ترى تأثُّر المفهوم الجديد للحلف بالحرب الروسية - الأوكرانية

تريندز يكشف في دراسة حديثة أسباب تراجع قضايا الشرق الأوسط في أجندة حلف الناتو

تريندز يكشف في دراسة حديثة أسباب تراجع قضايا الشرق الأوسط في أجندة حلف الناتو


أكدت دراسة حديثة، أصدرها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن الاستراتيجية الجديدة التي تبناها حلف شمال الأطلسي "الناتو" للفترة ما بين الأعوام (2022- 2030)، تراجعت فيها قضايا الشرق الأوسط إلى مرتبة أدنى في سلم أولويات الحلف، وتأتي هذه الأولويات المستجدة امتداداً لقمة عُقدت في لندن في ديسمبر2019، تقرر فيها إصلاح المنظمة، لأول مرة منذ 70 عاماً، في الوقت الذي اعتبرت فيه الوثيقة الجديدة للحلف أن كلاً من روسيا والصين، والإرهاب، والهجمات الإلكترونية، والتقنيات التخريبية، والتأثير الأمني للتغير المناخي هي التهديدات الأكثر أهمية لأمن الناتو.

وذكرت الدراسة، التي حملت عنوان: "قضايا الشرق الأوسط في المفهوم الاستراتيجي لحلف الناتو 2022"، وأعدها الدكتور يسري أحمد العزباوي الباحث الرئيسي في إدارة الدراسات الاستراتيجية، وريم محسن الكندي الباحثة في نفس الإدارة بمركز تريندز، أن المفهوم الجديد للحلف تأثر بشكل كبير بالحرب الروسية -الأوكرانية، والتوترات المتزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي بين الصين والولايات المتحدة.

أمريكا والناتو
وأرجعت الدراسة السبب الرئيسي في تأخر صدور المفهوم الجديد لحلف الناتو، إلى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي كان أحد منتقدي الحلف، وهدد بالانسحاب منه عام 2018، مبينة أنه يجب الاستعداد لحقيقة أن دعم الناتو قد ينتهي بنهاية ولاية الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في حال فوز الجمهوريين في انتخابات عام 2024 وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إذ إن هذا التضامن الذي تم إحياؤه من جديد قد يصبح من الماضي.

وأوضحت أن منطقة الشرق الأوسط تقع ضمن المجال الجغرافي الذي حدده الفصل الخامس من معاهدة واشنطن التي أسست حلف الناتو، وقد كانت هناك أطر مؤسسية يمكن البناء عليها بين الجانبين مثل الحوار المتوسطي، ومبادرة إسطنبول لعام 2004، التي تشارك فيها أربع دول خليجية (الإمارات العربية المتحدة، وقطر، والكويت، والبحرين)، لكن هذه الأطر المؤسسية والمبادرات توقفت عند هذا الحد، ولم تشهد أي إشارة أو تطوير في المفهوم الجديد، مشيرة إلى أن حلف الناتو أبدى اهتماماً متزايداً بموريتانيا، إلا أن أي دولة في منطقة الشرق الأوسط لم تحظ بهذا الاهتمام، سواء في أعمال مؤتمر مدريد، أو من خلال الوثيقة الجديدة للحلف.

مصلحة استراتيجية
وبينت الدراسة أن المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف وضع شمال أفريقيا في منطقة ذات "مصلحة استراتيجية، على جناحه الجنوبي"، وبذلك تكون الخريطة الجديدة لسياسة الحلف العسكرية قد حددت لأول مرة، وبصريح العبارة، خط المواجهة الذي انزاح جنوباً نحو القارة السمراء، على الرغم من أن الجناح الشرقي لأوروبا والحلف، حيث الوجود الروسي في أوكرانيا، هو الذي نال الأهمية الكبرى في بيانات الحلف ووثائقه ومخططاته، المتفرعة عن قمته في مدريد، نهاية يونيو الماضي.

قضايا مؤثرة
ورأت الدراسة أنه على الرغم من عدم ذكر منطقة الشرق الأوسط إلا ثلاث مرات فقط في الوثيقة الجديدة لحلف الناتو، فإن هناك عدداً من قضايا الشرق الأوسط التي أشارت إليها، بعضها ذُكر بشكل مباشر، وبعضها الآخر تم الإشارة إليه ضمنياً، أو في إطار عام للقضية المؤثرة في أمن الحلف، وهي: "الصراع والهشاشة وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، وقضايا الإرهاب، ونزاع أسلحة الدمار الشامل، والأمن البحري، وأمن الطاقة، والتغير المناخي، والفضاء السيبراني"، بينما يوجد عدد من القضايا التي تقع في قلب الاهتمامات الجيوسياسية والأمنية لدول الشرق الأوسط، ومع ذلك لم تجد اهتماماً يذكر في المفهوم الجديد للحلف، ومنها: "عملية السلام الفلسطيني - الإسرائيلي، وتراجع الاهتمام بمواجهة الأصولية الإسلامية، والهجرة غير النظامية، وأمن الخليج العربي".