محمد بن راشد: سر نجاحنا خدمة الناس وتسهيل حياتهم والتواصل معهم
الصين.. الكشف عن آليات تكوين "الأصوات في الدماغ " لدى المصابين بانفصام الشخصية
حدد علماء الفسيولوجيا العصبية الصينيون خللا في عمل نوعين من سلاسل الخلايا العصبية في أدمغة مرضى الفصام، الذي يؤدي إلى تطور الهلوسة السمعية واللفظية.
ونشر العلماء مقالا بهذا الشأن في المجلة العلمية PLoS Biology .
وجاء فيه: "إن قمع عمل هذه المناطق من الدماغ أو استعادة أدائها الطبيعي سيخلص المرضى من "الأصوات" في الدماغ. وغالبا ما يسمع المرضى المصابون بالفصام أصواتا دون وجود محفزات سمعية ولفظية حقيقية. وأظهر بحثنا أن هؤلاء المرضى يفقدون القدرة على التمييز بين الواقع والخيال نتيجة لوجود خلل في سلاسل معينة من الخلايا العصبية التي تربط بين الأنظمة الحركية والصوتية للدماغ".
وتوصل إلى هذا الاستنتاج فريق من علماء الفسيولوجيا العصبية الصينيين بقيادة تشانغ تشن الأستاذ في جامعة "جياوتونغ" في شنغهاي الصينية بعد دراسة وظيفة الدماغ لدى عشرين مصابا بمرض انفصام الشخصية، واشتكى نصفهم من وجود "أصوات في رؤوسهم". بينما لم يكن لدى المرضى الآخرين مثل هذه المشكلة. وفي هذه التجارب طلب العلماء من المتطوعين قراءة مقطع لفظي تم عرضه على الشاشة بعد إشارة سريعة وصوتية، وفي هذا الوقت قاموا بمتابعة نشاط دماغهم باستخدام مخطط كهربية الدماغ.
وأظهرت القياسات التي أجراها علماء الأعصاب اختلافات في عمل مجموعتين من دوائر الخلايا العصبية التي تربط المناطق الحركية والحسية في الدماغ وتلعب دورا مهما في قدرة الشخص على تمييز الأفعال والأحداث في البيئة من الأفكار والتوقعات والنوايا. ومن أجل ذلك يقوم الدماغ بتصفية المعلومات الحسية بشكل مستمر، فهو يقارنها بالنوايا والتوقعات، وبعد ذلك يزيل منه البيانات غير الضرورية التي لا تتعلق بتصور العالم الحقيقي من حولنا.
في بعض الحالات لا تتوافق هذه التوقعات مع الواقع، ونتيجة لذلك يبدأ الشخص في تجربة الهلوسة الغريبة. ومن الأمثلة الواضحة على ذلك أن الناس غالبا ما يتعثرون ويشعرون بأحاسيس غير عادية عندما يصعدون على سلم متحرك ثابت. ويحدث شيء مشابه باستمرار في أدمغة بعض المصابين بمرض انفصام الشخصية.
وخلص المقال إلى أن البيانات التي تم جمعها باستخدام مخطط كهربية الدماغ أظهرت أنه تتعطل لدى هؤلاء المرضى سلسلة الخلايا العصبية المسؤولة عن مقارنة البيانات من الأجهزة الحركية والحسية للدماغ، بينما تظهر في عمل سلسلة أخرى من الخلايا العصبية المسؤولة عن "إعادة إنتاج" الأفكار والنوايا كمية غير طبيعية للضجيج. وهذا يؤدي إلى أن الفرد يفقد القدرة على تمييز أفكاره عن المحفزات الخارجية ويبدأ في سماع "أصوات" في رأسه.