انطلقت أمس فعاليات النسخة الرقمية الخاصة من “مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط” - الحدث المتخصص في قطاع شحن البضائع العامة ومعدات المشاريع والصناعات الثقيلة في دول مجلس التعاون الخليجي والذي يعقد تحت رعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية.

وشهد اليوم الأول نقاشات مهمة ودعما كبيرا من أبرز القادة في القطاع من منطقة الشرق الأوسط وحول العالم، وجمع الحدث الافتراضي تحت مظلته عددا كبيرا من المختصين في قطاع شحن البضائع العامة على مستوى العالم. كما سلط الضوء على الموضوعات ذات الصلة بما في ذلك إستراتيجيات التعافي للتعامل مع جائحة “كوفيد-19” وتوقعات السوق في ما يتعلق بقطاع شحن البضائع العامة ومعدات المشاريع والصناعات الثقيلة.

افتتح معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، الجلسة الأولى التي عقدت بعنوان “موجز الأعمال – توقعات الأعمال والمشاريع في منطقة الشرق الأوسط”. وتضمنت قائمة المتحدثين الأميرة سارة آل سعود مدير تطوير الأعمال البحرية في المنتدى الدولي للنقل البحري بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية وسعادة الدكتور إسماعيل عبدالغفار إسماعيل فرج رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ورئيس الوفد الرسمي لجامعة الدول العربية ومجلس المنظمة البحرية الدولية وشهاب الجسمي مدير الإدارة التجارية للموانئ والمحطات في موانئ دبي العالمية - إقليم الإمارات وبن بلامير مدير الفعاليات في بريك بلك الشرق الأوسط .

وقدمت الجلسة رؤية متكاملة للأعمال والمشاريع من المنظور الحكومي.
وأوضح معالي سهيل المزروعي أن عام 2020 كان حافلا بالأحداث حيث واجه العالم بأسره جائحة “ كوفيد-19 “ والتي جعلتنا أقوى وأكثر مرونة، لافتا إلى أن قطاع شحن البضائع العامة ومعدات المشاريع والصناعات الثقيلة من أهم الركائز في الإمارات ومساهم رئيس في الاقتصادات الوطنية.

وقال معاليه : “ نفتخر في دولة الإمارات أن اثنين من موانئنا تم تصنيفهما ضمن أفضل 50 ميناء للحاويات على مستوى العالم، فيما تستأثر الدولة حاليا بنسبة 35 بالمائة من الاستثمارات في قطاع الشحن البحري في المنطقة، فقد استثمرنا أكثر من 157 مليار درهم في تطوير وتوسيع الموانئ المحلية في الإمارات «.

وأضاف “ أنه بالرغم من التحديات الراهنة، وما صاحبها من إجراءات الإغلاق والقيود المفروضة على السفر في أجزاء كثيرة من العالم إلا أن قطاع شحن البضائع العامة ومعدات المشاريع والصناعات الثقيلة في الإمارات شهد انتعاشة بفضل تبني التقنيات الحديثة للحفاظ على سلسلة التوريد الفعالة».
وتوقع معاليه أن يشهد القطاع ارتفاعا تدريجيا في الأعمال التجارية ما بعد “كوفيد-19 “ وانتعاشا قويا مدفوعا بشكل أساسي بمجموعة من الإجراءات التي يتم اتخاذها في الوقت المناسب فضلا عن الأساسيات القوية والاستثمارات في التقنيات الذكية والحوافز المالية.

وقال معالي سهيل المزروعي : “ على مدى السنوات الماضية نجح مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط في توحيد الجهود ومنحنا منصة لمشاركة خبراتنا وقد أسهم ذلك بالتأكيد في التطوير المستمر للوائح وأنظمة العمل والعمليات العامة في القطاع، وقد دعمنا هذه الفعالية خلال الدورات الماضية لقدرتها على إحداث فرق، وأعرب عن ثقته بأن بريك بلك الشرق الأوسط سيواصل دوره في دعم قطاع شحن البضائع العامة في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام ، مؤكدا على مواصلة دعم هذا الحدث في المرحلة المقبلة لتسليط الضوء على التغييرات الهائلة في القطاع نتيجة جائحة “ كوفيد-19 «.

