سهيل المزروعي: الإمارات من أكبر المستثمرين في قطاع الطاقة الأمريكي
«نهم» رمضان يزيد الاستهلاك
السمنة تطارد الصائمين ، والجائحة حدت من التجمعات داخل البيوت
• إدريس خدري: رمضان ليس شهر التباهي والتبذير، بل هو أيام معدودة للعبادة
• زينة العامري: غياب التجمعات العائلية سيصب بالفائدة على الصائمين من الناحية الغذائية
• عثمان زيمو: بقدر ما يكون الإنسان جائعا يقبل على الشراء بشراهة
• نادية الموسوي: البقاء في المنزل هو شيء جديد لنا جميعا، ويجب استغلال ذلك بممارسة الرياضة
• مصطفى أبو مالك: التغذية خلال شهر رمضان تبقى عند الغالبية بعيدة كل البعد عن الحكمة من وراء الصيام
• يارا رضوان: تقوية المناعة، من الأمور الضرورية وسط تفشي فيروس كورونا
• محمد الأدهم : بالتأكيد لا أستطيع أن أسيطر على وزني في شهر رمضان
• علاء أحمد: نقص الوزن أثناء ساعات الصيام سوف يعود وبشكل أكيد بعد الإفطار
• هادي عبد الباقي: الاستهلاك آفة عصرنا ، والوحش الذي يتربص بصحتنا
• محمد عبد الله : إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وقعدت الأعضاء عن العبادة
• عارف المنيري: المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون ، تصل لـ 60%من تركيبها
"يأتي شهر رمضان مع زيادة نسبة الاستهلاك على الأطعمة في البيوت العربية ، مما فرض تفشي جائحة فيروس كورونا عادات جديدة على البيوت العربية ، ويبحث الصائمون عن الأطعمة التي تبعد عنهم العطش والجوع، خلال فترة الصيام، كما يحاول الكثيرون التوجه للأطعمة التي تمدهم بالطاقة، ولا تساهم بزيادة الوزن التي تصاحب البعض خلال الشهر.ولكن المحافظة على الوزن، مع قلة الحركة التي يفرضها فيروس كورونا في رمضان، يمثل تحديا حقيقيا، ومختلفا للصائمين هذا العام" وفي البداية شدد الدكتور إدريس خدري، أستاذ التعليم العالي والخبير في إنفاق الأسر على ضرورة ضبط الإنفاق والحد من الشراء الانفعالي.
وأردف قائلا "كما هو معلوم، فشهر رمضان الذي هو في الأساس شهر العقلنة والترشيد والعبادات والانضباط، يشهد تحولا في سلوك الانفاق، وبالتالي يتأثر سلوك التبضع". وأردف الباحث "لاحظنا بالأرقام ارتفاعا كبيرا الاستهلاك خلال رمضان، حيث تنفق الأسر ثلاث أضعاف، ما ينفقه في الأشهر الأخرى. وهذا شيء غير مبرر ويتناقض مع مبادئ هذا الشهر الفضيل." واسترسل إدريس خدري قائلا " يجب ترشيد شرائهم واستهلاكهم للمأكولات خلال رمضان. لا سيما أن الجائحة أثرت على القدرة الشرائية لفئة كبيرة.
ودعا الخبير في مالية الأسرة إلى أخد الدروس والعبر من جائحة كورونا، والاستفادة من الأخطاء، مؤكدا أن "رمضان ليس شهر التباهي والتبذير، بل هو أيام معدودة للعبادة، يجب على الصائمين فيها الارتقاء والابتعاد عن الإسراف والكرم الزائف الذي سرعان ما يتحول إلى هدر لكميات مهمة من الأطعمة يحتاجها آخرون لسد رمقهم".
وخلص المتحدث إلى أن "الجائحة شكلت صعقة كهربائية داخل البيوت التي كانت تُسير ميزانيتَها بطريقة عشوائية والتي اتخذت من الارتجال نمط عيش، ذلك أن الأسر مرت في ظرف سنة من التعامل مع الجائحة، من مرحلة التقشف إلى مرحلة العسر ثم مرحلة الانفتاح الحذر". ويفسر عثمان زيمو، الخبير في علم النفس هذا التهافت، برغبة الناس في سد جوع كبير لا حدود له. وبقدر ما يكون الإنسان جائعا يقبل على بالشراء بشراهة، ولهذا ينصح الخبراء بعدم التبضع عندما يكون البطن فارغا، لأن الشعور بالجوع سيدفعنا حتما لاقتناء المزيد."
ويشدد على أن "الصيام والإفطار الذي يعقُبه هو بمثابة احتفال يومي بطقس من طقوس الإسلام التي لا تكون إلا مرة في السنة، وهذا ما يدفع الناس أيضا إلى الإسراف والاستهلاك الزائد".
وفي هذا الصدد، يؤكد الباحث في علم الاجتماع، مصطفى أبو مالك
أن التغذية خلال شهر رمضان تبقى عند الغالبية بعيدة كل البعد عن الحكمة من وراء الصيام الذي يتوخى منه الإحساس بالجوع والعطش، مما يسمح بالتفكير في أحوال الفئات الهشة والمعوزة ويدفع إلى تقاسم اللقمة وتكريس قيم التضامن بين مختلف مكونات المجتمع. وأضاف ، بأن مفهوم التغذية على العموم مختلف في وقتنا الحاضر عما كان مألوفا عند الأجداد ، والمبني بالأساس على القناعة والرضى بما هو موجود، بل أضحى الأمر، يجسد نوعا من التباهي والتنافس حول الوجبات بشكل يؤدي إلى الإسراف وهو ما ينعكس سلبا على الحالة الصحية والنفسية والمادية لأفراد المجتمع.
يتحدث "محمد الأدهم" عن تجربته الشخصية في شهر رمضان قائلا
كل عام اعتدت على زيادة في الوزن عند انتهاء شهر رمضان وهذه الزيادة تؤرقني كثيرا وأحاول جاهدا بعد رمضان أن يعود وزني كما كان في الماضي ،وفي ظل الظروف الحالية من وجود فيروس كورونا الذي اضطرنا الى التواجد في البيت مما زاد الطينة بلة وزيادة الأوزان أصبحت مضاعفة.
وأضاف الأدهم ، بالتأكيد لا أستطيع أن أسيطر على وزني في شهر رمضان لأسباب عديدة يأتي على رأسها مائدة رمضان المليئة بالمأكولات والحلويات بشتى أنواعها وأشكالها والتي لا أستطيع مقاومتها .
وأكد "علاء أحمد " طالب الطب
البقاء في المنزل حالياً هو فرصة لاستعمال الوقت بشكل مفيد و هو أيضا فرصة لتحسين العادات الغذائية فأنصح بالاستفادة منه و الالتزام بتعليمات السلامة كغسل الأيدي و تفادي التجمعات الاجتماعية للمحافظة على سلامة الجميع. وأضاف علاء ،إن الجسم مهيأ تماما لخزن أكبر كمية ممكنة من السعرات الحرارية التي يحتويها الغذاء الذي يدخل الجسم في وجبة الإفطار. وبالتالي فإن النقص في الوزن الذي حدث أثناء ساعات الصيام سوف يعود وبشكل
أكيد بعد الإفطار خصوصا إذا أفرط الصائم في تناول الطعام كما هو الحال مع الكثيرين ، وبالطبع لا عجب أن الكثيرين يصابون بالسمنة في نهاية شهر رمضان بما فيها أيام العيد، والتي تتميز بالحلويات وعمل البسكوت وهي عادات شرقية نستقبل العيد بها .
وأشار "هادي عبد الباقي" على أن السمنة والرشاقة في شهر رمضان تتوقف على الشخص نفسه قائلا
الكثير من الناس يحرصون في شهر رمضان الفضيل على الفروض والطاعات والتسابق إلى الخيرات ،ومن ضمن ما يحرصون عليه هو عدم الإفراط في الطعام لإدراكهم بأنه يجعل الجسم في حالة كسل دائم ولا يستطيعون القيام لصلاتهم في البيت ، وهناك نوع آخر من الناس يتلهف لرمضان في كل عام لكي يملأ معدته بالطعام المتنوع والحلويات وتكون الصلاة والطاعات في الترتيب الثاني من اهتماماته ، أما النوع الثالث من البشر من يريد الرشاقة دون حرمان بمعنى: يأكل كل ما يشتهيه بكميات قليلة وأيضا الفروض والطاعات لله يؤديها بشكل متقطع ، وهذا يدل على أن الرؤية والفهم يختلف من شخص إلى آخر.
