المتشابهون «جينيَّاً» فرصهم أكبر للقاء والزواج!

المتشابهون «جينيَّاً» فرصهم أكبر للقاء والزواج!

كشفت دراسة صدرت حديثاً أنَّ الإنسان لا يختار شريك حياته بشكل عشوائي، بل إنَّه يبحث عمن يشابهه من الناحية الجينيَّة قبل أن يقرِّر مشاركته تفاصيل حياته.
وقد تؤدي نتائج هذه الدِّراسة إلى تغييرات كبيرة في العلوم كما يؤكد الباحثون، خاصة أنَّ العلماء اعتبروا سابقاً أنَّ عمليَّة التزاوج تحصل بشكل عشوائي وبنوا نماذجهم الإحصائيَّة بناءً على ذلك، في حين أنَّ الأمر ليس كذلك ويبدو أنَّ عمليَّة التزاوج أمر أكثر انتقائيَّة وأقل عشوائيَّة مما يظن العلماء، فالتشابه الجيني بين الأزواج هو أكبر من التشابه بين أي شخصين يتم اختيارهما عشوائياً، بحسب الدِّراسة.


وشملت الدِّراسة 825 زوجاً، وقارن العلماء بينهم في 1.7 مليون نقطة وراثيَّة تحوي تشابهاً محتملاً.
ووفقاً لـ«العربية نت»، يشرح البروفيسور بنيامين دومينغو، مؤلف الدِّراسة، هذه النتائج بقوله: يبدو أنَّ الناس المتشابهين من الناحية الجينيَّة يمتلكون فرصاً أكبر لكي يلتقوا ويتزوجوا.
وأضاف، تقود الجينات أشياء كثيرة تحدِّد الفرص والنتائج والأشخاص الذين سنتزوجهم، فعلى سبيل المثال، تحدِّد الجينات فيما إذا كان شريك حياتنا المحتمل يشاركنا الطول أو الوزن أو الخلفيَّة العرقيَّة أو الدين أو مستوى التعليم.
ويفسّر العلماء هذه النتائج في كون الأشخاص يميلون للزواج من الأشخاص الذين يشابهونهم من حيث العرق وحجم الجسم والشكل، كما أنَّ الجينات قد تمتلك تأثيرات أكثر تعقيداً وتحدِّد تفاصيل دقيقة جداً غير معروفة للعلم تماماً تحدِّد مدى جاذبيَّة الأشخاص في عيون الآخرين.

هل جيناتك الوراثية تتحكم في اختيارك لأصدقائك؟
اختيار الأصدقاء ليس عشوائيًا كما قد يبدو. هناك عوامل لا شعورية تحث على الإعجاب بأشخاص معينين ليسوا من الأقارب، يعتقد العديد من العلماء أن حجم وتعقيد القشرة الأمامية للبشر يرجع أساسًا إلى روابطنا الاجتماعية المعقدة. لماذا ننجذب لبعض الناس وننفر من البعض الآخر؟
كشفت دراسة فرامنغهام للقلب متعددة الأجيال (FHS) والتي بدأت في عام 1948 للتحقيق في العوامل البيئية والوراثية التي تؤثر على أمراض القلب والأوعية الدموية. قاموا بتحليل ما يقرب من 1.5 مليون علامة من الاختلافات الجينية لقياس درجة التشابه الجيني بين مشارك وصديقه مقابل شخص غريب وتأكد الباحثون من عدم وجود صلة قرابة بين المشارك وصديقه. ووجدوا أن الأصدقاء كانوا «مرتبطين» جينيًا ببعضهم البعض أكثر من ارتباطهم بالغرباء. في الواقع، كان التشابه الجيني بين زوج من الأصدقاء مشابهًا لأبناء العمومة من الدرجة الرابعة! نظرًا لأن الباحثين يتحكمون في النسب، فإن التشابه الجيني غير مرجح بسبب الأصل المشترك وفقاً لمجلة psychologytoday.

