربة أبوظبي متفردة في بناء الأبراج
• زكي سليمان: التطور التقني المستقبلي قد يقود إلى مدن ممتلئة بناطحات السحاب
• عبدالرحمن العفيفي: يركز المطورون العقاريون على إطلاق مشاريع تناسب جميع الشرائح
• محمد المنصوري: المباني الشاهقة إحدى الأعمدة الرئيسية للاقتصاد المحلي
• إبراهيم الدسوقي: أزمة كورونا أثبتت بأن الاقتصاد المحلي للإمارات قوي ولا يتأثر بالأزمات



"تتزين أبوظبي بالمباني الشاهقة وناطحات السحاب التي تتميز بتصميم هندسي ذي كفاءة عالية ويتسم بجمال المنظر الذي يعطي لأبوظبي سحراً وجاذبية بين عواصم العالم ، وهذا التطور مستمر إلى مستقبل مشرق نابع من تخطيط واع ومدروس بالرغم من تعرض العالم أجمع لأزمات اقتصادية وحالة من الركود بسبب كورونا والحرب الروسية، ولكن أبوظبي تواصل تقدمها للأمام بخطى ثابتة، وجريدة الفجر تسلط الضوء على الإنجازات المنشودة في أبوظبي بسؤال مسؤولي شركات العقارات والمتخصصين ورجال الاقتصاد"

وفي البداية قال عبد الرحيم إبراهيم مدير مشاريع في احد الشركات العقارية :
أبوظبي تشهد تطور مذهل في البنية التحتية والتي أصبحت الآن تفوق جميع البلدان العربية وهذا  ليس وليد الصدفة ولكن ناتج عن تخطيط واع ومرتب على المدى البعيد ،وأنا أعتبرها نشأة تكاملية على صعيد المجالات المختلفة ،لكي تصبح أبوظبي منارة ساطعة في سماء الوطن العربي.
ويضيف إبراهيم: ناطحات السحاب الموجودة في جميع مناطق أبوظبي الآن ،هي دليل واضح على السير في الطريق الصحيح حول آفاق أكبر سوف تشهدها إمارة أبوظبي خاصة والإمارات عامة في المستقبل القريب.

ويقـول أحمد عزت مدير مالي وإداري:
ليس هناك فرق بين إمارة ابوظبي وبين أي دولة أوربية ،وهذا يدعو للفخر لكل عربي يعيش على أرض الإمارات ،وبرغم  الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعديد من الدول الأوربية وبالتأكيد تأثرت الامارات بها أيضا ،ولكن مازال التشييد مستمرا ولم يتوقف ، وهذا دليل دامغ على تماسك وقوة الاقتصاد الإماراتي وتصديها لآي ظروف تتعرض لها ،ويرجع الفضل للحكومة الإماراتية والوعي الكامل لما يدور من تطور في البنية التحتية على مستوى العالم.
ويضيف عزت ،ولكن مازال هناك العديد من المشاكل التي تواجه  الإنسان في العصر الحديث وهي الاستخدام المفرط للطاقة ، إن القلق من تلوث هواء المدن ومن المطر الحمضي وتسرب النفط  وارتفاع حرارة الأرض يحث على إعادة تفحص بدائل الفحم والنفط ، وعلى الرغم من أن مصادر الطاقة البديلة ليست خالية من التلويث عموماً ، فإنه يوجد مجال واسع من الخيارات التي يكون ضررها البيئي أقل بكثير من مصادر الطاقة التقليدية .

واستطرد عزت ،أفضل التقنيات الواعدة هي التي تسخر طاقة الشمس حيث يعتبر التحويل الحراري المباشر للإشعاعات الشمسية إلي طاقة كهربائية عبر الخلايا الشمسية تقنية جديدة ومتطورة وهو صناعة إستراتيجية باعتبارها مصدراً للطاقة مستقبلا، وسيكون له الأثر الأكبر في المحافظة على مصادر الطاقة التقليدية ولأغراض أهم واستغلال أثمن ،علاوة على أن مصدر طاقته مجاني ولا ينضب ونظيف ودون مخلفات أو أخطار.