وتابع عبد الباقي ، بعدنا عن تطبيق قوله تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" وفي شهر رمضان تزداد وحشية الاستهلاك حدة فيبتلع الناس من المأكولات والمشروبات أضعاف ما يتناولونه في بقية الشهور،وبالتأكيد أصبح الاستهلاك آفة عصرنا هذا ، والوحش الذي يتربص بنا وبأموالنا بل وصحتنا.
والناحية الدينية يتحدث عنها محمد علي عبد الله باحث في الدراسات الإسلامية ،قائلا
لقد جعل الله الأكل للإنسان بمثابة الوقود للسيارة وحاجة بيولوجية طبيعية للبقاء على جسم الإنسان وحفظه من الهلاك. وليس معنى ذلك أن يكون الطعام في حد ذاته غاية وهدفًا نحيا من أجله، فالعقلاء يأكلون ليعيشوا من أجل تحقيق أهدافهم السامية، فالطعام لديهم وسيلة لا غاية، أما الشهوانيون فإنهم يعيشون ليأكلوا فقط، والوصول إلى حد التخمة داء قاتل، ونتيجته الطبيعية إصابة الإنسان بالكسل وإبعاده عن النشاط والاجتهاد في طاعة الله ،وقال لقمان الحكيم: 'إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وقعدت الأعضاء عن العبادة.
وزاد عبد الله ، لا يوجد أفضل من الصيام كعلاج للسمنة
إذا اتبعنا فيه السنة النبوية فأفطرنا على تمرات وقليل من الماء وأخرنا الإفطار لما بعد الصلاة. فالتمر كفيل بإشعارنا بالشبع وتقليل كمية الطعام التي نأخذها، والصوم يخلص الجسم من كميات الشحوم المختزنة.
وفي النهاية ينصح المسلمين قائلا، علينا ألا ننسي احتساب النية في جميع أعمالنا في الأكل والنوم والرياضة وقراءة القرآن، فلننوي بكل ذلك حفظ صحتنا لنقوي على طاعة الله لنحصل على خير الدنيا والآخرة ولنعيش في ظلال قوله تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ".
أما من الناحية الطبية يتحدث الدكتور عارف المنيري قائلا
إن تناول المكسرات في رمضان بشكل متزايد يؤدي إلى السمنة، خاصة عند كثير من النساء محبي الرشاقة ويجب عدم الإفراط في تناولها لأن الصائم قد ينسى نظامه الغذائي المعتاد بعد يوم طويل من الصيام، وحينما تأتي أية فرصة بعد الإفطار لتناول المكسرات يتسابق الفرد في إشباع رغبته في تناول مثل هذه الأشياء التي يكون لها مذاق خاص وطعم لذيذ يزيد من رغبة الصائم عند إفطاره في تناولها .
وأشار الدكتور المنيري إلى أن المكسرات تحتوى على نسبة عالية من الدهون، حيث تمثل الدهون ما يقرب من 40 إلى 60 % من تركيبها، والدهون مركبات غذائية قد يؤدى تناولها المفرط إلى السمنة. وتحتوي معظم المأكولات الشهية في رمضان على المكسرات بأنواعها المختلفة كالجوز والبندق واللوز وعين الجمل والكاجو والفول السوداني، وجوز الهند والتي تدخل فى عمل كثير من الحلويات كالكنافة والقطايف والكعك وغيرها من الحلويات الشامية والغربية بأنواعها المختلفة.
ويؤكد أن الكمية المناسبة التي يتناولها أي فرد ولا تؤدي به إلى السمنة: هي تناول هذه المكسرات في كمية لا تزيد عن فنجان يوميا، وأن تناول هذه الكمية قد يؤدي إلى الحفاظ على وزن الجسم بالإضافة إلى الاستفادة من مكونات المكسرات من بروتين وكربوهيدرات ودهون بطريقة صحيحة.