دراسة تؤكد تشابه زملاء الدراسة
باستخدام بيانات من دراسة صحة البالغين (Adolescent to Adult Health) عثر الباحثون علي نفس النتائج في عينة من 5500 مراهق. كان الأصدقاء أكثر تشابهًا وراثيًا مع بعضهم البعض من أقرانهم المختارين عشوائيًا على وجه التحديد، كانت الدرجات الجينية مرتبطة بشكل إيجابي بمؤشر كتلة الجسم والتحصيل التعليمي بين الأصدقاء، ووجدوا أيضًا أن زملاء الدراسة كانوا أكثر تشابهًا وراثيًا مع بعضهم البعض مقارنة بالأزواج العشوائية من الأفراد. تشير هذه النتائج إلى أن بيئات معينة قد تجذب أفرادًا متشابهين وراثيًا. في الواقع، عند مقارنة التشابه الجيني بين زملاء الدراسة بالتشابه الجيني بين الأصدقاء، كان التشابه بين الأصدقاء ضعيفًا. ساهمت مشاركة نفس البيئة بشكل كبير في التشابه الجيني بين الأصدقاء. ومن الجدير بالذكر أن الأصدقاء ما زالوا أكثر تشابهًا وراثيًا من زملاء الدراسة العشوائيين.

الجينات المحتمل مشاركتها مع الأصدقاء
فحص الباحثون الجينات الأكثر تشابهًا بين الأصدقاء. كانت الجينات المرشحة الرئيسية هي الجينات المتورطة في حاسة الشم وفي استقلاب حمض اللينوليك. تشير هذه النتائج إلى أن الأصدقاء يشمون الأشياء بنفس الطريقة، أو أن بيئات معينة ذات روائح مميزة تجذب الأشخاص مما يجعلهم أكثر عرضة لأن يصبحوا أصدقاء.
تمامًا كما يمكن للأطفال تحديد روائح أمهاتهم بدقة، كذلك يمكن للأصدقاء. في إحدى الدراسات، تمكن المشاركون من التمييز بين الأصدقاء والغرباء بناءً على اختبارات الرائحة العمياء. قد يدفعنا الاختلاف في جينات الشم إلى تجنب الآخرين الذين لديهم روائح غير متوافقة. أيضاً، الشم هو بعد حسي للعديد من التجارب العاطفية. وبالتالي، يمكن أن تزيد الروائح أو تقلل من الروابط العاطفية.

التشابه الجيني في أزواج الأصدقاء
كان التشابه الجيني الآخر في أزواج الأصدقاء في الجينات المتعلقة باستقلاب حمض اللينوليك. حمض اللينوليك هو أحماض أوميغا 6 الدهنية المتعددة غير المشبعة معظمها في الزيوت النباتية وهو منتشر في النظام الغذائي الغربي ويوجد في الزيوت النباتية والمكسرات. كما أنها تستخدم بشكل شائع في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية. يشارك حمض اللينوليك في العديد من العمليات الجسدية. تشارك هذه الجينات في المسار المتعلق بعملية التمثيل الغذائي للكوليسترول والستيرويد والمواد المختلفة التي يتم تناولها.

دراسة تابعت المشاركين عن كثب مدة 32 عاما
وجدت دراسة أجراها باحثون في كلية هارفارد للصحة العامة أن استبدال الدهون المشبعة أو الكربوهيدرات بزيوت نباتية غنية بحمض اللينوليك قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية ليس من المستغرب أن دراسة طولية تابعت المشاركين عن كثب لمدة 32 عامًا وجدت أن الناس كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة عندما يصاب أحد الأصدقاء بالسمنة. ربما يكون التشابه الجيني في استقلاب حمض اللينوليك أحد العوامل العديدة التي تؤدي إلى التشابه في السمنة بين الأصدقاء.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot