الصين تتوعد بـ«تضييق الخناق» على تايوان في حال تصاعد النزعة الاستقلالية
توعّد الجيش الصيني الأحد بـ"تضييق الخناق" على تايوان في حال تصاعد النزعة الاستقلالية في الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، محذرا المؤيدين لذلك بضرورة التراجع عن سياسة "حافة الهاوية".
وتعتبر الصين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وتعهدت إعادتها الى كنفها، بالقوة اذا لزم الأمر.
وعزّزت الصين الضغوط على السلطات التايوانية في السنوات الماضية بإجرائها تدريبات عسكرية وإرسال طائرات مقاتلة وسفن تابعة للبحرية إلى محيط الجزيرة.
ونقلت شبكة سي سي تي في التلفزيونية الحكومية عن المتحدث باسم الجيش وو تشيان قوله "كلما تفشّى انفصاليو +استقلال تايوان+، كلما ضاق الخناق حول أعناقهم، وكلما زاد حد السيف المسلط فوق رؤوسهم".
وتوجه وو الى مؤيدي استقلال الجزيرة بالقول "لقد امتطيتم جوادكم الى حافة الهاوية، الأرض خلفكم... اذا واصلتم التقدم على المسار الخاطئ، ستواجهون طريقا مسدودا".
وأتت التصريحات على هامش اجتماع المؤتمر السياسي الشعبي الصيني الاستشاري والدورة السنوية لمجلس الشعب وهما أكبر تجمع سياسي سنوي في البلاد.
كما جاءت بعد أيام على إعلان بكين زيادة بنسبة 7,2 بالمئة في ميزانية الدفاع لعام 2025.
وستؤدي هذه الزيادة، وهي نفس النسبة لعام 2024، إلى تسريع التحديث السريع للقوات المسلحة الصينية مع اشتداد المنافسة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
والزيادة أعلى من هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي الذي حددته الحكومة والبالغ نحو 5 بالمئة.
ووصف وو الزيادة بأنها "محدودة... ومعقولة ومستقرة"، وقال إن الأموال الإضافية ستستخدم لتطوير "قوات قتالية في مجالات جديدة وبصفات جديدة"، ولتعزيز قدرات الاستطلاع والضربات المشتركة والدعم في ساحة المعركة.
ظلّ الإنفاق العسكري الصيني في ارتفاع منذ عقود، بما يتماشى على نطاق واسع مع النمو الاقتصادي.
وتمتلك الصين ثاني أكبر ميزانية دفاعية في العالم، لكنها تتخلف كثيرا عن الولايات المتحدة، منافسها الاستراتيجي الأساسي.
ولا تزال ميزانية بكين البالغة 1,78 تريليون يوان (245,7 مليار دولار) لهذا العام أقل من ثلث ميزانية واشنطن.
وشكل الإنفاق العسكري العام الماضي 1,6 بالمئة الناتج المحلي الإجمالي، أي أقل بكثير عن الولايات المتحدة أو روسيا، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
لكن يُنظر إلى توسعها الدفاعي بعين الريبة من جانب واشنطن وقوى أخرى في المنطقة.
وقد استعرضت الصين نفوذها على نحو متزايد في المنطقة بما يشمل بحر الصين الجنوبي الذي تطالب به بالكامل تقريبا رغم قرار لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي، اعتبر أن مطالبتها التاريخية لا تستند إلى أساس.
وتعتبر الصين موقفها العسكري بأنه "دفاعي" ويهدف للحفاظ على سيادتها.
وقال المتحدث باسم الجيش وو إن الصين تواجه "واحدا من أكثر الأوضاع الأمنية المجاورة تعقيدا في العالم"، مضيفا أنه يتعين عليها التعامل مع "تحديات خطيرة" في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها.
لكن مطالباتها الإقليمية الواسعة بمناطق تسيطر عليها حكومات أخرى أثارت مخاوف من تفجر صراع إقليمي.
وتعد تايوان شرارة محتملة لاندلاع حرب بين الصين والولايات المتحدة التي تعد أهم داعم للجزيرة وأكبر مزوديها بالأسلحة.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الجمعة في مؤتمر صحافي إن خضوع تايوان لسيطرة الصين هو "الأمل المشترك لجميع الصينيين، والاتجاه العام في هذا الوقت، وقضية عادلة".
وأضاف أن "استخدام تايوان للسيطرة على الصين يشبه تماما محاولة إيقاف سيارة بذراع حشرة".
الشهر الماضي ندّدت وزارة الدفاع التايوانية بالصين لإجرائها تدريبات "بالذخيرة الحية" جنوب الجزيرة. ودافعت بكين عن تلك التدريبات ووصفتها بأنها "روتينية".