محمد بن راشد: قوة الترابط بين أبناء الإمارات نموذج عالمي في الأُلفة والتعايش
المعتدل الذي انزاح إلى اليسار:
الرئاسية الأمريكية: «النائم» جو بايدن ينتقم...!
-- مر بايدن بالعديد من المحن الشخصية والصعوبات السياسية في حياته
-- أعيد انتخابه خمس مرات، ليصبح السناتور الأطول خدمة في ولاية ديلاوير
-- معركته الأولى كانت ضد التأتأة، والأخيرة من أجل روح أمريكا ضد ترامب
-- ركز حملته على التعاطف والمصالحة في بلد أصيب بانقسامات سياسية عميقة
مر نائب الرئيس السابق لباراك أوباما، الفائز بالرئاسة ضد دونالد ترامب، مرّ بالعديد من المحن الشخصية والصعوبات السياسية في حياته، إلا أن كلمته الرئيسية هي المثابرة.
حتى الساعات الأخيرة من هذه الانتخابات الرئاسية الأمريكية الاستثنائية، ظل جو بايدن مخلصًا لسمعته باعتباره كثير الأخطاء والهفوات والزلات.
الثلاثاء 3 نوفمبر، خلال اجتماع أخير في فيلادلفيا، في ولاية بنسلفانيا الرئيسية، قدم إلى جمهور كبير من الناخبين ابنه بو ... الذي توفي عام 2015. بما يكفي لتغذية مطحنة دونالد ترامب الذي، يوحي بانتظام أن منافسه الديموقراطي، يقارب 78 عامًا، قد خرف “يلقبه “سليبي جو”، جو النائم «».
زلة لسان دون عواقب لمن سيصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، مع ما لا يقل عن 273 ناخبًا بفضل النجاح في ولاية بنسلفانيا الرئيسية، كما أعلن السبت بعد أربعة أيام من التشويق. يذكر أنه في سن مبكرة، تعلم بايدن المثابرة عن والده، بائع السيارات المستعملة: “يا بني، لا نقيس الرجل بعدد المرات التي يسقط فيها، ولكن بسرعته على النهوض”، كما كان يذكّره باستمرار.
معركته الأولى، كانت ضد التأتأة، وتغلب عليها في طفولته. وُلد جو بايدن عام 1942 في بلدة الطبقة العاملة سكرانتون بولاية بنسلفانيا، وكثيرًا ما كان يتعرض للسخرية من رفاقه بسبب صعوبة التعبير. وكان يواجههم بحفظ قصائد طويلة يقرأها أمام المرآة.
في سنّ المراهقة، انتقلت عائلته إلى مايفيلد، وهي بلدة الطبقة الوسطى في ديلاوير. التحق بالجامعة هناك حيث درس التاريخ والعلوم السياسية. خطاب تنصيب الرئيس كينيدي عام 1961 طبع مسيرته: “لا تسألوا ما يمكن أن تفعله بلادكم لكم، بل اسألوا أنفسكم ما يمكن أن تفعلوه لبلادكم».
عيد الميلاد القاتم
خلال “إجازة الربيع” في جزر البهاما، يلتقي المرأة التي ستصبح زوجته الأولى، نيليا هانتر. تخرج عام 1965، والتحق بالجامعة نفسها التي تدرس فيها، في سيراكيوز، نيويورك، لدراسة القانون. ورغم الأداء السيئ، عاد إلى ديلاوير، وتحديدا إلى ويلمنجتون، لممارسة المحاماة لبضع سنوات. وفي الوقت نفسه ، انضم إلى الحزب الديمقراطي المحلي. أنجبت نيليا أطفالها الثلاثة في ثلاث سنوات: بو، من مواليد 1969، هانتر، ثم نعومي. في سن التاسعة والعشرين، تحول الأب إلى السياسة وأصبح خامس أصغر سناتور في الولايات المتحدة. لكن، في شتاء عام 1972، منعته أول مأساة كبيرة في حياته من الاستمتاع بانتصاره. توفيت نيليا، التي كانت في السيارة لشراء شجرة عيد الميلاد مع الأطفال الثلاثة الصغار، في حادث أدى أيضًا إلى اصابة نعومي الصغيرة وإصابة بو وهنتر بجروح خطيرة.
«بدأت أفهم كيف يمكن لليأس أن يدفع الناس إلى الاستسلام؛ كيف أن الانتحار لم يكن مجرد خيار وإنما خيارًا عقلانيًا ... كان الأمر كما لو أن الربّ قد خدعني، كنت غاضبًا”، روي لاحقا. الا ان الصمود كان هو الفائز، وأدى اليمين من غرفة أبنائه في المستشفى، وأصبح يتنقل يوميًا بالقطار بين واشنطن وديلاوير ليعود لرعايتهم.
سيعاد انتخابه خمس مرات، وسيصبح السناتور الأطول خدمة في ولاية ديلاوير. عام 1977، تزوج من السيدة جيل تريسي جاكوبس، “الدكتورة جيل بايدن”، التي لا تزال بجانبه اليوم. ومن اتحادهما، ولدت أشلي عام 1981.
