رئيس الدولة: الدورة تعزز الحوار والتعارف والتنافس بين شباب العالم على أرض الإمارات
تتراكم الصعوبات على عدة جبهات:
بالنسبة للرئيس جو بايدن، الأصعب يبدأ الآن...!
-- تظل الصين التحدي المركزي للسياسة الخارجية لإدارة بايدن: إنها أهم اختبار جيوسياسي لهذا القرن
-- معادلـــة تبــدو مســتحيلة: الحفــاظ على وحـــدة الديمقراطيين وانتـــزاع دعـــم العشــرات من المعارضــة
-- في حال فقدان الأغلبية في أحد المجلسين، سيصبح برنامج الديموقراطي غير قابل للتطبيق
-- حملة التطعيم تتباطأ، والمفاوضات مع الكونجرس متعثرة، والقضايا الدولية تتراكم
-- كوفيد-19: حوافز متعددة من أجل التطعيم وتشجيع الولايات على أن تكون مبدعة
-- معادلة تبدو مستحيلة: الحفاظ على وحدة الديمقراطيين وانتزاع دعم العشرات من المعارضة
يقارن بفرانكلين روزفلت من قبل الصحافة، صفّق له اليسار الديمقراطي وأشاد بتنظيم حملة التطعيم في الولايات المتحدة، تمتع جو بايدن بهدنة خلال أول مائة يوم له في البيت الأبيض. دائم النشاط بإيقاع مرتفع، قام بتوقيع المراسيم -الأوامر التنفيذية -وجعل الكونجرس يتبنى خطة كبيرة لدعم الاقتصاد، تقدر بـ 1.900 مليار دولار، لصالح الطبقات الشعبية والمتوسطة، وكذلك لفائدة الشركات الصغرى والمتوسطة.
الرئيس الأمريكي الجديد، الذي يدرك ضرورة إصلاح بلاده، يواصل زخمه، وأعلن رغبته في استثمار 2200 مليار لتحديث البنية التحتية الأمريكية، وكذلك 1800 مليار لدعم الأسر. بالنسبة للتمويل، يطرج جو بايدن إصلاحًا ضريبيًا منه، على وجه الخصوص، زيادة الضرائب المفروضة على الشركات، وعلى دخل الأغنياء، بالإضافة إلى فرض حد أدنى عالمي من الضرائب على الشركات متعددة الجنسيات.
على الصعيد الدولي، يدعو مستأجر البيت الأبيض إلى عودة العمل المتعدد الاطراف، ويسعى لطمأنة حلفائه بعد أربع سنوات مضطربة.
وإذا بدا أن كل شيء يسير على ما يرام حتى الآن، فإن حقيقة السلطة تلاحق الرئيس الجديد. تتراكم الصعوبات الآن على عدة جبهات: تباطأت حملة التطعيم منذ بداية مايو، وتعثرت المفاوضات مع الكونجرس، وتتراكم القضايا الدولية.
التطعيم: مرحلة
ثانية أكثر تعقيدًا
من ديسمبر 2020 إلى مايو 2021، تم إعطاء أكثر من 290 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 في الولايات المتحدة. واعتبارًا من 7 يونيو، تم تطعيم أكثر من واحد من كل اثنين من البالغين الأمريكيين بشكل كامل، وبالمثل، أكثر من نصف السكان على الأقل جزئيًا.
وتكافئ هذه الأرقام المثيرة للإعجاب جهود الإدارة الأمريكية الجديدة التي جعلت حل الأزمة الصحية على رأس أولوياتها.
ومع ذلك، منذ عدة أسابيع، تميل وتيرة التطعيم إلى التباطؤ رغم أن جميع الأمريكيين الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا يمكنهم الاستفادة منه دون تأخير أو شروط. خلال أسبوع 11 أبريل، كان المتوسط اليومي للجرعات التي تم تناولها أكثر من ثلاثة ملايين. وبعد شهر، أصبحت نصف الكمية.
ومع ذلك، فإن عتبة الحصانة الجماعية لم يتم الوصول إليها بعد.
لذلك ظهرت العديد من الأجهزة، التي روّج لها أو دعّمها البيت الأبيض، لتشجيع الأصغر سنا والأكثر تشككًا على التلقيح من أجل تحقيـــق هدف جو بايدن: إعـــادة فتـح البلاد بالكامل في 4 يوليــــو، يوم عطلة وطنية.
