بيتر هارينغتون تستعرض التفاعل الثقافي بين الشرق والغرب في أبوظبي للكتاب

بيتر هارينغتون تستعرض التفاعل الثقافي بين الشرق والغرب في أبوظبي للكتاب


جذبت مكتبة "بيتر هارينغتون" البريطانية، المتخصصة في الكتب والمخطوطات النادرة، أنظار زوّار الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، من خلال مجموعة فريدة من الكنوز المعرفية التي تسلط الضوء على التفاعل الثقافي والتاريخي بين الشرق والغرب، وتوثّق محطات بارزة في تطور الطباعة والأدب والعلوم.
وضمن أبرز المعروضات لهذا العام ، مخطوطة نادرة تعود للقرن الرابع عشر من كتاب "القانون في الطب" للفيلسوف والطبيب المسلم ابن سينا، بمناسبة مرور ألف عام على تأليف هذا العمل الطبي الخالد، كما ضمّت المعروضات كتبًا نُشرت في مطبعة نابليون بونابرت التي أُنشئت في مصر عام 1798، إلى جانب أوائل نماذج الطباعة العربية في الولايات المتحدة الأمريكية، ونسخة نادرة من كتاب "طيور بريطانيا العظمى" للمؤلف جون غولد، المعروف بدقة رسوماته وتصنيفاته العلمية للطيور.
وقالت سيسيليا غاسرهولم، المتحدثة باسم المكتبة والمتخصصة في كتب السفر، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام"، إن "بيتر هارينغتون" استعرضت نسخة نادرة من رواية أمريكية تعود لعام 1834 بعنوان "The Kentuckian in New-York"، وتحتوي على أول ظهور معروف للخط العربي في الأدب الأمريكي، حيث استُخدم خط يد شخصية مسلمة من قبائل الفولا في غرب أفريقيا، وهو ما يُعد توثيقًا نادرًا لحضور الثقافة الإسلامية في الأدب الغربي في تلك الحقبة.
وأضافت أن المكتبة عرضت كذلك كتابًا نادرًا من القرن التاسع عشر يُعد من أوائل المحاولات المعروفة لتعليم اللغة الإنجليزية للناطقين بالعربية، من تأليف كاتب مصري، وتميز باستخدام الحروف العربية لكتابة الكلمات الإنجليزية، ما يعكس محاولة مبكرة لتيسير تعلم اللغة عبر النطق.
وأشارت إلى أن جناح المكتبة تضمن أيضًا أرشيفًا مصورًا يوثق مشروع سكة حديد الحجاز عام 1948، إلى جانب مجموعة من الكتب النادرة، منها كتاب "الإبريز" “1877” الذي يُعد من القواميس الفريدة، والطبعة الكاملة الأولى من "ألف ليلة وليلة" التي طُبعت في مطبعة بولاق عام 1835، بالإضافة إلى مجموعة من اللوحات الأصلية التي رسمها الفنان إدموند دولاك لطبعة 1907 من الكتاب ذاته.
ومن بين المعروضات الأخرى التي استعرضتها المكتبة، نسخة حجرية من كتاب "الأقاليم" المستندة إلى مخطوطة الاستخرجي وتُعد من أقدم الخرائط العربية المطبوعة، وكتاب "Arabian Sands" للرحالة البريطاني ويلفريد ثيسيجر، وكتاب "Moorish Recipes" الصادر عام 1954، والذي يُعد من أوائل كتب الطبخ الإنجليزية المخصصة للمطبخ المغربي، إضافة إلى أول طبعة مطبوعة لكتاب "العناصر" لإقليدس (1482)، والتي استندت إلى الترجمات العربية في العصور الوسطى وتُعد من النصوص الأساسية في تاريخ الرياضيات.
وأكدت سيسيليا غاسرهولم، أن جميع المعروضات تم اختيارها بعناية من أرشيف المكتبة في لندن، وتشمل مجالات متنوعة من كتب الأطفال إلى كتب الاستكشاف والمخطوطات النادرة، مشيرة إلى أن مشاركة مكتبة "بيتر هارينغتون" البريطانية، المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تعكس التزامها بالتواصل الثقافي مع المنطقة.
وأكدت أن المعرض أصبح منصة عالمية تتيح للمؤسسات الثقافية عرض تراثها أمام جمهور واسع ومتعدد الاهتمامات.