بيكنباور.. مدافع خطف الأضواء من الهدافين وتوج منتخب بلاده بلقب المونديال

بيكنباور.. مدافع خطف الأضواء من الهدافين وتوج منتخب بلاده بلقب المونديال


في حقبة سيطرت عليها المواهب الهجومية الفذة، لم يكن من السهل على أصحاب النزعة الدفاعية فرض وجودهم على ساحة كرة القدم الأوروبية أو العالمية. لكن نجما واحدا نجح في هذا التحدي الصعب وخطف الأضواء حتى من أبرز المهاجمين، وهو أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور، الذي اشتهر بلقب "القيصر" ووصف بأنه المدافع الأهم والأبرز في تاريخ اللعبة. وخلال النسخة العاشرة من بطولات كأس العالم، والتي استضافتها ألمانيا الغربية في 1974 ، كان بيكنباور هو القائد المميز الذي لعب الدور الأكبر في فوز منتخب بلاده بلقبه العالمي الثاني.

وبرغم وجود المهاجم الخطير جيرد مولر، الذي توج بلقب هداف نسخة 1970 برصيد 10 أهداف، كان بيكنباور في صدارة المشهد.
واستهل منتخب ألمانيا الغربية مسيرته في مونديال 1974 بالفوز على تشيلي 1-0 ثم على أستراليا 3-0 ، ولكن هزيمته المفاجئة أمام منتخب ألمانيا الشرقية في ختام مباريات الفريق بالدور الأول كانت بمثابة جرس إنذار في الفريق.

وهنا، ظهرت سطوة بيكنباور وقدرته على التحكم في مجريات الأمور داخل الفريق رغم أنه كان دون الـ29 من عمره آنذاك.
وفرض بيكنباور في ذلك الوقت أسلوب لعبه كظهير حر إضافة لاتجاه المدرب هيلموت شون إلى إجراء بعض التغييرات على تشكيلة الفريق خلال مباريات الدور الثاني التي أقيمت بنظام المجموعات أيضا.

وأثمر هذا التغيير 3 انتصارات مهمة على يوغسلافيا 2-0 والسويد 4-2 وبولندا 1-0 ليتأهل الفريق إلى المباراة النهائية في مواجهة المنتخب الهولندي زعيم "الكرة الشاملة" الذي أبهر العالم بعروضه القوية في هذه البطولة. وكانت ركلة الجزاء التي احتسبت للمنتخب الهولندي في الدقيقة الأولى من المباراة النهائية كفيلة بتحطيم معنويات الألمان، لكن بيكنباور قاد الفريق لعبور الاختبار الصعب واجتياز العقبة الهولندية في الطريق لمنصة التتويج باللقب العالمي الثاني.

واعترف كثير من النقاد في ذلك الوقت بأن أداء بيكنباور في هذه البطولة جعل المنتخب الألماني يظهر بشكل أفضل وأكثر إقناعا مما كان عليه عندما توج بلقب كأس أمم أوروبا “يورو 1972”.

وبرغم مشاركته في بطولتي كأس العالم 1966 و1970، جاء نجاح بيكنباور في مونديال 1974 تزامنا مع أفضل مرحلة من مشواره الكروي وبعد أشهر قليلة من تحقيق لقب في بطولة الدوري مع بايرن ميونيخ واللقب الأول بين ثلاثة ألقاب متتالية للنادي البافاري في أوروبا بين عامي 1974 و1976 .

ولكن إنجازات بيكنباور لم تتوقف عند هذا الحد حيث قاد "القيصر" منتخب ألمانيا للفوز بلقب كأس العالم 1990 عندما كان مديرا فنيا للفريق ليصبح حتى الوقت الحالي واحدا من 3 مدربين فقط فازوا باللقب العالمي كلاعبين ومدربين، ويشترك معه في هذا البرازيلي ماريو زاجالو والفرنسي ديدييبه ديشان.

وكان بيكنباور أول قائد لمنتخب بلاده يرفع الكأس الأصلية الجديدة للمونديال بعدما احتفظ المنتخب البرازيلي بالكأس القديمة "كأس جول ريميه" بإحراز اللقب العالمي في 1970 للمرة الثالثة في التاريخ.