ضمن برنامج فعاليات المركز العلمي والثقافي المصاحبة للمعرض

تريندز يستعرض العلاقات الثقافية والدبلوماسية الإيطالية - الخليجية في الشارقة للكتاب

تريندز يستعرض العلاقات الثقافية والدبلوماسية الإيطالية - الخليجية في الشارقة للكتاب


في إطار البرنامج العلمي والثقافي المصاحب لمشاركة مركز تريندز للبحوث والاستشارات في النسخة الـ 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، نظم المركز في جناحه حوار «تريندز» الخامس، الذي سلط الضوء على «العلاقات الثقافية والدبلوماسية الإيطالية - الخليجية»؛ وذلك مواكبة لحلول إيطاليا ضيف شرف الدورة الحالية من المعرض، وتأكيداً على أن قوة الروابط العلمية والمعرفية والثقافية بين الدول هي أساس العلاقات الدولية المبنية على الحوار البنّاء والتفاهم والتشارك.
واستهلت الجلسة الحوارية نور المزروعي، نائبة مدير إدارة المؤتمرات في «تريندز»، بكلمة ترحيبية قالت فيها: إن منطقة البحر الأبيض المتوسط لطالما كانت فضاءً للّقاءات والمقارنات بين مختلف الثقافات والأديان والمجتمعات، وتُعَدُّ إيطاليا إحدى بوتقات هذا الانصهار الثقافي، مؤكدة أن الأدب والعمارة من بين أعرق أشكال التعبير الفني، ولكن هناك قنوات أخرى لنشر المحتويات الثقافية وتعزيز التواصل والتقارب الثقافي، مشيرة إلى أن هناك تعاونًا علميًا وثقافيًا متناميًا بين دول الخليج وإيطاليا، ويحتل هذا التعاون مكانة محورية في العلاقات الثنائية.

علاقات ثقافية
بدورها، أكدت كريستيانا أوليفا السكرتير الإداري للجناح الإيطالي في إكسبو 2020، أن الحضارة العربية مكون أساسي من مكونات إيطاليا، كما أن التأثير العربي في إيطاليا يمتد من الطعام والثقافة إلى العمارة والفن، والتخطيط الحضري، وغيرها، وتعود العلاقات الثقافية والروابط التاريخية إلى عصر الإمبراطورية الرومانية والحضارة النبطية، التي توجد شواهد معمارية غنية عليها في دولتي الإمارات وإيطاليا، ويُعتبر الحضور الإيطالي على امتداد سواحل البحر الأحمر والخليج موثَّقاً توثيقاً جيداً، كما أن الفن والعمارة العربيين ينتشران في جميع أنحاء إيطاليا من الجنوب إلى الشمال، مبينة أن فينيسيا، هي المدينة الأوروبية الوحيدة التي تحمل منذ عام 1000 ميلادية اسمها العربي الخاص، وهو البندقية.
وأشارت كريستيانا أوليفا إلى أن التأثير العربي قوي للغاية في إيطاليا إلى درجة أنه يمس الأدب والفنون والشعر، وغيرها، ويتجسد التعاون الحديث في التفاعل القائم بين معرض الشارقة للكتاب ومعرض بولونيا، مبينة أن الموسيقى تعد مثالاً على الروابط بين إيطاليا والعرب، ويتجلى ذلك في أصوات الموسيقى الشعبية الإيطالية، كما كان إكسبو دبي 2020 مثالاً رائعاً للعلاقات الثقافية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا، حيث استضاف الجناح الإيطالي والمعهد الثقافي الإيطالي في دول مجلس التعاون الخليجي فعاليات موسيقة شارك فيها فنانون إيطاليون، بدعم من مؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون.

استراتيجية التسامح
وذكرت السكرتير الإداري للجناح الإيطالي في إكسبو 2020 أن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمعرض إكسبو أكد على عظمة قوتها الناعمة، وأصبحت دبي عاصمة العالم الجديدة للدبلوماسية الثقافية، وأثبتت دولة الإمارات مرة أخرى قدرتها على معالجة التحديات واغتنام الفرص من خلال تقديم فرصة للعالم بأسره للتلاقي والتواصل وتبادل الإنجازات والاختراعات والابتكارات والثقافات في خضم جائحة كورونا، وكل هذا ليس سوى حصيلة نهائية لاستراتيجية تنموية منظّمة قائمة على رؤية مستنيرة وواعية حددتها القيادة الإماراتية، وتم إطلاقها منذ سنوات عديدة، وهي استراتيجية تتمحور حول مفهوم التسامح، حيث يرتكز التسامح على الفن والسياحة والتعليم والعلوم، ويتم تطبيقه باستخدام أدوات الدبلوماسية الثقافية والإعلامية.

