تستخدم في العديد من المأكولات في مختلف أنحاء العالم

القرفة.. فوائدها قد تنقلب إلى أخطار ولا بد من التزام الحذر عند تناولها

القرفة.. فوائدها قد تنقلب إلى أخطار ولا بد من التزام الحذر عند تناولها

القرفة، برائحتها الرائعة وطعمها اللذيذ، واحدة من أقدم وأشهر التوابل في العالم، تتنوع استخداماتها من الطبخ إلى الحلويات والمشروبات.
تعرف عن القرفة فوائدها الصحية، فهي تحوي مواد مضادة للأكسدة وتساعد على السيطرة على مستوى السكر في الدم وخفض الأخطار المرتبطة بأمراض القلب وخفض ضغط الدم ومستوى الدهون الثلاثية (تراي غليسريد).
على رغم كل ذلك، يمكن للقرفة أن تصبح مادة مهددة للحياة، وتناولها يشكل خطراً على السلامة. فمتى ذلك؟

الكميات الموصى بها
قبل كل شيء، لا بد أن نعرف أن هناك نوعين أساسيين من القرفة، قرفة الكاسيا وهي العادية والأكثر انتشاراً بسبب ثمنها المنخفض والتي نشتريها غالباً من المتاجر، وقرفة السيلان أو ما يعرف بالقرفة "الحقيقية"، طعمها أخف وأقل حدة.  
المشكلة الأساس عندما يتعلق الأمر بالقرفة هي في مكون الكومارين، وهو مكون طبيعي متوافر بكثرة في قرفة الكاسيا، لكن كمياته قليلة جداً في قرفة السيلان. وفي كلا النوعين،
 لا يشكل تناولهما بكميات قليلة وطبيعية وفي المأكولات اليومية أي خطر على الإنسان، لكن الخطر يظهر بالتناول المفرط للكومارين، الذي يمكن أن يسبب إجهاداً للكبد،
 وعند التعرض له بكثافة، قد يسبب تسمماً كبدياً.
لذلك، وتجنباً لأية أخطار، حددت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية الجرعة اليومية المسموح بها من الكومارين بمقدار 0.1 مليغرام لكل كيلوغرام في اليوم. ووفق المعهد الفيدرالي الألماني لتقييم الأخطار (BfR)، يوازي ذلك نحو غرامين اثنين من قرفة الكاسيا في اليوم لشخص بالغ يزن 60 كيلوغراماً، وهي كمية بالطبع تنخفض كثيراً عندما يتعلق الأمر بالأطفال.
 
الحذر لدى مرضى السكري
بعض العلاجات التقليدية تعد القرفة وسيلة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني،
 لكن الآراء العلمية في هذا الصدد مختلطة. ففيما لم تظهر بعض الدراسات أية فوائد للقرفة في معالجة السكري، أظهرت دراسات أخرى مساعدتها على تحسين مستوى السكر في الدم، لكن حتى هذه الدراسات أظهرت تباينات كبيرة،
 مما يجعل نتائجها بالتالي موضع شك ويبقي تأثيرات القرفة على السكري متواضعة وغير متسقة.
 لذلك، تؤكد الجمعية الأميركية للسكري أن المكملات الغذائية كالقرفة ليست علاجات مثبتة لخفض مستوى الغلوكوز، ولا ينبغي أن تحل محل الأدوية.
من هنا، يكمن الخطر في أن يتسبب تناول القرفة بكميات كبيرة لدى الأشخاص الذين يتناولون أصلاً أدوية لخفض مستوى السكر، بخفض إضافي لمستوى الغلوكوز يعرض المريض لمضاعفات خطرة قد تصل إلى فقدان الوعي وخطر الغيبوبة السكرية.

أمراض القلب
للقرفة فوائد أيضاً مرتبطة بصحة القلب، فقد أظهر تحليل لعدد من الدراسات، أجرته الجمعية الأوروبية للتغذية السريرية والأيض عام 2020،
 أنه يمكن لمكملات القرفة أن تخفض ضغط الدم بدرجة طفيفة، لكن التحليل أكد أن الدراسات المتاحة محدودة وغير كافية وتحتاج إلى مزيد من الأبحاث.
 وكما في حال السكري، ترتفع أخطار تناول القرفة بكميات كبيرة لدى الأشخاص الذين يتناولون أصلاً دواءً خافضاً لضغط الدم، إذ قد يتسبب تناولها بكثافة بخفض إضافي للضغط يمكن أن تكون تبعاته الصحية خطرة.
وتشير تقارير عن حالات حصلت بالفعل إلى أن تناول مزيج من القرفة والأعشاب تزامناً مع أدوية مضادة للتخثر، قد يسبب نزفاً يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، وفق ما جاء في المجلة الأوروبية لتقارير الحالات في الطب الباطني.
 لذلك، ينصح الأشخاص الذين يتناولون مضادات التخثر الفموية المباشرة بتجنب مكملات القرفة والالتزام بالاستخدامات الغذائية المعتادة لهذه المادة.
في المحصلة، تناول القرفة بنوعيها الكاسيا والسيلان بكميات طبيعية في المأكولات اليومية،
 لا يشكل خطراً على الإنسان. لكن عندما يرتبط الأمر بأصحاب الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب،
 لا بد أن يراعي هؤلاء الكميات المسموح بها، وأن يتجنبوا قرفة الكاسيا قدر المستطاع ويتسبدلوها بقرفة السيلان،
 من دون أن يلجؤوا إطلاقاً لتناولها كعلاج بديل أو كمكمل غذائي إلى جانب أدويتهم العلاجية المعتمدة من قبل الأطباء.