ينهض العديد من الأشخاص في الصباح وهم يشعرون بالتعب والنعاس، دون أن يدركوا الأسباب الحقيقية وراء ذلك. من بين الأسباب المحتملة، يُعتبر انقطاع النفس أثناء النوم من الاضطرابات الخطيرة التي قد تؤثر سلبًا على صحة الفرد. هذا الاضطراب يتسبب في توقف التنفس لفترات قصيرة خلال النوم، مما يؤدي إلى عدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وبالتالي الشعور بالتعب عند الاستيقاظ.

تظهر بعض العلامات التي قد تشير إلى احتمال الإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم،
 وفقًا لموقع “مايو كلينك”. من الأعراض الجسدية الشائعة التي يمكن أن يلاحظها الشخص عند الاستيقاظ هي الشعور بالتعب الشديد والإرهاق، بالإضافة إلى جفاف الفم والحلق، وصداع الصباح الذي قد يكون مزعجًا. كما يمكن أن يعاني البعض من ألم في الصدر، مما يزيد من القلق حول جودة النوم.
علاوة على ذلك، تشمل الأعراض النفسية النعاس المفرط خلال النهار، وصعوبة في التركيز وتذكر المعلومات. قد يلاحظ الشخص أيضًا تغيرات في المزاج، مثل الشعور بالتهيج أو الانفعال السريع. 
ومن الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى انقطاع النفس، الشخير بصوت عالٍ، 
خاصةً مع فترات من الصمت، وتوقف التنفس لفترات قصيرة أثناء النوم، وهو ما قد يلاحظه شريك الحياة.
 كما يمكن أن يستيقظ الشخص بشكل متكرر خلال الليل،
 وقد يشعر بالحاجة إلى التبول بشكل متكرر، مما يؤثر على جودة نومه بشكل عام.

ما هو انقطاع النفس أثناء النوم؟
انقطاع النفس النومي هو اضطراب تنفسي يسبب فترات متكررة من التوقف عن التنفس أثناء النوم.
 يعاني معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة من أعراض مثل الشخير المزعج والنعاس خلال النهار.
 يتنوع انقطاع النفس النومي إلى نوعين رئيسيين هما انقطاع النفس النومي الانسدادي (OSA) والانقطاع المركزي للنوم (CSA).

أنواع انقطاع النفس أثناء النوم
• انقطاع النفس النومي الانسدادي (OSA)
يحدث انقطاع النفس النومي الانسدادي عندما يصبح المجاري الهوائية في مؤخرة الحلق ضيقة أو مسدودة أثناء النوم. 
هذه الحالة تؤدي إلى توقف التنفس، مما يتسبب في الشخير.
 عندما يصبح المجرى الهوائي مسدودًا، يستجيب الشخص عادةً عن طريق الاستيقاظ وأخذ عدة أنفاس عميقة. 
هذا النوع من انقطاع النفس هو الأكثر شيوعًا،
 ويُقدَّر أنه يؤثر على من 10% إلى 30% من البالغين في الولايات المتحدة، وفي كثير من الحالات يبقى غير مُشخَّص.

• الانقطاع المركزي للنوم (CSA)
يتضمن الانقطاع المركزي للنوم اضطرابًا في التواصل بين الدماغ والعضلات التي تتحكم في التنفس. نتيجة لذلك، 
قد يصبح التنفس أبطأ أو تتحدث حالات توقف مؤقتة فيه. وتكون نسبة انتشار هذا الشكل أقل مقارنة مع انقطاع النفس النومي الانسدادي، حيث يُقدَّر أن نسبة الأشخاص الذين يعانون منه هي أقل من 1%.

أعراض انقطاع النفس أثناء النوم
تتضمن أعراض انقطاع النفس النومي الآثار الناتجة عن التنفس غير الطبيعي أثناء الليل، بالإضافة إلى تأثيرات قلة جودة النوم خلال النهار.

أعراض انقطاع النفس النومي الانسدادي
تشمل الأعراض الشائعة:
-النعاس المفرط خلال النهار
-الشخير العالي الذي يتخلله أحياناً أصوات اختناق
-الصداع في الصباح الذي قد يستمر لعدة ساعات بعد الاستيقاظ
-جفاف الفم عند الاستيقاظ
-النوم المضطرب مع فترات من اليقظة أثناء الليل
-زيادة الحاجة للاستيقاظ للتبول
-التهيّج أو الإحباط
-ضعف التركيز
قد لا تُلاحَظ بعض الأعراض من قبل الشخص المصاب. 
على سبيل المثال، قد يتفطّن الشخص إلى مشكلات التنفس والشخير عندما يلاحظها شريك السرير.

أعراض الانقطاع المركزي للنوم
تشمل الأعراض الأكثر ارتبطاً بما يلي:
-أنماط تنفس غير طبيعية، مثل تباطؤ أو تسارع التنفس وتوقفه أثناء النوم
-الاستيقاظ في الليل
-ضيق مفاجئ في التنفس أو آلام في الصدر في الليل
-صعوبات في التركيز
-صداع في الصباح
كما هو الحال مع انقطاع النفس النومي الانسدادي، من الطبيعي أن يكون الأشخاص الذين يعانون من هذا الشكل من انقطاع النفس غير مدركين للتنفس غير المنتظم أثناء نومهم ما لم يُشير لهم شريكهم في السرير.