أوباما-بايدن،
البطاقة الفائزة
كما شهدت الحياة السياسية لجو بايدن عدة انتكاسات. عام 1987، حاول لأول مرة الترشح لأعلى منصب، لكنه أنهى حملته الانتخابية بعد فضيحة انتحال نصّ خطاب.
بعد عشرين عاما، حاول مرة أخرى، إلا أنه حطّم أسنانه ضد باراك أوباما.
وانتهى الأخير باختياره على بطاقته وأخذه معه إلى البيت الأبيض.
إنها بداية صداقة جميلة، يشرّك الرئيس رجله الثاني في جميع القرارات، وهو الميثاق الذي ينوي جو بايدن إعادة إنتاجه مع نائب الرئيس كامالا هاريس.
في نهاية ولايته الثانية عام 2017، قلّد باراك أوباما جو بايدن وسام الحرية، وهو أحد أعلى الاوسمة الرئاسية. وكان الحفل أكثر اثارة لأن هذا الأخير يعاني من مأساة جديدة: توفي ابنه بو قبل عام ونصف بسرطان الدماغ عن عمر يناهز 46 عامًا.
تراجيديا دفعته للتخلي عن طموحاته الرئاسية عام 2016. وانحنى لهيلاري كلينتون... معربا لاحقا عن حسرته: “لو تقدمت، لكنت الفائز”. وبعد أربع سنوات، لا مجال للتخلي عن فرصته ضد دونالد ترامب. وظل يردد باستمرار “نحن في معركة من أجل روح أمريكا».
الانعطاف الى اليسار
إلا أن السباق بدأ بشكل سيء للغاية ... حتى قبل إعلان ترشّحه، اتهمته مجموعة من النساء بحركات غير لائقة تجاههن ... واستمرت المشاكل بأداء كارثي خلال المناظرات الديمقراطية الأولى. يضاف إلى ذلك شبهات تضارب مصالح قديمة مرتبطة بعمل ابنه هانتر لصالح شركة غاز متورطة في فضيحة فساد في كييف ...
لكن بايدن يثابر... وركز حملته على العاطفة والمصالحة في بلد أصيب بانقسامات سياسية عميقة. وحتى وباء كوفيد-19، الذي أجبره أحيانًا على التحفظ، لم يبطئ صعوده.
وفي ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة، غيّر المعتدل جو بايدن أيضًا خطابه وانزلق إلى اليسار. الى درجة أن هذا الوسطي يمكن أن يصبح الرئيس الأكثر تقدمية في تاريخ الولايات المتحدة. وإلى جانبه، أصبحت كامالا هاريس أول امرأة وأول شخص أسود في تاريخ البلاد يتولى منصب نائب الرئيس.
-- أعيد انتخابه خمس مرات، ليصبح السناتور الأطول خدمة في ولاية ديلاوير
-- معركته الأولى كانت ضد التأتأة، والأخيرة من أجل روح أمريكا ضد ترامب
-- ركز حملته على التعاطف والمصالحة في بلد أصيب بانقسامات سياسية عميقة
مر نائب الرئيس السابق لباراك أوباما، الفائز بالرئاسة ضد دونالد ترامب، مرّ بالعديد من المحن الشخصية والصعوبات السياسية في حياته، إلا أن كلمته الرئيسية هي المثابرة.
حتى الساعات الأخيرة من هذه الانتخابات الرئاسية الأمريكية الاستثنائية، ظل جو بايدن مخلصًا لسمعته باعتباره كثير الأخطاء والهفوات والزلات.
الثلاثاء 3 نوفمبر، خلال اجتماع أخير في فيلادلفيا، في ولاية بنسلفانيا الرئيسية، قدم إلى جمهور كبير من الناخبين ابنه بو ... الذي توفي عام 2015. بما يكفي لتغذية مطحنة دونالد ترامب الذي، يوحي بانتظام أن منافسه الديموقراطي، يقارب 78 عامًا، قد خرف “يلقبه “سليبي جو”، جو النائم «».
زلة لسان دون عواقب لمن سيصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، مع ما لا يقل عن 273 ناخبًا بفضل النجاح في ولاية بنسلفانيا الرئيسية، كما أعلن السبت بعد أربعة أيام من التشويق. يذكر أنه في سن مبكرة، تعلم بايدن المثابرة عن والده، بائع السيارات المستعملة: “يا بني، لا نقيس الرجل بعدد المرات التي يسقط فيها، ولكن بسرعته على النهوض”، كما كان يذكّره باستمرار.
معركته الأولى، كانت ضد التأتأة، وتغلب عليها في طفولته. وُلد جو بايدن عام 1942 في بلدة الطبقة العاملة سكرانتون بولاية بنسلفانيا، وكثيرًا ما كان يتعرض للسخرية من رفاقه بسبب صعوبة التعبير. وكان يواجههم بحفظ قصائد طويلة يقرأها أمام المرآة.
