باكستان تستحضر حصونها العريقة في جناحها بالقرية العالمية «1»

باكستان تستحضر حصونها العريقة في جناحها بالقرية العالمية «1»


باكستان بالأوردو معناها النقية أو الأرض الطاهرة.. واسم باكستان اقتبس من لفظتين فارسيتين فكلمة (پاك) تعني الطاهر و(استان) وتعني بلد بالتالي يكون معناها الحرفي بلد الطهارة باللغة الأردية والفارسية وصيغ اسم البلد في عام1933  م.. وباكستان من الدول التي شاركت في القرية العالمية منذ موسمها الأول.. وتحرص وحتى الآن أن يكون لها جناحها في كل موسم من مواسم القرية العالمية ولم تتغيب موسما واحدا وتحرص على أن يكون جناحها واجهة لتراثها وآثارها وتاريخها الممتد الطويل .. وفي هذا الموسم السابع والعشرون حرصت باكستان كما قال خالد عزيز مستثمر الجناح لهذا الموسم  ومواسم سابقة كثيرة على أن يكون جناحها واجهة لتراثها وتاريخها تبرز من خلالها المباني الأثرية التراثية الباكستانية التي شيدت منذ مئات السنين الطويل..  وأن يكون تصميم جناحها سواء من الخارج أو الداخل يعطي ضيوف القرية العالمية فكرة عميقة عن تاريخ العمارة والمباني في باكستان ليكون الضيوف لديهم ذكرى كبيرة عن باكستان تبقى لديهم.  

وواجهة الجناح تم تصميمها كما قال خالد عزيز مستثمر الجناح لتبرز أحد المباني الباكستانية القديمة التراثية ألا وهو حصن شاهي في لاهور, ولتجسد الواجهة لضيوف القرية العالمية هذا الرمز الذي يعتبر من المباني التراثية التي سجلتها لديها منظمة اليونسكو كموقع تراثي عالمي عام 1981.. كما أن الجناح الباكستاني في معرض إكسبو شانغهاي في الصين عام 2010 قد صمم على هيئة حصن لاهور.. وحصن لاهور يقع في مدينة لاهورفي الزاوية الشمالية الغربية لمدينة لاهور المسورة, وهو عبارة عن بناء شبه منحرف بني على مساحة 20 هكتار, وتعود أصول الحصن إلى العصور القديمة لكن الهيكل الأساسي للحصن كان قد بني في عهد سلطنة مغول الهند تحديداً في عهد الإمبراطور جلال الدين أكبر, ثم تطوّر البناء باستمرار بواسطة عدد من أباطرة المغول وأباطرة السيخ والحكام الإنجليز,و له بوابتان تُعرف إحداهما باسم بوابة ألمغيري بناها الإمبراطور أورنكزيب وهو عالم كبير وتفتح هذه البوابة باتجاه مسجد بادشاهي, والبوابة الأخرى أقدم وتعرف باسم بوابة ماستي أي مسجدي باللغة البنجابية أو بوابة مسجدي, ويُظهر الحصن تقاليد العمارة المغولية الغنية.. أما بوابة الجناح الخارجية فتم استعمال بوابة حصن شاهي وزخرفت بطنية البوابة بزخارف باكستانية قديمة.

وأما من الداخل فيحمل الجناح طابع الواجهة الخارجية باستخدام حصن شاهي, ونموذجا لمنارة باكستان التي تقع على بعد أمتار من مسجد باد شاهي بلاهور حيث أعلن عن تأسيس دولة باكستان عام 1947 , وتعتبر هذه المنارة رمزا ومعلما لاستقلال باكستان.. أما المحلات فصممت على طراز سوق ليبرتي وطبقا لداون تاون مدينة كراتشي.. ويوسط الجناح ساحة التراث وبها الحرف اليدوية. وكافتيريا الجناح, ومقاعد خشبية تقليدية لجلوس الضيوف, وطاولات بعجلات متحركة يستخدمها الضيوف للأكل عليها ما يقتنونه من الكافتيريات.. والحرف اليدوية عددها أربعة حرف وهي:
- الحرفة الأولى يقوم بها حرفي الأحذية منظور حسين ويقوم بعمل بعض أنواع من الأحذية الباكستانية الجلدية يدويا وأما الضيوف وبطريقة ماهرة وسريعة تدهش الضيوف المتحلقون حوله لمشاهدة ما يعمل.

- الحرفة الأخرى يقوم بها حرفي الحفر على الخشب شاهد حسين ليعمل أختاما زخرفية معينة تستعمل في الطباعة على الأقمشة وبحجم يقرب ربع طول ضلعة 15 سنتيمتر وبسؤعة مذهلة ويعمل ذلك أمام الضيوف.
-الحرفة الثالثة هي الرسم يقوم بها الفنان نذير حسين المتمكن في حرفة الرسم والبورتريهات والكاريكاتير ويقوم برسم من يرغب من الضيوف الذي يختار ما يريد من أنواع الرسم, والضيوف متحلقون حوله يشاهدون ما يرسم إما بالقلم الرصاص أو الحبر أو بأقلام الفحم أو بالألوان المائية أو الزيتية.

-الحرفة الرابعة متعلقة بالغزل والنسيج ويقوم بها ثلاث حرفيات, إحداهن كومال محرم التي تقوم بفتل الصوف أو القطن لتصنع منه خيوطا تستخدم في الغزل والنسيج.. والثانية فرانة زاهد التي تستعمل هذه الخيوط للغزل على النول اليدوي التقليدي لتصنع الشيلان.. والثالثة هي صفية أمان الله التي تقوم بتطريز بعض المنسوجات يدويا مثل أغطية الوسائد والشيلان وغيرها. والكافتيريا تتكون من أربعة أكشاك يتخصص كل كشك منها في نوع معين من المشروبات والأطعمة, ويقدم الكشك الأول للضيوف حلوى الفالوذة الباكستانية, وكذلك ما يشبه المهلبية بالمكسرات, والثاني يقدم السمبوسة والآيس كريم الباكستاني, والكشك الثالث يقدم الباني بولي الباكستانية والشبيهة بحلوى اللقيمات والكباب والسلطات الباكستانية, وأخيرا يقدم الكشك الرابع الشاي والكرك والمياه والعصائر الطبيعية والمشروبات الغازية.

وأما مسرح الجناح فيحتل ركنا خلف الكافتيريا تقدم عليه فرقة باكستانية مكونة من إثنين من الفنانين وأربع فنانات مختلف الموسيقى والأغاني القديمة والحديثة كمزج مابين التراث والحداثة.. وتقدم الفرقة خمس حفلات للضيوف الذين يكونون في الغالب من الجنسية الآسيوية. وبخصوص المعروضات والمنتجات الموجودة داخل الجناح الذي تبلغ مساحته3594 مترا مربعا ويضم 91 محلا فكلها منتجات باكستانية وأيضا كل من يعرضها من الباكستانيين, وهي كما يقول علي خان مدير الجناح إنها تتنوع مابين الأقمشة بأنواعها وأنواع خاماتها, والملابس الجلدية من جلود الخراف والأبقار للرجال والسيدات والأطفال كالجواكت والمعاطف والصديري والحقائب النسائية وحقائب اللاب توي وحقائب المستندات والمحافظ والبوكات والأحزمة وغير ذلك, ومنتجات الفرو المتنوعة بين الجواكت والمعاطف والصديري والشيلان والطواقي وكلها نسائية مع بعض الطواقي الرجالية, والأحذية الرجالية والنسائية بأنواعها المختلفة, والإكسسوارات بكل أنواعها ومكوناتها الذهبية والفضية والمعدنية المطلية, والملابس النسائية التقليدية والحديثة, والتحف المشغولة من الفخار والخشب, والتحف من الرخام الباكستاني بأنواعها ومقاساتها, والشالات والطرحات والعبايات بكل أنواعها, والمكسرات الباكستانية والمقرمشلت, والنحاسيات واللوحات الفنية وغير ذلك من المنتجات الباكستانية المختلفة والتي يفخر الجناح أنها باكستانية مائة في المائة.