العقلية الإيطالية.. لماذا انقلب إنزاغي على نجم الهلال؟

العقلية الإيطالية.. لماذا انقلب إنزاغي على نجم الهلال؟

في عالم الساحرة المستديرة، لا توجد ثوابت، والمدربون الطليان تحديدًا لا يعترفون بمصطلح الحصانة مهما كان اسم اللاعب لامعًا، هذا هو الدرس القاسي الذي لقنه سيموني إنزاغي، المدير الفني لنادي الهلال، للجميع بقراره الصادم رفع اسم الظهير البرتغالي الطائر جواو كانسيلو من القائمة المحلية للفريق، مكتفيًا بوجوده في النخبة الآسيوية.
للوهلة الأولى، يبدو القرار انتحارًا فنيًا، فكانسيلو لم يكن مجرد لاعب في تشكيلة الزعيم، بل كان الفتى المدلل لإنزاغي ومفتاح اللعب الأول، إذن، ما الذي حوّل المفضل إلى ضحية؟

بين اللاعب الزجاجي وعودة الابن الضال
تكمن الإجابة أولاً في تفاصيل العقلية الإيطالية التي تقدّس الواقعية وتكره المخاطرة. إنزاغي وجد نفسه أمام حقيقة مؤلمة: كانسيلو تحول تدريجيًا إلى لاعب زجاجي. 
كثرة الإصابات التي ضربت النجم البرتغالي أخيرًا جعلت الاعتماد عليه كركيزة أساسية طوال موسم شاق كدوري روشن ضربًا من الخيال. المدرب الإيطالي، الذي يحسب خطواته بالورقة والقلم، أدرك أن الأولوية القصوى الآن هي للجاهزية الفنية والبدنية المستمرة.
لكن هذه الواقعية لم تكن لتتحقق لولا وجود بديل يلوح في الأفق، وهنا تبرز قطعة البازل الناقصة التي كشفها الإعلامي خالد الشنيف أخيرًا حول احتمالية عودة سعود عبد الحميد لصفوف "الزعيم". 
الأنباء التي تشير إلى اشتراط سعود اللعب أساسيًا للعودة، منحت إنزاغي الضوء الأخضر للتضحية بكانسيلو محليًا، فوجود ظهير محلي دولي يملك لياقة بدنية مرعبة يجعل فكرة التخلي عن ظهير أجنبي في القائمة المحلية قرارًا لوجستيًا ذكيًا لحل أزمة الخانة.

التضحية بالنجم قربان للمنظومة وفرض الشخصية
لم يكن القرار مجرد استبدال مركز بمركز، بل كان انتصارًا لفلسفة الهدف قبل العرضية. إنزاغي فضّل الرهان على المهاجم الشاب ماركوس ليوناردو، مفضلاً القوة الهجومية المباشرة ووفرة الأهداف على مهارات الظهير البرتغالي. في عرف إنزاغي، الحفاظ على ليوناردو يضمن عمقًا هجوميًا لا يمكن التفريط فيه، خاصة مع عدم ضمان استمرارية كانسيلو.
وفي عمق هذا القرار الفني، تكمن رسالة إدارية صارمة لغرفة الملابس المدججة بالنجوم، إنزاغي أراد القول بوضوح: أنا الزعيم هنا.  فتجميد نجم عالمي بحجم كانسيلو محليًا يؤكد أنه لا رغبة للمدرب في المخاطرة بانسجام الفريق الحالي واستقراره من أجل اسم واحد، بالأخص لأن البرتغالي عائد من غياب طويل.
إنه درس إيطالي بامتياز يلخص المشهد: المجموعة أهم من الفرد، والجاهزية أهم من التاريخ، والواقعية هي الطريق الوحيد لمنصات التتويج.