علي التجلي:
•تقدير عالمي يجسد القطاف اليانع لمسيرة الفجيرة المباركة خلال نصف قرن  
•الجيل الجديد يواصل المسيرة بكل روافدها وصولا إلى عالم الفضاء  

برعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الفجيرة, وتوجيهات سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي العهد الأمين, ومتابعة سمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام, وبفضل التعاون المتكامل بين المسؤولين, والوعي الراسخ لدلى المواطنين والمقيمين في امارة الفجيرة, تمضي امارة الفجيرة قدما في المسيرة الاتحادية الشاملة, في دولة الامارات العربية المتحدة.

ومع تصدر امارة الفجيرة للمشهد العالمي بالامن والامان, اكد سمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام بهذه المناسبة, وبكل الفخر والاعتزاز, على ان الشعور بالامن والامان, هو مفتاح السعادة, والطمأنينة الداخلية لاي انسان. وينطلق منه ومعه السعي المتواصل الى العمل والجد والمثابرة والاجتهاد والانجاز.
     وقبل ايام معدودات وبكل الفخر والاعتزاز, تصدرت امارة الفجيرة المشهد العالمي في مؤشر الامن والامان العالمي. حيث افاد موقع "نومبيو" الامريكي المتخصص في رصد تفاصيل المعيشة بأن المدينة قد نجحت في تعزيز مكانتها كاحدى اكثر الوجهات العالمية على مستوي الامن والامان. وقد حصلت امارة الفجيرة على 93012 نقطة على مؤشر "نومبيو" لامان المدن في العام 2022, لتتفوق بذلك على 465 مدينة يتضمنها المؤشر العالمي.

    والشواهد والانجازات المتوالية الكثيرة, هي التي جعلت امارة الفجيرة تتصدر المشهد العالمي في مؤشر الامان العالمي. فمن نجاحات الى نجاحات تمضي الامارة قدما بالخطوات الرائدة والمتوالية, في مختلف كل القطاعات والمجالات الاجتماعية, والثقافية, والاقتصادية, والسياحية, والرياضية, والتنمية الكبيرة, ضمن رؤية شاملة, وبصيرة ثاقبة, تقوم على بنية تحتية مستدامة ومتكاملة, تدعم تنافسية الدولة, من خلال تنظيم راسخ, وتخطيط محكم, وتشييد لمشاريع البنية التحتية المتوالية, وفق افضل المعايير, وارقى المواصفات العالمية.
حيث حظيت الإمارة بطفرات تنموية لافتة وكبيرة, وقفزات تطويرية هامة, خلال السنوات الماضية, عبر مجموعة من الانجازات النوعية, التي تتكامل مع الازدهار المتواصل والشامل التي تشهده الامارة عاما بعد عام, في إطار المسيرة التنموية الشاملة والمتواصلة, في دولة الامارات العربية المتحدة.

حديث من القلب الى القلب
وبهذه المناسبة التاريخية المجيدة, كان لابد لنا من جلسة حوار صريح وموضوعي وهادف, مع معالي الاستاذ علي مصطفى التجلي – أبو ناصر – مدير الدائرة المالية في إمارة الفجيرة, والشاهد الحصيف على تطور الامارة منذ البدايات, والذي تولى هذه الادارة العتيدة منذ نصف قرن ويزيد, ولثلاثة اجيال متوالية. فغدا اليوم مدرسة مخضرمة, حيث يستنير الجميع بسعة ثقافته وشمولية خبرته, وشفافية إدارته, وأمانته وإخلاصه في خدمة الامارة, والدولة والمجتمع.
ويذكر معالي الاستاذ علي التجلي انه في احدى لقاءات سمو ولي العهد الامين الشيخ محمد بن حمد الشرقي مع احد المسؤولين اليابانيين خلال زيارته لامارة الفجيرة وبحضور معاليه, ان سمو ولي العهد قال للضيف الياباني مشيرا الى معالي الاستاذ علي التجلي ان هذا الرجل قد خدم جدي وخدم والدي وانا لثلاثة اجيال متوالية.
وبهذه المناسبة التاريخية في مسيرة الامارات عامة, وفي مسيرة امارة الفجيرة بشكل خاص, استعرض معالي الاستاذ علي التجلي مسيرة النهضة في امارة الفجيرة, عبر ثلاثة اجيال متواصلة, بكل قطاعاتها, وحقولها, وميادينها. موثقا معلوماته الغزيرة, وذاكرته الامينة والدقيقة, بما يكتنزه بمحفوظاته الخاصة من عملات قديمة, وطوابع بريدية مزمنة, بالاضافة الى البومات الصور الكثيرة والمنظمة, والتي تؤرخ للامارة بالصور المتنوعة, والتسجيلية الموثقة للمسيرة الاتحادية عاما بعد عام.
 اصدق التهاني واطيب التمنيات الى أصحاب السمو الشيوخ واهالي امارة الفجيرة, ومواطني دولة الامارات العربية المتحدة الكرام.
     استهل معالي الاستاذ علي التجلي حديثه بهذه المناسبة التاريخية, برفع اسمى ايات التهاني والتبريكات الى مقام اصحاب السمو الشيوخ اصحاب الامارات, والى اصحاب السمو الشيوخ اولياء العهود الامناء, والى مواطني دولة الامارات العربية المتحدة الكرام بشكل عام, والى اهالي الفجيرة بشكل خاص متمنيا المزيد والمزيد من التقدم والتطور والازدهار, والى الامام دائما بأذن الله.
وأكد معاليه بالمناسبة ان حصول امارة الفجيرة على هذا التقدير العالمي بالامن والامان, هو حصاد طبيعي للازدهار المتواصل, من جيل الى جيل, ومن قطاع الى قطاع, على منهجية التفاضل والتكامل, ببصيرة ثاقبة, وطوحات ليس لها حدود.
 
معالي علي التجلي يتذكر.
ويعود معالي الاستاذ علي التجلي مدير عام الدائرة المالية في امارة الفجيرة بالذاكرة الى نصف قرن ويزيد. والذكريات صدى السنين الحاكي, يقول: منذ البدايات يتميز المسؤولون في امارة الفجيرة بروح الفريق الواحد في العمل, وهذا الفريق يعمل دائما بشكل مبرمج ومتكامل, ويعنى بكل التفاصيل لمختلف القطاعات, وهو اساس التطور والتنمية والازدهار, حيث الايثار سيد الاجواء, والتفاضل والتكامل هاجس الجميع.

قطاع التعليم
فحول مسيرة التعليم في الامارة يقول معالي الاستاذ علي التجلي: لقد بدأت مسيرة التدريس في امارة الفجيرة بمدرسة سيف الدولة في العام 1966, ثم المدرسة الاحمدية التي جاءت بدعم من حكومة الكويت وبأشراف البعثة التعليمية الكويتية حيث دعمت حكومة الكويت المدرسة بالمدرسين وبالكتب وبالقرطاسية, وكان اخلاص المدرسين واقبال الطلاب لافتا.

قطاع الصحة العامة
وحول قطاع الصحة العامة قال الاستاذ علي التجلي: يعتبر مستشفى الكويت هو اقدم مستشفى في امارة الفجيرة, وقد تم انشاؤه بجوار الحصن التاريخي في الفجيرة, وتوالى الفريق الطبي قادما على دفعات, كل شهرين, حيث العناية الكاملة للمراجعات, والفحوصات, والعلاجات, والادوية, وكان حاكم الكويت الشقيقة يومها امير الكويت المرحوم الشيخ عبدلله السالم الصباح.

الزراعة في الفجيرة
وتحدث معاليه عن النشاط الزراعي في امارة الفجيرة ببداياته قال: كانت المنطقة الزراعية في امارة الفجيرة متميزة, وكانت تزود الامارات المتصالحة, ودول الخليج مثل قطر والكويت والبحرين بالغليون للتدخين. وأضاف: ويضاف الى ذلك انتاج التمور الموسمية تباعا عام بعد عام, مع الاتساع والتطوير المتواصل, حيث تنتج مزارع النخيل في الفجيرة اجود انواع التمور.  وحول سؤال عن الثروة السمكية في الامارة قال معاليه: تشتهر امارة الفجيرة بسمك "الشنعد", و"الصال", و سمك "السلطان ابراهيم", وسمك "الشعري", وسمك "البياح", وسمك "السردين", وسمك "الغلايا" وغيرها.

المحاكم الشرعية
وحول سؤال عن نشاط الائمة والخطباء والقضاة والعلماء من رجال الدين, قال معاليه: كانت المملكة العربية السعودية تقوم بتمويل كافة المحاكم الشرعية, والموظفين فيها, الى جانب القضاة والمستشارين, وكان الحكم الشرعي مصدره المحاكم الشرعية لا غير.

المنطقة الصناعية
وبالعودة الى البدايات في مسيرة النهضة, تحدث معالي الاستاذ علي التجلي حول نشاط المنطقة الصناعية: في العام 1954 حيث كان يوجد في الفجيرة كراجان فقط لتصليح السيارات واعمال الصيانة, في منطقة الغرفة, وكذلك لكثافة الزراعة وكثرة المزارع في الامارة. وأضاف: ثم تطورت المنطقة الصناعية وغدت انموذجية بتنوع المصانع وتطور الاعمال الصناعية, من صناعة الاسمنت في دبا الفجيرة, الى صناعة الطابوق, الى المفروشات, الى شركات الصيانة, والاعمال الميكانيكية, الى الصناعات التحويلية الاخرى, الى الفايبر جلاس, الى الانترلوك, الى الصوف الصخري, وغير ذلك من مجالات الصناعة.

نشاط ثقافي شامل
وحول سؤال عن النشاط الثقافي في امارة الفجيرة قال معالي الاستاذ علي التجلي: تعتبر حكومة الفجيرة من الحكومات المتقدمة في الامارات المتصالحة ودول الخليج في نشر الثقافة, وتنمية الحوافز لدى المثقفين سواء في نطاق المدارس او النوادي او المجالس او الجامعات او وسائل الاعلام او المنتديات الدورية والموسمية او المتاسبات الوطنية والدينية والاجتماعية على حد سواء. وكان المبدعون يحصلون دائما على مكافات مجزية من اصحاب السمو الشيوخ, ومن المسؤولين.
ومثال ذلك رعاية النوادي الرياضية والثقافية, وتأمين المساكن, والمصاريف سواء للملبوسات او للنقل, او لاقتناء الكتب والمراجع, او المكارم الاخرى لرعاية المواهب, وتعزيز دور الثقافة والمثقفين, من الشعراء, والكتاب, والخطباء, والمحاضرين, والمتحدثين, والناشرين, مما انعش المكتبات, ووفر الكتب, وشجع على اقامة المعارض الثقافية, كما ضاعف من الطموحات.
واليوم تزدان امارة الفجيرة بالمساجد حيث يوجد 64 مسجدا كلها تابعة لوزارة الاوقاف, كما يوجد خمس جامعات, وثلاث مطابع, اضافة الى مكتبة جامعة خاصة بالديوان الاميري, وغيرها من المكتبات الخاصة للشعراء والكتاب والموظفين.
ولابد من الاشارة الى نادي الفروسية العتيد في إمارة الفجيرة والذي يستقطب الهاوين والمحترفين لمواصلة هذه الفروسية العريقة في تاريخنا العربي والاسلامي.