شهدت جلسة “موجز الأعمال – توقعات الأعمال والمشاريع في منطقة الشرق الأوسط” مشاركة خبراء من كبرى المؤسسات الرائدة حيث ناقشوا تأثير الجائحة على الأعمال خلال عام 2020 وتطرقوا إلى موضوعات مثل التأخير في المشروعات الرأسمالية أو تأجيل أو إلغاء بعض المشروعات كما ناقشوا مستقبل الأعمال والوقت المتوقع لانتعاش الأعمال والاستثمارات في القطاع مرة أخرى.

وقدم إد جيمس مدير المحتوى والدراسات في “ميد بروجكتس” عرضا حول آخر المستجدات المتعلقة بمشاريع قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية ومصادر الطاقة المتجددة وغيرها من القطاعات إضافة إلى التوقعات الخاصة بسوق المشاريع الإقليمية في المستقبل.

من جهتها قالت سعادة المهندسة حصة آل مالك مستشار الوزير لشؤون النقل البحري بوزارة الطاقة والبنية التحتية : “ إن الجائحة أثرت على الكثير من القطاعات بما في ذلك قطاع شحن البضائع العامة ومعدات المشاريع والصناعات الثقيلة إلا أن التصرف السريع من المؤسسات والجهات المعنية من خلال تبنيها الرقمنة ومعالجة تأثيرات الجائحة ساهم في تخفيف حدة التأثير السلبي وتعزيز مكانة القطاع في ظل الظروف الطارئة التي يعيشها العالم.

وقال سعادة الدكتور إسماعيل عبدالغفار إسماعيل فرج رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري إن قطاع شحن البضائع العامة ومعدات المشاريع والصناعات الثقيلة يلعب دورا أساسيا في منطقة الشرق الأوسط وتعد دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت من بين الدول الرائدة في هذا القطاع، ولضمان الحفاظ على موقعنا الريادي من المهم التركيز على جيل المستقبل الذي سيقود القطاع ليكون أكثر ازدهارا.

وأعرب عن حماسهم للشراكة مع النسخة الرقمية الخاصة من “مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط” حيث استفاد طلاب الأكاديمية من جلسات اليوم الأول وكونوا رؤى شاملة حول الموضوعات التي تم مناقشتها ويتطلعون إلى اليوم الثاني الذي سيشهد منتدى المرأة وجلسات يوم التعليم.

تطرقت الجلسة الأخيرة من اليوم الأول إلى المشاريع في منطقة الشرق الأوسط ومشهد الأعمال في مرحلة ما بعد كوفيد-19 وأدارها غييرمو كوبيلو فرنانديز رئيس مجلس إدارة Técnicas Reunidas وشارك فيها محمد جابر مدير العمليات والمدير الإقليمي للعمليات اللوجستية لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة “أجيليتي” ومحمد العلي نائب رئيس تنفيذي أول لإدارة السفن في شركة أدنوك للإمداد والخدمات وخالد المرزوقي المدير التجاري مدينة خليفة الصناعية في أبوظبي كيزاد .

ناقشت الجلسة التي شارك فيها عدد من أبرز المسؤولين والمختصين آخر التطورات في المشاريع لعام 2021 والفرص الجديدة وتأثيرات “ كوفيد-19 “ وأهم الدروس المستفادة، كما سلط المتحدثون الضوء على افتتاح أسواق واعدة جديدة .

وقال بن بلامير مدير الفعاليات في بريك بلك الشرق الأوسط إن النجاح الكبير الذي حققه بريك بلك الشرق الأوسط في اليوم الأول جعلنا نشعر بالارتياح، مؤكدا حرصهم الدائم على المساهمة في نمو القطاع من خلال توفير منصة تجمع الخبراء والمهنيين الطموحين والطلاب».