في سنّ المراهقة، انتقلت عائلته إلى مايفيلد، وهي بلدة الطبقة الوسطى في ديلاوير. التحق بالجامعة هناك حيث درس التاريخ والعلوم السياسية. خطاب تنصيب الرئيس كينيدي عام 1961 طبع مسيرته: “لا تسألوا ما يمكن أن تفعله بلادكم لكم، بل اسألوا أنفسكم ما يمكن أن تفعلوه لبلادكم».
عيد الميلاد القاتم
خلال “إجازة الربيع” في جزر البهاما، يلتقي المرأة التي ستصبح زوجته الأولى، نيليا هانتر. تخرج عام 1965، والتحق بالجامعة نفسها التي تدرس فيها، في سيراكيوز، نيويورك، لدراسة القانون. ورغم الأداء السيئ، عاد إلى ديلاوير، وتحديدا إلى ويلمنجتون، لممارسة المحاماة لبضع سنوات. وفي الوقت نفسه ، انضم إلى الحزب الديمقراطي المحلي. أنجبت نيليا أطفالها الثلاثة في ثلاث سنوات: بو، من مواليد 1969، هانتر، ثم نعومي. في سن التاسعة والعشرين، تحول الأب إلى السياسة وأصبح خامس أصغر سناتور في الولايات المتحدة. لكن، في شتاء عام 1972، منعته أول مأساة كبيرة في حياته من الاستمتاع بانتصاره. توفيت نيليا، التي كانت في السيارة لشراء شجرة عيد الميلاد مع الأطفال الثلاثة الصغار، في حادث أدى أيضًا إلى اصابة نعومي الصغيرة وإصابة بو وهنتر بجروح خطيرة.
«بدأت أفهم كيف يمكن لليأس أن يدفع الناس إلى الاستسلام؛ كيف أن الانتحار لم يكن مجرد خيار وإنما خيارًا عقلانيًا ... كان الأمر كما لو أن الربّ قد خدعني، كنت غاضبًا”، روي لاحقا. الا ان الصمود كان هو الفائز، وأدى اليمين من غرفة أبنائه في المستشفى، وأصبح يتنقل يوميًا بالقطار بين واشنطن وديلاوير ليعود لرعايتهم.
سيعاد انتخابه خمس مرات، وسيصبح السناتور الأطول خدمة في ولاية ديلاوير. عام 1977، تزوج من السيدة جيل تريسي جاكوبس، “الدكتورة جيل بايدن”، التي لا تزال بجانبه اليوم. ومن اتحادهما، ولدت أشلي عام 1981.
أوباما-بايدن،
البطاقة الفائزة
كما شهدت الحياة السياسية لجو بايدن عدة انتكاسات. عام 1987، حاول لأول مرة الترشح لأعلى منصب، لكنه أنهى حملته الانتخابية بعد فضيحة انتحال نصّ خطاب.
بعد عشرين عاما، حاول مرة أخرى، إلا أنه حطّم أسنانه ضد باراك أوباما.
وانتهى الأخير باختياره على بطاقته وأخذه معه إلى البيت الأبيض.
إنها بداية صداقة جميلة، يشرّك الرئيس رجله الثاني في جميع القرارات، وهو الميثاق الذي ينوي جو بايدن إعادة إنتاجه مع نائب الرئيس كامالا هاريس.
في نهاية ولايته الثانية عام 2017، قلّد باراك أوباما جو بايدن وسام الحرية، وهو أحد أعلى الاوسمة الرئاسية. وكان الحفل أكثر اثارة لأن هذا الأخير يعاني من مأساة جديدة: توفي ابنه بو قبل عام ونصف بسرطان الدماغ عن عمر يناهز 46 عامًا.
تراجيديا دفعته للتخلي عن طموحاته الرئاسية عام 2016. وانحنى لهيلاري كلينتون... معربا لاحقا عن حسرته: “لو تقدمت، لكنت الفائز”. وبعد أربع سنوات، لا مجال للتخلي عن فرصته ضد دونالد ترامب. وظل يردد باستمرار “نحن في معركة من أجل روح أمريكا».
الانعطاف الى اليسار
إلا أن السباق بدأ بشكل سيء للغاية ... حتى قبل إعلان ترشّحه، اتهمته مجموعة من النساء بحركات غير لائقة تجاههن ... واستمرت المشاكل بأداء كارثي خلال المناظرات الديمقراطية الأولى. يضاف إلى ذلك شبهات تضارب مصالح قديمة مرتبطة بعمل ابنه هانتر لصالح شركة غاز متورطة في فضيحة فساد في كييف ...
لكن بايدن يثابر... وركز حملته على العاطفة والمصالحة في بلد أصيب بانقسامات سياسية عميقة. وحتى وباء كوفيد-19، الذي أجبره أحيانًا على التحفظ، لم يبطئ صعوده.
وفي ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة، غيّر المعتدل جو بايدن أيضًا خطابه وانزلق إلى اليسار. الى درجة أن هذا الوسطي يمكن أن يصبح الرئيس الأكثر تقدمية في تاريخ الولايات المتحدة. وإلى جانبه، أصبحت كامالا هاريس أول امرأة وأول شخص أسود في تاريخ البلاد يتولى منصب نائب الرئيس.