الشارع اللبناني يرفض أي مغامرة لحزب الله مع إسرائيل

الشارع اللبناني يرفض أي مغامرة لحزب الله مع إسرائيل


لعل التصعيد الميداني الأخير في جنوب لبنان اتخذ أشكالاً جديدة للمرّة الأولى منذ إرساء القرار ١٧٠١ بعد حرب ٢٠٠٦، نتيجة تكرار حوادث إطلاق الصواريخ من تلك المنطقة باتّجاه إسرائيل. غير أن اللافت بالتطورات في الجبهة الجنوبية أن الصواريخ التي بقيت يتيمة أي لم تتبنّها أي مجموعة أو يتحمّل مسؤوليتها أي طرف، وقعت في قبضة أهالي بلدة شويا بقضاء حاصبيا، والذين بدورهم أوقفوا إحدى الشاحنات المحمّلة براجمة صواريخ تابعة لحزب الله، وعمدوا إلى القبض على عناصر الحزب. كما رفضوا بحسب أكثر من شريط فيديو متداول، استخدام بلدتهم منصة لإطلاق الصواريخ، ما سيجعلهم هدفاً للردّ الإسرائيلي.

ومع أن حادثة شويا ذات الغالبية الدرزية المحسوبة بمعظمها على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ليست جديدة في المشهد الجنوبي اللبناني، إذ تكررت في ثمانينات القرن الماضي في قرى شيعية عدة، غير أن رقعة اعتراض بعض اللبنانيين على المغامرة بأمنهم وضبط نمط حياتهم على توقيت مصالح حزب الله وراعيته الإقليمية إيران بدأت تتوسّع ولم تعد محصورة بمنطقة محددة.

فالاشتباكات التي دارت في منطقة خلدة بين العشائر وحزب الله على خلفية ثأر قديم، وأسفرت عن مقتل ثلاثة عناصر من الحزب، تُفسّر بأن حاجز خوف شريحة من اللبنانيين منه بدأ ينكسر تدريجياً، خصوصاً وأن الوضع الاقتصادي والمالي المتدهور الذي يُحمّل الحزب مسؤولية الجزء الأكبر منه لا يحتمل أي مغامرة أمنية من أي نوع كانت.

إلى ذلك، أشار السفير اللبناني السابق هشام حمدان لـ(العربية.نت)، إلى أن ما قام به أهل شويا عمل مُشرّف ونبيل، وهو رسالة إلى المجتمع الدولي ولقوات اليونيفيل مفادها عدم رضى أهالي من الجنوب للواقع القائم هناك، حيث إن هناك احتلالا عسكريا خارجيا، في إشارة منه إلى إيران، وهو من يفرض القرارات، وفق تعبيره.

كما أوضح أن الشعب بالفعل بدأ يتحرك وينتفض على عكس ما يعتقد المجتمع الدولي، واعتبر حمدان أن حليفي حزب الله، الرئيس عون وصهره جبران باسيل لن يتّخذا موقفاً ضد ما يقوم به حزب إيران في لبنان، لأن مصيرهما ومستقبلهما مرتبط بما يقوم به، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، أشار السفير إلى أن الفتنة المتنقّلة بين منطقة وأخرى تُرعب حزب إيران في لبنان، لأنه يُدرك تماماً أن الفتنة تعني نهايته بدليل طريقة تعاطيه مع ما حصل في خلدة نهاية الأسبوع.