ولخص الدكتور عارف المنيري الحل لتفادي السمنة هو ممارسة النشاط البدني وذلك على فترتين هما : قبل ساعة أو نصف ساعة من الإفطار. فترة النشاط الحركي هذه، مناسبة جدا لخسارة الدهون المخزونة تحت الجلد لأن تركيز جلوكوز "سكر الدم" يكون قليلا وبالتالي مستوى الإنسولين في الدم يكون منخفضا وهذا معناه زوال العائق الأساسي أمام طرح الدهون المخزونة تحت الجلد في مجرى الدم، واستخدامها كمصدر للطاقة اللازمة لهذا النشاط الحركي كما وأن نقص مستوى الدم يؤدي إلى زيادة دعم الجهاز العصبي لعملية استخدام الدهون كمصدر للطاقة. وأيضا بعد ساعتين أو ثلاث من الإفطار ،حيث النشاط الحركي في هذه الفترة سوف يمنع ميل الجسم لخزن السعرات الحرارية التي دخلت مع وجبة الإفطار، لأن الأولوية في الطاقة تكون دائما لجزء الجسم الذي يقوم بالنشاط الرئيسي ،وهذا الجزء هي العضلات التي تقوم بالنشاط الحركي.
وقالت خبيرة التغذية زينة العمري، إن البقاء في المنزل قد يمثل فرصة للصائمين لاتباع نظام طعام رمضاني أكثر فائدة وصحة من قبل. وقالت العمري : غياب التجمعات العائلية سيصب بالفائدة على الصائمين من الناحية الغذائية، لأن المجتمعات العربية تميل للأطعمة المرتفعة بالسعرات الحرارية، والقليلة بالمغذيات والفيتامينات، والبقاء بالمنزل والابتعاد عن التجمعات سيمثل فرصة لتناول الأطعمة الصحية.
وأضافت أنصح دائما بتناول كميات كبيرة من الأغذية العالية بالمغذيات والفيتامينات، والمنخفضة بالسعرات الحرارية، منها الخضروات الورقية، والبقوليات، والمكسرات النية.
وأكدت اختصاصية التغذية نادية الموسوي لن تكون هناك تجمعات في رمضان هذا العام، هذا الأمر سيقلل من وجبات الإفطار الضخمة، التي تكون نتيجة التجمعات الكبيرة، وسيكتفي الأشخاص بالإفطار في المنزل بوجبات معقولة.
ولكن من ناحية أخرى، أشارت الموسوي إلى نقطة سلبية تتمثل بارتفاع نسبة تناول الطعام بين الوجبات، خاصة مع المزاج السيء الذي سيصاحب الكثيرين بسبب الحجر المنزلي، والشعور بالخمول المصاحب للجلوس في المنزل طول اليوم.
وأضافت الموسوي البقاء في المنزل هو شيء جديد لنا جميعا، لكننا يجب استغلال ذلك بممارسة الرياضة، وهو موضوع بسيط جدا، فهناك بحر من التمارين الرياضية التي تناسب كل الأشخاص، على موقع يوتيوب.
و الفكرة التي أنصح بها دائما، هو تبني طريقة حياة صحية دائمة، وليس حمية معينة تقتصر على شهر رمضان.
أما خبيرة التغذية يارا رضوان، فأشارت إلى أن العطش
هو التحدي الأكبر بالنسبة للصائم خلال فترة الصيام، فبالإضافة لأهمية الحرص على شرب كميات كافية من الماء و السوائل خلال الساعات بين الإفطار و السحور.
وقالت رضوان يجب الانتباه لتناول الأطعمة التي تساعد على ترطيب الجسم مثل الخضروات والفواكه بحيث أن محتواها من الماء عال جدا، بالإضافة لاحتوائها على البوتاسيوم و الفيتامينات والمعادن. وكذلك اللبن، والحليب، والشوربات والسلطات، هي من المأكولات التي تساعد على ترطيب الجسم.وبالنسبة لتقوية المناعة، التي تعتبر من الأمور الضرورية وسط تفشي فيروس كورونا حول العالم، حدد خبراء التغذية عدد من المأكولات التي تعزز المناعة للصائمين.
وقالت رضوان الأغذية التي تحتوي على الفيتامينات تساعد على تقوية المناعة، مثل الخضار والفواكه والألبان والأسماك، بالإضافة للتعرض لأشعة الشمس، وكذلك الأغذية التي تحتوي على الزنك".
كما أشارت رضوان إلى أن الرياضة و النوم الكافي، هما من العوامل الهامة جدا في تقوية الجهاز المناعي، بالإضافة إلي التنفس العميق و الاسترخاء، حيث أن التوتر و القلق يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على المناعة. كما نوهت رضوان لأهمية وجبة السحور حيث بعض الأشخاص يهملون وجبة السحور أو يتناولونها مبكرا، إلا أنه من الأفضل تأخير السحور قدر الإمكان و الحرص علي تقليل الملح و تناول الأغذية الصحية لمساعدة الجسم على تخفيف شعور الجوع و العطش في اليوم التالي.