في أبريل، أعلن الرئيس الأمريكي عن انتهاء ارتداء الكمامات في الهواء الطلق للأشخاص الذين تم تلقيحهم، وكذلك إنشاء منصة على الإنترنت -جيتفاكس -لتسهيل الوصول إلى التطعيم. وتم إحداث ائتمان ضريبي خاص، مخصص للشركات، للسماح للموظفين بالاســـــتفادة من إجازة مدفوعة الأجر في حال كــــــان موعــــــد التطعيــــــم أثناء وقت العمل أو حصول آثار جانبية.
بعد بضعة أيام، قام جو بايدن بإضفاء الطابع الرسمي على شراكة مع شركتي اوبر وليفت لنقل الأشخاص الذين يذهبون إلى مركز التطعيم.
في منتصف شـــــهر مايـــو، روّج لشعار “التطعيم او الكمامة” بإعلان نهاية الالتزام بارتداء الكمامة في الداخل للأشخاص الملقحين.
تم استكمال كل هذه الحوافز بمبادرات من المدن والولايات. على سبيل المثال، من الممكن أن تربح مليون دولار في أوهايو، أو أن يتم تمويل جزء من دراستك. في ولاية فرجينيا الغربية، يحق للمقيمين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و35 عامًا، والذين تم تطعيمهم، الحصول على مائة دولار (82 يورو). وفي ولاية نيويورك، سيتم سحب خمسين شابًا محصنًا تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا في الأسابيع المقبلة للحصول على منحة دراسية.
وتدعم إدارة بايدن هذه البرامج بشكل كامل: “نحن نشجع الولايات على أن تكون مبدعة”، قال آندي سلافيت، كبير مستشاري البيت الأبيض بشأن مكافحة كوفيد -19. ان النجاح في هذه المرحلة الثانية من حملة التطعيم أمر ضروري للسلطة التنفيذية التي يجب أن تركز جهودها الآن على إعادة بناء البلاد.
برنامج جو بايدن
واختبار الكونجرس
لقد استهلك الكونجرس أكثر من شهر بقليل لتمرير خطة جو بايدن للإنقاذ الاقتصادي البالغة 1.9 تريليون دولار. إن حالة الطوارئ المرتبطة بالأزمة الصحية واستخدام الأسلوب التشريعي لتسوية الميزانية، قصد تجاوز عائق محتمل للمسؤولين الجمهوريين المنتخبين، جعل من الممكن التحرك بسرعة. ومع وجود أغلبية في مجلس الشيوخ أضعف من أن تكون لها الحرية المطلقة، يريد الرئيس إصلاحات من الحزبين.
جو بايدن، الذي وعد بمصالحة أمريكا مع نفسها، يضاعف النداءات واللقاءات مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين المعتدلين لمحاولة إيجاد حلول وسط وتجنب الدخول بقوة. حتى الآن، لم يتم التوصل إلى اتفاق لأن المقترحات الجمهورية المضادة تعتبر غير طموحة للغاية من قبل البيت الأبيض.
وتبدو المعادلة مستحيلة: الحفاظ على وحدة الديمقراطيين، من خلال إرضاء الجناح اليساري والجناح الوسطي للحزب، مع انتزاع دعم عشرات الأعضاء المنتخبين في المعارضة. لذلك سيتعين على جو بايدن اتخاذ قرار سريع حتى لا يخيب أمل ناخبيه، خاصة أن الوقت ليس في صفه.
تجري انتخابات التجديد النصفي، التي تصب عمومًا في نهر المعارضة، في أقل من عام ونصف. وفي حال فقدان الأغلبية في أحد المجلسين، سيصبح برنامج الديموقراطي غير قابل للتطبيق. عانى باراك أوباما من ذلك بمرارة خلال فترة ولايته الأولى وكان جو بايدن، نائب الرئيس في ذلك الوقت، في الصف الأول ليرى العجز السياسي للرئيس الرابع والأربعين في السنوات التي تلت.
في افتتاحية ذي ويك، ندد الصحفي ريان كوبر بـ “الجمود في مفاوضات زائفة” ودق ناقوس الخطر: “هذا التردد يمكن أن يفسد رئاسة بايدن”. ففي سياق تطرف الحزب الجمهوري، والعودة الوشيكة لدونالد ترامب، من الصعب تخيّل أن اتفاقًا مع رئيس ديمقراطي سيتحقق في المستقبل القريب.
يبدو أن التقدم في صف موحد، مع محاولة الحد من عرقلة المعارضة، هي الطريق الوحيدة الممكنة.