دبلوماسية ثقافية
وبينت أوليفا أن الثقافة تشكل ساحة للالتقاء والحوار بين الشعوب، وتساعد الجهود الموجَّهة لتعزيز الحوار المتبادل في التغلب على الخلافات وتسهيل التعارف بين الشعوب، لذلك، تُعتبر الدبلوماسية الثقافية الإماراتية أداة جيوسياسية، مضيفة أن الجناح الإيطالي في معرض إكسبو ركز على مشاريع التعليم والبحوث، وسعى إلى إنشاء كيان أكاديمي عربي-متوسطي ومركز بحوث تعليمي متقدم لرقمنة وإعادة بناء التراث الثقافي الذي دُمِّر أو لحقه الضرر في مناطق الحرب، وكيان أكاديمي آخر للبحوث والتدريب في مجال معالجة الأغذية.
وأوضحت كريستيانا أوليفا أن دولة الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا تتمتعان بعلاقة ثقافية قوية بفضل قنوات التبادل الثقافي المتعددة بين البلدين، كما أكد ذلك إنشاء أول معهد ثقافي إيطالي في دول مجلس التعاون الخليجي واتخاذ أبوظبي مقراً له، والذي يقف دليلاً على التزام إيطاليا بتطوير وتنويع علاقاتها الثقافية مع دولة الإمارات العربية المتحدة. كما يتمتع كلا البلدين بعددٍ من القيم المشتركة، بما فيها نشر ثقافة التسامح والسلام والتعايش، مبينة أن الحوار الثقافي بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيطاليا يتيح فهمًا أفضل لأصولنا، ويؤسس أرضية مشتركة ويبني علاقات ثقافية ودبلوماسية أكثر استقراراً.

علاقات دبلوماسية
من جانبه، قال ليوناردو مازوكو الباحث في إدارة الدراسات الاستراتيجية في «تريندز»، إنه على الرغم من أن الدور الإيطالي في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي تقلص في الفترة الماضية، فإن العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين إيطاليا ودول الخليج تعود إلى عقود ماضية عدة، بينما تروي تحركات روما الأخيرة في منطقة الخليج قصة عزم إيطاليا المتزايد على المساهمة في الحفاظ على بيئة بحرية آمنة حول منطقة دول مجلس التعاون الخليجي؛ ما يدل على الاهتمام الإيطالي المتزايد والوثيق بمنطقة الخليج.

حلول لوجستية
وذكر مازوكو أنه على الرغم من أن التبادلات التجارية بين إيطاليا ودول مجلس التعاون الخليجي لا تزال تتكيف مع الصدمات الناجمة عن جائحة «كوفيد -19» والصراع الروسي - الأوكراني، فإن بيانات وأرقام التبادل التجاري الخاصة بالنصف الأول من عام 2022 تشير إلى اتجاه إيجابي واعد يفوق التوقعات، مبيناً أن إيطاليا باعتبارها دولة تسعى إلى تحقيق اتصال قوي بممرات التجارة العالمية لتصدير سلعها ذات القيمة المضافة العالية مع تأمين الوصول المستقر إلى سلاسل التوريد لاستيراد منتجات الطاقة والمواد الخام، فهي تنظر باهتمام متزايد للحلول اللوجستية المتنوعة التي تقدمها دول الخليج.

مسار ثابت
وأشار الباحث بإدارة الدراسات الاستراتيجية في «تريندز» إلى أنه من غير المرجح أن يخضع مسار السياسة الخارجية الإيطالية في الشرق الأوسط لتغييرات جوهرية خلال فترة تولي حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة جورجيا ميلوني، مرجعاً ذلك إلى أن موقع إيطاليا الراسخ في المعسكر الأطلنطي والأوروبي، إضافة إلى فهم جورجيا ميلوني العملي للشؤون الدولية، يقودان الحكومة الإيطالية الجديدة إلى اتخاذ موقف مطمئن وواضح في السياسة الخارجية.

نشر المعرفة
إلى ذلك، زار وفد من شركة أبوظبي للإعلام جناح مركز تريندز المشارك في النسخة الـ 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، وضم الوفد: ايستيبان جوميز نادال المدير التنفيذي للتنمية في شركة أبوظبي للإعلام، وحمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، ونسرين فاخر رئيسة تحرير مجلة ماجد، وثمن الوفد النتاج البحثي والعلمي الرصين للمركز وإصداراته النوعية، كما تعرفوا إلى استراتيجية «تريندز» العالمية ورؤيته المستقبلية الهادفة إلى نشر المعرفة والمساهمة الفاعلة في إثراء التقدم البشري.