المهارات والاستقرار الفني يرفعان من أسهم المنتخب البرتغالي
على مدار عقود طويلة، أثار المنتخب البرتغالي لكرة القدم الدهشة لإخفاقاته المتتالية في البطولات الكبرى (كأس العالم وكأس أمم أوروبا) وعدم ترجمة الإمكانيات العالية للاعبيه خلال فترات مختلفة إلى لقب في هذه البطولات.
وجاء عام 2016 ليغير هذه الصورة بفوز المنتخب البرتغالي بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) في فرنسا بعد التغلب على أصحاب الأرض في المباراة النهائية. ولم يكن هذا الفوز مجرد تتويج بلقب في البطولة القارية وإنما كسر المنتخب البرتغالي من خلاله الهيمنة الواضحة لجاره الإسباني في شبه الجزيرة الأيبيرية، والتي تبلورت في الفترة من 2008 إلى 2012 بـ 3 ألقاب عالمية وقارية (مونديال 2010 ويورو 2008 و2012) .
كما منح هذا اللقب بارقة أمل للفريق بإمكانية المنافسة عالميا لإحراز اللقب العالمي الأول في تاريخه علما بأن أكثر مرة اقترب فيها أبناء البرتغال من رفع كأس العالم كانت في مشاركتهم الأول بالبطولة عبر نسخة 1966 في إنجلترا ولكن الفريق بقيادة نجمه الشهير الراحل إيزيبيو (الفهد الأسمر) أحرز المركز الثالث. وبخلاف هذا، كان الخروج من الدور الأول أو الثاني هو مصير المنتخب البرتغالي في مشاركاته الباقية بالمونديال باستثناء فوزه بالمركز الرابع في نسخة 2006 في ألمانيا.
ولهذا، يطمح الفريق إلى الظهور بشكل مغاير عندما يخوض فعاليات بطولة كأس العالم 2022 خاصة مع التألق الواضح للعديد من لاعبي الفريق في أكبر الأندية الأوروبية على مدار السنوات الماضية.
وكان المنتخب البرتغالي بقيادة مديره الفني فيرناندو سانتوس خرج مبكرا من رحلة الدفاع عن لقبه القاري خلال يورو 2020، التي أقيمت منتصف العام الماضي، حيث ودع هذه النسخة من دور الـ 16 ليصبح مونديال 2022 بمثابة فرصة لتحسين الصورة والمنافسة على لقب كبير.
وعادة ما يوصف المنتخب البرتغالي بأنه "برازيل" أوروبا كونه من أكثر المنتخبات التي تشهد وجود لاعبين أصحاب مهارات فنية عالية وهو ما تزايد بوضوح خلال العقود الثلاثة الأخيرة بظهور أسماء بارزة للغاية مثل لويس فيجو ونونو جوميش وفيرناندو كوتو وديكو.
وبعدما بدا للمتابعين قبل 10 سنوات أن المنتخب البرتغالي تحول لكونه فريق النجم الأوحد، في ظل الأضواء التي تركزت على كريستيانو رونالدو صاحب الشهرة الطاغية على مستوى الأندية وصاحب العديد من الأرقام القياسية، أكدت يورو 2016 أن الفريق يمتلك العديد من اللاعبين المميزين.
وبالنظر إلى العناصر التي يعتمد عليها سانتوس في المنتخب البرتغالي، يمكن التأكد من كون الفريق مرشحا فوق العادة للمنافسة على اللقب العالمي في مونديال 2022 . وإلى جانب رونالدو، الذي يخوض المونديال الخامس له، يتألق عدد من اللاعبين في خطي الوسط والهجوم مثل جواو فيليكس مهاجم أتلتيكو مدريد ورافاييل لياو (ميلان) ، والفائز بلقب أفضل لاعب في الدوري الإيطالي الموسم الماضي، وبرناردو سيلفا (مانشستر سيتي) وجواو كانسيلو (مانشستر سيتي) وبرونو فيرنانديز (مانشستر يونايتد).
ويعتبر كل من هؤلاء اللاعبين نجما بارزا ومؤثرا في فريقه ويمكنه نقل خبراته إلى المنتخب البرتغالي لتحقيق الهدف المنشود، وكانت المشكلة الوحيدة التي تعرض لها الفريق مؤخرا هي إصابة ديوجو جوتا لاعب ليفربول ليفتقد المنتخب البرتغالي جهوده في مونديال 2022.
ولا يخلو خط الدفاع من اللاعبين المميزين بقيادة المخضرم بيبي (بورتو) وروبن دياز (مانشستر سيتي) ورافاييل جيريرو (بوروسيا دورتموند) كما يقف من خلفهم الحارس العملاق روي باتريشيو نجم روما الإيطالي ومعه حارس بورتو الصاعد ديوجو كوستا /23 عاما/، الذي قد يحصل على فرصة للمشاركة في المونديال. وإلى جانب قوة خط الهجوم، الذي لم يعد معتمدا بشكل كبير على رونالدو، يبدو التفاهم واضحا بشكل كبير بين بيبي وروبن دياز في الدفاع رغم الفارق الكبير في السن بين اللاعبين كما تساهم سرعة كانسيلو في التغطية الدفاعية. ويحظى المنتخب البرتغالي بنقطة قوة أخرى هي الاستقرار الفني في ظل استمرار سانتوس مدربا للفريق منذ 2014 .
ولكن المشكلة التي تواجه الفريق أحيانا هي افتقاد التوازن في وسط الملعب لميل لاعبيه بشكل أكبر إلى الناحية الهجومية عنه للناحية الدفاعية ما يمثل ضغطا كبيرا على الدفاع البرتغالي خاصة في مواجهة الفرق التي تتميز بسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم.
ويخوض المنتخب البرتغالي فعاليات الدور الأول ضمن مجموعة صعبة هي المجموعة الثامنة التي يلتقي فيها منتخبات غانا وأوروجواي وكوريا الجنوبية حيث تتمتع هذه المنتخبات بخبرة جيدة في المونديال ما يجعلها منافسا قويا وخاصة منتخب أوروجواي الفائز بلقب المونديال في 1930 و1950 والمركز الرابع في نسخة 2010 .