سيناريو 2016 قد يتكرر:

الرئاسية الأمريكية: ماذا لو أعيد انتخاب ترامب...؟

الرئاسية الأمريكية: ماذا لو أعيد انتخاب ترامب...؟

  •  تعتقد حاشية المرشح-الرئيس، أن «الأغلبية الصامتة» لا تجيب على الاستطلاعات أو تضللهم
  • النظام الانتخابي الأمريكي يخدم دونالد ترامب والنتيجة يحسمها كبار الناخبين

  قبل أقل من سبعة أسابيع من موعد الاقتراع في الولايات المتحدة، يُقدّم الرئيس المنتهية ولايته على أنه الخاسر أمام الديموقراطي جو بايدن. إلا أن الجمهوري سبق أن كذّب استطلاعات الرأي عام 2016، ويحتفظ بالعديد من الأوراق الرابحة في يده.
   تؤكد كل استطلاعات الرأي ذلك: جو بايدن هو المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 3 نوفمبر.
ويتفوق المرشح الديمقراطي على دونالد ترامب بمعدل 7.5 نقـــــــاط على المستوى الوطني و0.5 إلى 6.5 نقطة في الولايات الرئيسية. لكن الحزب الجمهوري يتظاهــر بتجاهل هذه الأرقام المتشائمة.
 لقد أخطأوا في 2016، وما زالوا مخطئين في 2020، تريد ان تصدّق حاشية المرشح-الرئيس، مقتنعين بأن “الأغلبية الصامتة” لا تجيب على استطلاعات الرأي أو تضللهم.
    حتى الديمقراطيين، الذين أصيبوا بصدمة من انتخابات عام 2016، ما زالوا متشككين. “أكبر ميزة لدونالد ترامب هي أن معظم الناس ما زالوا يعتقدون أنه سيفوز.
هل يمكن أن تكون هذه نبوءة تحقق ذاتها؟، حتى وان كانوا يعارضون ترامب بشدة، واعتقدوا أنه سيكون الفائز، فإن ذلك قد يدفع بعضهم إلى البقاء في البيت، يقول جون زغبي، خبير استطلاعات الرأي الأمريكي.

قاعدة صلبة من الناخبين
    النظام الانتخابي الأمريكي يخدم دونالد ترامب. في الولايات المتحدة، تُعد الانتخابات الرئاسية اقتراعًا غير مباشر يتم الفوز بها بفضل أغلبية كبار الناخبين -لكل ولاية عدد معين. عام 2016، فازت هيلاري كلينتون على ترامب بفارق يقارب ثلاثة ملايين صوت، ومع ذلك، كان هو الذي فاز بأصوات كبار الناخبين عن طريق ترجيح بعض الولايات الرئيسية. لكل هذا لا يمكن استبعاد سيناريو مشابه هذا العام.
   على الإنترنت، يبدو معسكر ترامب أكثر تعبئة. وبحسب دراسة سويسرية تستند إلى تحليل لمحركات البحث والشبكات الاجتماعية، يتمتع الجمهوري بأسبقية واضحة. وكان نفس الفريق من الباحثين قد توقع انتصاره عام 2016 على عكس التيار.
    يتمتع دونالد ترامب بقاعدة صلبة من 41-42 بالمائة من الناخبين الذين لن يغيروا تصويتهم مهما كان. وللفوز، فإنه يحتاج إلى أربع أو خمس نقاط أخرى، يرى جون زغبي. ويبقى أن نرى ما إذا كان سيتمكن من الحفاظ على تلك الصورة لمرشح من الدرجة الثانية ومعارض لـ “الاستبلشمنت” بينما، هذه المرة، هو الذي في السلطة.

