المعلومات العشر عن ماريو دراجي

الرجل الذي يجب أن يخرج إيطاليا من الأزمة...!

الرجل الذي يجب أن يخرج إيطاليا من الأزمة...!

-- لطالما كان هدفًا للاقتصاديين والممولين الألمان وعارضته دول الشرق الاوروبي دائمًا
-- سـيبقى في التاريـخ على أنـه الرجل الذي أنقذ اليورو وأوروبا
-- ماتيو سالفيني، السيادي المتطرف، من اشـد أعـداء دراغـي في الداخـل
-- يتمتع بصورة إيجابية لدى الإيطاليين الذين سئموا من أزمة حكومية غير حقيقية وسط جائحة

طوفان من الثناء رافق تعيين ماريو دراغي، 66 عامًا، كرئيس قادم مفترض للحكومة الإيطالية. فني اقتصاد، تكنوقراط، مصرفي، مسؤول سامي كبير؟ أي من هذه الجوانب سيفضل؟ بأية اوراق؟ عودة الى مسيرة الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي.


1 -خجول ...
وراء سمعته كخبير اقتصادي، يخفي دراغي احتياطا ما. لا قصة مثيرة تنسب إليه، ولا مغامرات اجتماعية، لا نزهات وسهرات لا تنسى، ولا هواية... ولكن حياة اجتماعية متواضعة متعففة، وحب غير مشروط وثابت طيلة ثمانية وأربعين عامًا لزوجته سيرينا.

2 -.... لا يحب الصور
صورته الوحيدة “الحميمية”، إذا تجرأنا على قول مثل هذا، تعود إلى 28 أكتوبر 2019، اليوم الذي غادر فيه البنك المركزي الأوروبي. لقد شوهد وهو يمسك بيد سيرينا، وهي خبيرة كبيرة في الأدب الإنجليزي. ويبدو أن هذه الشقراء الجميلة في فستان أزرق كهربائي ارادت في ذلك اليوم أن تظهر علانية مشاعرها تجاه “بطل اليورو” الذي يترك منصبه.

3 -آلة حاسبة
يدعي البعض أن ابتسامته الأبدية تخفي شخصًا يعرف كل آليات السياسة من الداخل إلى الخارج. ومن يدري أنه بعد فترة من الافراط في الجدل والالاعيب، تحتاج إيطاليا لالتقاط أنفاسها والتفكير في شيء آخر غير “بالازو” (السلطة). وراء الغياب الواضح للطموح الشخصي، يرى دراغي نفسه في خدمة الجمهورية، كرئيس للوزراء، كما كان الحال مع الاقتصادي ماريو مونتي نوفمبر 2011، أو أفضل من ذلك كرئيس للجمهورية عام 2022؟

4 – سياسي رقيق
تكوّن عند اليسوعيين في روما، وكان ينتمي دائمًا إلى الاتجاه التقدمي للكاثوليك الإيطاليين. اعتنى جدًا بالسياسيين المسكونين في المسألة الاجتماعية. انه كينزي حتى النخاع، يعود تدخله السياسي الوحيد بعد ثماني سنوات في رئاسة البنك المركزي الأوروبي إلى أكتوبر 2019 في الجامعة الكاثوليكية، عندما دعا الطلاب “لاستخدام مهاراتهم في خدمة المصلحة العامة”. لم يكن البابا فرانسيس مخطئًا في تعيينه عضوًا في الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية واستقباله بأبهة عظيمة في الفاتيكان.

5-اقتصادي متقشف
ولد في روما في 13 سبتمبر 1947 من عائلة برجوازية، لأب مصرفي وأم صيدلانية. تيتّم في سن الخامسة عشرة، وتكفلت باحتضانه عمته. تخرّج في الاقتصاد والتجارة في جامعة روما، وحاصل على درجة الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرموق، وسيكون أستاذاً في جامعة فلورنسا وتورينو، وهو مصرفي استثماري، ولكنه أيضًا خادم كبير للدولة.
 دائمًا ما يكون متكتما وغير مزعج، لكنه فعّال دائما. لا يظهر أي علامات خارجية للثراء، ومقتنع بممارسة التقشف النموذجي للمؤمنين الحقيقيين.

6 -سوبر ماريو
سيبقى في التاريخ على أنه “الرجل الذي أنقذ اليورو”. وبالتالي أوروبا. إنها أفضل ذكرى عن سنواته الثمانية في فرانكفورت. من خلال كتابه الشهير “كل ما يتطلبه الأمر” يشرح في 26 يوليو 2012 أنه يجب توفير العملة “بأي ثمن”، وأطلق “التيسير الكمي” الذي بفضله اشترى البنك المركزي الأوروبي 60 مليار من الأوراق المالية الحكومية من منطقة اليورو. أخيرًا، سيدرك في بداية جائحة كوفيد -19، “الحاجة إلى زيادة الدين العام من أجل التمكن من الاستجابة للأزمة”، وبيانه: “المزيد من أوروبا، وليس التقليص من أوروبا. «

7 - بعض الأعداء
 في إيطاليا ...
عام 1992، اعتبره، في برنامج ساخر، الرئيس السابق للجمهورية فرانشيسكو كوسيغا، “رجل أعمال حقير” الذي “كشريك لبنك جولدمان ساكس الأمريكي لا يمكن أن يصبح رئيسًا للوزراء” ... عدو آخر: ماتيو سالفيني، السيادي الذي لا يلين، رغم تقرّبه الانتهازي الأخير من حزب الشعب الأوروبي.

8 -...وفي الخارج
لطالما كان هدفًا للاقتصاديين والممولين الألمان، الذين قصفوه بالانتقادات والأوامر خلال السنوات الثماني التي قضاها في البنك المركزي الأوروبي. وعلى وجه الخصوص وزير الاقتصاد ولفانغ شوبل الذي انتقد المساعدة التي يقدمها البنك المركزي لمالية الدول الأوروبية وخاصة إيطاليا، مؤكدا أن دراغي “شجع هذه الدول على تجنب الانخراط في سياسة الإصلاح”... أخيرًا، عارضته دول الشرق الاوروبي دائمًا.

9 –يتمتع بشعبية
اليوم، يتمتع ماريو دراغي بصورة إيجابية لدى العديد من الإيطاليين، الذين سئموا من أزمة حكومية غير حقيقية وسط جائحة. وقد تابعوا بارتياح دعوة ماريو دراغي من قبل رئيس الجمهورية. ومع ذلك، فإنهم يتساءلون عما إذا كان سيعيش في قصر تشيغي، أو سيبقى في منزله في باريولي، الحي الثري من المدينة.

10 –كوفيد
 يبقى موقفه من الوباء لغزا. يعتقد الإيطاليون، في الوقت الراهن، أن هذا ليس جوهر اهتماماته ومخاوفه، وأنه بصفته المدير السابق للتمويل الأوروبي، سيكون أكثر حساسية لتعافي الاقتصاد. ومن يدري ما إذا لن يقنع نفسه بأن مكافحة كوفيد يمكن أن تعيد تشغيل محرك الإبداع؟