رئيس الدولة والرئيس المصري يبحثان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية
منذ عقد تعاني المدينة من الاضطرابات
بيلوغورود الروسية بين نارين وعائلاتها مشرذمة
بيلوغورود مدينة روسية تبعد 600 كليومتر عن موسكو، وتبعد نصف ساعة بالسيارة عن حدود أوكرانيا، ما جعلها نقطة حيوية لخطوط الإمداد الروسية، وهشة على نحوٍ استثنائي.
وتقول صحيفة “غارديان” البريطانية في تقرير ميداني إنه بينما يمكن في موسكو وسان بطرسبرغ تلمس آثار الغزو الروسي عبر ارتفاع الأسعار، يشعر سكان بيلوغورود باهتزازات الأرض نتيجة الانفجارات البعيدة في البلدات والمدن.
والإثنين، زعمت ميليشيا معادية للكرملين أنها عبرت الحدود من أوكرانيا لمهاجمة قريتين . وقال حاكم بيلوغورود فيتشسلاف غلادكوف، إن 8مدنيين جرحوا.
أما أوكرانيا فنفت أي صلة لها بالمقاتلين الروس المنشقين. وقالت ميليشيا أخرى معادية للكرملين إنها شاركت في الغارة، لكن الأمر كان آخر مثال على العنف الذي يضرب منطقة بيلوغورود.
واتهمت موسكو كييف بالانتقام عبر الهجمات على بيلوغورود. ومنذ بداية الحرب، لامت روسيا، أوكرانيا على ضرب مصافي تخزين النفط،وتخريب خط للسكك الحديد فوق جسر، ونسف مستودعات ذخيرة، واستهداف المدينة نفسها بالصواريخ.
وعلى مدى الحرب، نأت أوكرانيا بنفسها عن الهجمات داخل روسيا، ذلك لأن الغرب يرسل أسلحة إلى كييف، شرط منع استخدامها ضد أهداف في روسيا.
لكن المفارقة أن الجيش الروسي نفسه كان المعطل الأكبر لحياة المواطنين في بيلوغورود. ونتيجية سوء الإدارة وتدنٍ متزايد في المعنويات، ظهر أن الجنود الروس مسؤولون عن سلسلة هجمات وتفجيرات فاقمت الاضطرابات في المنطقة.
ففي أكتوبر(تشرين الأول)، قتل 11 جندياً روسياً عندما أطلق متطوعان النار في معسكر للتدريب في منطقة بيلوغورود. وتسبب انفجار في مستودع للذخيرة، نتيجة “اللامبالاة” عند التعامل مع قنبلة يدوية، في مقتل 3 جنود وجرح 16 آخرين في 16 يناير(كانون الثاني).
وعقب ذلك، أجلي آلاف من المدينة خلال عملية لتفكيك قنبلة قرب حفرة بعمق عشرين متراً، وفق وكالة تاس للأنباء. ومنذ عقد، تعاني بيلوغورود من الاضطرابات التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا. وبعد القتال بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الروس في شرق أوكرانيا في 2014، فر آلاف الأوكرانيين إلى روسيا عبر الحدود. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2014، أعلنت سلطات بيلوغورود أن 60 ألف أوكراني قدموا إلى المنطقة.
وكانت هناك تقارير، منذ اندلاع الحرب في فبراير (شباط) 2022، عن عبور آلاف آخرين الحدود، خاصة بعد استعادة القوات الأوكرانية منطقة خاركيف في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقبل 2014، كان الروس في بيلوغورود يسافرون بانتظام إلى خاركيف، ثاني أكبر مدينة أوكرانية. ولأن المسافة 80 كيلومتراً بين المدينتين، فإن الصداقات والعلاقات العائلية العابرة للحدود، لم تكن شيئاً غير مألوف.
ومع اندلاع الحرب، عانت عائلات من الانفصال بسبب الحدود. وفي سبتمبر، (أيلول) تحدثت “غارديان” إلى إيرينا، التي تعيش مع ابنتها في بيلوغورود، لكن زوجها السابق يعيش في خاركيف. فقالت: “طفلتنا منقسمة بين بلدين بصرف النظر عما يحدث».