انخفاض ملحوظ في أعداد القوات في 4 دول

تقرير: مطلوب جنود جدد لجيوش أوروبا

تقرير: مطلوب جنود جدد لجيوش أوروبا


يُسلط تقرير تحليلي لصحيفة «فايننشال تايمز» الضوء على انخفاض ملحوظ في أعداد القوات في المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، بينما يطرح تساؤلا: ما الذي قد يجعل المزيد من الناس ينضمون إلى الخدمة؟.
في ألمانيا مثلاً، وعلى الرغم من وجود 181000 جندي نشط، إلا أنه أقل من الهدف المُعلن لعدد الجنود الذي أقره الجيش بـ 20000 جندي على الأقل، وهذا العجز هو أحد أكبر أزمات الجيوش في أوروبا.
تقول الصحيفة إن المملكة المتحدة أخطأت كذلك بأهداف التجنيد العسكرية السنوية على مدار العقد الماضي، وفي العام الماضي فقدت قواتها البرية 4000 جندي. بينما لا تزال القوات المسلحة الفرنسية، وهي الأكبر في أوروبا مع 203850 رجلا وامرأة، أقل مما يقول الجنرالات إنه العدد المطلوب، وانخفضت بنسبة 8% منذ عام 2014. وفي إيطاليا، تضاءل حجم الجيش من 200,000 قبل عقد من الزمن إلى 160,900 اليوم.

مواجهة روسيا
وعلى الورق، يضم حلفاء الناتو الأوروبيون 1.9 مليون جندي، وهو ما يكفي على ما يبدو لمواجهة روسيا (1.1 مليون جندي و 1.5 مليون جندي احتياطي). لكن في الواقع، ستكافح قوى الناتو الأوروبية من أجل إلحاق أكثر من 300,000 جندي بالصراع — وحتى ذلك الحين، سيستغرق ذلك شهوراً من التحضير، كما يقول المحللون للصحيفة.
يقول كاميل غراند، الزميل المتميز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وحتى عام 2022، والأمين العام المساعد لحلف الناتو: «لقد خلق ذلك ثغرات. وباستثناء اليونان وتركيا، شهدنا تقلصاً في القوات في جميع أنحاء القارة عاماً بعد عام».
في بعض النواحي، تعد الأرقام مقياساً فظاً للقوة العسكرية، كما أظهرت الأيام الأولى للهجوم الروسي لأوكرانيا. ولكن حتى في الجيوش المتقدمة تقنيا، لا تزال الكتلة حرجة إذا كانت هياكل القوة هزيلة لدرجة أنها تتمتع بقدرة محدودة على امتصاص الخسائر.
وبالتالي، فإن تجنيد المزيد من الجنود الأوروبيين إلى أجنحة الناتو هو أكثر أهمية في وقت لا يمكن فيه ضمان الدعم الأمريكي، كما يقول غراند.
ويضيف «إذا كانت هناك أزمة، فنحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على إقناع الجانب الروسي بأن ليس الجيش البولندي الوحيد الذي يقف في طريقهم، ولكن (سلاح الفرسان) قادم، وهو ذو مصداقية».

مشكلة قديمة
وتشير الصحيفة إلى أن مشكلة تقلص القوى العاملة العسكرية معروفة منذ سنوات. في عام 2013، قبل ثلاثة أشهر فقط من استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، أعطى السير نيكولاس هوتون، رئيس أركان الدفاع البريطاني آنذاك، تحذيراً علنياً بشكل غير عادي بشأن المشكلة التي تواجهها البلاد نتيجة نقص القوات.
وقال إن هيكل القوات البريطانية يخاطر بأن يكون «غير متماسك استراتيجيا»، في محاضرة في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في المملكة المتحدة، مضيفا: «معدات رائعة، ولكن موارد غير كافية لتشغيل تلك المعدات أو التدريب عليها».
ومنذ ذلك الحين، تقلص الجيش البريطاني بنسبة 19% أخرى، ليصل إلى حوالي 138,000، وفقا لأحدث أرقام وزارة الدفاع. ومع ذلك، فإن وزارة الدفاع اليوم لديها ميزانية أكبر بنسبة 20% بالقيمة الحقيقية، وهي زيادة يحتفل بها السياسيون بانتظام كمقياس للالتزام بالأمن القومي.
 ووفقاً لبن باري، وهو عميد سابق وزميل أقدم في معهد الدراسات الإسلامية، فقد كان من المناسب سياسيا التركيز على الميزانيات المعززة وبرامج المشتريات المثيرة للإعجاب، لكن قلة من صانعي القرار الوطنيين أرادوا التعامل مع التحدي الأكثر صعوبة المتمثل في ضم المزيد من المواطنين للقتال.

