اشتباكات عنيفة في الخرطوم.. وتبادل الاتهامات بين الجيش والدعم السريع
المخابرات الأمريكية تتوقع صراعا طويلا في السودان
قالت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز امس الخميس إن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع سيطول على الأرجح لأن كلا منهما يعتقد بأنه قادر على تحقيق الانتصار عسكريا.
وقدمت هاينز تقييم المخابرات الأمريكية القاتم للقتال الذي اندلع في 15 أبريل في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ.
وأضافت هاينز في شهادتها القتال في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع من المرجح أن يطول في ظل اعتقاد كلا الجانبين أنه قادر على الانتصار عسكريا وأنه ليس لديه حوافز تذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
واسترسلت قائلة إن الخصمين يسعيان للحصول على مصادر خارجية للدعم وإذا توافرت هذه المصادر، ستفاقم، على الأرجح، الصراع واحتمال انتشار التحديات في المنطقة.
وقد دوّت أصوات اشتباكات عنيفة في وسط الخرطوم، أمس الخميس، حيث حاول الجيش السوداني إخراج قوات الدعم السريع شبه العسكرية من المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش، مما يجعل تنفيذ هدنة مستمرة صعب المنال. ويسعى الجانبان على ما يبدو إلى السيطرة على مناطق في العاصمة قبل أي مفاوضات محتملة.
واندلعت صباح الخميس، معارك عنيفة في الخرطوم وانفجارات في محيط القصر الجمهوري والقيادة العامة، مؤكداً أن الخرطوم تشهد اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الصراع في السودان، كما تشهد العاصمة تحليقاً للطيران الحربي.
كما أفاد مراسلنا بوجود إطلاق كثيف لقذائف المدفعية في أم درمان. وأكد الجيش السوداني وجود اشتباكات منذ فجر اليوم وتدمير عربات قتالية لقوات الدعم السريع، فيما أظهرت صور جوية حريقا في مطار الخرطوم الدولي جراء المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وحلقت طائرات الجيش بكثافة في الخرطوم بحري لاستهداف مرتكزات الدعم السريع، فيما قالت مصادر إن قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة انتشرت في جنوب الخرطوم وأم درمان، مع استمرار الاشتباكات في وسط الخرطوم، حيث أصبحت المنطقة مغلقة بالكامل. وأضافت المصادر بوجود استهداف جوي لتمركزات الدعم السريع بالقصر الجمهوري والقيادة العامة بالخرطوم. كما أظهرت لقطات جوية تصاعد أعمدة الدخان بعد استهداف تمركزات للدعم السريع في منطقة بحري.
هذا واتهمت قوات الدعم السريع في السودان الجيش بمهاجمة قواتها عن طريق شن قصف عشوائي على عدد من مواقع تمركزها وبعض الأحياء السكنية، رغم الهدنة الجديدة التي بدأ سريانها امس. وأضاف الدعم السريع في بيان أن القصف الذي شنه الجيش بالمدافع والطائرات منذ فجر أمس يشكل تجاوزا سافرا للأعراف والقوانين الدولية والقانون الدولي والإنساني.
وبالمقابل اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع، الأربعاء، بقتل 5 من قوات الشرطة وجرح 4 آخرين في العاصمة الخرطوم.
وكان الجيش السوداني قد وافق، الأربعاء، على اقتراح منظمة الإيغاد بتمديد الهدنة الحالية لمدة أسبوع وتسمية ممثل من كل طرف للتباحث حول الهدنة مع الآلية رفيعة المستوى المكونة من رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي. وقال في بيان إن هذا الحوار سيجرى في أي دولة يتم التوافق عليها مع الآلية.
كما اتهم الجيش قوات الدعم السريع باستهداف محطات الكهرباء والمياه وإجبار المهندسين على تعطيلها تحت تهديد السلاح.
وفي الوقت نفسه قال الجيش إن الوضع العملياتي مستقر تماما في جميع ولايات البلاد، متهما قوات الدعم السريع بعدم الالتزام بالهدنة المعلنة.
من جهته، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أسفه لإخفاق المنظمة في وقف الحرب في السودان حيث تقوّض المعارك المستمرة جهود ترسيخ الهدنة.
وقال غوتيريش لصحافيين في نيروبي إن الأمم المتحدة فوجئت بتفجر العنف في السودان لأنه كان مأمولا أن تثمر المفاوضات بين عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو.
وأضاف: لم نتوقع حدوث ذلك. يمكن القول إننا أخفقنا في منع حصول ذلك.وأشار غوتيريش إلى أن بلدا مثل السودان عانى كثيرا.. لا يمكنه تحمّل نزاع على السلطة بين شخصين.