مكانة المؤسسة الدينية تتراجع بشكل أكبر

تقرير أمريكي: حتى كورونا لن ينقذ النظام الإيراني

تقرير أمريكي: حتى كورونا لن ينقذ النظام الإيراني


لفت الباحث راز زيمت، في تقرير بموقع “ذا أتلانتك كاونسل”، إلى تراجع مكانة رجال الدين والمؤسسة الدينية في إيران بشكل كبير مع انتشار جائحة فيروس كورونا في البلاد، خاصة في ظل تزايد النزعة العلمانية في المجتمع.
 وكان للاعتبارات الدينية الإيديولوجية تأثير عميق على قرار السلطات الإيرانية تجنب إغلاق المؤسسات الدينية لمواجهة انتشار فيروس كورونا؛ إذ عارضت المؤسسة الدينية توصيات وزارة الصحة بإغلاق الأضرحة الدينية في قم وفرض الحجر الصحي على المدينة التي تحولت إلى مركز للوباء في إيران.

إغلاق الأضرحة الدينية
ولكن بعد انتشار الوباء بشدة، اضطرت السلطات الإيرانية إلى إظهار المرونة، وللمرة الأولى منذ الثورة  عام 1979، أُلغيت صلاة الجمعة في جميع أنحاء إيران وأُغلقت الأماكن المقدسة في مدينتي قم ومشهد، بل وسمحت طهران أيضاً بإعادة فتح مصنع للكحول، تم إغلاقه منذ الحظر الذي فرض على استهلاك الكحول عام 1979، نتيجة وفاة مئات من الأشخاص الذين شربوا الميثانول في محاولة لعلاج أنفسهم من فيروس كورونا.
ويُشير الباحث إلى أن قرار إغلاق الأضرحة الدينية قد أثار الكثير من الجدل وردود الفعل الغاضبة من المتشددين الذين اعتبروه إهانة للإسلام. وقد حاول عشرات الأشخاص اقتحام المساجد المغلقة واشتبكوا مع قوات الأمن، وقاموا بلعق الأضرحة المقدسة في قم ومشهد لإثبات أن الأماكن المقدسة مُحصنة ضد الفيروس.
ويلفت التقرير إلى أن نظام الملالي في طهران يعارض أي شخص أو جماعة يعتبرها تهديداً لاحتكاره للدين، فعلى سبيل المثال، تم قمع نظام نعمة الله جونابادي، أكبر نظام صوفي في إيران، لأنه يعتقد أنه يجب الفصل بين الدين والسياسة.
ورغم ادعاء نظام الملالي بمواجهة الخرافات والمعتقدات التي تقوض أساس الإيمان وأساس العقل، إلا أن كبار المسؤولين الإيرانيين، بما في ذلك المرشد الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي، يواصلون نشر نظريات المؤامرة والخرافات. وعلى سبيل المثال أشار خامنئي، في خطابه بمناسبة عيد النوروز (رأس السنة الفارسية)، إلى مجموعتين من الأعداء: البشر وجيش الجن، وهذا الأخير عبارة عن كائنات خارقة غير مرئية لديها قوى تدميرية خارقة، تعمل جنباً إلى جنب مع أعداء آخرين.

تراجع مكانة المؤسسة الدينية
وبحسب التقرير، لا يزال الوقت مبكراً لتقييم تأثير فيروس كورونا على مكانة المؤسسة الدينية في إيران، ولكن على الرغم من أن العديد من الإيرانيين يلجؤون إلى الدين في الأوقات العصيبة ويعتبرونه مصدراً للحماية من الأمراض خاصة في أوقات الأزمات، إلا أن مكانة المؤسسة الدينية تتراجع بشكل أكبر، خاصة في ظل تزايد النزعة العلمانية التي يشهدها المجتمع الإيراني في العقود الأخيرة والمصحوبة بزيادة الاغتراب بين الجمهور وملالي طهران.
ويرى الباحث أن التسييس المفرط للدين في إيران، وإخفاق نظام الملالي في حل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة، فضلاً عن انتشار الفساد على نطاق واسع قد أدى إلى تراجع جاذبية رجال الدين. وتعكس تصريحات رجال الدين الإيرانيين قلقهم المتزايد من التراجع المستمر لمكانتهم بشكل عام؛ بسبب ضلوعهم في الشؤون السياسية التي أضرت بسمعتهم لدى العديد من المواطنين الذين باتوا الآن غير مستعدين حتى للترحيب بهم في الشارع.
ويخلص الباحث أنه على المدى القصير، ربما يعزز فيروس كورونا المعتقد الديني بين الإيرانيين العاديين، ويواصل ملالي طهران جهودهم للحفاظ على صورة إيجابية للدولة الدينية تتماشى مع العقل والعلم. ولكن من المستبعد إلى حد كبير أن تنجح هذه المحاولات في تحسين صورة رجال الدين  الذين استأثروا بالسلطة طوال العقود الأربعة الماضية، خاصة مع تضاؤل ثقة الجمهور في المؤسسة الدينية التي يعتبرها العديد من الإيرانيين مسؤولة عن معاناتهم.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot