رئيس الدولة يأمر بالإفراج عن 2937 نزيلاً من المؤسسات العقابية والإصلاحية
الدكتور محمد العلي يؤكد أن الاتفاقيات رؤية تأسيسية وأن الحوار والتعايش «أرضية صلبة» لبناء السلام
بصفته شريكاً «تريندز» يسهم في «مؤتمر الاتفاقيات الإبراهيمية»
شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في "مؤتمر الاتفاقيات الإبراهيمية: الدروس المستفادة والمسارات وسبل التعاون الإقليمي"، الذي استضافته أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في أبوظبي بالتعاون مع منتدى التعاون الإقليمي وألقى مركز تريندز للبحوث والاستشارات - الشريك الاستراتيجي للمؤتمر - كلمة ترحيبية بالمؤتمر، حدد فيها إطاراً شاملاً لأهمية هذه الاتفاقيات، وتحدياتها، وآفاقها المستقبلية.
واكد الدكتور محمد العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز في الكلمة التي القاها نيابة عنه عبد العزيز أحمد الشحي، الباحث الرئيسي ونائب رئيس قطاع البحث في المركز أن الاتفاقيات الإبراهيمية، الموقعة في سبتمبر 2020 بين دولة الإمارات، ومملكة البحرين، وإسرائيل، والولايات المتحدة، وانضمت إليهما لاحقاً المملكة المغربية والسودان، لم تكن مجرد ترتيبات سياسية عابرة، بل شكلت "حدثاً محورياً في السياسة الإقليمية".
وأوضح أن الانطلاق من هذه الاتفاقيات يقوم على رؤية أساسية مفادها أن قيم الحوار والتسامح والتعايش بين شعوب المنطقة هي "أرضية صلبة" لا غنى عنها لبناء السلام العادل والشامل، وتحقيق التنمية والرفاهية المستدامة لجميع شعوب الشرق الأوسط. وعليه، فإن هذه الاتفاقيات تحمل في طياتها الإمكانية الحقيقية لـ"تأسيس حقبة جديدة في الشرق الأوسط".
وشدد الرئيس التنفيذي لـ"تريندز" على البعد الحضاري والروحي لهذه الاتفاقيات، مشيراً إلى اعترافها بوجود تراث إبراهيمي مشترك بين الدول الموقعة التي تمثل حضارات متنوعة. واعتبر أن هذا التراث المشترك هو المدخل الحقيقي لـ"التفاعل والتعاون" بدلاً من "التنافر والصراع.
ووصف فكرة التراث الإبراهيمي المشترك بين الديانات السماوية الثلاث (الإسلام، المسيحية، واليهودية) بأنها "فكرة مُبدِعة"، يمكن أن تكون الأساس لمشروع ثقافي أوسع يربط شعوب الحضارتين العربية-الإسلامية وشعوب الحضارة اليهودية-المسيحية، لتصبح بذلك "أساساً إنسانياً عالمياً راسخاً وإرثاً للجميع".
كما أبرز القيمة الرمزية لأبي الأنبياء، إبراهيم عليه السلام، في إعلاء قيم الأُخوَّة الإنسانية والتسامح والتنوع الثقافي. وفي هذا السياق، استشهد بوثيقة الأخوُّة الإنسانية التي وقعت في أبوظبي في فبراير 2019 بين شيخ الأزهر الشريف، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والبابا فرانسيس، مؤكداً على الرؤية الملهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله" بأن "الكون يتسع للجميع، والتنوع مصدرٌ للثراء، وليس سبباً للصراع أو الاقتتال".
وعلى الصعيد الاقتصادي، أوضح الدكتور العلي أن الاتفاقيات الإبراهيمية تمثل بداية "فصل إقليمي جديد" يتأسس على رؤية جماعية للرفاهية، حيث كلما توطدت العلاقات التجارية، تعززت متانة الروابط بين الشعوب والدول. وتوفر هذه الاتفاقيات، ضمن هذه الرؤية، فرصاً غير محدودة يمكن أن تسهم في تحفيز نشاط اقتصادي مزدهر يُقدّر بتريليون دولار خلال العقد المقبل.
ومع ذلك، لم يغفل العلي الإشارة إلى التحديات الجوهرية التي تواجه هذه الاتفاقيات، مشدداً على ضرورة تكاتف الحكومات، والبرلمانات، ومراكز الفكر، والمؤسسات الثقافية والاقتصادية للحفاظ على الزخم.
وحذر الدكتور العلي من محاولات عناصر من اليمين الإسرائيلي المتشدد التي تسعى إلى القضاء التام على فكرة الدولة الفلسطينية ومبدأ حل الدولتين، موضحاً أن تحقيق السلام العادل والشامل القائم على حل الدولتين هو مكسب لكل الأطراف، مشدداً على أهمية الدور الأمريكي في وقف هذه المشروعات المهددة لمستقبل الاتفاقيات الإبراهيمية.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور محمد العلي أن المؤتمر يمثل "فرصة علمية وبحثية راقية" لمراجعة ما تحقق من أجندة التسامح والتعايش، ويوفر "مساحة معتبرة لتقييم التحديات الأمنية الإقليمية"، ومنبراً بحثياً للتقييم النوعي المرحلي لمسار الاتفاقيات الإبراهيمية، واستشراف مستقبلها، وكيفية ضمان تحقيق أهدافها".
كما شارك باحثو "تريندز" في بعض جلسات المؤتمر وقدموا مداخلات شددوا فيها على أهمية تعميق التعاون البحثي وتبادل الخبرات كأحد المرتكزات الأساسية لضمان استدامة الاتفاقيات الإبراهيمية وتحقيق نتائجها المرجوة.