كانت ولا تزال منبراً وطنياً يجسد ملحمة بناء الوطن منذ التأسيس

الفجر تحتفل بيوبيلها الذهبي عبر مسيرة زاخرة بالعمل الإعلامي المميز والرائد

الفجر تحتفل بيوبيلها الذهبي عبر مسيرة زاخرة بالعمل الإعلامي المميز والرائد

بكل جدارة، وبكل فخر، ورسوخ تضيء صحيفة (الفجر) شمعتها الخمسين، وتحتفل بيوبيلها الذهبي، كمنبر أعلامي وطني راسخ، ومتجدد، استطاعت خلال رحلة عمرها المديد أن تكون منبراً إعلاميا حقيقيا، ووطنيا، واكب ملحمة تأسيس دولة الإمارات، مروراً بعهد التمكين، وصولا إلى العهد الراسخ والميمون والزاهر، عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) ، وعملت على أن تبرز جماليات وتجليات مسيرة البناء، وأن تكون في مصاف رواد الصحافة الإماراتية والتي تشكل (الفجر) جزءاً أساسيا من المشهد الإعلامي الإماراتي فيه ، حيث كانت وما تزال صوتاً متزناً، شفافاً، وصادقاً، وملتزماً بقيم شعب الإمارات، وبتوجيهات ومبادىء قيادة الإمارات.
لقد أثبتت (الفجر) عبر مسيرتها أنها كيان إعلامي قادر على قهر التحديات، والصمود في وجه المتغيرات ، مواكبة المستجدات الإعلامية، والقضايا الصحافية التي برزت خلال العقود الخمسة الماضيةـ 
وفي كل مرحلة من هذه المراحل كانت الفجر على قدر التحدي، وتصعد مثل طائر العنقاء، لتثبت وجودها في عالم الصحافة الورقية ، حتى ختمت عقدها الخامس بكل جدارة، شامخة على أرض صلبة من الخبرات، والطاقات والكوادر الإعلامية التي تعاقبت عليها عبر هذه العمر الطويل من العمل الإعلامي، فكانت بمثابة أكاديمية إعلامية مر من خلالها كبار الوجوه والقامات الإعلامية، سواء الوطنية أو العربية، وتمرس في أروقتها أعرق الشخصيات التي أصبح لها اسم كبير في عالم الصحافة والإعلام.

من النفط والأعمال إلى الإعلام   
كانت بوصلة مؤسس دار الفجر للصحافة والطباعة و النشر سعادة عبيد حميد المزروعي تتجه صوب المال والأعمال، بل العمل في مؤسسات القطاع النفطي، وكان من أوائل رجالات الأعمال الإماراتيين الذين قرأوا حاضر الإمارات ومستقبلها الاستثماري المزدهر، وممن ساهموا في تكوين وتشكيل عائلات الأعمال التي أثبتت دروها الرائد في دعم التنمية الشاملة، إلا أن الشغف، والتحدي، والتجريب ، وخوض غمار التجارب الرائدة مع بدايات صعود اسم دولة الإمارات العربية المتحدة ، وبعد أربع سنوات من رفع علم الاتحاد، ليقرر سعادة عبيد حميد المزروعي تحويل اتجاهاته من عالم الأعمال بالرغم من عوائده المغرية إلى معاناة بلاط صاحبة الجلالة ، فأراد أن يخلد اسمه ضمن قائمة رواد الإعلام في الإمارات ، وكان له ذلك بكل جدارة، حيث نجح في تأسيس صحيفة الفجر ، لتكون مؤسسة إعلامية إماراتية رائدة وصاحبة السبق في التربع على المشهد الإعلامي الوطني والخليجي ، وكانت الانطلاقة في العام 1975 .
لقد آمن سعادة عبيد حميد المزروعي الشاعر ، والملهم والمثقف الإماراتي والأديب، أن مرحلة تأسيس الدولة تحتاج إلى تكاتف وتضافر العقول، والأراح، والطاقات، وإيجاد المنابر الإعلامية القادرة على مواكبة كل تفصيل من تفصيلات مسيرة التأسيس، والتمكين والنمو والازدهار، فأخذت الفجر على عاتقها حسب رؤية مؤسسها أهمية أن تكون منبراً إعلامياً وطنياً ملتزماً بقضاياه، وبطموحاته، وتطلعاته نحو المستقبل، ونجحت في ذلك على امتداد خمسين عاماً من العطاء والعمل الإعلامي المميز الذي شكل مرجعية وأرشيفا وطنيا إعلاميا تفخر به كمؤسسة إعلامية رافقت عصر التأسيس وصولاً إلى عهد الرخاء والازدهار.
وأدرك عبيد حميد المزروعي أثر الكلمة كونه شاعراً مخضرماً، وكاتباً وأديباً ، وأدرك أكثر أن الكلمة عندما تكون متضمنة في نتاج إعلامي مؤسساتي منضبط سيكون لها فعل وأثر كبيران في دعم  توجهات الدولة ، وتنمية المجتمع فقرر أن يخوض غمار الصحافة والإعلام فأصبح فارساً لا يشق له غبار من خلال منتجه الإعلامي العريق (الفجر) .  