السياحة والتسوق
وحول السياحة والتسوق في الامارة, قال معالي الاستاذ علي التجلي: يوجد الان في امارة الفجيرة 21 فندقا حديثا ومتطورا, وكذلك عدد من الاسواق الحديثة والمتكاملة, مثل مركز الفجيرة التجاري, ومركز سيتي سنتر الفجيرة, والفجيرة مول, ومركز سوق كارفور, ومركز اللولو وغيرها. كما تتزين الامارة بعدد من الدوارات الجذابة والرائقة, مثل دوار الصقر, ودوار الديوان, ودوار المبخرة, ودوار الدلة, ودوار مرش, وغيرها.
وأضاف معاليه: ويقصد منتجع عين مضب في اماراة الفجيرة عشرات العائلات, والمجموعات السياحية الوافدة على مدار السنة, حيث المياه المعدنية الصحية, طلبا للاستجمام بالطبيعة الخلابة في المنطقة, او طلبا للاستشفاء والاقبال يتزايد عاما بعد عام.  واستطرد الاستاذ علي التجلي يقول: ولابد من التوقف ونحن نتكلم عن الصناعة والتجارة والثقافة والسياحة من الاشارة الى ان الموقع الجغرافي المتميز لامارة الفجيرة على المحيط الهندي, وساحل عمان, قد اكسبها لتكون اقرب الموانىء للعالم بالنسبة لدول الخليح. حيث وجود الميناء والمطار والمنطقة الحرة في محيط تجاري وسياحي واحد. وكذلك المعارض الصناعية والتجارية المتواصلة, مما اضاف الى مميزات الامارة الكثير من الاهتمام العالمي شرقا وغربا, سواء في تخزين النفط ومشتقاته, والزيوت وتنوعها, والسلع الاخرى, كالمعدات الصناعية, في تسهيل اعادة التصدير, او الاعفاءات من الضرائب في المنطقة الحرة, او في حركة المغادرة والعودة ذهابا وايابا للجميع على مدار العام.

باقة متميزة من التجار
واشار معالي الاستاذ علي التجلي الى النشاط الدؤوب لغرفة صناعة وزراعة وتجارة الفجيرة, وكذلك الدائرة الاقتصادية, حيث تثمر التسهيلات والحوافز وفرص العمل باذكاء الطموحات, وبوجود نخبة من التجار البارزين محليا واقليميا والذين يجمعون بين خبرة الشياب وطموحات الشباب, والتفاؤل الدائم بمضاعفة النجاح والتميز والابداع. حيث يتوفر المناخ الصحي للعمل الناجح, وبالفعل والتفاعل, لتحقيق الاهداف المنشودة في التطوير والتنمية, وكسب الفرص, والتفاؤل الدائم بمستقبل افضل.
ومن أبرز التجار في إمارة الفجيرة, في موكب ازدهارها بين الأمس واليوم هم:
1 -محمد هاشم عبدالغفور بهروزيان.
2 -محمد شريف عبدالغفور بهروزيان.
3 -عبدالرزاق محمد أمين سعادة.
4 -محمد علي عبدالوهاب اسكندر.
5 -عبدلله بن سلطان المكسح.
6 -محمد أمين العوضي.
7 -موسى بن جاسم.
8 -حبيب محمد رفيع العوضي.
9 -محمد علي الملا.
10 -سعيد عبيد.
11 -خلفان عبيد خلفان.
وغيرهم وغيرهم....

رؤية مستقبلية
وحول رؤيته المستقبلية لتطور إمارة الفجيرة وازدهارها نحو المستقبل الافضل دائما, قال معالي الاستاذ علي التجلي: ان شبابنا قادرون بكفاءاتهم وعلومهم, والاستفادة من خبرات ابائهم واجدادهم, بأن يواصلوا المسيرة, ويضاعفوا من الانجازات, بكل كفاءة واقتدار, لان الجيل السابق المؤسس وعلى مدى خمسين عاما هيأت الدولة الشباب لمتابعة المسيرة, بكل روافدها وقطاعاتها, حتى وصلت دولتنا اليوم الى المريخ, والى عالم الفضاء بكل فخر واعتزاز. بدعم من صاحب السمو رئيس الدولة واصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات, وتوجيه من المسؤولين, ورعاية من أولي الأمر والاختصاص, وبحكمة قادتنا من جيل الى جيل, وعلى رأسهم الوالد المرحوم الشيخ زايد, والوالد المرحوم الشيخ راشد بن سعيد, وأصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات الذين نقلوا الشعب من بداوة الصحراء الى ربوع المدنية والتقدم والازدهار والى العلوم والتكنولوجيا والفضاء.
وختم معاليه بالقول: فكل من سار على الدرب وصل, وكل من زرع حصد, والجميع أسرة واحدة, وهدف واحد, ومسيرة مباركة واحدة, ويد الله دائما مع الجماعة.
"ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" صدق الله العظيم.
والله ولي التوفيق....