ورقة “القانون والنظام»
   وفي كل الاحوال، يمكنه الاعتماد على نقاط ضعف جو بايدن، مثل عدم تحمس الناخبين اللاتينوس تجاهه. ففي ولاية فلوريدا الرئيسية، على سبيل المثال، يشعر فريق الديمقراطيين بالقلق بشأن تصويت الأقلية الكوبية، المعادية بشدة للشيوعية، والتي يبدو أنها تتجه إلى الجمهوري ورسالته المناهضة لـ “اليسار الراديكالي».
   ويحاول دونالد ترامب أيضًا قضم أصوات مجموعة السود، الحاسمة لنائب الرئيس السابق باراك أوباما. أن “جو بايدن يحصل حاليًا على 81 بالمائة من أصوات السود مقابل 14 بالمائة لترامب”، يلاحظ جون زغبي. لكن هذه النسبة يجب أن تكون 90 بالمائة، فحتى نسبة 89 بالمائة التي حصلت عليها هيلاري كلينتون عام 2016 لم تكن كافية، خاصة في ولايات مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن وكارولينا الشمالية. «
   كما أن تأكيد ترامب على “القانون والنظام”، يمكن أن يلعب في النهاية لصالحه. حتى الآن، أظهرت استطلاعات الرأي أن هذا لم يكن له تأثير يذكر. ولكن إذا استمر العنف الحضري، فقد تتحرك الأرقام أكثر، وفقًا لجون زغبي: “إذا قبل الانتخابات مباشرة، كان الحديث عن حركة حياة السود مهمة، فسيكون دونالد ترامب قادرًا على مخاطبة الناخبين البيض، إلى الأمهات في عائلات الضواحي، إلى كبار السن. ويمكنه أن يخيفهم بخطاب عن الاشتراكية والعنف في الشوارع. ولكن إذا كان الموضوع هو فيروس كورونا والاقتصاد، فستكون الافضلية إلى جانب بايدن».

خطر معركة قانونية
 بعد التصويت
   يعول المرشحون على “مفاجآت” أكتوبر التقليدية لتسجيل نقاط في الخط السوي للسباق، لكنهم بحاجة إلى التحرك من الآن بما ان التصويت المبكر يحظى بشعبية كبيرة: ستة من كل عشرة ناخبين يعتزمون استخدامه، مقابل أربعة من كل عشرة عام 2016. وقرر آخرون التصويت عن طريق البريد بسبب وباء كوفيد-19. وبريد الولايات المتحدة غير مستعد لمثل هذا التدفق من الاوراق، وقد يتأخر نشر النتائج.
   حتى أن بعض الخبراء يتخيلون سيناريو يبدو فيه أن دونالد ترامب سيفوز مساء يوم 3 نوفمبر، لكن جو بايدن سيكون الفائز في الأخير بعد فرز الأصوات عن طريق المراسلة. ونظراً للتوتر بين المعسكرين، إذا لم يقر أحد بالهزيمة، فلن يتم استبعاد احتمال نشوب معركة قانونية. “هناك احتمال حدوث فوضى عام 2020”، يحذر جون زغبي.

راديكالية أكثر
   وفي حالة إعادة انتخابه، لن يكون لدى رئيس البيت الأبيض مسألة إعادة الانتخاب بعد الآن. لذلك ستكون له يد أكثر حرية، مع عواقب محتملة على الساحة الدولية، ولكن أيضًا على مؤسسات الولايات المتحدة.
  أعطى المؤتمر الجمهوري في نهاية أغسطس للأمريكيين فكرة عن برنامج دونالد ترامب في حال إعادة انتخابه خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 3 نوفمبر: إلى حد ما، استمرار للموضوعات القوية لولايته الأولى... لكن الأسئلة تبقى.
   على الصعيد الدولي، كانت “بوصلته الوحيدة حتى الآن هي مسألة إعادة الانتخاب”، كما توضح سيليا بيلين، المتخصصة في العلاقات العابرة للأطلسي في معهد بروكينغز ومؤلفة كتاب “الديمقراطيون في أمريكا... ساعة الخيارات في مواجهة ترامب””فايارد، 2020، 288 ص”. “كان عليه أن يكون لطيفًا مع إسرائيل من أجل استعادة المسيحيين الإنجيليين. وقد فعل ذلك، وكان عليه أن يكون عدوانيًا تجاه الصين وأن يدخل في مواجهة تجارية مع أوروبا لكسب نقاط مع المزارعين وغيرهم من أعضاء قاعدته الذين كانوا في وضع غير مؤات. وقد فعلها أيضًا. وبمجرد إعادة انتخابه، ماذا ستكون بوصلته؟ السؤال مطروح. «