• زينة العامري: غياب التجمعات العائلية سيصب بالفائدة على الصائمين من الناحية الغذائية
• عثمان زيمو: بقدر ما يكون الإنسان جائعا يقبل على الشراء بشراهة
• نادية الموسوي: البقاء في المنزل هو شيء جديد لنا جميعا، ويجب استغلال ذلك بممارسة الرياضة
• مصطفى أبو مالك: التغذية خلال شهر رمضان تبقى عند الغالبية بعيدة كل البعد عن الحكمة من وراء الصيام
• يارا رضوان: تقوية المناعة، من الأمور الضرورية وسط تفشي فيروس كورونا
• محمد الأدهم : بالتأكيد لا أستطيع أن أسيطر على وزني في شهر رمضان
• علاء أحمد: نقص الوزن أثناء ساعات الصيام سوف يعود وبشكل أكيد بعد الإفطار
• هادي عبد الباقي: الاستهلاك آفة عصرنا ، والوحش الذي يتربص بصحتنا
• محمد عبد الله : إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وقعدت الأعضاء عن العبادة
• عارف المنيري: المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون ، تصل لـ 60%من تركيبها
"يأتي شهر رمضان مع زيادة نسبة الاستهلاك على الأطعمة في البيوت العربية ، مما فرض تفشي جائحة فيروس كورونا عادات جديدة على البيوت العربية ، ويبحث الصائمون عن الأطعمة التي تبعد عنهم العطش والجوع، خلال فترة الصيام، كما يحاول الكثيرون التوجه للأطعمة التي تمدهم بالطاقة، ولا تساهم بزيادة الوزن التي تصاحب البعض خلال الشهر.ولكن المحافظة على الوزن، مع قلة الحركة التي يفرضها فيروس كورونا في رمضان، يمثل تحديا حقيقيا، ومختلفا للصائمين هذا العام" وفي البداية شدد الدكتور إدريس خدري، أستاذ التعليم العالي والخبير في إنفاق الأسر على ضرورة ضبط الإنفاق والحد من الشراء الانفعالي.
وأردف قائلا "كما هو معلوم، فشهر رمضان الذي هو في الأساس شهر العقلنة والترشيد والعبادات والانضباط، يشهد تحولا في سلوك الانفاق، وبالتالي يتأثر سلوك التبضع". وأردف الباحث "لاحظنا بالأرقام ارتفاعا كبيرا الاستهلاك خلال رمضان، حيث تنفق الأسر ثلاث أضعاف، ما ينفقه في الأشهر الأخرى. وهذا شيء غير مبرر ويتناقض مع مبادئ هذا الشهر الفضيل." واسترسل إدريس خدري قائلا " يجب ترشيد شرائهم واستهلاكهم للمأكولات خلال رمضان. لا سيما أن الجائحة أثرت على القدرة الشرائية لفئة كبيرة.
ودعا الخبير في مالية الأسرة إلى أخد الدروس والعبر من جائحة كورونا، والاستفادة من الأخطاء، مؤكدا أن "رمضان ليس شهر التباهي والتبذير، بل هو أيام معدودة للعبادة، يجب على الصائمين فيها الارتقاء والابتعاد عن الإسراف والكرم الزائف الذي سرعان ما يتحول إلى هدر لكميات مهمة من الأطعمة يحتاجها آخرون لسد رمقهم".
وخلص المتحدث إلى أن "الجائحة شكلت صعقة كهربائية داخل البيوت التي كانت تُسير ميزانيتَها بطريقة عشوائية والتي اتخذت من الارتجال نمط عيش، ذلك أن الأسر مرت في ظرف سنة من التعامل مع الجائحة، من مرحلة التقشف إلى مرحلة العسر ثم مرحلة الانفتاح الحذر". ويفسر عثمان زيمو، الخبير في علم النفس هذا التهافت، برغبة الناس في سد جوع كبير لا حدود له. وبقدر ما يكون الإنسان جائعا يقبل على بالشراء بشراهة، ولهذا ينصح الخبراء بعدم التبضع عندما يكون البطن فارغا، لأن الشعور بالجوع سيدفعنا حتما لاقتناء المزيد."
