في صورة جديدة وفاعلة

الديمقراطي جو بايدن يعتلي خشبة المسرح...!

الديمقراطي جو بايدن يعتلي خشبة المسرح...!

-- أبرز المؤتمر قدرة بايدن على الاستماع إلى الناس العاديين، وهي سمة غائبة عن خصمه الجمهوري
-- يتمتع بايدن بالعديد من نقاط قوة الشخصية تنعكس في الأسبقية التي تمنحها إياه استطلاعات الرأي


  لفهم سبب وجود فرصة جيدة لجو بايدن للإطاحة بدونالد ترامب، علينا تجاوز الصورة الكاريكاتورية التي يرسمها خصومه.
   التحدي في أي مؤتمر سياسي لأي حزب معارض هو مهاجمة الرئيس المباشر مع التمسك بالتعريف الخاص لصورة مرشحه.    والمؤتمر “الافتراضي” للحزب الديمقراطي فعل ذلك بشكل جيد. لقد افتقدنا أجواء الساحات المزدحمة، غير أن الاستراتيجيين الديمقراطيين تمكنوا من تقديم صورة لبايدن سيستخدمها لتعبئة أصواته وإقناع المترددين.

السلبي
جو بايدن ليس معصوما من الخطأ، وخبرته السياسية الطويلة تعرّضه بشكل خاص للنقد على أفعاله السابقة: مثل العديد من الديمقراطيين، صوت لصالح غزو العراق، وبعض مواقفه، خاصة في مجال المالية أو الشؤون القانونية، تثير تساؤلات حقيقية.
كما أنه معروف ببعض الحماقات التي يسارع خصومه إلى تشويهها وتضخيمها بفجاجة من خلال اتهامه بالشيخوخة والخرف. والسياسي “اللمسي”، يصور بايدن على أنه مفترس خطير من قبل بعض مؤيدي الرئيس الذي يواجه العشرات من تهم الاعتداء الجنسي ويتفاخر علانية بـ “مآثره».
   وهذا الكاريكاتير الخبيث لبايدن، الذي ينقله أولئك الذين يستمدون خطابهم من القاع والحضيض، مثير للسخرية.

أوراق رابحة
   يتمتع بايدن بالعديد من نقاط قوة الشخصية التي أبرزها المؤتمر.
   أولاً، هو موحّد أظهر قدرته على التغلب على الانقسامات الحزبية. ولم يمكّنه دعم بيرني ساندرز الصادق من حشد التقدميين بشكل أفضل فحسب، بل تحصل أيضًا على دعم العديد من الجمهوريين البارزين الذين خاب أملهم في ترامب. وبينما تمتعت هيلاري كلينتون بمهارة عزل هاتين المجموعتين عام 2016، فإن رسالة المؤتمر ستسمح لبايدن بإبقائهم الى جانبه.    كما أبرز المؤتمر خصال التعاطف المتجذرة فيه، وقدرته على الاستماع إلى الناس العاديين، وهي سمات غائبة عن خصمه الجمهوري.
   وسواء تعلق الامر بموظفي السكك الحديدية، الذين عاشرهم كل يوم عندما كان في مجلس الشيوخ، أو حارسة أمن التقاها صدفة في مصعد، فقد كان قادرًا على ايلائهم نفس الأهمية التي يبديها لرؤسائهم، ومثل تلك الشهادات كانت بليغة.

تغييرات قليلة في الأفق
   هذه السمات الشخصية للمرشح الديمقراطي معروفة للجمهور على نطاق واسع، وتنعكس في الأسبقية التي تمنحها إياه استطلاعات الرأي.    لذلك لا يمكننا توقع تحولات كبيرة في نوايا التصويت بحلول 3 نوفمبر، لكن هذا لا يعني أن الرسالة التي انبثقت من المؤتمر الديمقراطي غير مهمة.
   إن جو بايدن ليس المرشح المثالي، ولكن بالنسبة للجمهور الذي يسعى إلى استعادة كرامة ولياقة البيت الأبيض، فإن تقويــــة السمات الشخصية التي يمتلكهـــــــا جو بايدن ستساعد دون شك في تحفيـز ناخبيـه لتجاوز كل العقبـــــــات التي يصر الرئيس الحالي على وضعها أمامهم.

*أستاذ العلوم السياسية / مركز الدراسات والبحوث الدولية في جامعة مونريال لتنمية المعرفة حول الرهانات الدولية