في محاضرة حول متحورات كورونا .. مركز تريندز يستشرف آفاق الجائحة
الدكتور أكمل عبدالحكيم: التطعيمات تحدُّ من انتشار المرض ويجب تجريم مروجي الشائعات غير العلمية
نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات محاضرة حول "متحورات كورونا وآفاق الجائحة" قدمها الدكتور أكمل عبدالحكيم الطبيب البشري والكاتب المتخصص في القضايا الصحية والعلمية.
وأدار المحاضرة الأستاذ عبدالله خليفة مترف الباحث الرئيسي بمركز تريندز للبحوث والاستشارات، حيث أشار في مقدمته، إلى أنه مع مطلع العام 2020، بدا العالم وكأنه يواجه خطراً محدقاً ينتج من التفشي السريع لفيروس كورونا؛ وقال إن العالم عانى كثيراً تداعيات هذه الجائحة على الأصعدة كافة. وإنه ما إن بدأ العالم يتنفس الصعداء مع تطوير عدد من اللقاحات الطبية، حتى أخذ فيروس كورونا يتحور على نفسه، لينتج صوراً جديدة أعلى مقاومة للقاحات وأسرع انتشاراً وأكثر فتكاً بالصحة العامة.
وتناولت المحاضرة التي جاءت كحلقة نقاشية محاور عدة هي: تاريخ العلاقة بين الإنسان والفيروسات، وأسباب تحور الفيروسات، والفارق بين الطفرات والتحورات، وتصنيفاتها وأسماؤها، والعلاقة بين التحورات وقدرة الفيروس على العدوى وعلى شدة المرض، والاختلافات بين المتحور أوميكرون وباقي الأصناف المتحورة، وتأثير التحورات في كفاءة التطعيمات المتاحة حالياً وفاعليتها، وكيفية توزيعها عالمياً، إضافةً إلى الإجراءات والتدابير الممكن اتخاذها للحماية والوقاية من المتحورات.
واستهل الدكتور أكمل عبدالحكيم محاضرته بتثمين دور مركز "تريندز" البحثي، واهتمامه بالمعرفة ومتابعته لجائحة كورونا منذ بدايتها بالبحوث والدراسات والاستطلاعات المفيدة، وقال إن العلاقة بين الإنسان والفيروس تاريخية، حيث إنه عند النظر إلى طبيعة الجينوم البشري، يُلاحظ أن ما نسبته 8 في المئة من الجينات في جسم الإنسان تتكون من الفيروسات.
وذكر الدكتور أكمل عبدالحكيم أنه خلال المئة عام الماضية لم يتمكن الإنسان من التخلص إلا من فيروس واحد فقط هو فيروس الجدري، وقريباً ربما يتم التخلص من فيروس شلل الأطفال.
وتطرق المحاضر إلى طبيعة المتحورات والفارق بين الطفرة والتحور، مشيراً إلى أن التحور ينتج خلال عملية التناسخ بين الفيروسات، وأن الطفرة تغيير سلبي أو إيجابي في صفات الفيروس، وأن الطفرة الجينية التي حدثت لمتحور أوميكرون جعلته أضعف من الفيروس الأصلي لكنه أكثر تسبباً في نقل العدوى بالنظر إلى وجوده في أماكن التنفس العليا.
وذكر أن الصورة عن أوميكرون غير واضحة حتى الآن، لكن بوجه عام فإن التطعيمات الموجودة حالياً لها فاعلية في مكافحة هذا الفيروس؛ وخاصة لدى أولئك الذين حصلوا على الجرعة المحفزة مشيراً في الوقت نفسه إلى أن التطعيمات الموجودة لا تزال قادرة على الحماية إلى حد كبير من فيروس كورونا ومتحوراته.
وشدد المحاضر على أهمية اتباع الإجراءات الاحترازية، والتباعد الاجتماعي والتطعيمات، لأنها تساعد كثيراً على تعطيل قدرة فيروس كورونا في التحور والانتشار.
وقال إن أسماء المتحورات جاءت وفقاً لمنظمة الصحة العالمية من أحرف لاتينية، واعتمدت لتلاشي بعض الحساسيات الدولية، ولعدم ارتباطها بدول معينة. وبين المحاضر أن وباء كورونا ارتبط بوباءين آخرين، الأول هو تباطؤ علاج بعض الأمراض المزمنة والخطِرة، والثاني هو وباء الأكاذيب التي انتشرت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، مطالباً في هذا الصدد بتجريم كل من ينشر أخبار كاذبة عن التطعيمات ومعاقبته، لأن في ذلك تخويف للناس وإزهاق لأرواح البشر. وأوضح الدكتور أكمل عبدالحكيم أن مشكلة فيروسات الأمراض التنفسية مثل كوفيد-19 كثرة تحورها وتطورها، على عكس الفيروسات الأخرى بطيئة التحور مثل التيتانوس والجدري. وحول مستقبل فيروس كورونا وتحوره، توقع المحاضر أن ينتشر متحور أوميكرون بشكل كبير ومن ثم يتراجع بعد حدوث مناعة القطيع الطبيعية، أو أن يؤدي انتشاره الواسع إلى ظهور متحور جديد أكثر قوة وأكثر انتشاراً، مشيراً إلى أنه من الممكن العودة إلى الحياة الطبيعية إذا استطعنا إتمام عملية التطعيم لكل الناس، أو نجاح حدوث مناعة القطيع الطبيعية قبل أن يتحور أوميكرون.
وذكر الدكتور أكمل عبدالحميد أن هناك علاقة وطيدة بين السماح لفيروس كوفيد-19 بالانتشار وبين تحور الفيروس وتحوله، مؤكداً أن عدم عدالة توزيع التطعيمات بين الدول الغربية الغنية والدول الفقيرة يساعد على تطور فيروس كورونا وظهور المتحورات وبالتالي استمرار الجائحة في العالم كله.
وفي ختام المحاضرة نقل مدير الحلقة النقاشية الأستاذ عبدالله خليفة مترف، تحيات وشكر الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لـ"مركز تريندز للبحوث والاستشارات" للدكتور أكمل عبدالحكيم على محاضرته القيمة وعلى ردوده الثرية على أسئلة المشاركين.