القضايا الدولية
عالية الخطورة
منذ سنوات حكم أوباما، أعادت الولايات المتحدة توجيه سياستها الخارجية تجاه آسيا، وخاصة الصين. في هذه النقطة، واصل دونالد ترامب سياسة سلفه رغم التغيير في اللهجة والاستراتيجية. وتظل الصين التحدي المركزي للسياسة الخارجية لإدارة بايدن: “إنها أهم اختبار جيوسياسي لهذا القرن”، حسب وزير الخارجية أنتوني بلينكين.
ولكي يتمكن من احتواء صعود امبراطورية الوسط، يعتمد الرئيس الديمقراطي على شركائه الأوروبيين.
وبالتالي، فإن تهدئة التوترات مع الاتحاد الأوروبي أمر حتمي، ولهذا السبب حاول جو بايدن تجديد أواصر الثقة مع القارة العجوز منذ وصوله إلى واشنطن.
وإذا لم يعد الشرق الأوسط يمثل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، كما أظهر موقف الانتظار والترقب الأمريكي خلال الصراع الأخير بين إسرائيل وحماس، فإن عودة إيران إلى اتفاقية فيينا تظل تحدٍ رئيسي آخر وضعه الديمقراطي لنفسه. علامة مهمة على السياسة الخارجية لباراك أوباما، التي أعدمها دونالد ترامب، سيسمح الاتفاق للولايات المتحدة بمواصلة فك ارتباطها بالمنطقة. لا تبدو اللعبة سهلة على الرغم من الإرادة الواضحة لكلا المعسكرين.
الانتخابات القادمة في إيران، حيث تبدو الأفضلية للراديكاليين، يمكن أن تزيد من تعقيد المفاوضات.
أخيرًا، تظل روسيا في قلب المخاوف الأمريكية حيث تراكمت الخلافات منذ عام 2015 والشكوك حول التدخل الروسي خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
سيلتقي جو بايدن وفلاديمير بوتين لأول مرة في 15 يونيو في أرض محايدة، في جنيف. ومن الصعب تخيل أنّ “إعادة ضبط “جديدة للعلاقات ممكنة بين البلدين.
ومع ذلك، لا بد من إيجاد أرضية مشتركة من أجل إعادة الانخراط في حوار بناء، وبالتالي محاولة الحد من التقارب الروسي الصيني.
بالإضافة إلى هذه القضايا، هناك إدارة عالمية للأزمة الصحية وتغير المناخ، والتحكم في تدفقات الهجرة من أمريكا الوسطى، وانسحاب الجنود الأمريكيين من أفغانستان.
مع وجـــــود العديد من التحديات على الساحة السياسية المحلية والأجنبية، تلوح رئاسة جو بايدن واحدة من أصعب الرئاسات في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
-- معادلـــة تبــدو مســتحيلة: الحفــاظ على وحـــدة الديمقراطيين وانتـــزاع دعـــم العشــرات من المعارضــة
-- في حال فقدان الأغلبية في أحد المجلسين، سيصبح برنامج الديموقراطي غير قابل للتطبيق
-- حملة التطعيم تتباطأ، والمفاوضات مع الكونجرس متعثرة، والقضايا الدولية تتراكم
-- كوفيد-19: حوافز متعددة من أجل التطعيم وتشجيع الولايات على أن تكون مبدعة
-- معادلة تبدو مستحيلة: الحفاظ على وحدة الديمقراطيين وانتزاع دعم العشرات من المعارضة
يقارن بفرانكلين روزفلت من قبل الصحافة، صفّق له اليسار الديمقراطي وأشاد بتنظيم حملة التطعيم في الولايات المتحدة، تمتع جو بايدن بهدنة خلال أول مائة يوم له في البيت الأبيض. دائم النشاط بإيقاع مرتفع، قام بتوقيع المراسيم -الأوامر التنفيذية -وجعل الكونجرس يتبنى خطة كبيرة لدعم الاقتصاد، تقدر بـ 1.900 مليار دولار، لصالح الطبقات الشعبية والمتوسطة، وكذلك لفائدة الشركات الصغرى والمتوسطة.
الرئيس الأمريكي الجديد، الذي يدرك ضرورة إصلاح بلاده، يواصل زخمه، وأعلن رغبته في استثمار 2200 مليار لتحديث البنية التحتية الأمريكية، وكذلك 1800 مليار لدعم الأسر. بالنسبة للتمويل، يطرج جو بايدن إصلاحًا ضريبيًا منه، على وجه الخصوص، زيادة الضرائب المفروضة على الشركات، وعلى دخل الأغنياء، بالإضافة إلى فرض حد أدنى عالمي من الضرائب على الشركات متعددة الجنسيات.
على الصعيد الدولي، يدعو مستأجر البيت الأبيض إلى عودة العمل المتعدد الاطراف، ويسعى لطمأنة حلفائه بعد أربع سنوات مضطربة.
