بعد ضربات الصومال.. هل يتراجع «داعش» في القرن الأفريقي؟

بعد ضربات الصومال.. هل يتراجع «داعش» في القرن الأفريقي؟

أعادت الضربات العسكرية الأمريكية ضد تنظيم «داعش الإرهابي» في القرن الأفريقي تسليط الضوء على إستراتيجية واشنطن في القضاء على التنظيمات المتطرفة. فرغم محدودية قوة وعدد عناصر «داعش» أمام حركة الشباب الصومالية، إلا أن استهداف قيادات كبيرة مثل عبد القادر مؤمن يعكس قلقا من استرجاع قدرته على التمدد عالميا.
وتحذر مجموعة الأزمات الدولية، من أن تنظيم «داعش» يطمح للتوسع خارج منطقته الحالية في الصومال، بعدما أعاد تشكيل نفسه كجزء مهم من شبكة الجماعة الجهادية في العالم، وأصبح زعيمه عبد القادر مؤمن شخصية رئيسة في القيادة العالمية للتنظيم.
وتضاربت الأنباء بشأن مقتل هذا المتطرف منذ إعلان القوات الأمريكية، شن ضربات جوية، مساء السبت، ضد مسلحين من تنظيم «داعش» في الصومال بأمر من الرئيس دونالد ترامب.
وأعلنت حكومة منطقة بونتلاند التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي في شمال البلاد، الأحد، والتي بدأت عمليات ضد التنظيم منذ ديسمبر الماضي، أن الغارات خلال ضربة أمريكية في الصومال، وتحديدًا على جبال غوليس أدّت إلى مقتل «قادة رئيسيين» في التنظيم، قبل أن تشير لاحقاً إلى مقتل 46 شخصا على الأقل جراء الغارات.
وقال الخبير العسكري عادل عبد الكافي إن القرن الأفريقي تحول إلى ساحة لفرض القوة بين أمريكا وروسيا والصين في ظل نشاط تنظيم داعش وحركة الشباب في الصومال. وقد أمر ترامب بشن غارات جوية على التنظيمات المسلحة في البلاد بعد البيان الذي أصدره التنظيم والعمليات التي نفذها، مع أن واشنطن سبق لها ونفذت (19) غارة جوية عام 2023 و(63) غارة جوية عام 2019.
وأوضح لـ»إرم نيوز»، أن المسيّرات الأمريكية تنطلق من القاعدة العسكرية ليمونييه في جيبوتي، رغم أن لدى أمريكا ذراعا عسكريا صوماليا وهو لواء داناب، أحد أهم الاستثمارات العسكرية الأمريكية، فهي قوات تدخل سريع تم إنشاؤها عام 2014 وعدد عناصرها 1500 جندي وضابط صومالي.
وكشف عن رغبة واشنطن في زيادة عدد اللواء إلى 3 آلاف عنصر، وهو القوة الضاربة الصومالية التي تعتمد عليها أمريكا على الأرض، إذ تقوم شركة (بانكروفت الأمنية الأمريكية الخاصة) بالتدريبات الأساسية لجنوده والقوات الخاصة الأمريكية متكفلة بالتدريب المتقدم. ومع ذلك لم تنجح إستراتيجية أمريكا في القضاء على التنظيمات المتطرفة.
ويحصي مسؤولو الأمم المتحدة والولايات المتحدة والحكومات الصومالية المحلية ضم تنظيم «داعش» ما بين 300 إلى 700 عضو، يُعتقد أن نصفهم تقريبا من المقاتلين الأجانب الذين دخلوا الصومال، بحسب صحيفة «ذا غارديان».
وكان التنظيم انشق في البداية عن «حركة الشباب» الموالية للقاعدة، ليدخل معها في صراع على النفوذ ويهدد الحكومات الصومالية، مثيرًا خطرًا متصاعدًا على المستويين الإقليمي والدولي.
وتوضح مجموعة الأزمات الدولية أن التنظيم يركز على عدة أمور أساسية للبقاء وهي الجغرافيا الوعرة والمعزولة التي يصعب على القوات الحكومية الوصول إليها، والروابط القبلية خاصة مع قبيلة علي سلبان المهمشة في بونتلاند. في وقت يحاول تجنيد لاجئين من قومية «الأورومو» الإثيوبية، ورغبته في التمدد نحو إثيوبيا، مع التخطيط لعمليات في كينيا.
ويقول الخبراء إن فرع داعش في الصومال، المتمركز في بونتلاند في شمال البلاد، تمكن من كسب مساحة للتنفس من خلال صد جهود منافسه الرئيسي، حركة الشباب، لسحقه. ومن الممكن أن تشجع أهمية الصومال كمركز لوجستي ومالي لشبكات تنظيم الدولة في أفريقيا والعالم، الجماعة في الصومال.
وتأتي الغارة الجوية الأمريكية الأخيرة مع بداية الولاية الثانية للرئيس ترامب وفي أعقاب سلسلة من الجهود لمكافحة التطرف في الصومال، آخرها في مايو 2024، حينها نفذت القيادة الأمريكية في أفريقيا غارة جوية بالقرب من دهاردار، على بعد 81 كيلومترًا جنوب شرق بوساسو، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من مسلحي داعش.