من الآفات التي تواجهها مجتمعات كثيرة بصورة متزايدة

بدانة الأطفال... 10 أسئلة حول هذه القنبلة الموقوتة

بدانة الأطفال... 10 أسئلة حول هذه القنبلة الموقوتة

تعتبر البدانة لدى الأطفال من الآفات التي تواجهها مجتمعات كثيرة بصورة متزايدة في أيامنا هذه، إذ لعبت عوامل كثيرة في عالم اليوم دوراً في ارتفاع معدلات البدانة بين الأطفال، ناهيك بتأثيرها الكبير في حياة هؤلاء ومستقبلهم.

والأخطر أنه في مجتمعاتنا لا يتم التعاطي مع السمنة لدى الأطفال على أنها اضطراب مرضي خطر كما هي في الواقع، بل تبدو حالاً طبيعية في مرحلة الطفولة بالنسبة إلى كثر، على رغم أن هذه الحال تهدد الطفل لا في الأعوام المبكرة حصراً، إنما في أعوام لاحقة مع ارتفاع خطر إصابته بأمراض كثيرة، بعضها يوصف بـ"المميت".


1 -ما البدانة لدى الأطفال؟
توصف البدانة بأنها حال مرضية تسبب زيادة في مستويات الدهون في الجسم من سن مبكرة. قد لا تكون البدانة ظاهرة في مرحلة مبكرة لدى الطفل، بخاصة في مجتمعاتنا حيث يعتبر الأهل والمحيطون أن زيادة الوزن لدى طفل تبدو حالاً طبيعية. لذلك، تتطور الحال مع الوقت وتزيد سوءاً في حال الاستمرار بالسلوكيات غير الصحية في نمط الحياة، فيما من الممكن التدخل من سن مبكرة لمواجهتها، ويكون التدخل أكثر فاعلية قبل عمر السنتين أي قبل أن يتحدد عدد الخلايا الدهنية التي ستكون لدى الطفل في حياته مستقبلاً.

2 -هل يعتبر الأطفال أكثر عرضة للسمنة في حال وجود عامل وراثي؟
يعتبر الأطفال الذين يعاني أحد والديهم أو كلاهما السمنة، أكثر عرضة لمواجهة المشكلة ذاتها حكماً، إذ يلعب العامل الوراثي دوراً مهماً في زيادة خطر الإصابة بالبدانة مع زيادة الخلايا الدهنية. لكن على رغم ارتفاع خطر الإصابة في هذه الحال، هذا لا يعني أنه يحكم على الطفل بالإصابة بالسمنة طوال حياته. فهي ليست حالاً نهائية لا يمكن تغييرها. وبصورة خاصة ينصح المتخصصون بالتركيز على ضبط الوزن قبل بلوغ الطفل عمر السنتين لأنه بعدها تزيد الصعوبات. وتكون الوقاية بالتركيز على عادات صحية تعتمدها العائلة والطفل بصورة خاصة، مع أهمية التركيز على التثقيف الغذائي له. علماً أن العامل الوراثي ليس السبب الوحيد وراء الإصابة بالسمنة، بل تلعب عوامل كثيرة دوراً لا يقل أهمية، وبخاصة نمط الحياة ومن ضمنه النظام الغذائي المعتمد وقلة ممارسة النشاط الجسدي.

3 -لماذا ارتفعت معدلات البدانة بين الأطفال في أيامنا هذه؟
تظهر أرقام كثير من التقارير والدراسات ارتفاعاً ملحوظاً في مستويات البدانة بين الأطفال في الأعوام الأخيرة بسبب عوامل كثيرة، أبرزها النظام الغذائي المعتمد الذي يتضمن الأطعمة السريعة التحضير وتلك الغنية بالدهون والسعرات الحرارية، وتراجع مستويات النشاط الجسدي والميل إلى الركود، بخاصة بوجود وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية، إذ بات الطفل أقل ميلاً إلى ممارسة الرياضة، ويمضي ساعات طويلة أمام الأجهزة والشاشات بدلاً من اللعب في الخارج، لذا أصبحت أجسام الأطفال تحرق الطاقة بمعدلات أقل مقارنة مع المحصول اليومي من السعرات الحرارية.

4 -ما نتائج السمنة على صحة الطفل؟
يستخف كثر بخطورة السمنة على الأطفال ويعتبرون تداعياتها أقل خطورة من تلك التي تصيب الراشدين. في الواقع، هناك نتائج سلبية كبرى للسمنة لدى الأطفال فهي تؤدي إلى مشكلات صحية خطرة أبرزها السكري من النوع الثاني، ومشكلات القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم في سن مبكرة، وزيادة الكولسترول والدهون الثلاثية مما يرفع خطر تصلب الشرايين مستقبلاً، مشكلات في المفاصل، مشكلات في الجهاز التنفسي، إضافة إلى ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان.