ويشدد على أن "الصيام والإفطار الذي يعقُبه هو بمثابة احتفال يومي بطقس من طقوس الإسلام التي لا تكون إلا مرة في السنة، وهذا ما يدفع الناس أيضا إلى الإسراف والاستهلاك الزائد".
وفي هذا الصدد، يؤكد الباحث في علم الاجتماع، مصطفى أبو مالك
أن التغذية خلال شهر رمضان تبقى عند الغالبية بعيدة كل البعد عن الحكمة من وراء الصيام الذي يتوخى منه الإحساس بالجوع والعطش، مما يسمح بالتفكير في أحوال الفئات الهشة والمعوزة ويدفع إلى تقاسم اللقمة وتكريس قيم التضامن بين مختلف مكونات المجتمع. وأضاف ، بأن مفهوم التغذية على العموم مختلف في وقتنا الحاضر عما كان مألوفا عند الأجداد ، والمبني بالأساس على القناعة والرضى بما هو موجود، بل أضحى الأمر، يجسد نوعا من التباهي والتنافس حول الوجبات بشكل يؤدي إلى الإسراف وهو ما ينعكس سلبا على الحالة الصحية والنفسية والمادية لأفراد المجتمع.
يتحدث "محمد الأدهم" عن تجربته الشخصية في شهر رمضان قائلا
كل عام اعتدت على زيادة في الوزن عند انتهاء شهر رمضان وهذه الزيادة تؤرقني كثيرا وأحاول جاهدا بعد رمضان أن يعود وزني كما كان في الماضي ،وفي ظل الظروف الحالية من وجود فيروس كورونا الذي اضطرنا الى التواجد في البيت مما زاد الطينة بلة وزيادة الأوزان أصبحت مضاعفة.
وأضاف الأدهم ، بالتأكيد لا أستطيع أن أسيطر على وزني في شهر رمضان لأسباب عديدة يأتي على رأسها مائدة رمضان المليئة بالمأكولات والحلويات بشتى أنواعها وأشكالها والتي لا أستطيع مقاومتها .
وأكد "علاء أحمد " طالب الطب
البقاء في المنزل حالياً هو فرصة لاستعمال الوقت بشكل مفيد و هو أيضا فرصة لتحسين العادات الغذائية فأنصح بالاستفادة منه و الالتزام بتعليمات السلامة كغسل الأيدي و تفادي التجمعات الاجتماعية للمحافظة على سلامة الجميع. وأضاف علاء ،إن الجسم مهيأ تماما لخزن أكبر كمية ممكنة من السعرات الحرارية التي يحتويها الغذاء الذي يدخل الجسم في وجبة الإفطار. وبالتالي فإن النقص في الوزن الذي حدث أثناء ساعات الصيام سوف يعود وبشكل
أكيد بعد الإفطار خصوصا إذا أفرط الصائم في تناول الطعام كما هو الحال مع الكثيرين ، وبالطبع لا عجب أن الكثيرين يصابون بالسمنة في نهاية شهر رمضان بما فيها أيام العيد، والتي تتميز بالحلويات وعمل البسكوت وهي عادات شرقية نستقبل العيد بها .
وأشار "هادي عبد الباقي" على أن السمنة والرشاقة في شهر رمضان تتوقف على الشخص نفسه قائلا
الكثير من الناس يحرصون في شهر رمضان الفضيل على الفروض والطاعات والتسابق إلى الخيرات ،ومن ضمن ما يحرصون عليه هو عدم الإفراط في الطعام لإدراكهم بأنه يجعل الجسم في حالة كسل دائم ولا يستطيعون القيام لصلاتهم في البيت ، وهناك نوع آخر من الناس يتلهف لرمضان في كل عام لكي يملأ معدته بالطعام المتنوع والحلويات وتكون الصلاة والطاعات في الترتيب الثاني من اهتماماته ، أما النوع الثالث من البشر من يريد الرشاقة دون حرمان بمعنى: يأكل كل ما يشتهيه بكميات قليلة وأيضا الفروض والطاعات لله يؤديها بشكل متقطع ، وهذا يدل على أن الرؤية والفهم يختلف من شخص إلى آخر.
وتابع عبد الباقي ، بعدنا عن تطبيق قوله تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" وفي شهر رمضان تزداد وحشية الاستهلاك حدة فيبتلع الناس من المأكولات والمشروبات أضعاف ما يتناولونه في بقية الشهور،وبالتأكيد أصبح الاستهلاك آفة عصرنا هذا ، والوحش الذي يتربص بنا وبأموالنا بل وصحتنا.