نقطة تحول حرجة
يقول باري: «نحن نقف على أعتاب نقطة تحول حرجة للتكتل.. إنها حلقة مفرغة. إذا كنت تعاني من نقص في عدد الموظفين، فهناك مرونة أقل فيما يمكن أن يفعله موظفوك، ولديك وقت أقل لإرسالهم إلى التدريب وما إلى ذلك. ثم يصبح شعبك محبطاً أكثر فأكثر».
وتشير الصحيفة إلى أنه بالنسبة لمعظم فترة ما بعد الحرب الباردة، فقد كانت الجيوش الأصغر منطقية.
ولا تزال فرنسا وبريطانيا، القوتان المقاتلتان الأكثر قدرة في أوروبا، إذ تشكلان قوتين قتاليتين «استكشافيتين» تهدف قدراتهما إلى عمليات نشر قصيرة ومستهدفة في المسارح الخارجية.
كلاهما يتكيف الآن لمحاولة وضع أنفسهم لمواجهة التهديد الروسي، الذي هز بشكل جذري فكرة الدول الغربية عن نوع الحرب التي يحتاجون إلى الاستعداد لها. لكن البعض يخشى أنهم ما زالوا مختبئين بسبب التجربة السابقة، بينما قبلوا الحجم المتضائل كحقيقة لا يمكن تغييرها.

التحضير للمهمة
يقول أحد كبار ضباط الناتو الذي طلب عدم ذكر اسمه للصحيفة: «استوعبنا هذا الأمر، لكن ما نحتاج إلى القيام به كجيوش هو التحضير للمهمة التي يتعين علينا القيام بها، وليس المهمة التي يمكننا القيام بها حاليا، إذ لا بد من نقاش صريح حول معدلات الاستنزاف المحتملة كنقطة بداية».
لم يكن معدل الاستنزاف مهماً عندما كانت معظم العمليات تتعلق باستقرار المواقع البعيدة، كما يقول كريستيان إمشلينغ، رئيس مركز الأمن والدفاع في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية. «نحن نتحدث الآن عن الاستعداد لحالات القتال حيث تعود مشاكل مختلفة مثل: بعد أسابيع من القتال، قد ينقص من وحدات جيشك المحترف 50% بينهم قتلى أو جرحى.. ماذا سنفعل حينها؟ لقد تجاهلنا كيف سنكون مستعدين لهذا الوضع».
وبعيداً عن الأرقام الرئيسية، فإن تضاؤل الكتلة يعني أن الأدوار الماهرة «الحرجة» مثل تلك الموجودة في الطب والاتصالات والهندسة والأمن السيبراني معرضة بشكل خاص للخسائر كما تقول الصحيفة يقول إمشلينغ: «بمجرد أن تبدأ في فك مشكلة الأرقام هذه، تجد أنه بعد كل باب، يوجد باب آخر به مشكلة أخرى خلفه». يقول أليساندرو مارون، خبير الشؤون العسكرية في معهد روما للشؤون الدولية، إنه في الماضي، كانت الحياة العسكرية الإيطالية «تنافسية تماماً» مع الخيارات الأخرى في سوق العمل الإيطالي، ولم يكن لدى القوات المسلحة نقص في المجندين الراغبين.

اهتمام أكثر بالجنود
لكن اليوم، يتمتع الشباب الإيطاليون بفرص أكثر بكثير وهي مشكلة أبرزها بشكل واضح بين الخريجين الذين يتمتعون بنوع من المهارات عالية التقنية التي تتطلبها الحرب الحديثة، والذين يمكنهم بسهولة العثور على وظائف أكثر ربحاً توفر إمكانية تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة. يقول مارون: «اعتاد جيل الشباب على السفر والدراسة في الخارج والبحث عن وظائف ليس فقط في إيطاليا.. يمكن للأشخاص الذين يتمتعون بمهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أو التكنولوجيا العثور على وظائف أفضل في القطاع الخاص، لا يوجد حل سهل».  يقول باري من معهد الدراسات الإسلامية: «المزيد والمزيد من الناس في أوروبا يعترفون بضرورة خدمة القوات المسلحة.. علينا فقط أن نعمل على كيفية جعل المهنة في العمل العسكري سهلة للناس».
ويضيف أن «الفرق بيننا وبين بوتين هو أن الأمر بالنسبة لنا لا يتعلق فقط بعدد الموظفين.. نحن لا نعطي الناس زيا رسميا ونرسلهم إلى الموت.. نحن نهتم بجنودنا. .علينا أن نتواصل بشكل أفضل، لكن في النهاية أعتقد أن لدينا وقتا في صالحنا.»

 

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot