الحلوى العمانية زينة القرية العالمية بدبي
كل شعب من شعوب العالم يتميز عن غيره من خلال عاداته وتقاليده وموروثاته التقليدية الى جانب فنونه وأزيائه وصناعاته المختلفة, لا سيما تلك الصناعات التقليدية القديمة التي يتميز بها من بين ما نراه حاليا من صناعات حديثة تحاكي تلك الصناعات التراثية الممتدة منذ آلاف السنين, رغم وجود بعض أوجه الشبه في العديد منها.
وهنا نحاول معرفة إحدى صناعات السلطنة العمانية التقليدية المتوارثة التي لا يزالون يحافظون عليها ويحتفظون بها وربما تميزهم عن غيرهم من الشعوب.. انها صناعة الحلوى العمانية التي تحظى بشهرة واسعة داخل وخارج السلطنة.. فهب تعرف كرمز للضيف العماني حينما يفد عليه ويحل ببلده او بداره من حيث الكرم والضيافة كونها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالصناعة التقليدية العمانية منذ نحو الفي عام تقريبا والتي تمثل الماضي العريق والحاضر النقي بأسلوب حياة عمانية عملية متجددة.
والحلوى العمانية سر لا يعرفه إلا القليل من الناس, لذا فان طعم الحلوى يختلف من صانع إلى آخر حسب مهارته واحترافه وإتقانه لصناعتها, ولأنها متميزة فى الطعم والشكل فانها دائماُ موجودة فى جميع المناسبات والأعياد والاحتفاليات.. وصناعة الحلوى العمانية هي إحدى الصناعات المهمة التى تشهتر بها ولايات سلطنة عمان وتمثل مصدراً مهماً لدخل العديد من الأسر العمانية لما تعطيه من مردود مادي جيد, وزبائنها من كل الدول الخليجية وهى من الأصناف الأساسية المقدمة للضيف وفى كل المناسبات.
والحلوى العمانية أنواع مختلفة يختلف مذاقها الخاص حسب مكوناتها خاصة فيما يتعلق بنوعية السكر والسمن المستخدمين إضافة إلى كيفية طهوها.. وصناعة هذه الحلوى سر لا يعرفه الكثير من الناس والقليل منهم يتقنونها.. ولم تعد تقتصر هذه الحلوى على عمان بل تعدتها إلى كل الدول المجاورة حيث يقوم بعض صانعي الحلويات بتصديرها للخارج كدول الشام والمشرق العربي وعدة دول فى أوروبا.. وليس غريباً أن تحتل الحلوى العمانية اجتحه خاصة فى المعارض والأسواق الخليجية الشعبية والحديثة.
والحلوى العمانية لها أصناف مختلفة وأنواع عدة فهناك الحلوى البيضاء والحمراء والسوداء والزعفرانية وغيرها, وهناك حلوى يستخدم فى صناعتها السكر الأحمر المستخرج من قصب السكر والمسكرات بأنواعها والنشا والهبل والبيض وماء الورد, كما تختلف أنواع الحلوى باختلاف المواد التى يتم إضافتها.. والإقبال على الحلوى العمانية يتزايد يوماً بعد يوم لذلك يتم تصنيع ثلاث أنواع منها بشكل رئيسي للأسواق الخليجية وهى الصفراء والبيضاء والسوداء, وأنواع أخرى غالباً م تكون مكوناتها من المنتجات المحلية من ماء الورد والمكسرات وغيرها .
ويقول منصور العدوي العارض للحلوى العمانية بالقرية العالمية ان مقادير المواد التي تدخل في صناعة الحلوى تتلخص في أربعة أكواب ماء, وثلاثة ونصف كوب من السكر, و10 ملاعق من النشا, وملعقة كبيرة من الهيل الناعم المطحون وفنجانين من السمن العربي او البلدي او قالب من الزبدة 227 جراما, وزعفران ونصف كوب من ماء الورد الجبلي او الخارجي ومكسرات, ويخلط ماء الورد مع الهيل و يترك جانبا ثم يوضع السكر على النار في القدر ويقلب بصورة مستمرة إلى أن يصفر لونه ويصبح ذهبيا ثم تضاف الزبدة إلى السكر مع التقليب المستمر حتى تذوب ويصبح لونها المزيج مائل إلى الاحمرار, ثم يذاب النشا مع قليل من الماء مع إضافة الهيل ويصب تدريجيا على المزيج السابق مع الاستمرارية في التقليب حتى يتماسك المزيج, ثم يضاف إلى المزيج ماء الورد والزعفران المنقوع ويستمر التقليب وعند التماسك الجيد للحلوى تسكب في إناء وتجمل بالمكسرات بعدها تقدم في أوان مختلفة مع القهوة العربية.
ويقول العدوي أنه رغم شهرة الحلوى العمانية الكبيرة إلا أن خبراء يطالبون باستمرار الترويج لها وابتكار أساليب جديدة لكي تقوى على المنافسة داخليا وخارجيا كما يطالبون بحماية الصناعة من الاندثار والتشويه وحفظ سر الخلطة الذي يتم تشويهه على أيدي القوى العاملة الوافدة التي تعمل بها من الأبواب الخلفية.
ويُبدي العمانيون فخرهم واعتزازهم بالحلوى العمانية باعتبارها صناعة رائجة وهُوية للسلطنة وخير سفيرٍ لها في الاحتفالات والأعياد والمناسبات الدينية والأفراح.