تحالف مع بوتين ضد بكين؟
   إذا لم يعد رهان إعادة انتخابه مطروحا على الطاولة، فيمكن للرئيس الأمريكي أن يطلق العنان لغرائزه “المناهضة للهجرة، والأحادية والانعزالية”، تتابع الباحثة. “نحن نعلم أنه لا مكان للناتو في قلبه: لذلك يمكنه فك ارتباط الولايات المتحدة بمؤسسات مثل هذه، لأنه يعتبرها غير مربحة».
    كما قد يكون لعدم اهتمامه بالعمل المتعدد الاطراف عواقب ملموسة للغاية اعتبارًا من عام 2021 حول موضوع الأزمة الصحية لـ كوفيد-19. لقد “سبق ان قالت إدارة ترامب إنها لن تشارك في الجهود الدولية لنشر لقاح فيروس كورونا”، تذكّر سيليا بيلين. هدفهم هو الحصول على لقاح خاص بهم، لتطعيم الأمريكيين كأولوية وليس بالضرورة بقية العالم. إن مقاومة أزمة المناخ والانتشار النووي -وهما موضوعان تتبعهما باريس عن كثب -يمكن أن تعاني أيضًا من هذا النقص في اللعب الجماعي.    العلاقة مع روسيا هي أيضا موضع تساؤل، وفقا لسيليا بيلين، هل سيتمكن دونالد ترامب أخيرًا من التعامل مباشرة مع فلاديمير بوتين؟ نحن نعلم أن هذا شيء أراده، لكنه لم يكن قادرًا حقًا على فعله لأسباب انتخابية. وبمجرد إعادة انتخابه، ستكون يديه حرة. ويصل خيال البعض، من حاشية ترامب، لتحالف محتمل مع روسيا ضد الصين، الا ان هذا لا يزال نقطة استفهام كبيرة. «

مناهضة الإجهاض على قائمته للمحكمة العليا
   على الصعيد المحلي، يمكن أن تشهد مؤسسات الدولة تغييرًا عميقًا بدء بالسلطة القضائية. اثنان من قضاة المحكمة العليا المعينين مدى الحياة -التقدميين روث بادر جينسبيرغ، 87 عامًا وستيفن براير، 82 عامًا -تجاوزا الثمانين. وإذا ماتا، ستتاح لترامب الفرصة لترسيخ الأغلبية المحافظة في أعلى مؤسسة أمريكية. مع عواقب وخيمة، على سبيل المثال، على مسألة الإجهاض. قدم الملياردير قائمة في 9 سبتمبر من القضاة المحتملين في المستقبل. ومن بينهم السيناتور تيد كروز والسيناتور توم كوتون وهما من المحافظين والمناهضين للإجهاض.
    ويعتقد بعض أعدائه، مثل محاميه السابق مايكل كوهين، أن دونالد ترامب قد يسعى حتى إلى تعديل دستور الولايات المتحدة لإلغاء حد الفترتين الرئاسيتين. فرضية رفضها كثيرون آخرون، يعتقدون أن المؤسسات قوية بما يكفي لتجنب مثل هذا الموقف. ومع ذلك، فإن الجمهوري سيطرح مسألة خلافته. ويحظى نجله دونالد ترامب الابن بتقدير كبير من القاعدة الجمهورية، ويعتبر مرشحًا محتملاً عام 2024.
----------------------------
عن لوباريسيان