 إضاءة عامة 
انطلقت مسيرة صحيفة الفجر الإعلامية في العام 1975 في أبوظبي، حيث أسسها مالكها ورئيس تحريرها سعادة عبيد حميد المزروعي، واتخذت مقراً دائماً لها في مبنى مستقل في شارع المرور بأبوظبي حتى الآن، لتكون شاهدة على عصر البناء والتأسيس والتمكين والمشروع الحضاري العملاق الذي قام في دولة الإمارات العربية المتحدة، مواكبة لنهضة الدولة في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والحضارية، والمجتميعة.
تميزت الفجر بكونها من الصحافة المحلية الوطنية الملتزمة، تعمل على تعزيز مكانتها كمؤسسة إعلامية عربية رائدة، والانطلاق بثقل وتوازن أكبر نحو استثمار الطاقات المتجددة والاستفادة من المخزون الإعلامي، والتجارب الكبيرة التي عاصرت من خلالها أغلب الأحداث والمناسبات ومراحل نمو الوطن.
 واتخذت "الفجر" نهجاً متوازنأً في تعاطيها مع مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعملت على تحقيق سياسة الحياد الإيجابي والملتزم بالوطنية، واحتفظت "الفجر" بخطها الذي نالت بموجبه ثقة القارىء والمنابر الإعلامية الأخرى.
كما توالت على إدارة تحرير الجريدة عمالقة الصحافة العربية والأدب أمثال: الكاتب الكبير محمود السعدني، والإعلامي الكبير أحمد نافع، والفنان محمد العكش، والاستاذ أسامة عجاج والناقد الفني والإعلامي عبد الفتاح الفيشاوي والصحافي المتميز هندي غيث، ومدير تحريرها الحالي الدكتور شريف الباسل.
وساندت جريدة "الفجر" ومنذ بداياتها الأولى الحركة الأدبية والنتاج الشعري الإماراتي وأولت عناية خاصة بالمسيرة الشعرية بالدولة، حيث كانت الرائدة محليا وخليجيا في إصدار ملحق متخصص في نشر النتاجات الشعرية النبطية لشعراء من الإمارات والخليج والعالم العربيين .. وقد احتل ملحق (فجر الشعراء) مكانة بارزة في الأوساط الأدبية والشعرية وأسهم في دفع الحركة الشعرية من خلال أهدافه الرامية إلى تأصيل وتوثيق الموروث الشعري الإماراتي وبالوقت نفسه موازاة المد الشعري النبطي بالإمارات حتى أصبح فجر الشعراء ملتقى محليا وخليجيا وصالونا أدبيا مرموقا تلتقي من خلالها الإبداعات الشعرية ومثل كذلك منطلقا للشعراء المبتدئين حيث وجدوا في فجر الشعراء منبرا ينقل أصواتهم إلى الوسط الأدبي الشعري حتى انطلقوا وأثبتوا وجودهم وأصبح منهم أسماء لامعة في عالم الشعر والإنتاج الإدبي .
أما على الصعيد الفني فما زالت الفجر تصدر ملحقا فنيا يوميا يحتوى على آخر الأخبار الفنية بالإضافة إلى صفحات المنوعات والعلوم والسياحة والمعرفة الشاملة والطب والصحة والعامة .
وعلى الصعيد التقني والفني حققت الفجر سبقا تقنياً وفنياً تمثل في تسخيرها لأحدث التقنيات وبرامج الكمبيوتر وكانت سباقة بل الرائدة في استخدام برامج الماكنتوش في التحرير والإخراج والتنفيذ وقد سبقت في ذلك العديد من الصحف .. كما واكبت الفجر جملة المتغيرات والتطورات واتباع أحدث التقنيات المتطورة بهدف تحسين جودة منتجها الإعلامي وإخراجه للقارىء بالشكل الجذاب والأنيق . وتواصل الفجر خطها التطويري حيث طبقت إدارة التحرير مشروعا تطويريا شمل الجوانب الفنية من حيث اتباع خط إخراجي وفني جديدة انعكس على حجم الجريدة وإخراجها وأنواع الخطوط المستخدمة بالإضافة إلى رفع عدد الصفحات الملونة داخل الجريدة إلى أربع صفحات وتنويع مصادرها المعلوماتية وعلى الجانب التحريري فقد أفردت الصحيفة جانبا مهما لتعزيز طاقمها التحريري والفني وتعزيز بنيتها التحتية بما يتلاءم مع أهدافها للمرحلة الحالية والمقبلة.
وتحرص الفجر على حضورها في الفضاء الرقمي حيث أسست موقعها الإلكتروني في العام 2013 ليكون رافدا إعلاميا متاحا أمام قرائها، حيث نجح موقعها الإلكتروني في استقطاب أعدد كبيرة من المتابعين والقراء نظرا لطابعه الإخراجي المميز، ومحتواه الإعلامي المتنوع.