ويؤكد المهندس إبراهيم الدسوقي:
على الدور الهام الذي يلعبه مجلس ابوظبي للتخطيط العمراني ،لكي تصبح إمارة ابوظبي بهذا الجمال المحسوب والمخطط له مسبقا .
ويقول الدسوقي:عندما نتطلع إلى المستقبل نشعر بوجود تحديات علينا أن نتغلب عليها حتى تكون الامارات في مصاف الدول المتقدمة ،وبلا شك ما مرت به الامارات من أزمة كورونا والحرب الروسية اثبتت بأن الاقتصاد المحلي للامارات قوي ولا يتأثر بالأزمات،وبدأت نظرة الغرب تتغير للدول العربية لوجود كفاءات ومسؤولين يحرصون على خطى التقدم والتطور للبنية التحتية والتي تتفوق الآن على العالم بأثره لوجود برج خليفة وهو أعلى ناطحة سحاب في العالم في أرض عربية وهي الإمارات التي يفتخر بها كل عربي.

وأما أسماء على ، مسؤولة بمكتب استشاري هندسي فتضيف قائلة:
الإمارة خاضت تجربة بناء الأبراج بحكمة، وتحاول بناء أيقونات وفق مخطط عمراني متوازن، كما أنها تمضي قدماً في إنجاز أبراجها بعيداً عن اي تأثيرات اقتصادية عالمية ، وتعتبر حالياً من أقوى الأسواق في ظل الركود العالمي، كما انفردت بمخطط عمراني متطور وفريد لا يشبه أي نموذج آخر عالمي.
وأشارت أسماء، إلى أن تجربة أبوظبي في بناء الأبراج لم تكن منقولة عن نموذج أمريكي، التي تعتبر أول من بدأت بتجربة ناطحات السحاب، موضحة أن لأبوظبي نماذج خاصة بها، تضم مشاريع فريدة تراعي طبيعتها المحلية.

ويتحدث عن الرأي الهندسي زكي سليمان في إحدى الشركات العقارية :
بأن لقب البناء الأعلى في العالم ينتقل بشكل منتظم من ناطحة سحاب إلى أُخرى إذ إن هذه القضية تعد واحدة من أكثر المسابقات تنافسية في عالم الإنشائيات.
فالمهندسون والمصممون المعماريون يحملون في قلوبهم بشكل دائم تحديات بناء إنشاءات أكثر ارتفاعاً، كما أن الشركات والمدن تنجذب بشكل دائم إلى مجد بناء الإنشاء الأعلى في العالم فيها
ويستطرد في حديثة قائلا، لا يجد المهندسين أي حاجز في وجه أحلامهم كون أن التطور التقني المستقبلي قد يقود إلى مدن ممتلئة بناطحات السحاب كما يقول بعض الخبراء بالإضافة إلى ظهور فكرة إسكان مليون شخص
أو أكثر في بناء واحد كأمر وارد الحدوث.

وعلى أية حال يتوجب علينا أن نعمل في المستقبل على تقليص المساحة التي نريد إنشاء المباني فوقها وذلك لتركيز التطوير في منطقة واحدة عوضاً عن نشره في مناطق غير مستغلة، فمدن ناطحات السحاب ستكون أكثر ملاءمة للأعمال التي يمكن تجميعها في مدينة واحدة لتخفيض الوقت المستهلك في السفر والمواصلات.
ويقول سليمان: العقبة الرئيسية التي تواجه عملية الارتفاع في علو البناء هي مقاومة الجاذبية الأرضية والتقدم التقني الأساسي الذي جعل إمكانية بناء ناطحات السحاب وكسر حاجز الجاذبية الأرضية ، والإمارات في مصاف الدول التي تتعامل مع هذه التقنية المتقدمة بوعي ودراسة حتى نصل إلى مستقبل أفضل.

الدكتور عبدالرحمن العفيفي، الرئيس التنفيذي لشركة (تمكن العقارية):
لقد شهدنا ارتفاعاً في الطلب على العقارات في إمارة أبوظبي، وبالتالي ارتفع حجم التداولات لأرقام كبيرة خلال النصف الأول من العام الجاري، ولقد أطلقت الدولة مجموعة من المبادرات المشجعة على الإقامة والاستثمار، ومنحت الإقامة الذهبية للمستثمرين والموهوبين وخط الدفاع الأول من الأطباء والممرضين وغيرهم ،إلى جانب ما تتمتع به الإمارات من أمن واستقرار وتوفير الخدمات المتنوعة، الأمر شجع على شراء العقارات وتملكها بغرض الاستثمار أو الاستخدام النهائي.