وإذا بدا أن كل شيء يسير على ما يرام حتى الآن، فإن حقيقة السلطة تلاحق الرئيس الجديد. تتراكم الصعوبات الآن على عدة جبهات: تباطأت حملة التطعيم منذ بداية مايو، وتعثرت المفاوضات مع الكونجرس، وتتراكم القضايا الدولية.
التطعيم: مرحلة
ثانية أكثر تعقيدًا
من ديسمبر 2020 إلى مايو 2021، تم إعطاء أكثر من 290 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 في الولايات المتحدة. واعتبارًا من 7 يونيو، تم تطعيم أكثر من واحد من كل اثنين من البالغين الأمريكيين بشكل كامل، وبالمثل، أكثر من نصف السكان على الأقل جزئيًا.
وتكافئ هذه الأرقام المثيرة للإعجاب جهود الإدارة الأمريكية الجديدة التي جعلت حل الأزمة الصحية على رأس أولوياتها.
ومع ذلك، منذ عدة أسابيع، تميل وتيرة التطعيم إلى التباطؤ رغم أن جميع الأمريكيين الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا يمكنهم الاستفادة منه دون تأخير أو شروط. خلال أسبوع 11 أبريل، كان المتوسط اليومي للجرعات التي تم تناولها أكثر من ثلاثة ملايين. وبعد شهر، أصبحت نصف الكمية.
ومع ذلك، فإن عتبة الحصانة الجماعية لم يتم الوصول إليها بعد.
لذلك ظهرت العديد من الأجهزة، التي روّج لها أو دعّمها البيت الأبيض، لتشجيع الأصغر سنا والأكثر تشككًا على التلقيح من أجل تحقيـــق هدف جو بايدن: إعـــادة فتـح البلاد بالكامل في 4 يوليــــو، يوم عطلة وطنية.
في أبريل، أعلن الرئيس الأمريكي عن انتهاء ارتداء الكمامات في الهواء الطلق للأشخاص الذين تم تلقيحهم، وكذلك إنشاء منصة على الإنترنت -جيتفاكس -لتسهيل الوصول إلى التطعيم. وتم إحداث ائتمان ضريبي خاص، مخصص للشركات، للسماح للموظفين بالاســـــتفادة من إجازة مدفوعة الأجر في حال كــــــان موعــــــد التطعيــــــم أثناء وقت العمل أو حصول آثار جانبية.
بعد بضعة أيام، قام جو بايدن بإضفاء الطابع الرسمي على شراكة مع شركتي اوبر وليفت لنقل الأشخاص الذين يذهبون إلى مركز التطعيم.
في منتصف شـــــهر مايـــو، روّج لشعار “التطعيم او الكمامة” بإعلان نهاية الالتزام بارتداء الكمامة في الداخل للأشخاص الملقحين.
تم استكمال كل هذه الحوافز بمبادرات من المدن والولايات. على سبيل المثال، من الممكن أن تربح مليون دولار في أوهايو، أو أن يتم تمويل جزء من دراستك. في ولاية فرجينيا الغربية، يحق للمقيمين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و35 عامًا، والذين تم تطعيمهم، الحصول على مائة دولار (82 يورو). وفي ولاية نيويورك، سيتم سحب خمسين شابًا محصنًا تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا في الأسابيع المقبلة للحصول على منحة دراسية.
وتدعم إدارة بايدن هذه البرامج بشكل كامل: “نحن نشجع الولايات على أن تكون مبدعة”، قال آندي سلافيت، كبير مستشاري البيت الأبيض بشأن مكافحة كوفيد -19. ان النجاح في هذه المرحلة الثانية من حملة التطعيم أمر ضروري للسلطة التنفيذية التي يجب أن تركز جهودها الآن على إعادة بناء البلاد.
برنامج جو بايدن
واختبار الكونجرس
لقد استهلك الكونجرس أكثر من شهر بقليل لتمرير خطة جو بايدن للإنقاذ الاقتصادي البالغة 1.9 تريليون دولار. إن حالة الطوارئ المرتبطة بالأزمة الصحية واستخدام الأسلوب التشريعي لتسوية الميزانية، قصد تجاوز عائق محتمل للمسؤولين الجمهوريين المنتخبين، جعل من الممكن التحرك بسرعة. ومع وجود أغلبية في مجلس الشيوخ أضعف من أن تكون لها الحرية المطلقة، يريد الرئيس إصلاحات من الحزبين.
