بعد المستطيل الأخضر.. نجوم الكرة بين السياسة والموسيقى والتكنولوجيا الحيوية
بعد اعتزال كرة القدم، ليس من الضروري أن يواصل النجوم والمشاهير مسيرتهم داخل المستطيل الأخضر كمدربين أو حكام أو إداريين، فمنهم من تنتهي علاقته بالكرة بإعلان اعتزاله، ومنهم من يتجه إلى الفن والتمثيل، ومنهم من يتحول للسياسة والحياة العامة، وإدارة الأعمال وتأليف الروايات، ومنهم من يتقلد مناصب وزارية.
ونستعرض اليوم مسيرة نخبة من نجوم الكرة العالمية لإلقاء الضوء عليهم أين كانوا وماذا حققوا من إنجازات في الملعب؟، وأين أصبحوا الآن؟ ولتكن البداية مع النجمين البرازيليين روماريو وبيبيتو اللذين لعبا للمنتخب البرازيلي وحققا معه لقب كأس العالم.
ولن ينسى عشاق الليجا الأسباني السباق نحو لقب الدوري في موسم 1993 – 1994، حينما تواجد المهاجمان البرازيليان في فريقين مختلفين حيث كان بيبيتو يتصدر الدوري مع فريق ديبيرتيفو لا كورونيا “ الحصان الأسود “، وكان منافسه الأبرز روماريو في برشلونة، وقد احتدم التنافس بينهما حتى الجولة الأخيرة حينما حصد عشاق برشلونة مع روماريو لقب البطولة، بعد أن أهدر فريق بيبيتو ضربة جزاء في الوقت الإضافي. وفي ذلك الصيف تحديدا، رفع الثنائي معاً كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية، وكسب احتفال بيبيتو الشهير بطفله الجديد أكبر عدد من القلوب، وفي الآونة الأخيرة، تعاون الثنائي مرة أخرى، بعد أن دخل كلاهما عالم السياسة البرازيلية ومثلا حزب “ بوديموس “ في البرلمانات المحلية والوطنية.
وفي السياق نفسه وعلى المستوى العربي نجح عدد من نجوم الكرة والمشاهير في تقلد مناصب سياسية مرموقة حيث تولى العراقي أحمد راضي عضوية مجلس النواب العراقي، فيما تولى نجم الأهلي المصري والمنتخب الوطني طاهر أبو زيد منصب وزير الرياضة في عام 2013، وبعد انتهاء فترته أصبح حاليا عضوا بمجلس النواب المصري، وفي عام 2011 تولى طارق ذياب نجم الترجي والمنتخب التونسي منصب وزارة الشباب والرياضة، ثم أعيد اختياره وزيرا لشؤون الرياضة والشباب في يناير من العام الجاري.
وبعد أن نال جوليان إسكودي مساحة كبيرة من الشهرة في الليجا الإسباني خلال ستة مواسم ونصف قضاها في صفوف إشبيلية، شارك خلالها المدافع الفرنسي الدولي السابق في 164 مباراة، وفاز بسبعة ألقاب بما في ذلك بطولتا “ الدوري الأوروبي “ ولقبا كأس الملك وعقب اعتزاله حاز على مكاسب بين محبي المطاعم الفاخرة في مدريد، بعد أن افتتح مطعمين شهيرين في العاصمة الإسبانية.
وفي أعقاب المتعة التي صدرها جازيكا ماندييتا لجماهير فالنسيا وبرشلونة خلال أواخر تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة بمهاراته وإبداعاته الكروية أبرزها الهدف المميز الذي سجله بمجهود فردي مع فالنسيا وفازوا على أتلتيتكو مدريد في نهائي كأس الملك 1999، ظهرت مواهبه الموسيقية في المقدمة بعد الاعتزال، أولاً كعازف جيتار في الفرقة الموسيقية الإسبانية المستقلة “جاستيز جانج”، ومؤخراً كقائد تنسيق موسيقى “دي جي” مشهور.
أما النجم الألماني السابق بودا اليجانز لاعب ريال مدريد - الذي يعد أحد أبطال كأس العالم عام 1990 مع منتخب ألمانيا، والفائز بلقب الليجا الإسباني في موسمه الأول بعد انضمامه إلى ريال مدريد في عام 1996، وفاز معه بالكأس الأوروبية السابعة في عام 1997، وظل في قلعته حتى عام 2001، حيث فاز معه بلقب الدوري الإسباني وكأس دوري أبطال أوروبا - فقد انتقل مع زوجته بعد الاعتزال إلى مدينة أليكانتي الاسبانية، وكتبا معاً رواية باللغة الألمانية بعنوان «Alles» أي “كل شيء».
وعن أغرب التحولات في مسيرة مشاهير الكرة تلك التي قام بها الفرنسي ماثيو فلاميني لاعب خيتافي السابق والذي ساعد فريقه في تحقيق المركز الخامس الموسم الماضي وهو أفضل مركز يصل إليه الفريق في مسيرته، حيث انتقل إلى إدارة شركته الناجحة في مجال التكنولوجيا الحيوية في وقت مبكر من مسيرته المهنية في كرة القدم، وبذل فلاميني وأحد أصدقائه جهدا كبيرا لتطوير حمض مفيد في العمليات الكيميائية الصديقة للبيئة، وأصبحت شركته واحدة من أشهر وأهم الشركات في أوروبا بهذا التخصص، حيث يعمل بها 400 شخص موزعين بين إيطاليا وهولندا.