انتخابات تشريعية في جمهورية مقدونيا الشمالية

انتخابات تشريعية في جمهورية مقدونيا الشمالية


تنظم جمهورية مقدونيا الشمالية انتخابات تشريعية تضع الفائزين فيها أمام تحدي مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد وإطلاق محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وهذه أول انتخابات تشريعية من نوعها منذ تغيير اسم الدولة البلقانية العام الماضي، ما وضع حدا لخلاف استمر عقودا مع اليونان.
وأتاح لها الاتفاق حول الاسم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وفتح لها الباب أمام عضوية الاتحاد الأوروبي.
لكن المنتقدين لا زالوا يشعرون بالاستياء إزاء ما يعتبرونه تنازلا عن جزء من هويتهم الوطنية إرضاء لليونان، التي تطلق اسم مقدونيا على إقليم حدودي مجاور في شمالها.

ويخوض المنافسة في الانتخابات مهندس الاتفاق، زعيم الاشتراكيين الديموقراطيين ورئيس الوزراء السابق زوران زاييف في مواجهة اليمينيين القوميين منتقدي الاتفاق.
ومن غير المتوقع أن يحقق أي منهما غالبية ضامنة ما سيؤدي إلى محادثات ائتلاف معقدة عقب النتائج المرتقب صدورها في ساعة مبكرة الخميس. وفاقم فيروس كورونا المستجد حالة الترقب في وقت تسعى السلطات إلى منع تسجيل إصابات جديدة دون الإضرار أكثر باقتصاد يعاني أصلا ويواجه ركودا.

وتم تسجيل أكثر من 380 وفاة بالفيروس بين السكان البالغ عددهم مليوني نسمة، ما يجعل هذه الدولة الأكثر تضررا بعدد الوفيات نسبة الى عدد السكان، في منطقة غرب البلقان، وفق أرقام رسمية.

وتقيّد الناخبون بتعليمات وضع كمامات واقية إلزامية فيما كانوا ينتظرون أمام مراكز الاقتراع في سكوبيي
وكان زاييف قد استقال قبل ستة أشهر في أعقاب إخفاق الاتحاد الأوروبي في بادىء الأمر في بدء محادثات انضمام مقابل تغيير الاسم وإصلاحات أخرى. وكانت حكومة أخرى تتولى تصريف الأعمال.

وأعطت الكتلة الأوروبية الضوء الأخضر في آذار/مارس، علما بأن سكوبيي لا تزال تنتظر تحديد موعد لانطلاق المحادثات.
وكانت الانتخابات المبكرة مقررة أساسا في نيسان/أبريل لكنها أرجأت بسبب الفيروس، وتم تمديد فترة حكومة تصريف الأعمال التي بذلت جهودا حثيثة لوقف انتشار الفيروس.

ومع تسجيل ارتفاع في الاصابات الجديدة، يعتقد أن المشاركة في الانتخابات ستكون ضعيفة.
وقال أحد سكان سكوبيي ويدعى استويا غاراتش “كان يجب أن ننتظر الى حين انتهاء هذه الأزمة». وسعى زاييف للترويج لنجاحه في تقريب البلاد أكثر من الغرب، لكن المعارضة القومية تتهمه “بالخيانة” على خلفية اتفاقه مع اليونان واتفاق آخر مع بلغاريا.

وقال الزعيم القومي لحزب المنظمة الداخلية المقدونية الثورية هريستيان ميكوسكي خلال تجمع انتخابي إن “زوران زاييف بالنسبة لنا نحن المقدونيين، كابوس حقا، لكنه لبعض جيراننا حلم طال انتظاره». ويقول محللون إن عودة القوميين إلى السلطة يمكن أن تضر بعلاقات سكوبيي مع جيرانها وتعقّد المحادثات المرتقبة مع الاتحاد الأوروبي.
وقالت ايلينا ستافريفسكا الباحثة في معهد لندن للاقتصاد إن “احتمال فوز القوميين لن يؤثر سلبا فقط على مسار الانضمام الى الاتحاد الأوروبي وانما أيضا على السياسة الخارجية للبلاد».

وأضافت لوكالة فرانس برس “لكن العديد من الناخبين غير راضين عن الوسط-اليسار الاشتراكيين الديموقراطيين وسط انطباع بانهم لم يحققوا نتائج حول بعض الوعود الأساسية بما يشمل الإصلاحات القضائية».