باحثو جامعة نيويورك أبوظبي يستكشفون التوازن المطلوب لتسطيح منحنى فيروس كورونا والحد من انتشاره‎ ‎

باحثو جامعة نيويورك أبوظبي يستكشفون التوازن المطلوب لتسطيح منحنى فيروس كورونا والحد من انتشاره‎ ‎


أجرى فريق من علماء الرياضيات والاقتصاد من جامعة نيويورك أبوظبي دراسة حول كيفية الموازنة بين الحاجة إلى ‏تسطيح منحنى انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” وخفض مستويات تفشيه، مع محاولة الحد من تكبد الاقتصادات ‏للأضرار طويلة الأمد والتي يحتمل أن تستمر بشكل دائم، حيث طور الفريق نموذجاً رياضياً يمكن أن يوفر لصنّاع ‏السياسات الذين يبحثون عن أفضل نهج لتقييم التكاليف البشرية والاقتصادية للتدابير الاحترازية المتخذة لاحتواء الوباء‎
.‎
ونشرت الدراسة التي صدرت بعنوان احتواء معدلات الوفيات مقابل فتح الاقتصاد: السياسات المثلى في نموذج‎ SEIARD، ‏على موقع “كوفيد إيكونمكس، فيتيد أند ريل تايم بيبرز”، التابع لمركز أبحاث السياسات الاقتصادية، وشارك فيها باحثون من ‏جامعة نيويورك أبوظبي، بما في ذلك إيلينا بيريتا أستاذة الرياضيات الزائرة، ألبيرتو غاندولفي الأستاذ الممارس في ‏الرياضيات، وإتيان واسمر أستاذ الاقتصاد، وباحثون آخرون‎
. ‎
وعمل فريق البحث على إضفاء الطابع الرسمي على المفاضلة التي تشارك في صنع القرار بين الحفاظ على الأنشطة ‏الاقتصادية وتقليل انتشار الفيروس والوفيات المحتملة الناتجة عن تفشي وباء فيروس كورونا، واستخدموا عدد الوفيات ‏الناجمة عن الوباء وإجمالي الناتج المحلي باعتبارهما من العناصر التي يقاس بها مستوى التأثير، وقدموا إطاراً عاماً للتفكير ‏في التكاليف الاقتصادية المترتبة على ذلك والصحة العامة‎. ‎ وحلل الباحثون أمثلة مختلفة، تمثل أولها في تطبيق الإغلاق الكامل حتى النهاية المتوقعة للوباء في نهاية الربع الأول من ‏عام 2021، وهو الأمر الذي يبدو أن قلة من الدول تسعى إلى تطبيقه، ومن ثم إغلاق شامل مبدئي، يعقبه إعادة فتح، وهو ما ‏تفرضه معظم الدول حالياً. وأخيرًا، تناوب إجراءات احتواء الفيروس وإعادة الفتح، وهو سيناريو محتمل في حال عودة تفشي ‏الفيروس نتيجة عودة النشاط الاقتصادي. وتشير النتائج الرئيسية إلى أن السياسات التدريجية الأطول أمداً والأكثر اعتدالاً من ‏ناحية احتواء الفيروس لها فوائد أكبر.

من جانب آخر، أفاد الباحثون أن خيار التناوب في إجراءات احتواء الفيروس وإعادة ‏الفتح بعد إجراءات الإغلاق المشددة، أمر يستحق الدراسة‎.‎ ومن جانبها قالت إيلينا بيريتا: “الفكرة الرئيسية لهذه الدراسة هي أنه من الممكن تحديد مستويات إعادة الفتح المختلفة التي ‏تعمل على تفادي أعداد الوفيات الكبيرة دون التسبب في ضرر مفرط للاقتصاد. ونأمل من خلال تطوير هذا النموذج إلي ‏إتاحة إمكانيات أكثر تدعم صنّاع السياسات على اتخاذ قرارات تعمل على الموازنة بين الحاجة إلى تقليل الخسائر البشرية ‏بسبب الوباء إلى الحد الأدنى، والرغبة في ضمان استمرارية الاقتصاد التي تعد ضرورية لجودة حياة شعوبهم‎».‎