خط وطني وعربي ملتزم
بعد مرور خمسين عاما على ولادة جريدة الفجر، ما يزال هذا الصرح الإعلامي الإماراتي وفياً لقيمه الوطنية، ملتزماً بخط متوازن، يضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، حيث شكلت (الفجر) ركنا متيناً من أركان الصحافة المحلية الوطنية الملتزمة، مؤكدة في كل مرحلة من مراحل تطورها التزامها النهج الوطني، وحرصها على تعزيز مكانتها كمؤسسة إعلامية عربية رائدة والانطلاق بثقل وتوازن أكبر نحو استثمار الطاقات المتجددة والاستفادة من المخزون الإعلامي والتجارب الكبيرة التي عاصرت من خلالها أغلب الأحداث والمناسبات ومراحل نمو الوطن ونشوء مؤسساته لتكون قادرة على مواكبة استحقاقات هذا الازدهار الكبير في ظل قيادتنا الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات والذين عززوا أركان الدولة وصانوا ماضيها وأشادوا صروح حاضرها، وأناروا برؤيتهم وحكمتهم مستقبل أجيالها، وارسوا قواعد استقرارها وازدهارها .. وأعطوا للكلمة مساحات شاسعات من الحرية، وكانت (الفجر) وما تزال رديفاً لكل هذه القيم، وما تزال وبكل إصرار ماضية قدماً في أداء رسالتها الإعلامية كواحدة من الصحف الوطنية الهادفة إلى رفعة الوطن وعزة الإنسان.
لقد أثرت الفجر المشهد الإعلامي الوطني منذ بدايات الحلم الاتحادي وعاصرت كافة المفاصل التاريخية لوطننا وأصبحت من الشهود والمؤرخين لحقبة البناء ولمسيرة التطوير والتحديث وبناء الدولة والمؤسسات والمجتمع ، وما تزال صحيفة (الفجـــر ) رائدة من رواد المؤسســات الإعلامية بالدولـــة، وإذ تعتــز (الفجر) بهـــذا الإرث الإعلامـــي المفعـــم بالالتزام بالقضايا الوطنية والقومية وبالخط العروبي الأصيل فكـــذلك تستلهم الفجر كل رؤى التطوير وتصيغ رسالتها بما يحقــق الأهداف المثلى والقيم التي أسست عليها كواحدة من الصحف الوطنية التي أثبتت وجودها وضمنت استمراريتها وحافظت على خطها الوطني المترسخ فيها فكرا وممارسة ودورا فاعلا في بناء المجتمع والدفاع عن قضايا الوطن .