والناحية الدينية يتحدث عنها محمد علي عبد الله باحث في الدراسات الإسلامية ،قائلا
لقد جعل الله الأكل للإنسان بمثابة الوقود للسيارة وحاجة بيولوجية طبيعية للبقاء على جسم الإنسان وحفظه من الهلاك. وليس معنى ذلك أن يكون الطعام في حد ذاته غاية وهدفًا نحيا من أجله، فالعقلاء يأكلون ليعيشوا من أجل تحقيق أهدافهم السامية، فالطعام لديهم وسيلة لا غاية، أما الشهوانيون فإنهم يعيشون ليأكلوا فقط، والوصول إلى حد التخمة داء قاتل، ونتيجته الطبيعية إصابة الإنسان بالكسل وإبعاده عن النشاط والاجتهاد في طاعة الله ،وقال لقمان الحكيم: 'إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وقعدت الأعضاء عن العبادة.
وزاد عبد الله ، لا يوجد أفضل من الصيام كعلاج للسمنة
إذا اتبعنا فيه السنة النبوية فأفطرنا على تمرات وقليل من الماء وأخرنا الإفطار لما بعد الصلاة. فالتمر كفيل بإشعارنا بالشبع وتقليل كمية الطعام التي نأخذها، والصوم يخلص الجسم من كميات الشحوم المختزنة.
وفي النهاية ينصح المسلمين قائلا، علينا ألا ننسي احتساب النية في جميع أعمالنا في الأكل والنوم والرياضة وقراءة القرآن، فلننوي بكل ذلك حفظ صحتنا لنقوي على طاعة الله لنحصل على خير الدنيا والآخرة ولنعيش في ظلال قوله تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ".
أما من الناحية الطبية يتحدث الدكتور عارف المنيري قائلا
إن تناول المكسرات في رمضان بشكل متزايد يؤدي إلى السمنة، خاصة عند كثير من النساء محبي الرشاقة ويجب عدم الإفراط في تناولها لأن الصائم قد ينسى نظامه الغذائي المعتاد بعد يوم طويل من الصيام، وحينما تأتي أية فرصة بعد الإفطار لتناول المكسرات يتسابق الفرد في إشباع رغبته في تناول مثل هذه الأشياء التي يكون لها مذاق خاص وطعم لذيذ يزيد من رغبة الصائم عند إفطاره في تناولها .
وأشار الدكتور المنيري إلى أن المكسرات تحتوى على نسبة عالية من الدهون، حيث تمثل الدهون ما يقرب من 40 إلى 60 % من تركيبها، والدهون مركبات غذائية قد يؤدى تناولها المفرط إلى السمنة. وتحتوي معظم المأكولات الشهية في رمضان على المكسرات بأنواعها المختلفة كالجوز والبندق واللوز وعين الجمل والكاجو والفول السوداني، وجوز الهند والتي تدخل فى عمل كثير من الحلويات كالكنافة والقطايف والكعك وغيرها من الحلويات الشامية والغربية بأنواعها المختلفة.
ويؤكد أن الكمية المناسبة التي يتناولها أي فرد ولا تؤدي به إلى السمنة: هي تناول هذه المكسرات في كمية لا تزيد عن فنجان يوميا، وأن تناول هذه الكمية قد يؤدي إلى الحفاظ على وزن الجسم بالإضافة إلى الاستفادة من مكونات المكسرات من بروتين وكربوهيدرات ودهون بطريقة صحيحة.
ولخص الدكتور عارف المنيري الحل لتفادي السمنة هو ممارسة النشاط البدني وذلك على فترتين هما : قبل ساعة أو نصف ساعة من الإفطار. فترة النشاط الحركي هذه، مناسبة جدا لخسارة الدهون المخزونة تحت الجلد لأن تركيز جلوكوز "سكر الدم" يكون قليلا وبالتالي مستوى الإنسولين في الدم يكون منخفضا وهذا معناه زوال العائق الأساسي أمام طرح الدهون المخزونة تحت الجلد في مجرى الدم، واستخدامها كمصدر للطاقة اللازمة لهذا النشاط الحركي كما وأن نقص مستوى الدم يؤدي إلى زيادة دعم الجهاز العصبي لعملية استخدام الدهون كمصدر للطاقة. وأيضا بعد ساعتين أو ثلاث من الإفطار ،حيث النشاط الحركي في هذه الفترة سوف يمنع ميل الجسم لخزن السعرات الحرارية التي دخلت مع وجبة الإفطار، لأن الأولوية في الطاقة تكون دائما لجزء الجسم الذي يقوم بالنشاط الرئيسي ،وهذا الجزء هي العضلات التي تقوم بالنشاط الحركي.
