الدكتورة إيمان فؤاد تؤكد أهمية الصحة النفسية في القضاء على الإدمان الرقمي

الدكتورة إيمان فؤاد تؤكد أهمية الصحة النفسية في القضاء على الإدمان الرقمي


انتشر في الأونة الأخيرة امراض معقدة وانحرافات فكرية عديدة بسبب عزو مواقع التواصل الاجتماعي العقول والعبث في المشاعر واللعب المباشر في التركيبة الروحية والمادية للفرد، ولهذا الوضع المرعب الذي يهدد السلم المجتمعي ويؤخر عجلة العمل والتفوق، كان لابد أن تستعين بخبراء في هذا المجال لوضع حل لهذه الحالات وإنقاذ الجيل الحالي من الإدمان الرقمي، نتحاور مع الدكتورة إيمان فؤاد مؤلفة كتاب " الصحة النفسية في عصر الإدمان الرقمي" لسلط الضوء على هذا الموضوع المهم. 
تؤكد الدكتورة إيمان محمد فؤاد، استشاري الصحة النفسية التربوية، ضرورة الربط بين ما يحدث على الساحة من هجوم منظم وممنهج لوسائل التواصل الاجتماعي وكثرة التطبيقات التى تستهدف شبابنا في مراحل ما قبل المراهقة، فهذه الوسائل تركز على الثوابت الفكرية عند هذه الفئة لتجريفهم فكريا ومعنويا وشدهم للأسفل من باب عدم القيم والمبادئ، مما يسهم في تغيير المزاج الطبيعي ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة معرضهم الاضطرابات النفسية، ومن ثم يحدث الاكتئاب والرغبة في الوحدة وتراجع المستوى العلمي والصحي، وذلك يظهر جليا في الأطفال واليافعين بسبب إدمان الألعاب الالكترونية والدخول على التطبيقات بدون مراقبة. 
وردت فؤاد على تدهور الجيل بسبب الذكاء الاصطناعي، بأن العلم مهم والمعرفة بوابة الاختراع وكل الأزمات الكبرى، لكن لكل شيء معدل وسقف لابد أن تتوقف عنده هذه الفئة، بالإضافة إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي من خلال الدراسة الواعية بهدف تجنب السقوط في متاهة الوقوع في شرك المرض النفسي، فالذكاء الصناعي صار أمر واقعي ومهم للغاية، وينبغي أن نتعايش معه ونقدمه على أنه مادة التطور وتسخيرها في جميع القطاعات الحياتية ومنها التطبيقات المفيدة التى تمد الجيل بالمعرفة والثقافة والحفاظ على القيم. 
وتبنت الدكتورة إيمان فؤاد في ردها على سؤال عن مظاهر الإدمان وكيفية التغلب عليه، بأن الإدمان الرقمي يتمثل في الاهتمام باستخدام اللوحات الإلكترونية بصورها المتعددة، والسهولة الاستخدام ولوجود تطبيقات تدعو للتسلية المبطنة بأفكار تدميرية، فتبنى على التشويق كما هو موجود في المسابقات والتحديات المنوطة بألعاب التحدي، والحل هو المتابعة الحثيثة النشء والتوجيه الملائم لهذه السنة الخطيرة، باكتساب المواهب ودمجهم مع أفراد الأسرة وانشغالهم بالرياضة، والسماح لهم باستخدام هذه الأدوات في وقت محدد من اليوم، ويفضل ألا يترك هذه الفئة العمرية لهذه الوسائل لوحدهم لفترات طويلة، لأن الإدمان يبدأ من هنا. 
وانهت إيمان فؤاد استشاري الصحة النفسية، حوارها بتوجيه كلمة للأسرة العربية من الخليج المحيط أن يأخذوا حذرهم من عواقب ترك النشء لأنفسهم بدون رقيب ولا متابعة، والاهتمام بميول أولادهم تجاه اكتساب مواهبهم ودمجهم مع الحياة اليومية واحتوائهم الدائم، بالإضافة لغرس القيم والمبادئ فيهم فضلا عن بث روح الثقة وبناء الذات وتطويرها بما ينفع مجتمعه، حيث أن هذه الفئة تحترف العمل الالكتروني وتتميز بالذكاء فعلى الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني التكاتف لخلق مناخ صحي يجذب النشء له ويبعده عن الاعتماد الكلي في التعامل مع المجتمع الافتراضي أو ما يسمى بالإدمان الرقمي.