نهج إعلامي متوازن
لقد اتخذت (الفجر) نهجا إعلامياً متوازناً في تعاطيها مع مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعملت على تحقيق سياسة الحياد الإيجابي والملتزم بالوطنية نهجا وبالقومية هدفا أكثر اتساعا، وبالإنسانية عنوانا من خلال تحريها الصدق تحقيقا للمصداقية واتباعها البحث وصولا لليقين وملاحقتها للحقيقة مجردة عن أي اعتبارات أخرى لذلك احتفظت الفجر بخطها الذي نالت بموجبه ثقة القارىء والمصادر الخبرية.
وأخذت الفجر على عاتقها وضمن التزامها بالقضايا الوطنية وولاء لنهجها المتشبث بهوية الوطن وتاريخه وعاداته حماية هذا الإرث والقيم المجتمعية، كما دعمت وبكل إصرار مفاصل التنمية الشاملة على جميع الصعد التعليمية والاجتماعية والثقافية، وكانت الفجر وما تزال من أوائل الصحف التي عاصرت انطلاق مسيرة الاتحاد وقيام مؤسسات الدولة وشكلت رافدا وطنيا منبرا حقيقيا مع صحف الإمارات الأخرى التي أسهمت في تحقيق الأهداف التنموية وقدمت من خلال سجلها الناصع والزاخر للنهضة الشاملة الكثير وأسهمت في توضيح الرؤية ودفع التخطيط قدما نحو تطوير المفاهيم التنموية ومواكبة الأحداث والمناسبات التي تتعلق بالشأن الوطني على مستوى الدولة. 
ونجحت الفجر في توظيف سلطة الإعلام لتعزيز الهوية الوطنية وتدعيم أركان الولاء للدولة وللقيادة الرشيدة من خلال إيمانها المطلق بإرث الإمارات الحضاري والقيمي وإيمانا بقدرة مجتمعها على قيادة دفة الرخاء الازدهار نحو شواطىء التقدم والحضارة مع المحافظة على ثقافة البلد وتاريخه وعاداته وتقاليده ضمن مشروعها في خلق أجيال وطنية قادرة على متابعة مسيرة الحياة والتنمية في دولتنا الفتية.
وقد مثلت جريدة الفجر مثالاً مشرفاً للإعلام الملتزم بقضايانا الوطنية والمدافع عن مكتسباتنا وإنجازاتنا وفي الوقت نفسه فإن احتفال الفجر بعيدها الخمسين هو تتويج وإعلان لتميز هذه الجريدة ومحافظتها على خطها الإعلامي الرائد معززة مكانتها واستمراريتها في الساحة الإعلامية كمحور إعلامي أساسي يقوم باستحقاقاته الوطنية ويقدم رسالته الإعلامية وفقا لبوصلته الوطنية الخالصة والنقية.

دور إعلامي بناء وهادف
لقد عملت صحيفة الفجر انطلاقاً من أهميتها كصحيفة وطنية رائدة، واستطاعت أن تلعب دوراً مؤثراً  ضمن منظومة العمل الإعلامي الوطني، من خلال نشر المعرفة التي تسهم في إيجاد المناخ  والبيئة المحفزة على الإبداع الذي يدعم التنمية ويزيل العقبات من أمام مسيرتها وكذلك فعلت الفجر طوال سنوات عطائها المتواصلة وأسهمت في فتح آفاق جديدة ورفعت من منسوب الحرية في الوصول إلى المعرفة وخلق بيئة إبداعية وتنموية.
كما إن الفجر كمؤسسة إعلامية آمنت منذ انطلاقتها الأولى قبل خمسين عاما بأهمية بناء جسور الشراكة مع المجتمع والمؤسسات المشابهة لتدعيم رسالتها وتحقيق أهدافها الأمر الذي أتاح انفتاح الصحيفة على كافة الهيئات والمؤسسات العام والخاصة على حد سواء بشكل إيجابي وفعال، وأعطت لمحور النقد البناء فسحة من التحرك مما رفع من مستوى الحريات والتعاطي المتزن مع الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية.. وإن المتابعات الإعلامية التي قدمتها الفجر تجاه مختلف القضايا تنم عن وعي كبير بأهمية الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي وبأهمية أن تحتل القضايا الملحة جزءا كبيرا من المساحة الإعلامية على صفحات الفجر ولم تكن هذه السياسة أو التوجه مرتبطا بموسم أوبحدث وإنما كانت ومازالت الفجر محافظة على نهجها المتوازن والوقوف على مسافة متساوية واحدة من جميع الأطراف تمثلا لمبدأ الحياد الإيجابي .. لكن الفجر ظلت في قمة الجدية والحزم عندما يكون الأمر متعلقاً بأمن الوطن، وكرامته، وحقوقه، وثوابته الوطنية لأن الفجر تؤمن أنها صوت عروبي أولا ملتزم بنهج الأمة وتاريخها، وقيما، وأنها منبر وطني يؤمن بعراقة هذه الأرض، وبحكمة قيادتها وعطاءتها اللامتناهية، وأكثر إيمانا بحرمة تراب الوطن وأهمية صونه كلمة بكلمة وتاريخ بتاريخ.. وقد سارت الفجر خطوة بخطوة بكل ولاء وانتماء وحرص على زرع القيم السامية لدى الناشئة من أجيالنا الشابة وقدمت مدرسة من خلال الإرشاد والتوعية وزرع بذور التنشئة السليمة ورعاية الأفكار الخلاقة والملتزمة بقيم المجتمع وأهدافه والتشجيع والتحفيز على خلق مناخات إيجابية ترسيخ أركان المجتمع وتدعيم عناصره وصروحه. 