وأضاف العفيفي هناك العديد من العوامل التي ساعدت الكثيرين على شراء وتملك العقارات بالدولة بشكل عام وإمارة أبوظبي بشكل خاص، ومنها توفر التمويل العقاري؛ حيث توجد تسهيلات في طلبات البنوك وتقليل نسبة الدفعة الأولى وخفض قيمة الأقساط، والسداد لفترات طويلة تصل إلى 25 عاماً، كل هذا يساعد المستثمر على الشراء.

وتابع: يركز المطورون العقاريون على إطلاق مشاريع تناسب جميع الشرائح، سواء عقارات تتناسب مع ذوي الدخل المرتفع أو المتوسط أو المحدود، وليس التركيز على العقارات الفاخرة فقط، كما نرى أن المطورين
العقاريين يبنون في مناطق يسمح بها التملك الحر للجانب، وذلك لتلبية الطلب من قبل هذه الفئة الكبيرة.
وأفاد بأن شركات التطوير ركزت مؤخراً على إطلاق مشاريع نوعية للمستثمرين لاستقطابهم مع توفير الخدمات والمرافق التي تناسبهم، مما ساعد على بيع وحدات هذه المشاريع بسرعة، وزيادة الإقبال عليها.

أكد إسلام أحمد سليمان الرئيس التنفيذي في (ريبورتاج العقارية) حرص الشركة على توسعة أعمالها في مدينة مصدر، وتطوير المزيد من المشاريع العقارية المستدامة، التي تضم أحدث الابتكارات والخدمات الذكية والحلول المستدامة التي تسهم في توفير استهلاك الطاقة والمياه، وذلك في إطار الالتزام باشتراطات البناء المستدام، والحفاظ على البيئة.

وأوضح أن سوق أبوظبي العقاري يشهد نشاطا ملحوظا خلال هذه الفترة، وسط ارتفاع في الطلب على المشاريع النوعية التي توفر خدمات متميزة للمشترين، ما عزز من خطط الشركة لمواصلة طرح المزيد من المشاريع الجديدة بأبوظبي.
وأشار سليمان إلى وجود العديد من المؤشرات الإيجابية بشأن تحسن النشاط بالقطاع العقاري، وفي مقدمتها ارتفاع قيمة التداولات العقارية بدبي خلال العام الحالي. حيث تشير البيانات إلى أن أغسطس 2021 يعدّ ثاني أعلى شهر منذ ديسمبر 2013 من حيث عدد المبايعات العقارية في شهر واحد، حيث شهد تسجيل 5,780 مبايعة بقيمة 14.97 مليار درهم، ليكون أفضل شهر أغسطس على الإطلاق خلال الـ 12 عاما الماضية.

ومن الناحية الاقتصادية يتحدث الخبير الاقتصادي وأستاذ الجامعة الدكتور محمد المنصوري قائلا:
تتجه أبوظبي في الفترة المقبلة إلى احتضان المزيد من المشاريع العمرانية ذات المستوى العالي من إبداع التصميم وجودة البناء ومتانته.
ويضيف المنصوري ،الحاجة الملحة لأن تكون المباني ليس فقط (صديقة للبيئة)، وإنما أيضاً (صديقة للإنسان) نفسه، وتستجيب لاحتياجاته وتطلعاته،وناطحة السحاب تتكون من مكاتب وفنادق ومساحات مائية وحدائق ومواقف سيارات، تتمتع كل منشأة منها بخصوصية مرتبطة بتفرد التصميم وضخامة البناء، وهذه البنايات ألقبها(بالذكية)، لقدرتها الكبيرة على التحكم باستهلاك الطاقة بطريقة ذاتية، والاعتماد على الشمس كمورد طبيعي للضوء والطاقة، والتصميمات الذكية التي توزع تلك الطاقة على كافة أرجاء المبنى، بطريقة التغذية والتغذية المضادة،وهذا يعني أن المبنى الذي يستخدم طاقة أقل في فترات معينة من اليوم، مثل مبنى المكاتب خلال فترة الليل، سوف يهب طاقته إلى المبنى السكني، أو جزء الفنادق والنشاطات المختلفة، والتي تحتاج إلى طاقة أكثر في فترة الليل.

وفي النهاية يقول المنصوري، هذا بالتأكيد سيوفر أموال طائلة لاستهلاك الطاقة ،مما يجعل المباني الشاهقة احدي الأعمدة الرئيسية للاقتصاد المحلى ،لدورها الرائد في توفير فرص عمل عديدة ومتنوعة وأيضا دورها في توفير الطاقة وزيادة الدخل القومي .