اللبنانيون يتفاعلون ببرود مع حكم المحكمة الدولية
ببرود، تلقى اللبنانيون الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، بعدما أنهكتهم سنوات من الأزمات السياسية ثم الانهيار الاقتصادي المتسارع منذ أشهر وأخيراً انفجار المرفأ المروّع. وعلّق الشاب سعد الفرخ بالقول “كلما أعطوا دليلاً كانوا يقولون إنّه ليس قاطعاً” معتبراً انّهم منذ سنوات “يأخذون المال سدى” لتمويل المحكمة. وجاء صدور الحكم الغيابي فيما يغرق لبنان في أسوأ أزماته الاقتصادية. وأعاد إثارة الجدل حول الأموال التي دفعها لبنان في إطار مساهمته في تمويل المحكمة التي انقسم حولها اللبنانيون أيضاً. ويقول نائب مدير مركز السياسة العالمية فيصل عيتاني لفرانس برس “بينما توقّعت قلة أن يصار الى إلقاء القبض على أي شخص، يعتقد البعض أن المحاكمة بحدّ ذاتها تشكل سابقة مهمة في القانون الدولي». ويضيف “لست واثقاً ما إذا كانت هذه السابقة تستحقّ كل هذا الوقت والمال وعدم الاستقرار السياسي».
ويعتبر أستاذ العلوم السياسية في باريس وبيروت كريم بيطار أن الحكم جاء مخيّباً للآمال بعد سنوات من المطالبة على نطاق واسع بمعرفة الحقيقة في اغتيال الحريري. ويقول “ثمّة انطباع: تمخّض الجبل فولد فأراً». ووقع اغتيال الحريري في فترة بالغة الحساسية وأثار صدمة في البلاد ونقمة شعبية واحتجاجات ساهمت في انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد 30 سنة من التواجد وسنوات طويلة من الوصاية السياسية. وفي سردها للوقائع وتفاصيل الحكم، قالت المحكمة الدولية “لا شك أن الذين تآمروا لاغتيال الحريري قرروا قتله في حال واصل مساره بالابتعاد عن سوريا”، مشيرة الى أن قرار الاغتيال “اتخذ على الأرجح في مطلع شباط /فبراير” بعد اجتماع للمعارضة المناهضة لسوريا كان يدعمه الحريري.
وعنونت صحيفة النهار اللبنانية على صفحتها الأولى “الحكم: إدانة الرأس المنفّذ وكشف المؤامرة السياسية”، في تركيز على الخلفيات السياسية التي تحدثت عنها المحكمة. وكتب حوري أيضا “النتيجة في المحصلة غير مرضية بشدّة، لأنّ الأسئلة الأساسية تُركت من دون أجوبة وستواصل إثارة الانقسام بين اللبنانيين».
ولم يكن لصدور الحكم أي انعكاس في الشارع الغارق في همومه الاقتصادية والمعيشية. ويقول بيطار إن ذلك قد يكون الأمر الإيجابي الوحيد المنبثق عن المحكمة. ويضيف “لقد كان حكماً متناقضاً للغاية... لكنّه يصبّ ربما في صالح السلم الأهلي في لبنان الذي لا يحتاج إلى مزيد من التوتر الاجتماعي في الوقت الراهن».
ويعتبر بيطار أن “كوارث كثيرة وقعت منذ اغتيال الحريري” قبل 15 عاماً، مضيفاً “لا يعني ذلك أنه بحدث غير هام، لكن لم يكن لهذا الحكم الصدى الذي ينبغي أن يكون».