تأصيل وتوثيق الشعر النبطي 
 لقد حققت صحيفة الفجر ريادة غير مسبوقة كونها الصحيفة الأولى على مستوى الإمارات والخليج العربي التيي أفردت ضمن إصداراتها ملحقاً خاصاً لدعم وتأصيل وتوثيق التراث الشعي النبطي المحلي، حيث أخذت الفجر على عاتقها تشكيل مكتبة شعرية، ومرجيعة تراثية نالت اهتمام الأوساط الثقافية المحلية والإقليمة ، واستقطبت أصواتا شعرية نبطية من كافة أرجاء الوطن العربي، كما ساندت جريدة الفجر ومنذ بداياتها الأولى الحركة الأدبية والنتاج الشعري الإماراتي، وأولت عناية خاصة بالمسيرة الشعرية، وواصلت الفجر عبر سنوات عديدة إصدار ملحق متخصص ومتميز في نشر النتاجات الشعرية النبطية لشعراء من الإمارات والخليج والعالم العربيين .. تحت إدارة الشاعر الإماراتي المخضرم سالم سيف الخالدي، ونخبة من الشعراء الوطنيين الإماراتيين الذين شكلوا منتدى شعريا ساهم في توثيق وحفظ تراثنا الشعري النبطي ، وشجعوا الأصوات الشعرية على طرح نتاجاتهم الشعرية الجديدة من خلال إصدار الفجر الشعري الرائد، وقد احتل ملحق (فجر الشعراء) مكانة بارزة في الأوساط الأدبية والشعرية وأسهم في دفع الحركة الشعرية من خلال أهدافه الرامية إلى تأصيل وتوثيق الموروث الشعري الإماراتي وبالوقت نفسه موازاة المد الشعري النبطي بالإمارات حتى أصبح فجر الشعراء ملتقى محليا وخليجيا وصالونا أدبيا مرموقا تلتقي من خلالها الإبداعات الشعرية، ومثل كذلك منطلقا للشعراء المبتدئين حيث وجدوا في فجر الشعراء منبراً ينقل أصواتهم إلى الوسط الأدبي الشعري حتى انطلقوا وأثبتوا وجودهم وأصبح منهم أسماء لامعة في عالم الشعر والإنتاج الإدبي .

العدد البكر 
مرت صحيفة الفجر بمخاض ولادة طويل، من الإعداد، والتحضير، ووضع الرؤية الإعلامية، والأهداف، والرسالة، والقيم، حتى وصلت إلى مرحلة إصدار العدد الأول من الجريدة وكان مؤرخاً في يوم الاثنين ١٧ مارس ١٩٧٥م ، ذلك بعد العدد التجريبي (صفر)، وبدأت كصحيفة ذات إصدار أسبوعي بحجم كبير يتواءم مع أحجام الصحف الصادرة أنذاك،وبصفحات عددها ٨ صفحات قابلة للزيادة لمواكبة الأحداث والمناسبات. بدأت الصحيفة تصب اهتمامها في بداياتها على رصد حركة الاقتصاد المحلي كونه كان يشكل الركن الأساسي في عملية التنمية الشاملة، تم سرعان ما اتسعت خارطة اهتمامات الفجر، لتشمل كافة الجوانب الثقافية، والاقتصادية، والعلمية، والفنية ، والأدبية، والمجتميعة، والرياضية ثم تحولت الفجر بعد ثلاث سنوات من انطلاقتها إلى صحيفة سياسية مستقلة يومية، كما أصبح للجريدة مطبعتها الخاصة، ومبناها المستقل المجهز وقت ذات بكل مستلزمات العمل الإعلامي.

