تراجع النشاطات التجارية للمهاجرين في نيويورك في ظل سياسات ترامب

تراجع النشاطات التجارية للمهاجرين في نيويورك في ظل سياسات ترامب


يرى نادر الأميركي من أصل فلسطيني أن الخوف الناجم عن سياسات الرئيس دونالد ترامب المتعلقة بالهجرة جعل شوارع حي كوينز في نيويورك الذي تقطنه غالبية من المهاجرين مقفرة ما أرغمه على إغلاق متجر الأثاث الذي يملكه هناك.
وقال نادر ممتنعا عن الكشف عن اسمه بالكامل كغيره من المشاركين في هذا الريبورتاج إن "الوضع هنا يكاد يكون ميتا".
وأضاف "لدي العديد من الزبائن خصوصا من غواتيمالا، ولا أحد يخرج إلى الشارع لشراء أثاث" موضحا أن الناس يخشون التوقيف والترحيل.
والساحة الرئيسية في كورونا بحي كوينز كانت ذات يوم نقطة التقاء صاخبة في قلب الحي الذي تسكنه غالبية من أصول لاتينية، لكنها تبدو الآن هادئة مع حركة مرور قليلة للمشاة.
وتمر أحيانا ثلاثة أيام دون أن يتمكن نادر البالغ 57 عاما من بيع أي شيء، ما يضعه أمام مستقبل مجهول.
ويوضح نادر من محله القريب من جادة روزفلت الشارع الرئيسي في كورونا "لم أتخيل أبدا أن الأمر سينتهي بهذا الشكل" في ظل معاناته ارتفاع الإيجار.
وكثيرا ما كان زبائنه غير مسجلين كالعديد من سكان الحي الذي يجمع مختلف الثقافات، والذين أصبحوا الآن خائفين من عمليات الترحيل الجماعي التي هدد بها الرئيس الجمهوري.
ووسط حالة الغموض هذه، يتردد الناس في شراء سرير أو فرشة أو خزانة إذ قد يضطرون للمغادرة في أي لحظة، بحسب نادر. كما تشكو متاجر الملابس المحلية ومحلات البقالة ومكاتب التحويلات المالية وأكشاك الطعام من انخفاض أعمالها بنحو النصف منذ بداية العام.
كما انخفض عدد الزبائن في متاجر الهواتف إلى النصف، على ما يقول خافيير موضحا أن زبائنه خفضوا خطط هواتفهم بينما يدفع آخرون الحد الأدنى لتجنب فقدان أرقامهم.
وقال إن معظمهم يفضلون الانتظار لشراء جهاز جديد.
وأضاف خافيير المكسيكي البالغ 31 عاما "كان الناس ينفقون المال دون أي مشكلة. (يقولون) "لدي وظيفة، لدي المال" الآن يتركون أماكن عملهم وقد لا يصلون إلى منازلهم".
وعلى نقيض الفترة التي أعقبت تنصيب ترامب عندما جاب عناصر إدارة الهجرة والجمارك المنطقة لتنفيذ أوامر ترحيل، لم يعد من المعتاد رؤية العناصر الآن لكن الخوف لا يزال سائدا. وقال خافيير بحزن إن "الأمر سيستمر لسنوات".
منذ تنصيبه وحتى 12 آذار-مارس، رحّلت دائرة الهجرة والجمارك الأميركية 28319 شخصا في أنحاء البلاد، وفقا لإحصاءات رسمية.
ويتساءل خافيير "ماذا لو استمروا في عمليات الترحيل؟ مشددا على أن الشركات المحلية تعتمد على أشخاص من دول أميركا اللاتينية، سواء كانوا مسجلين أم لا.
وعلى غرار أصدقائه، نقل خافيير مدخراته إلى المكسيك كإجراء احترازي تحسبا لما قد يحدث، ولم يحتفظ إلا بما يكفيه للعيش. وما يُفاقم إغلاق المتاجر وتسريح العمال قيام الشركات بصرف الموظفين غير المسجلين خشية إجراءات توقيف محتملة.
واشتكى الإكوادوري فرانسيسكو لوبيز العامل في قطاع البناء من أن أصحاب العمل يُغيّرون العمال كل "15 يوما".
وروى بغضب أنه قبض أجره بشيك مرتجع.
وتروي سيدة مكسيكية تبلغ 53 عاما رفضت ذكر اسمها وتملك كشكا لبيع الطعام في الساحة الرئيسية في كورونا، أنها طالتها أيضا تداعيات خطاب ترامب المعادي للهجرة.
وكانت هذه المرأة تكسب خلال العام الماضي ما يصل إلى 500 دولار يوميا سددت منها تكاليف النقل وإيجار معدات المطبخ وخيمتها ومكونات طعامها وتكاليف تربية أطفالها الأربعة.
لكن في الأيام الأخيرة بات من الصعوبة كسب أكثر من 140 دولارا يوميا وفقا للمهاجرة غير النظامية التي وصلت إلى الولايات المتحدة قبل 32 عاما وسددت الضرائب بل وحصلت على ترخيص من المدينة لكشكها.
وقالت "يجب أن آتي للعمل حتى لو كنت خائفة" مضيفة أنها اضطرت لطمأنة أطفالها الصغار الذين يخشون أن يتم ترحيلها. وتفكر في إعطاء ابنتها الكبرى البالغة 21 عاما، توكيلا رسميا لرعاية أشقائها حال حدوث أي طارئ.
ويقول نادر "لو قال السيد ترامب +سأترك سكان هذه المنطقة وشأنهم، لن يمس أحدٌ من لا يملكون وثائق+ لكان الأمر جيدا. لكنه لا يقول ذلك".
ويضيف "بدلا من ذلك، يقول إنه يريد طرد المزيد من الناس".