تحركات الصين وروسيا تظهران استعدادهما لمواجهة الغرب

تحركات الصين وروسيا تظهران استعدادهما لمواجهة الغرب

تشير التحركات الأخيرة على الساحة الدولية إلى أن هناك نظاماً عالمياً جديداً يتشكل، تسعى الصين وروسيا في إطاره لحجز مكانتهما عن طريق الاستعداد جيداً لمواجهة المعسكر الغربي.
ونشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تحليلاً تحت عنوان “إنفاق الصين العسكري وحرب روسيا يظهران استعدادهما لمواجهة الغرب”، أن بكين تأمل في أن تتمكن من إدارة العقبات الاقتصادية والديمغرافية لديها من خلال تشكيل جيش ضخم لها.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هناك نظامًا عالمياً جديداً يتشكل، ووصفت التقارير عن زيادة الصين للإنفاق العسكري بنسبة 7% بأنها “مقلقة».
وأضافت أن الصين لم تعد تتظاهر بأنها ستصبح مجرد قوة اقتصادية، ولكنستكون أكثر حزماً، مشيرة إلى أن الطريقة التي تعمل بها مشابهة للطريقة التي ظهرت بها الولايات المتحدة الأمريكية القرن الماضي، عندما بدت كقوة اقتصادية في البداية، ولكن سرعان ما وصلت إلى مكانتها الحالية كقوة عالمية.
وأوضحت أن الصين كانت تنتظر ذلك الوقت -في إشارة للظروف التي يمر بها العالم-، وتتقدم بهدوء دون محاولة إثارة الذعر، وعندما تغيرت الأمور في السنوات الماضية، خلال تفشي فيروس كورونا، عزلت نفسها وبدأت تستعد.
 
خلافات متزايدة
ولفتت الصحيفة إلى أن قائمة الخلافات بين الصين والغرب آخذة في الازدياد، بعضها عبارة عن صراعات حول الجزر الصغيرة والمرجانية ، وأخرى حول دور الصين في إفريقيا، وتابعت: “بشكل عام، الصورة واضحة، ستحتاج الصين الأكثر حزماً إلى مزيد من السفن والمزيد من الاستثمار في قواتها المسلحة».
 إلى ذلك، سيحتاج الغرب إلى إعادة التسلح بسرعة والعمل أيضاً مع حلفائه في جميع أنحاء العالم عبر المنتديات والعلاقات الناشئة الجديدة، مشيرة إلى توجه مسؤولين من وزارة الدفاع الأمريكية إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع أيضاً لأغراض عسكرية.
 
ماذا تخفي التحركات؟
وتقول الصحيفة، إن الصين تخصص نحو 225 مليار دولار لميزانيتها الدفاعية..
 ويقال إن ميزانية الولايات المتحدة  أكبر بأربعة أضعاف، ولكن ربما تقــــوم الصين ببناء المزيد من المنصات وتأمل في اســــتخدام الاقتصــــاد لجمـع المزيد من الأسلحة في الفترة المقبلة. 
وفي المقابل، فإن الولايات المتحدة تضخ الأموال في الحرب الأوكرانية، وهي أموال تعود في الأساس إلى الشركات المصنعة للدفاع في الولايات المتحدة.
وتقول التقارير إن أوروبا ستضطر إلى إعادة تسليح واستبدال الذخائر التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا، ولذلك، حتى لو كانت ميزانية الدفاع الأمريكية أكبر بأربعة أضعاف، فإن الأمر يتطلب المزيد من المال. من المهم أيضاً ملاحظة أن زيادة الإنفاق يأتي مع تباطؤ نمو الصين وتراجع التركيبة السكانية حتى بعد أن تخلت عن سياسة “الطفل الواحد”، وهذا يعني أنها قريباً ستشهد انخفاضاً في عدد السكان وسيتراجع النمو، وما سيتبقى هو “الصين ذات القوة المسلحة الهائلة».
 
استنزاف الغرب
وترى “جيروزاليم بوست”، أن موسكو راهنت على الاستنزاف، حيث تم تصميم التحركات الروسية لـ”طحن أوكرانيا” وإعادة البلاد إلى الوراء ، ولم تعد روسيا مهتمة بما إذا كانت أوكرانيا موجودة بالكامل في المعسكر الغربي اليوم أم لا، لم يتم تصميم هذا لإبقاء أوكرانيا “محايدة” أو بعيدة عن الناتو، ولكن في الواقع، لتخريب الناتو.
وتابعت: “النقطة المهمة هي أن روسيا أمضت العقدين الماضيين في الاستعداد لمواجهة الغرب، لقد أرادت إعادة صياغة نزاع كوسوفو، حيث شعرت روسيا بالإهانة لأن الغرب أضعف حليفتها صربيا، فتريد موسكو الآن إثبات أنها تستطيع أن تفعل بأوكرانيا ما حدث ببلغراد، وبعد ذلك تأمل في إعادة كتابة قواعد النظام العالمي بغزوها».