تنوع الإصدارات 
ما لبثت صحيفة الفجر أن أدركت أهمية تنويع منتجها الإعلامي، وعدم الاكتفاء بصفحات الجريدة الأساسية، لتقرر توسيع خارطة نتاجاتها من خلال إصدار ملحق يومي متنوع، يتناول الشوؤن الثقافية، والطبية، والفنية، والتقنية، والمجتمعية ، والرياضية وغيرها من المحاور التي تقع ضمن اهتمام المجتمع، حيث نجح ملحقها المميز في استقطاب القراء ومتابعته بشكل حثيث لاحتوائه على تنوع معلوماتي ثري، وجامع لمختلف صنوف التثقيف والمعرفة، والتسلية، وغيرها من الأبواب المحببة للقراء، وليساهم هذا الملحق برفع عدد صفحات الجريدة إلى 28 صفحة ثرية بكل القضايا والمستجدات. ثم أضافت الجريدة ملحقاً اقتصادياً يُعنى بقضايا المال والأعمال، ومواكبة الحراك الاقتصادي على المستوى الوطني، والإقليمي والعربي والعالمي، وحظي الملحق الاقتصادي باهتمام رجال الأعمال، والمؤسسات الاقتصادية والصناعية والاستثمارية، وأصبح مرجعا اقتصاديا ذا مصداقية، وثقة لدى جميع الأوساط الاقتصادية .

فضاء الفجر الإلكتروني المفتوح 
أحدثت الثورة الرقمية الإعلامية الحديثة انتقالة فلكية ما بين الإعلام التقليدي، وبين الإعلام الرقمي المفتوح، ونظراً لعراقة صحيفة الفجر وتمرسها ضمن كافة أصناف العمل الإعلامي آمنت بأهمية مواكبة عصر النهضة الرقمية الإعلامية، مستشعرة اتجاه بوصلة الاهتمام المجتمعي نحو المواقع والمنصات الرقمية المتعددة،عبر ما يسمى السوشيال ميديا، ومن هذه القناعة والحتمية عملت الفجر على إنجاز منصتها الرقمية الإعلامية من خلال موقعها الرسمي على الشبكة العنكبوتية وليكون مرجعاً موثوقاً ، ومتنوعاً، ومنبراً إخبارياً مواكباً لعصر السرعة في نقل الخبر إلى القراء.
وقد جاء الموقع الإلكتروني لصحيفة الفجر بقالب عصري، تفاعلي، متوافقاً مع المتطلبات التقنية، وحركات البحث الحديثة، ذات السهولة في الوصول والتجول عبر صحفات الجريدة بكل يسر وسهولة ، مع طابع إخراجي مميزة ، ومريح للمتصفح ، لذا أصبح واحدا ًمن المواقع الإخبارية المعتمدة ذات المصداقية والاعتمادية.

ماذا بعد الخمسين ؟
مع احتفالها بيوبيلها الذهبي، ومرور خمسين عاماً على ميلادها، تنظر الفجر إلى المستقبل بتفاؤل بالرغم من التحديات الناتجة عن الإعلامي الرقمي، وحداثية التواصل المجتمعي، إلا أنها تدرك أن للورق رائحة وروح، وأن عشاق هذه الرائحة ما يزالون يتوقون إلى ملمس الجريدة، وعلاقتهم العضوية والروحية معها، ومن هذا المنطلق تؤمن صحيفة الفجر أن الثورة الرقمية الإعلامية غير قادرة على إنهاء سطوة الحبر والورق، مهما تطورت الوسائل والوسائط الحديثة، لهذا تعمل الفجر على تبديل أزياءها، إلا أنها تحافظ على أصالتها، ومكانتها كواحدة من رائدات الصحف الوطنية والعربية، من خلال كادرها المصر على الاستمرار ومواصل درب المتاعب في بلاط صاحبة الجلالة الورقية .