وقالت خبيرة التغذية زينة العمري، إن البقاء في المنزل قد يمثل فرصة للصائمين لاتباع نظام طعام رمضاني أكثر فائدة وصحة من قبل. وقالت العمري : غياب التجمعات العائلية سيصب بالفائدة على الصائمين من الناحية الغذائية، لأن المجتمعات العربية تميل للأطعمة المرتفعة بالسعرات الحرارية، والقليلة بالمغذيات والفيتامينات، والبقاء بالمنزل والابتعاد عن التجمعات سيمثل فرصة لتناول الأطعمة الصحية.
وأضافت أنصح دائما بتناول كميات كبيرة من الأغذية العالية بالمغذيات والفيتامينات، والمنخفضة بالسعرات الحرارية، منها الخضروات الورقية، والبقوليات، والمكسرات النية.
وأكدت اختصاصية التغذية نادية الموسوي لن تكون هناك تجمعات في رمضان هذا العام، هذا الأمر سيقلل من وجبات الإفطار الضخمة، التي تكون نتيجة التجمعات الكبيرة، وسيكتفي الأشخاص بالإفطار في المنزل بوجبات معقولة.
ولكن من ناحية أخرى، أشارت الموسوي إلى نقطة سلبية تتمثل بارتفاع نسبة تناول الطعام بين الوجبات، خاصة مع المزاج السيء الذي سيصاحب الكثيرين بسبب الحجر المنزلي، والشعور بالخمول المصاحب للجلوس في المنزل طول اليوم.
وأضافت الموسوي البقاء في المنزل هو شيء جديد لنا جميعا، لكننا يجب استغلال ذلك بممارسة الرياضة، وهو موضوع بسيط جدا، فهناك بحر من التمارين الرياضية التي تناسب كل الأشخاص، على موقع يوتيوب.
و الفكرة التي أنصح بها دائما، هو تبني طريقة حياة صحية دائمة، وليس حمية معينة تقتصر على شهر رمضان.
أما خبيرة التغذية يارا رضوان، فأشارت إلى أن العطش
هو التحدي الأكبر بالنسبة للصائم خلال فترة الصيام، فبالإضافة لأهمية الحرص على شرب كميات كافية من الماء و السوائل خلال الساعات بين الإفطار و السحور.
وقالت رضوان يجب الانتباه لتناول الأطعمة التي تساعد على ترطيب الجسم مثل الخضروات والفواكه بحيث أن محتواها من الماء عال جدا، بالإضافة لاحتوائها على البوتاسيوم و الفيتامينات والمعادن. وكذلك اللبن، والحليب، والشوربات والسلطات، هي من المأكولات التي تساعد على ترطيب الجسم.وبالنسبة لتقوية المناعة، التي تعتبر من الأمور الضرورية وسط تفشي فيروس كورونا حول العالم، حدد خبراء التغذية عدد من المأكولات التي تعزز المناعة للصائمين.
وقالت رضوان الأغذية التي تحتوي على الفيتامينات تساعد على تقوية المناعة، مثل الخضار والفواكه والألبان والأسماك، بالإضافة للتعرض لأشعة الشمس، وكذلك الأغذية التي تحتوي على الزنك".
كما أشارت رضوان إلى أن الرياضة و النوم الكافي، هما من العوامل الهامة جدا في تقوية الجهاز المناعي، بالإضافة إلي التنفس العميق و الاسترخاء، حيث أن التوتر و القلق يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على المناعة. كما نوهت رضوان لأهمية وجبة السحور حيث بعض الأشخاص يهملون وجبة السحور أو يتناولونها مبكرا، إلا أنه من الأفضل تأخير السحور قدر الإمكان و الحرص علي تقليل الملح و تناول الأغذية الصحية لمساعدة الجسم على تخفيف شعور الجوع و العطش في اليوم التالي.