تحت رعاية رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج جامعة خليفة لعام 2025
انفتاح دمشق.. هل تعيد سوريا بناء دورها العربي؟
مع تسلّم الإدارة السورية الجديدة مهامها، تتجه الأنظار إلى الجهود المكثفة لترميم العلاقات الخارجية، خاصة مع الدول العربية. تتجلى هذه الجهود من خلال جولة وزير الخارجية لدول عربية، ما يعكس رغبة دمشق في الانفتاح على المحيط العربي، وفقًا لتوجهات جديدة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار وإعادة بناء العلاقات المتدهورة منذ سنوات.
يرى محمد صبرا، كبير مفاوضي المعارضة في محادثات جنيف سابقًا، أن الجهود الحالية يمكن وصفها بـ»جولة غسل العار»، مشيرًا إلى تبعات «النظام المجرم» منذ 2005 ودخوله في صدام مع المشروع العربي.
وقال صبرا: «سوريا بحاجة إلى العودة لدورها الجيوسياسي كحلقة وصل بين الجزيرة العربية وأوروبا عبر تركيا». وأكد أهمية الدعم العربي، خاصة من دول الخليج ومصر، لإعادة بناء المؤسسات الأمنية وسحب السلاح من الشارع.
وأضاف صبرا أن «التحدي الأكبر هو إنهاء وجود الفصائل العسكرية خارج إطار الجيش، وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين كالكهرباء والغذاء».
ويرى صبرا في هذه الجهود فرصة تاريخية لإعادة بناء سوريا وضمان عودتها لدورها التقليدي في العالم العربي.
التحديات الداخلية
على الصعيد الداخلي، تشدد الإدارة السورية الجديدة على أهمية الحوار الوطني كركيزة لاستعادة الاستقرار. وتقول هند قبوات، أستاذة حل النزاعات، إن الحوار الوطني يجب أن يكون شاملاً للجميع، بما في ذلك المجتمع المدني والنساء والشباب ورجال الدين، لضمان تأسيس عقد اجتماعي مستدام. لكنها حذرت من «إبرام عقود اجتماعية سريعة»، مؤكدة ضرورة تمثيل جميع الأطراف بشكل عادل.
وترى قبوات أن الوحدة العربية يمكن أن تلعب دورا محوريا في دعم الشعب السوري، خاصة في ظل المعاناة الاقتصادية والدمار. وتضيف: «هناك شعور بالسعادة والفخر بين السوريين رغم التحديات، مما يعكس بداية مرحلة جديدة مليئة بالأمل والطموحات».
رؤية للمستقبل
الإدارة السورية تواجه تحديات معقدة على المستويين الداخلي والخارجي. فبينما تسعى لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية، تبقى مسألة العدالة والمحاسبة محورية، كما يشير عبد القادر عزوز، الذي أكد ضرورة أن تكون العدالة «غير انتقامية»، مع الابتعاد عن سياسات الثأر التي تزيد الانقسامات. في المقابل، يرى محمد صبرا أن «مؤتمر الحوار الوطني يجب أن يستمر لمدة ثلاث سنوات خلال المرحلة الانتقالية، ليحقق التحولات المطلوبة ويضمن تمثيل مصالح جميع السوريين».
بناء على ما تقدّم، تبدو الجهود الحالية للإدارة السورية الجديدة واعدة لكنها محفوفة بالتحديات. نجاح هذه الجهود يتطلب شراكة حقيقية بين الداخل والخارج، بدءًا من دعم الدول العربية مرورًا بحوار وطني شامل وصولًا إلى إعادة بناء المؤسسات واستعادة دور سوريا التقليدي كمركز استقرار في المنطقة.