تحليلات متباينة.. كيف تفاعل الإعلام العبري مع زيارة ترامب للمنطقة؟

تحليلات متباينة.. كيف تفاعل الإعلام العبري مع زيارة ترامب للمنطقة؟


قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، صباح أمس الاثنين، إن “اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو بداية لخطوات إقليمية متسارعة، يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفعيلها لإحراز تسويات سياسية أوسع من غزة».
وعزت الصحيفة العبرية رؤيتها الاستشرافية إلى الفيتو الذي استخدمه ترامب في السابق ضد ضم الضفة الغربية، مشيرة إلى أن “هذا الموقف يعكس إلى حد كبير شروع الرئيس الأمريكي في تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حتى إذا انصب اهتمام مطوري العقارات في إدارته على الأرباح المرتقبة في قطاع غزة».
استشهدت الصحيفة على ذلك بإعلان ترامب، وهو في طريقه لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه “لن يسمح بضم الضفة الغربية”، وأضاف حاسما: “لن يحدث».
وبينما سألته إحدى الصحافيات حينها: “هل تحدثت مع بنيامين نتنياهو حول هذا الأمر؟”، فقد ترامب صبره: “نعم، لكنني لن أسمح بذلك، سواء تحدثت معه أم لا، لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. لقد رأينا ما يكفي، وحان الوقت للتوقف، أليس كذلك؟».
وعلقت صحيفة “يديعوت أحرونوت” على غياب التمثيل الإسرائيلي عن مؤتمر قمة شرم الشيخ امس الاثنين، وطرحت سؤالًا: هل يُعتبر عقد مؤتمر دولي لإنهاء الحرب دون دعوة إسرائيل “إهانة” لها، أم أن عدم دعوتها يُريح نتنياهو؟ قد يكون الجواب كلا الأمرين، حسب الصحيفة.
وأضافت: “إلى جانب توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل، لن يرحب ممثلو الدول العربية بالتقاط صور على هامش المؤتمر مع نتنياهو، لا سيما أن ذلك يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي رصيدا جديدا داخل إسرائيل، إلى جانب رصيد الإفراج عن الرهائن، كما لن يرضى الرأي العام العربي عن هذا التقارب».يُضاف إلى ذلك أن “ترامب فرض على نتنياهو قرار إنهاء الحرب واتفاق إطلاق سراح الرهائن، وآخر ما يرغب به نتنياهو حاليا هو المشاركة في مؤتمر تُطرح فيه قضية حل الدولتين على طاولة المفاوضات».وفي مقال بالصحيفة العبرية، رأى الكاتب إيتمار آيخنر أن “عزاء نتنياهو الوحيد في الغياب عن مؤتمر قمة شرم الشيخ هو عدم توجيه دعوة لحماس أيضا”. وأضاف: “مع ذلك، يبدو أن الأمريكيين لم يُصروا على دعوة نتنياهو، لأن الأمر ببساطة أصبح أقل أهمية بالنسبة لواشنطن، التي تريد حشد دعم دولي واسع لليوم التالي، وإيفاد قوة مشتركة إلى قطاع غزة لدعم الاستقرار”.وكما تعتقد الصحيفة العبرية، يبعث غياب إسرائيل وحماس عن مؤتمر القمة في شرم الشيخ برسالة سلبية إلى المنطقة، مفادها: “تُدار الأمور على حساب الطرفين، إسرائيل والفلسطينيين، وهما ليسا شريكين في تحديد مصيرهما.
وفي السياق نفسه، تنقل صحيفة “معاريف” عن مصدر إسرائيلي قوله إن “غياب نتنياهو عن مؤتمر القمة مقصود وليس عرضيا».
وأضاف: “قد يكون من الأنسب لنتنياهو عدم حضوره، وإلا سيُطلب منه تقديم تنازلات. في نهاية المطاف، ستُفضي القمة إلى ضرورة التوصل إلى حل الدولتين، وبدء مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وهذا آخر ما يحتاجه نتنياهو. لذلك، قد يكون من الأنسب له عدم حضوره».