الهجوم على وزير داخلية الوفاق في طرابلس... محاولة اغتيال أم صراع أجنحة
تعرض موكب وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا، لإطلاق نار، أمس الأول الأحد، بعد هجوم لم تتضح أبعاده وأهدافه، رغم مسارعة أطراف محلية وإقليمة ودولية للتنديد باستهدافه.
ووفقاً لصحف عربية صادرة أمس الاثنين، اعتبر مراقبون أن محاولة اغتيال باشاغا “مُتوقعة” بالنظر إلى عدد أعدائه وخصومه، محذرين من تبعاتها على مجمل العملية السياسية.
اتهامات
حسب صحيفة “الشرق الأوسط”، أفاد مقربون من باشاغا بأن موكب الوزير تعرض لإطلاق رصاص الذي من سيارة مصفحة قرب العاصمة طرابلس، وسرعان ما تبين أن المهاجمين ينتمون إلى مدينة الزاوية، غرب طرابلس وأن سيارتهم كانت تحمل شعار “جهاز دعم الاستقرار” الذي استحدثته حكومة الوفاق في الفترة الماضية. وأضافت الصحيفة أن الحادث ألقى بظلاله على العلاقة التي تربط بين عشرات الجماعات المسلحة التي تتبع اسمياً حكومة الوفاق، لكنها تتنافس فيما بينها على السلطة والنفوذ. وفي الأثناء خرج “جهاز دعم الاستقرار ليؤكد، أن الأمر كان بسبب تبادل “رماية بين منتسبين للجهاز وحراس باشاغا” قائلاً في بيان: “تصادف مرور سيارة للجهاز مع مرور رتل وزير الداخلية، وفورا تمت الرماية من حراس الوزير على السيارة المصفحة التابعة للجهاز دون وجه حق، ما أدى إلى مقتل أحد منتسبي الجهاز العضو رضوان الهنقاري من مدينة الزاوية وأصيب احد رفاقه».
بهرجة إعلامية
من جهتها قالت صحيفة “العرب”، وفق بعض المصادر، إن مثل هذه العملية كانت مُتوقعاً لكثرة أعداء وخصوم باشاغا، محذرة من تبعاتها على العملية السياسية في البلاد، في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو سرت لمتابعة الجلسة العامة للبرلمان الليبي لمنح الثقة للحكومة الجديدة.
وفي المقابل اتهم “جهاز دعم الاستقرار “حرس وزير الداخلية بسوء التنسيق، مشدداً على نفي “أي محاولة لاغتيال الوزير”، متعهداً بملاحقة المتورطين في إطلاق النار على موظفيه “بالقانون ووفقا للتشريعات النافذة المنظمة لعمل الموسسات في الدولة بعيدا عن الادعاءات الباطلة والبهرجة الاعلامية التي لا تخدم العلاقة بين الاجهزة الامنية الرسمية في الدولة».
خلط أوراق
وفي سياق متصل، قال موقع “اندبندنت عربية”، إن “لباشاغا عدداً من الخصوم السياسيين بسبب طموحه الذي دفعه إلى الترشح لمناصب تنفيذية خلال ملتقى جنيف الشهر الماضي، والذي كان قريباً من الفوز بمنصب رئيس الوزراء في الحكومة الموحدة، قبل أن يخسر بشكل مفاجئ خلال الجولة الأخيرة من التصويت في مرحلة القوائم الانتخابية، إذ تقدم فيها للمنافسة بقائمة ضمت إلى جانبه رئيس مجلس النواب الحالي عقيلة صالح، قبل أن تخسر أمام رئيس المجلس الرئاسي الحالي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة عبدالحميد دبيبة». وأضاف الموقع “يُتوقع أن تخلط محاولة اغتيال باشاغا الأوراق في طرابلس، وقد تؤدي إلى صدامات بين القوة العسكرية الكبيرة الموالية له ومعظمها من مدينة مصراتة، والجهة التي حاولت اغتياله، خاصة بعد القبض على عنصرين من منفذي الهجوم، سيدليان بمعلومات عن الجهة التي حرضتهما على الاغتيال».
صرع أجنحة
من جهته شدد موقع 218 الليبي، على تضارب الروايتين الصادرتين عن وزارة داخلية الوفاق، وجهاز دعم الاستقرار، بعد صدور بيانين على طرفي نقيض، فقال الأول الذي أصدرته وزارة داخلية الوفاق، إنه “محاولة اغتيال”ن في حين أكد جهاز دعم الاستقرار أنه تعرض لاستهداف مباشر وغير مبرر من حرس الوزير.
ويضع الحادث وتبعاته الحكومة الليبية الجديدة، في موقف صعب، وهي التي تبحث عن تثبيت نفسها، في انتظار الحصول على موافقة مجلس النواب، في ظل الصراع بين الأجنحة في غرب ليبيا، وتناحر التشكيلات والميليشيات المسلحة المختلفة.
وفي هذا السياق استنكر رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة، في بيان مشترك، الحادثة مطالبين “كافة الأطراف في هذه المرحلة الحرجة بضبط النفس والحرص على العمل معاً للوصول للحقيقة، ومحاسبة كل من خرق القانون، من خلال الجهات القضائية والأمنية المختصة” ما يكشف الحرص على التهدئة، وتجنب استفزاز أي تشكيل أو ميليشيا، أو فصيل مسلح في العاصمة الليبية أو المدن الأخرى في غرب البلاد.