أسباب انقطاع النفس أثناء النوم
تختلف أسباب اضطرابات التنفس بين انقطاع النفس النومي الانسدادي والانقطاع المركزي.
-أسباب انقطاع النفس النومي الانسدادي
تحدث انقطاع النفس النومي الانسدادي عندما تسترخي العضلات في الجزء الخلفي من الحلق أثناء النوم، مما يقلل من مساحة الهواء. 
يتسبب الشخير في ضيق المجرى الهوائي،
 وعندما يُعيق هذا المجرى، يفشل الشخص في الحصول على ما يكفي من الأكسجين. نقص الأكسجين هذا يؤدي إلى استيقاظ جزئي أو كامل لاستعادة تدفق الهواء.

أسباب الانقطاع المركزي للنوم
ينشأ الانقطاع المركزي بسبب مشكلات في كيفية تواصل الدماغ مع العضلات المسؤولة عن التنفس. في حالة الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع،
 لا يتمكن جزء من الدماغ يسمى جذع الدماغ من التعرف بشكل صحيح على مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجسم أثناء النوم،
 مما يؤدي إلى تكرار أحداث التنفس البطيء أو الضحل.

عوامل الخطر لانقطاع النفس النومي
تتأثر فرص تطوير انقطاع النفس النومي بعدة عوامل، وتختلف هذه العوامل بين OSA و CSA.

عوامل الخطر لانقطاع النفس النومي الانسدادي
تشمل عوامل الخطر الرئيسية في هذا النوع:
- العمر: تزداد المخاطر مع التقدم في السن.
- الجنس: الرجال أو الأشخاص الذكور هم أكثر عرضة لهذا الاضطراب.
- تشريح الرأس والرقبة: الموجودات التشريحية مثل اللسان الكبير أو الفك السفلي القصير قد تزيد من المخاطر.
- وزن الجسم: تشير الأبحاث إلى وجود ارتباط بين مؤشر كتلة الجسم العالي وزيادة مخاطر OSA.
- التدخين: الأشخاص المدخنون يتعرضون لخطر أعلى من الذين أقلعوا أو لم يدخنوا مطلقًا.
- تاريخ عائلي: العوامل الوراثية قد تزيد من فرص الإصابة.

عوامل الخطر للانقطاع المركزي للنوم
غالبًا ما يظهر الانقطاع المركزي كعاقبة لمشكلة طبية أخرى مثل إصابة في جذع الدماغ،
 فشل القلب أو الكلى، أو إنتاج مفرط لهرمون النمو. كما يرتبط الأشخاص فوق العمر 65 عامًا بارتفاع خطر اضطرابات التنفس المرتبطة بهذا النوع.

كيفية تشخيص انقطاع النفس النومي
يجب تشخيص انقطاع النفس النومي من قبل طبيب أو أخصائي نوم.
 عادةً يبدأ التقييم بمراجعة الأعراض والتاريخ الصحي، يليه الفحص البدني.

دراسة النوم
لتشخيص OSA أو CSA، من الضروري إجراء دراسة نوم. الدراسة الأكثر موثوقية هي الدراسة المسماة “بوليسومنوغرافيا”، والتي تتم خلال ليلة مبيت في مختبر نوم متخصّص.

علاجات انقطاع النفس النومي
تهدف العلاجات إلى تقليل اضطرابات التنفس وتحسين جودة النوم، وتختلف الطرق بين OSA و CSA.

علاجات انقطاع النفس الانسدادي
تشمل خيارات العلاج:
- العلاج بالضغط الإيجابي (PAP): يُستخدم للحفاظ على المجاري الهوائية مفتوحة.
- جراحة: للقرارات الأكثر تطرفًا، قد تُستخدم الجراحة لإزالة الأنسجة المعيقة.
- تغييرات نمط الحياة: مثل فقدان الوزن، ممارسة الرياضة، وتقليل استهلاك الكحول.

علاجات الانقطاع المركزي
تتركز العلاجات على معالجة المشكلة الطبية المسببة.
 إذا كانت الأعراض خفيفة، قد يتطلب الأمر علاج المشكلة الأساسية فقط. في حالات أكثر شدة، يمكن استخدام أجهزة PAP لهذا الغرض.

مضاعفات انقطاع النفس النومي
يمكن أن يؤدي انقطاع النفس النومي غير المعالج إلى مجموعة من المشاكل الصحية والنفسية مثل:
- حوادث السيارات الناجمة عن النوم أثناء القيادة.
- الأمراض القلبية مثل ارتفاع ضغط الدم.
- الاضطرابات الأيضية مثل السكري من النوع 2.
- مشاكل التركيز والذاكرة.
- اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب.

انقطاع النفس النومي لدى الأطفال
يمكن أن يحدث انقطاع النفس النومي في الأطفال، ويزداد انتشار OSA بالمقارنة مع CSA.
 تُعزى معظم الحالات في الأطفال إلى تضخم اللوزتين واللحميات في الحلق، وقد تكون الجراحة خيارًا للعلاج.

العيش مع انقطاع النفس النومي
يمكن أن يساعد بعض الخطوات العملية الأشخاص الذين يعيشون مع انقطاع النفس النومي في التعايش مع هذا الاضطراب:
- البقاء على ارتباط مع الطبيب.
- العناية المناسبة بأجهزة العلاج.
- تجنب الأنشطة عالية المخاطر.
- التفكير في تغيير وضعية النوم.