جو بايدن، الذي وعد بمصالحة أمريكا مع نفسها، يضاعف النداءات واللقاءات مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين المعتدلين لمحاولة إيجاد حلول وسط وتجنب الدخول بقوة. حتى الآن، لم يتم التوصل إلى اتفاق لأن المقترحات الجمهورية المضادة تعتبر غير طموحة للغاية من قبل البيت الأبيض.
وتبدو المعادلة مستحيلة: الحفاظ على وحدة الديمقراطيين، من خلال إرضاء الجناح اليساري والجناح الوسطي للحزب، مع انتزاع دعم عشرات الأعضاء المنتخبين في المعارضة. لذلك سيتعين على جو بايدن اتخاذ قرار سريع حتى لا يخيب أمل ناخبيه، خاصة أن الوقت ليس في صفه.
تجري انتخابات التجديد النصفي، التي تصب عمومًا في نهر المعارضة، في أقل من عام ونصف. وفي حال فقدان الأغلبية في أحد المجلسين، سيصبح برنامج الديموقراطي غير قابل للتطبيق. عانى باراك أوباما من ذلك بمرارة خلال فترة ولايته الأولى وكان جو بايدن، نائب الرئيس في ذلك الوقت، في الصف الأول ليرى العجز السياسي للرئيس الرابع والأربعين في السنوات التي تلت.
في افتتاحية ذي ويك، ندد الصحفي ريان كوبر بـ “الجمود في مفاوضات زائفة” ودق ناقوس الخطر: “هذا التردد يمكن أن يفسد رئاسة بايدن”. ففي سياق تطرف الحزب الجمهوري، والعودة الوشيكة لدونالد ترامب، من الصعب تخيّل أن اتفاقًا مع رئيس ديمقراطي سيتحقق في المستقبل القريب.
يبدو أن التقدم في صف موحد، مع محاولة الحد من عرقلة المعارضة، هي الطريق الوحيدة الممكنة.
القضايا الدولية
عالية الخطورة
منذ سنوات حكم أوباما، أعادت الولايات المتحدة توجيه سياستها الخارجية تجاه آسيا، وخاصة الصين. في هذه النقطة، واصل دونالد ترامب سياسة سلفه رغم التغيير في اللهجة والاستراتيجية. وتظل الصين التحدي المركزي للسياسة الخارجية لإدارة بايدن: “إنها أهم اختبار جيوسياسي لهذا القرن”، حسب وزير الخارجية أنتوني بلينكين.
ولكي يتمكن من احتواء صعود امبراطورية الوسط، يعتمد الرئيس الديمقراطي على شركائه الأوروبيين.
وبالتالي، فإن تهدئة التوترات مع الاتحاد الأوروبي أمر حتمي، ولهذا السبب حاول جو بايدن تجديد أواصر الثقة مع القارة العجوز منذ وصوله إلى واشنطن.
وإذا لم يعد الشرق الأوسط يمثل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، كما أظهر موقف الانتظار والترقب الأمريكي خلال الصراع الأخير بين إسرائيل وحماس، فإن عودة إيران إلى اتفاقية فيينا تظل تحدٍ رئيسي آخر وضعه الديمقراطي لنفسه. علامة مهمة على السياسة الخارجية لباراك أوباما، التي أعدمها دونالد ترامب، سيسمح الاتفاق للولايات المتحدة بمواصلة فك ارتباطها بالمنطقة. لا تبدو اللعبة سهلة على الرغم من الإرادة الواضحة لكلا المعسكرين.
الانتخابات القادمة في إيران، حيث تبدو الأفضلية للراديكاليين، يمكن أن تزيد من تعقيد المفاوضات.
أخيرًا، تظل روسيا في قلب المخاوف الأمريكية حيث تراكمت الخلافات منذ عام 2015 والشكوك حول التدخل الروسي خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
سيلتقي جو بايدن وفلاديمير بوتين لأول مرة في 15 يونيو في أرض محايدة، في جنيف. ومن الصعب تخيل أنّ “إعادة ضبط “جديدة للعلاقات ممكنة بين البلدين.
ومع ذلك، لا بد من إيجاد أرضية مشتركة من أجل إعادة الانخراط في حوار بناء، وبالتالي محاولة الحد من التقارب الروسي الصيني.
بالإضافة إلى هذه القضايا، هناك إدارة عالمية للأزمة الصحية وتغير المناخ، والتحكم في تدفقات الهجرة من أمريكا الوسطى، وانسحاب الجنود الأمريكيين من أفغانستان.
مع وجـــــود العديد من التحديات على الساحة السياسية المحلية والأجنبية، تلوح رئاسة جو بايدن واحدة من أصعب الرئاسات في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.