5 -ما الآثار النفسية للسمنة في الأطفال؟
تضاف إلى كل تداعيات السمنة على الصحة الجسدية، الآثار النفسية الكثيرة مثل الاكتئاب وتراجع الثقة بالذات والقلق والحزن. كما قد يكون الطفل أكثر عرضة عندها للتنمر، والعزلة الاجتماعية مع ما لذلك من تداعيات نفسية عليه.
ويكون التأثير النفسي للسمنة عند الأطفال في بيئات قد تكون قاسية في التعامل مع الاختلافات الجسدية، ويشعر معها الطفل أن وزنه يجعله "أقل قيمة" أو مختلفاً عن أقرانه، وقد يتجنب المشاركة في أنشطة مدرسية أو اجتماعية خوفاً من السخرية أو الفشل.
وبسبب هذا الوضع، قد يطور بعض الأطفال علاقة غير صحية مع الطعام، إما عبر أكل عاطفي (emotional eating)، أو إفراط في تناول الطعام كرد فعل للضغط النفسي. وفي حالات أخرى، قد يحاول الطفل اتباع حميات قاسية وغير صحية، مما يعرضه لمشكلات جسدية ونفسية أكبر.

6 -هل يمكن أن يخضع الطفل لحمية؟
من الممكن أن يخضع الطفل لحمية غذائية لخفض الوزن، إلا أن لذلك شروطاً لا بد من التقيد بها، فيجب ألا تكون الحمية صارمة، بل هي عبارة عن حمية متوازنة تلبي كل حاجات الطفل، وتكون بإشراف خبير تغذية.
كما يهدف النظام الغذائي المعتمد للأطفال إلى ضبط الوزن بشكل يستمر فيه نمو الطفل من ناحية القامة مع الحفاظ على ثبات وزنه مما يؤدي إلى انخفاض وزنه بالمقارنة مع الطول في المدى البعيد. ومن الشروط الأساسية أيضاً لضبط وزن الطفل التثقيف الغذائي، والحرص على تبنيه عادات وسلوكيات غذائية صحية تساعد على الحفاظ على وزن صحي للمدى البعيد.

7 -ما أبرز الأطعمة التي تسبب البدانة للأطفال؟
تكثر الأطعمة التي يعتمدها الأطفال في الأنظمة الغذائية الخاصة بهم وتسبب زيادة الوزن. وقد تكون الأطعمة السريعة التحضير من أبرز الأطعمة التي يركز عليها الأطفال، وهي تمتاز بغناها بالدهون والسكريات والوحدات الحرارية، وتتضمن البطاطا المقلية، والأطعمة المغطاة بالجبن أو الصلصات عالية السعرات، والأطعمة المعلبة والمصنعة والبيتزا والبرغر، المفضلة للأطفال عادة، وغالباً ما يبالغون في تناولها، إضافة إلى الحلويات والآيس كريم والدوناتس والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة.

8 -هل يمكن الوقاية من السمنة لدى الأطفال بالرضاعة الطبيعية؟
في دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية تبين أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أقل عرضة للبدانة مقارنة بالأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي، بخاصة إذا استمرت مدة ستة أشهر في الأقل. يشجع المتخصصون على الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد لا تعد ولا تحصى للأم والطفل، ومنها مكافحة البدانة في الطفولة ولاحقاً خلال الحياة. وفي الوقت نفسه هي تقلل من خطر إصابته بالأمراض المرتبطة بذلك لاحقاً، مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب ومرض كرون.

9 -كيف يمكن مساعدة الأطفال على مواجهة البدانة؟
يلعب الأهل دوراً أساساً في دعم الأطفال وإرشادهم حتى يتمكنوا من تخطي البدانة من دون الشعور بالحرمان. أما القاعدة الأساسية لتحقيق ذلك فتقضي بالتركيز على نقل العادات والسلوكيات السليمة في التغذية وفي نمط الحياة عامة، فيتمكنوا من بلوغ الوزن السليم من دون الشعور بالحرمان. هذا ويشكل الأهل مثالاً للأطفال، ومن المهم أن يلتزموا في الوقت نفسه العادات السليمة، وذلك عبر التقيد بنظام غذائي صحي ومتوازن يرتكز على المجموعات الغذائية كافة بالكميات المناسبة، وعبر تجنب الأطعمة المصنعة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية والأطعمة السريعة التحضير، وأيضاً الحرص على ممارسة الرياضة بأنواعها من سباحة ومشي وركوب دراجة، أو اللعب خارجاً في أي وقت من الأوقات، إضافة إلى أهمية الحد من الفترات التي يمضيها الطفل أمام الشاشات.
كذلك فإنه على الأهل مشاركة الأطفال في أنشطة رياضية ممتعة يمكن القيام بها كأسرة. وينصح المتخصصون بصورة خاصة بتجنب الاعتماد على الغذاء كوسيلة للعقاب أو للمكافأة في أول أعوام الطفولة، لأن ذلك قد يسهم في تطوير عادات غذائية غير صحية لدى الطفل، ويخلق علاقة غير صحية مع الطعام.

10 -لماذا تحصل سمنة مفاجئة لدى الطفل؟
السمنة المفاجئة لدى الأطفال هي زيادة سريعة وملحوظة في وزن الطفل خلال فترة زمنية قصيرة، بحيث يتجاوز الوزن الطبيعي بالنسبة إلى عمره وطوله بصورة واضحة، وتحدث غالباً نتيجة عوامل طارئة أو تغيرات مفاجئة في الجسم أو نمط الحياة.
عند حصول السمنة تدريجاً، غالباً ما تكون الاختيارات الغذائية غير الصحية وقلة ممارسة الرياضة من الأسباب وراء ذلك. أما عند حصولها بصورة مفاجئة فقد يكون السبب في اضطرابات الهرمونات في الغدة الدرقية أو في الغدة الكظرية. في مثل هذه الحال تحصل زيادة الوزن لدى الطفل بشكل سريع وفي وقت قصير.